تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم_ ارجوا التثبيت


ابوالوليد الغامدي
15/03/2008, 11:13 PM
قال تعالى في حق الصحابة : ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) الأنفال 74 . وقال تعالى في الصحابة والتابعين لهم : ( والسابقون الأولون من المهجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) التوبة 100 .

اياكم وسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3673


من هو الصحابي
معنى الصحابة اصطلاحا

يقول ابن حجر العسقلاني الشافعي بالحرف : " الصحابي من لقي النبي ( صلى الله عليه وآله ) مؤمنا به ومات على الإسلام "


الخلفاء الراشدون هم بالترتيب:
أبو بكر الصديق
عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي أبو بكر الصديق، هو صحابي ممن رافقوا النبي محمد بن عبدالله منذ بدء الإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له. أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة. أمه سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. ولد سنة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالي ثلاثة سنوات [1]. كان سيداً من سادات قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية، بل كان حنفياً على ملة إبراهيم [2]. وكان من أوائل من أسلم من أهل قريش. وهو والد عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول محمد. ساند محمد بكل ما يملك في دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة. [1]

سمي بالصديق لأنه صدق محمد في قصة الإسراء والمعراج, وقيل لأنه كان يصدق النبي في كل خبر يأتيه؛ وقد وردت التسمية في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عند أهل السنة والجماعة. وكان يدعى بالعتيق والأوّاه. وعن سبب تسميته أبو بكر قيل لحبه الشديد للجمال.

بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفي في يوم الاثنين في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة




عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي
عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق هو ثاني الخلفاء الراشدين وأول من نودي بلقب أمير المؤمنين فكان الصحابة ينادون أبا بكر الصديق بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فاتفق الصحابة على تغيير الاسم إلى أمير المؤمنين ، كان من أصحاب محمد بن عبد الله رسول الإسلام. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري.

عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر
ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. وكنيته ذو النورين. وقد لقب بذلك لأنه تزوج أثنتين من بنات الرسول : رقية ثم بعد و فاتها أم كلثوم.


علي بن أبي طالب
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي (13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 28 فبراير 661م)، ابن عم محمد بن عبد الله نبي الإسلام، من آل بيته، وأحد أصحابه. وهو رابع الخلفاء الراشدين لدى.

أبوه أبو طالب بن عبد المطلب أحد سادات قريش، وأمه فاطمة بنت أسد الهاشمية. ولد في مكة، وتربى في بيت النبي محمد، وأسلم قبل الهجرة النبوية، حيث يعده المسلمون ثاني أو ثالث من آمن بمحمد. هاجر إلى المدينة المنورة وتزوج بفاطمة بنت محمد. بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر حتى قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661م.
ومنهم ايضا

جعفر بن أبي طالب - جعفر الطيار - أبو المساكين
أم حــــرام - شـهــيــدة الـبــحــر
عبدالله بن عباس - حبر الأمة - ترجمان القـرآن
سعد بـن أبـي وقـاص - الأسـد فـي براثنـه
عبـدالله بـن الزبـيـر - حمـامـة المسـجـد
حمزة بن عبدالمطلب - أسد الله - سيـد الشهـداء
ثابـت بــن قـيـس - خطـيـب رســول الله
أسمـاء بنـت عميـس - صاحبـة الهجرتـيـن
نسيبـة بنـت كعـب الأنصاريـة - أم عـمـارة
العبـاس بـن عبدالمطلـب - ساقـي الحرميـن
الزبيـر بـن العـوام - حــواريُ رســول الله
أبو عبيدة عامـر بـن الجـراح - أميـن الأمـة
عبدالرحمـن بـن عـوف - تـاجـر الرحـمـن
حنظلـة بـن أبـي عامـر - غسيـل الملائـكـة
خالـد بـن الولـيـد- سـيـف الله المسـلـول
زيــد بــن حـارثـة - حِــبُ رســول الله
أسامـة بـن حارثـة - الحِـبُ بــن الـحِـب
حفصـة بـنـت عـمـر - حـارسـة الـقـرآن
خبيـب بـن عـدي - بطـل فــوق الصلـيـب
الحسـن والحسـيـن - ريحانـتـي الـرسـول
بــلال بــن ربــاح - مــؤذن الـرســول
حسـان بــن ثـابـت - شـاعـر الـرسـول
رقية بنت الرسول عليه السـلام - ذات الهجرتيـن
فاطمة بنت الرسـول عليـه السـلام - الزهـراء
عبدالله بـن عبـد نهـم المزنـي - ذو البجاديـن
عكرمـة بـن أبـي جهـل - الراكـب المهاجـر
عمرو بن العاص - داهية العرب - أرطبون العرب
أسمـاء بنـت أبــي بـكـر- ذات النطاقـيـن



أسماء العشرة المبشرين بالجنة

أبو بكر الصديق

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

على ابن ابى طالب

الزبير بن العوام

سعيد بن زيد

ابو عبيده بن الجراح

طلحه بن عبيد الله

عبد الرحمن بن عوف




صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم

*
الدفاع عنه : -

*لقد خاض الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الدعوة المباركة حرباً شرسة دائمة مع الكفار ، وأخذت الدعوة المحمدية تغزو معاقل الشرك وتجتث عروش المشركين ، فقابلها الكفار بمحاولة إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم والتعرض له في كل مكان حتى أنه لم يسلم من إيذائهم حتى وهو قائماً يصلي في محرابه ، وكان المسلمون يدافعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وينافحون عنه ، ويبذلون أنفسهم فداء له فهذا أبو بكر الصديق خليل رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في ناحية من نواحي المسجد الحرام إذا به يبصر عقبة بن أبي معيط أحد رؤوس الكفر متجها صوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ؛ فأخذ أبو بكر يترقبه فإذا هو يخلع ثوبه ويضعه حول عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخنقه ، فما أن رأى ذلك حتى انطلق كالسهم تجاه هذا الكافر ، ثم أخذ بمنكبه ودفعه دفعة شديدة ، ونجا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كيده ، ثم أخذ يردد الآية الكريمة : ] أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ [


* خوفهم من فراقه :

ومن حبهم رضوان الله عليهم له خوفهم من فراقه ، ومن يألفه عليه الصلاة والسلام ، ويتعامل معه فلا شك أنه سيجزع لفراقه فهو مصدر أمن وأمان لأصحابه كيف لا وهو الذي قد أنقذهم من جاهليتهم العمياء إلى نور الإسلام المبين ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعاملهم كل حسب طبعه وسنه فهو الأب الحاني لكل طفل وهو الأخ العائن لكل مسلم ، وهو النصير المساعد لكل محتاج وهو السند والذخر لكل يتيم .


*- تفضيله عليه السلام على مَن سواه :

ومن حبهم له صلى الله عليه وسلم تفضيلهم إياه على أهليهم وذويهم بل أيضاً على أنفسهم ؛ وهذا ما أمر الله به المسلمين جميعاً ، أخرج الطبراني عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : لما كان يوم أُحد حاص أهل المدينة حيصة وقالوا : قُتِل محمد ، حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة ، فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم ، استقبلت بهم أولاً ، فلما مرَّت على أحدهم قالت : من هذا ؟ قالوا : أبوك ، أخوك ، زوجك ، ابنك ، تقول : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : أمامك ، حتى دُفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ، ثم قالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لا أبالي إذا سلمت من عطب .

*التنافس في محبته :

ومن صور إخلاصهم رضوان الله عليهم في محبته عليه الصلاة والسلام ، السعي والتنافس في محبته ، فكل منهم حريص أن يفوز بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له أكثر من غيره وهكذا اجتهدوا رضوان الله عليهم في محبته وإخلاص النية في وده . روى أسامة بن زيد عن أبيه قال : " اجتمع علي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال علي : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله قال أسامة : فجاءوا يستأذنونه . فقال : أخرج فانظر من هؤلاء فقلت : هذا جعفر وعلي وزيد فقال : إئذن لهم فدخلوا ، فقالوا : يا رسول الله من أحب إليك ؟ قال : فاطمة ، قالوا : نسألك عن الرجال فقال : أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك وإنك مني وشجرتي ، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني ، وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي " ففضل زيداً وكرَّم الآخرين .


*تقبيلهم جسده الطاهر :

ومن حبهم له تقبليهم جسده الطاهر ، فعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف المسلمين إذ لامس بطن سواد بن غزية بجريدة كانت بيده فانتهز سواد تلك الفرصة وقال : لقد أوجعتني يا رسول الله !! فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف وقال : " استقد مني يا سواد " . فأسرع سواد فاحتضن رسول الله ثم جعل يقبل كشحه ، ثم قال : يا رسول الله ، لقد ظننت أن هذا المقام هو آخر العهد بك ، فأحببت أن يمس جلدي جلدك كي لا تمسني النار .. !! .

* فداؤهم له :

ومن صدق حبهم له أنهم كانوا يتلذذون بأصناف العذاب في سبيل نجاة النبي صلى الله عليه وسلم وسلامته من الأخطار. بل إنهم لا يكادون يتصورون راحتهم وهناءهم حال إيذائه وتعذيبه . ومن ذلك قصة زيد بن الدثنة ، عندما ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه ، فبعثه مع مولى له يقال له نسطاس إلى ( التنعيم ) ، وأخرجه من الحرم ليقتله ، واجتمع رهطاً من قريش ، فيهم أبو سفيان بن حرب ، فقال له أبو سفيان - حين قدم ليقتل - : أنشدك بالله - يا زيد - أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه ، وإنك في أهلك ، قال : والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي !! فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ثم قتله نسطاس .


*امتثال أمره :

ومن عظيم حبهم له امتثالهم أمره في كل ما يقول ، وسماع رأيه وإجابة ما يأمر به والانتهاء عما ينهي عنه ، وذلك من صدق حبهم رضوان الله عليهم له . فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة رضى الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو يخطب ، فسمعه وهو يقول : " اجلسوا " فجلس مكانه خارجاً عن المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته ، فبلغ ذلك النبي فقال له : " زادك الله حرصاً على طواعية الله وطواعية رسوله " .



*هذه خلاصة مقتضية لصور من حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، لعلها تكون لنا نِبراساً يضيء لنا الطريق ، فنحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبع هديه عليه السلام ونتجنب ما نهى عنه .

عطر الحروف
16/03/2008, 12:21 AM
ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول صلى الله عليه وسلم ؛ كما وصفهم الله به في قوله تعالى : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=59 &nAya=10)[ الحشر: 10 ] وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (http://www.d-sunnah.net/final/www/takhreeg/book44/Hits100985.htm).
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ] .



(الشرح) قوله: (فصل: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم...):

هذا الفصل تكلم فيه المؤلف رحمه الله عن الصحابة وأطال فيه وفصَّل.

والسبب في ذلك أن الرافضة ابتلوا بسب الصحابة، وتسلطوا عليهم، فصاروا يكفرونهم ويضللونهم . وحيث إن الصحابة هم الواسطة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الطعن فيهم طعن في الشرع كله؛ وذلك لأننا بواسطتهم عرفنا الإسلام، فهم الذين نقلوا لنا القرآن، ونقلوا لنا الأحاديث بعد أن سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين نقلوا الأعمال التي عملها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في زمنه، فهم الذين نقلوا لنا الحلال والحرام والفرض والواجب والمستحب والمكروه، وهم الذين نقلوا لنا الأذان على هذه الهيئة، والمواقيت علي تلك الكيفية، والصلوات على هذا العدد وكذلك بقية الأعمال، كالصوم والجهاد والحج وما أشبهه.
كل ذلك إنما تلقاه المسلمون بواسطة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما كان كذلك كان الطعن عليهم طعنا في الإسلام، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالتبليغ لمن بعدهم وقال: ليبلغ الشاهد منكم الغائب (http://www.d-sunnah.net/final/www/takhreeg/book44/Hits100986.htm)وقال: بلغوا عني ولو آية (http://www.d-sunnah.net/final/www/takhreeg/book44/Hits100987.htm).

وحيث إن الصحابة هم الذين قرءوا القرآن بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك سمعوا أحاديثه، ورأوا أفعاله وأعماله ونقلوها لمن بعدهم، وتقبلتها الأمة التي نقلت عنهم، فإن إجماع الأمة على ثقتهم وعلى عدالتهم وعلى قبول رواياتهم، تزكية لهم.

فالتابعون قبلوا منهم فدل على أنهم أهل أن تقبل منهم روايتهم، وكذلك أبناؤهم وتلامذتهم قبلوا منهم وزكوهم، ثم اتفق أئمة الجرح والتعديل على أن الصحابة لا يجوز الطعن فيهم، تقبل روايتهم كلهم، فقالوا: إن الصحابة كلهم عدول، فليس في الصحابة من يُطعن فيه، لا في عقيدته، ولا لبدعة فيه، ولا لسوء حفظ، ولا لتهمة بكذب، بل مع كثرة التتبع لأحاديثهم، شهدوا لهم بأنهم أهل العدالة والأمانة والذكاء، والحفظ والصدق، فلم يردوا رواية واحد منهم متى ثبتت عنه، فتزكية الأمة لهم دليل على عدالتهم.

أما أسباب الطعن فيهم فقد حدثت من الرافضة، وكان الرافضة أولا ما بلغوا إلى درجة السب واللعن، كان منبعهم من العراق وذلك لأنه في زمن بني أمية، ابتلي بعض الولاة بسب علي رضي الله عنه على المنابر، وبتنقصه وعيبه، وبتزكية ولاة بني أمية والشهادة لهم، فكان هناك بعض من يحب عليا محبة شديدة من أهل العراق الذين أسلموا على يديه، وتعلموا على يديه، فكانوا يسمعون هذا السباب وهذا اللعن فيسوؤهم ويحزنهم، ولا يجدون مجالا للإفصاح بما في نفوسهم، ولا يستطيعون الرد على أولئك الولاة والأمراء مخافة الضرب والتعذيب.

ففكروا في إنشاء جماعات فيما بينهم، يجتمعون في بيت أحدهم، ويتذاكرون فضائل علي رضي الله عنه وآثاره الحسنة ومزاياه، ثم دخل معهم بعض الجهلة، وصاروا يسمعون هذه الفضائل ثم أخذوا ينقلونها إلى غيرهم ممن هم على نِحْلَتِهِم، وكان من بين هؤلاء من استحل المبالغة والكذب والزيادة، وحملتهم محبتهم لأهل البيت- علي وذريته- على أن يزيدوا، فزادوا في فضائله وفضائل أهل بيته ما ليس بصحيح، فسمع هذه الأكاذيب بعض الجهلة والدهماء فاعتقدوا أنه أفضل من الخلفاء، فعند ذلك طعنوا في الخلفاء، وأصبحوا يتتبعون أخطاء الخلفاء أو ما يظنونه هم أخطاء ويطعنون عليهم بسببها، ثم زاد الأمر، فلم يتركوا واحدا من الصحابة إلا سبوه وكذبوا عليه، ورموه بمفتريات وطعنوا فيه بطعون.

فمنهم من وصل طعنه إلى الخلفاء الراشدين، وسيأتينا قي هذه العقيدة- إن شاء الله- بيان تزكية أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لهم، وهو قدوة هؤلاء والمُعَظَّم عندهم. وتجاوز آخرون ذلك فغلوا في علي وادعوا أنه أحق بالرسالة،، وزعموا أن جبريل أُمِرَ بأن ينزل بالوحي على عليٍّ ولكنه صرف الوحي إلى محمد ولذلك يقولون: خان الأمين، وصدها عن حيدر
الأمين هو جبريل وحيدر هو علي ؛ بمعنى أن جبريل انحاز وصرف الرسالة والوحي من حيدر إلى محمد صلى الله عليه وسلم .

وجاء شيطان آخر فأوقعهم فيما هو أكبر من جعل الرسالة لعلي وهو ادعاء الإلهية فيه، أي أن عليا هو الله وهو المعبود، وقد قيل ذلك في حياة علي رضي الله عنه، وكان أول من قال بذلك هو عبد الله بن سبأ وكان يهوديا دخل في الإسلام زندقة ليفسد على المسلمين دينهم وعبادتهم وإسلامهم ، فانخدع به أناس كثير وقال لهم: اسجدوا لعلي فإنه ربكم، فلما خرج عليٌّ مرة سجدوا له كما يسجدون في الصلاة ، فسألهم وقال: ما بالكم؟ قالوا: أنت إلهنا.

عند ذلك استتابهم فأبوا أن يتوبوا، فحفر لهم أخاديد وأوقد فيها نارا، ومن لم يتب قذفه في النار وأحرقه، فتمسكوا بعقيدتهم أكثر وقالوا: الآن أيقنا بأنك إله لأنك عذبت بالنار، ولا يعذب بالنار إلا رب النار!! وكانوا يقذفون بأنفسهم في تلك النار ويقولون: وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=20 &nAya=84)[ طه: 84] فأنكر عليهم علي ذلك وخَدَّ لهم الأخاديد وجعل يقول:

لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا أججت ناري ودعوت قنبرا

وقنبر هو غلام علي رضي الله عنه.
فالحاصل أن هذه العقيدة- وهي اعتقادهم أن عليا هو الله- لم تقتصر على ابن سبأ ومن كان في زمنه بل لا يزال من يعتنقها إلى الآن في فرقة يقال لهم: القرامطة والباطنية من غلاة الرافضة، يزعمون أن عليا هو الله، وأن محمدا هو الرسول، وأن سلمان هو ملك الوحي، وكانوا من الفرس فغلوا في سلمان لأنه فارسي منهم .

وزاد غلوهم حتى إنهم كانوا يقولون: أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين، ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين، ولا مندوب له إلا سلمان ذو القوة المتين.
فالحاصل أن أول أمر الرافضة كان تفضيلا لعلي وبحثا في فضائله وجمعا لها، فدخل معهم بعض الجهلة فولدوا أكاذيب وسبوا الصحابة، وقالوا: إن الصحابة أعداء له، ولا يتم حبنا لعلي إلا إذا أبغضنا كل الصحابة؛ لأنهم أعداء لعلي وزادت طائفة أخرى فوصل بهم الأمر إلى أن جعلوه أولى بالرسالة، وزادت طائفة أخرى إلى أن جعلوه إلها وخالقا وربا فتعالى الله عن ذلك .

والذين يعبدونه الآن لا يقتصرون عند هذه العقيدة، فإنك تسمعهم في المطاف يطوفون بالبيت وهم يدعونه، ونسمعهم وهم في عرفة التي هي الموقف الأعظم ومعهم كتب قد يبلغ الواحد منها مجلدا كبيرا، ليس فيه إلا دعاء علي ووصفه بأوصاف لا يستحقها إلا الخالق؛ يا علي الذي يملك الخلق والأمر، يا علي الذي يملك النفع والضر، يا علي الذي يملك العطاء والمنع، يا علي الذي يتصرف في الكون كيف يشاء.
وإذا تأملت تلك الأوصاف فإذا هي متفرعة عن عقيدة الذين يزعمون أنه هو الله.

فالحاصل أن المسلمين اهتموا بذكر فضائل الصحابة ليردوا بذلك عقيدة الرافضة ونحوهم.

والرافضة يسمون أنفسهم شيعة، يعني أنهم شايعوا عليا أي أنهم أشياعه وأعوانه وأحبابه وأنصاره، ولكن أهل السنة والجماعة يسمونهم رافضة، فأهل الإسلام قلوبهم سليمة لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم؛ لأن الله تعالى مدحهم بذلك في قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=59 &nAya=10)[ الحشر:10].

فطلبوا من ربهم ألا يجعل في قلوبهم غلا لأهل الإيمان، ومن المعلوم أن أولى الناس بالإيمان من هذه الأمة هم الصحابة لسبقهم وفضيلتهم، فكل من جاء بعدهم داعيا لهم فهو من أهل هذه الآية، ومن جاء بعدهم مكفرًا لهم فليس من أهل هذه الآية، ولا يستحق الثناء ولا المدح المذكور في هذه الآية .

الرافضة يزعمون أن الصحابة قد خانوا في القرآن، وقد كتموا منه، وأخفوا منه شيئا كثيرا، أخفوا أكثر من ثلثيه، وستروا فضائل أهل البيت وفضائل علي رضي الله عنه.
وكل ذلك كذب؛ لأن عليا رضي الله عنه إنما كان يصلي بهذا القرآن، وحفظ عنه الصحابة القرآن، فكيف يكون هناك قرآن لم يقرأه وهو يعرفه.

كذلك المسلمون يحفظون وصية النبي صلى الله عليه و سلم في أصحابه حيث أوصاهم بأصحابه خيرا، ثبت أن عبد الرحمن بن عوف كان من السابقين الأولين، وخالد بن الوليد كان من الذين أسلموا متأخرين في سنة ثمان، تَسَابَّا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لخالد لا تسبوا أصحابي- يعني القدماء- فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه (http://www.d-sunnah.net/final/www/takhreeg/book44/Hits100988.htm)والمد هو ربع الصاع، والنصيف يعني نصف المد؛ يعني لو أنفقتم ذهبا مثل جبل أحد الذي يضرب به المثل في الكبر، أنفقتموه في سبيل الله، وأنفق أحدهم مدا أو نصف مد من طعام لكان ذلك أفضل؛ وذلك لأنهم تبعوا الرسول في زمن الشدة، وصبروا على البلوى وعلى الأذى، وأنفقوا وهم محتاجون إلى مَن ينفق عليهم، وتركوا أموالهم وأولادهم وبلادهم لله تعالى، فكيف يقاس بهم غيرهم؟ وهذا أيضا يلحق به غيرهم، فإن كل الصحابة الذين أسلموا مع الرسول وناصروه لهم فضل الصحبة.

فالحاصل أن أهل السنة يحفظون وصية النبي صلى الله عليه وسلم هذه لأصحابه، ولذلك فإنهم يعترفون بفضل الصحابة رضي الله عنهم.
الواجب نحو أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر فضائلهم

فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين (إمام من أئمة أهل السنة) (http://www.d-sunnah.net/authors/view/id/11/s/1/)
بارك الله في الجهود المبذولة من الأخ عقاب 00جعلها الله في موازين حسناتك 00وإن شاء الله يتم التثبيت 00

http://tinypic.com/ivbe4p.gif

ابوالوليد الغامدي
16/03/2008, 01:17 AM
اهلا بك عطر الحرووف فعلا عطرتي موضوعي باشرافك
شكرا على لك