علي مبارك الزهراني
23/03/2008, 07:52 AM
استمدت جمال مبانيها من صخور الجرانيت "السياحة" تبدأ مشروع تأهيل قرية ذي عين في الباحةhttp://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2732/2303.mis.p34.n2.jpg
لوحة إرشادية توضح إغلاق قرية ذي عين الأثرية في الباحة الرياض: حسين بن مسعد
أغلقت الهيئة العليا للسياحة قرية ذي عين الأثرية الواقعة في منطقة الباحة في قطاع تهامة جنوب مدينة الباحة مؤخراً، تمهيدا لإعادة تأهيلها لتكون جاهزة للزوار والمصطافين، وذلك ضمن برنامج تنمية القرى السياحية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وقامت الهيئة العليا للسياحة بدراسة كاملة لأوضاعها ولاحظت من خلالها أن القرية أوشكت على الانهيار نتيجة للعوامل المناخية المتعددة ولتعرضها لأياد خفية تحاول إخفاء معالمها الأثرية التاريخية فوجه على الفور كل من وكيل إمارة منطقة الباحة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود والأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بإعادة تأهيل هذه القرية وبدأت الهيئة مباشرة بتنفيذ مشروع التأهيل.
وعقد المدير التنفيذي لجهاز الهيئة في منطقة الباحة الدكتور محمد بن تركي الملة بعد صدور التوجيهين الكريمين اجتماعا موسعا مع أهالي القرية شرح لهم فيه أهمية الحفاظ على هذه القرية ككنز أثري يستفيد منه الجميع في المستقبل ليكون موقعا سياحيا يقصده جميع زائري المنطقة من الضيوف والسياح والأهالي وكذلك المصطافين.
وبيّن الدكتور الملة الأهمية التاريخية لهذه القرية ووجوب الاهتمام بها مؤكدا أن الهيئة العليا للسياحة ستقوم بمشروع متكامل يهدف إلى تأهيل القرية بالكامل من خلال تسوية الطرقات والممرات بين المنازل والحفاظ على المباني الأثرية. وبين في حديثه للأهالي أن ذلك كله يأتي بناء على توجيهات رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، والأمين العام للهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.
من جانبهم أيد أهالي القرية تنفيذ المشروع مؤكدين حرصهم على أن تحافظ القرية على أصالتها وتراثها مبدين استعدادهم التام بالتعاون مع الهيئة في سبيل تنفيذ المشروع.
يقول سعيد بن محمد من أهالي قرية ذي عين الأثرية " نبدي موافقتنا بالكامل على هذا المشروع لأن القرية هذه تعتبر من القرى الأثرية الهامة".
أما المواطن صالح حسن علي من أهالي القرية أيضا ومقيم في المنطقة الشرقية فيقول "الوضع الحالي للقرية غير مرض وهي في طريقها إلى التدهور إذا لم يتم علاج ذلك سريعا".
يذكر أن قرية ذي عين الأثرية التي تعد من أجمل القرى الأثرية على مستوى المملكة وهي تقع على بعد 20 كم جنوب مدينة الباحة في محافظة المخواة وشيدت قبل أكثر من 400 عام تقريبا، وتضم حوالي 31 منزلا يصل طبقات بعضها إلى سبعة أدوار وتقع على صخرة من الجرانيت. وتقسم أدوار المباني السكنية لتضم "حوشا" للماشية في الدور الأرضي، كما يوجد بجوار الدور الأرضي من الخارج سور صغير الارتفاع توثق حوله حيوانات الركوب، وخصص الدور الثاني لتخزين الأمتعة والأدوات والمواد الغذائية، فيما تخزن المحاصيل الزراعية والحبوب في مكان يسمى "السفل"، وتخصص الأسر الدور الثالث للسكن ويكون موزعا في عدد من الغرف ويطلقون عليه اسم ( عليّة) ويشمل صالة كبيرة ومطبخا، ويستخدم السكان في القرية سطوح المنازل لتكون مكانا لالتقاء أفراد العائلة والجيران، ويحيط بالسطح جلسة من جميع الجهات، وتوجد في بعض المنازل غرفة على السطح تستخدم لنوم النساء والأطفال في فصل الصيف وجلسة استراحة، بينما ينام الرجال على السطوح تفاديا لحرارة الجو في فصل الصيف. وتضم مسجدا صغيرا. وتزرع العائلات أحواض الرياحين والورود والنباتات الصغيرة على السطوح لتلطيف الجو وتعطيره.
وقد اهتمت الهيئة بتطوير هذه القرية منذ انطلاقة نشاطاتها في منطقة الباحة لأهميتها التراثية والأثرية والتي تعتبر من أجمل قرى المملكة على الإطلاق فأقامت قبل سنتين ومن ضمن حملتها التعريفية بالمواقع الأثرية والسياحة حفلا ثقافيا استمر عدة أيام.
وتعاني القرية الكثير من المشاكل ومنها الانهيارات المتكررة نتيجة الأمطار والعوامل الجوية والحيوانات البرية. والتخريب المتعمد من قبل زوارها مما جعل الأهالي يستاؤون من تصرفات الزوار التي تلحق الضرر بمزارعهم ومجرى العين ومباني القرية. كما أن وضع مباني القرية الحالي يمثل خطراً على سلامة الزوار، ويشكل الزوار تهديداً لبنية القرية الحالية. يذكر أن هناك عدة خطوات سبقت تنفيذ هذا المشروع منذ عدة سنوات للاهتمام بهذه القرية عندما قام وفد من الهيئة بزيارتها والاطلاع على ما تحويه من منازل أثرية وطرقات ومزارع وكذلك عين الماء التي سميت القرية باسمها.
وتم إعداد دراسة كاملة عنها وما يجب تنفيذه فيها لتكون موقعا استثماريا جيدا، ومن المواقع التي يقصدها الزوار من داخل وخارج المملكة فعرضت مشروع إعادة تأهيل القرية واستثمارها سياحياً على سمو وكيل إمارة منطقة الباحة وعدد من رؤساء الإدارات الحكومية بالمنطقة في مطلع عام 1427، وقد أسفرت نتائج العرض عن استعداد جميع الإدارات الحكومية التي حضرت الاجتماع بالقيام بالمهام التي تم الاتفاق عليها خلال العرض. وأبدى مسؤولو الهيئة استعدادهم لتقديم المخططات التفصيلة وتفاصيل المهام المطلوبة من الجميع. بعد ذلك قام برنامج الثقافة والتراث بالهيئة بتكليف الاستشاري للقيام بعمل مخططات لمركز الزوار بالقرية.
كما قام جهاز الهيئة بالتنسيق مع الإدارة العامة للطرق والنقل بالمنطقة حيث أبدت وزارة النقل استعدادها لتنفيذ جسر على مدخل القرية وسفلتة الطرق المؤدية إلى داخل القرية ضمن المشروع المعتمد لطريق المخواة - المظيلف الممتد إلى قرية ذي عين، وإعداد مخطط تفصيلي يوضح مسار الطريق وموقع الجسر. ويعمل الجهاز أيضا على التنسيق مع أمانة منطقة الباحة وبلدية المخواة لتهيئة الساحات الأمامية للقرية بما يحقق الاستفادة المزدوجة للزوار وأهالي القرية وبما يتناسب مع المواقع والمنتجات والاستخدامات. كما تمت مؤخراً ترسية تنفيذ جزء من مشروع مركز الزوار. وستصبح القرية جاهزة لاستقبال زوارها بعد تنفيذ هذا التأهيل مباشرة.
يشار إلى أن الهيئة تنفذ حاليا برنامجا لتنمية القرى التراثية بالشراكة مع مجموعة من الجهات هي: وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الداخلية ممثلة في إمارات المناطق والمحافظات، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة النقل، ووزارة الزراعة، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووكالة الآثار والمتاحف، والقطاع الخاص، بالإضافة إلى المجتمع المحلي. وقد تم البدء في مشاريع المرحلة الأولى التي انطلقت العام الماضي وتشمل:البلدة القديمة في الغاط، وقرية رجال ألمع، وقرية ذي عين، وبلدة جبة، وبلدة العلا القديمة. http://www.alwatan.com.sa/news/images/print.gif (javascript:open_win())
لوحة إرشادية توضح إغلاق قرية ذي عين الأثرية في الباحة الرياض: حسين بن مسعد
أغلقت الهيئة العليا للسياحة قرية ذي عين الأثرية الواقعة في منطقة الباحة في قطاع تهامة جنوب مدينة الباحة مؤخراً، تمهيدا لإعادة تأهيلها لتكون جاهزة للزوار والمصطافين، وذلك ضمن برنامج تنمية القرى السياحية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وقامت الهيئة العليا للسياحة بدراسة كاملة لأوضاعها ولاحظت من خلالها أن القرية أوشكت على الانهيار نتيجة للعوامل المناخية المتعددة ولتعرضها لأياد خفية تحاول إخفاء معالمها الأثرية التاريخية فوجه على الفور كل من وكيل إمارة منطقة الباحة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود والأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بإعادة تأهيل هذه القرية وبدأت الهيئة مباشرة بتنفيذ مشروع التأهيل.
وعقد المدير التنفيذي لجهاز الهيئة في منطقة الباحة الدكتور محمد بن تركي الملة بعد صدور التوجيهين الكريمين اجتماعا موسعا مع أهالي القرية شرح لهم فيه أهمية الحفاظ على هذه القرية ككنز أثري يستفيد منه الجميع في المستقبل ليكون موقعا سياحيا يقصده جميع زائري المنطقة من الضيوف والسياح والأهالي وكذلك المصطافين.
وبيّن الدكتور الملة الأهمية التاريخية لهذه القرية ووجوب الاهتمام بها مؤكدا أن الهيئة العليا للسياحة ستقوم بمشروع متكامل يهدف إلى تأهيل القرية بالكامل من خلال تسوية الطرقات والممرات بين المنازل والحفاظ على المباني الأثرية. وبين في حديثه للأهالي أن ذلك كله يأتي بناء على توجيهات رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، والأمين العام للهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.
من جانبهم أيد أهالي القرية تنفيذ المشروع مؤكدين حرصهم على أن تحافظ القرية على أصالتها وتراثها مبدين استعدادهم التام بالتعاون مع الهيئة في سبيل تنفيذ المشروع.
يقول سعيد بن محمد من أهالي قرية ذي عين الأثرية " نبدي موافقتنا بالكامل على هذا المشروع لأن القرية هذه تعتبر من القرى الأثرية الهامة".
أما المواطن صالح حسن علي من أهالي القرية أيضا ومقيم في المنطقة الشرقية فيقول "الوضع الحالي للقرية غير مرض وهي في طريقها إلى التدهور إذا لم يتم علاج ذلك سريعا".
يذكر أن قرية ذي عين الأثرية التي تعد من أجمل القرى الأثرية على مستوى المملكة وهي تقع على بعد 20 كم جنوب مدينة الباحة في محافظة المخواة وشيدت قبل أكثر من 400 عام تقريبا، وتضم حوالي 31 منزلا يصل طبقات بعضها إلى سبعة أدوار وتقع على صخرة من الجرانيت. وتقسم أدوار المباني السكنية لتضم "حوشا" للماشية في الدور الأرضي، كما يوجد بجوار الدور الأرضي من الخارج سور صغير الارتفاع توثق حوله حيوانات الركوب، وخصص الدور الثاني لتخزين الأمتعة والأدوات والمواد الغذائية، فيما تخزن المحاصيل الزراعية والحبوب في مكان يسمى "السفل"، وتخصص الأسر الدور الثالث للسكن ويكون موزعا في عدد من الغرف ويطلقون عليه اسم ( عليّة) ويشمل صالة كبيرة ومطبخا، ويستخدم السكان في القرية سطوح المنازل لتكون مكانا لالتقاء أفراد العائلة والجيران، ويحيط بالسطح جلسة من جميع الجهات، وتوجد في بعض المنازل غرفة على السطح تستخدم لنوم النساء والأطفال في فصل الصيف وجلسة استراحة، بينما ينام الرجال على السطوح تفاديا لحرارة الجو في فصل الصيف. وتضم مسجدا صغيرا. وتزرع العائلات أحواض الرياحين والورود والنباتات الصغيرة على السطوح لتلطيف الجو وتعطيره.
وقد اهتمت الهيئة بتطوير هذه القرية منذ انطلاقة نشاطاتها في منطقة الباحة لأهميتها التراثية والأثرية والتي تعتبر من أجمل قرى المملكة على الإطلاق فأقامت قبل سنتين ومن ضمن حملتها التعريفية بالمواقع الأثرية والسياحة حفلا ثقافيا استمر عدة أيام.
وتعاني القرية الكثير من المشاكل ومنها الانهيارات المتكررة نتيجة الأمطار والعوامل الجوية والحيوانات البرية. والتخريب المتعمد من قبل زوارها مما جعل الأهالي يستاؤون من تصرفات الزوار التي تلحق الضرر بمزارعهم ومجرى العين ومباني القرية. كما أن وضع مباني القرية الحالي يمثل خطراً على سلامة الزوار، ويشكل الزوار تهديداً لبنية القرية الحالية. يذكر أن هناك عدة خطوات سبقت تنفيذ هذا المشروع منذ عدة سنوات للاهتمام بهذه القرية عندما قام وفد من الهيئة بزيارتها والاطلاع على ما تحويه من منازل أثرية وطرقات ومزارع وكذلك عين الماء التي سميت القرية باسمها.
وتم إعداد دراسة كاملة عنها وما يجب تنفيذه فيها لتكون موقعا استثماريا جيدا، ومن المواقع التي يقصدها الزوار من داخل وخارج المملكة فعرضت مشروع إعادة تأهيل القرية واستثمارها سياحياً على سمو وكيل إمارة منطقة الباحة وعدد من رؤساء الإدارات الحكومية بالمنطقة في مطلع عام 1427، وقد أسفرت نتائج العرض عن استعداد جميع الإدارات الحكومية التي حضرت الاجتماع بالقيام بالمهام التي تم الاتفاق عليها خلال العرض. وأبدى مسؤولو الهيئة استعدادهم لتقديم المخططات التفصيلة وتفاصيل المهام المطلوبة من الجميع. بعد ذلك قام برنامج الثقافة والتراث بالهيئة بتكليف الاستشاري للقيام بعمل مخططات لمركز الزوار بالقرية.
كما قام جهاز الهيئة بالتنسيق مع الإدارة العامة للطرق والنقل بالمنطقة حيث أبدت وزارة النقل استعدادها لتنفيذ جسر على مدخل القرية وسفلتة الطرق المؤدية إلى داخل القرية ضمن المشروع المعتمد لطريق المخواة - المظيلف الممتد إلى قرية ذي عين، وإعداد مخطط تفصيلي يوضح مسار الطريق وموقع الجسر. ويعمل الجهاز أيضا على التنسيق مع أمانة منطقة الباحة وبلدية المخواة لتهيئة الساحات الأمامية للقرية بما يحقق الاستفادة المزدوجة للزوار وأهالي القرية وبما يتناسب مع المواقع والمنتجات والاستخدامات. كما تمت مؤخراً ترسية تنفيذ جزء من مشروع مركز الزوار. وستصبح القرية جاهزة لاستقبال زوارها بعد تنفيذ هذا التأهيل مباشرة.
يشار إلى أن الهيئة تنفذ حاليا برنامجا لتنمية القرى التراثية بالشراكة مع مجموعة من الجهات هي: وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الداخلية ممثلة في إمارات المناطق والمحافظات، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة النقل، ووزارة الزراعة، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووكالة الآثار والمتاحف، والقطاع الخاص، بالإضافة إلى المجتمع المحلي. وقد تم البدء في مشاريع المرحلة الأولى التي انطلقت العام الماضي وتشمل:البلدة القديمة في الغاط، وقرية رجال ألمع، وقرية ذي عين، وبلدة جبة، وبلدة العلا القديمة. http://www.alwatan.com.sa/news/images/print.gif (javascript:open_win())