مشهور
30/03/2008, 01:02 PM
الاستاذ صلاح بن سعيد ناصر الزهراني
المستشار بمكتب سعادة وكيل امانة
مدينة الرياض لشؤن الخدمات الرياض
تحية احييك بها سيدي الاستاذ /صلاح بن سعيد الزهراني
هنا اليوم تطالعنا بموضوع مهم جدا يستحق منا القراة
المتأنية حيث ان العنف الاسري يسري في الاسر الكريمه وتدخل كل اسرة في
دوامة الا استقرار ومن هنا تصبح كثيرمن الاسر في ضياع ابتدا من الصغار
والعنف يولد العنف وتكون كارثه عائلية يتداولها الصغار قبل الكبار وتبدا هنا
الحزازات النفسية وتزيد الكراهية بين الاسرة الواحده فتمتد الى باقي الاقارب
فتصبح المشكله مستديمه ولها جوانب وخيمة على كل اسرة منها قطع صلة
الرحم والقرابة وتتشتت بيوت ومنازل واطفال وغير ذالك من العنف والاهمال
وان كان هناك عقلا فانهم يستطيعون ان يعيدو الامور الى نصابها ويحلو العنف
باللين والتفاهم ولاكن نادرا مانسمع بمثل هذا اسال الله ان يديم علينا الستر وان
يجزاك عن اخوانك سيدي ابا منصور كل خير فكل يوم تطالعنا بموضوع مهم كهذا
شكر الله لك ما تقوم به من عمل مفيد نستطيع ان نستخلص منه الفايده المرجوة
وتقبل خالص تحياتي
مشهور
العنف الأسري.. ظاهرة بدأت تطل برأسها
صلاح سعيد الزهراني - الرياض
كأنها صرعة العصر، أو إحدى سماته البارزة، باتت قضية العنف الأسري تطل برأسها في كثير من بلدان العالم، قد تختلف أسبابها، وتتعدد مصادرها، وتتنوع وسائلها، وعوامل تصاعدها، غير أن المحصلة النهائية والتداعيات، تكاد تكون مشتركة الملامح، ألا وهي التفكك الأسري، الانفلات والانشقاقات العائلية والتشرد والتمرد على القيم والعادات، ومن ثم الانزلاق والضياع.
وتطالعنا وكالات الأنباء والصحف بما يندى له الجبين كأب يخنق ابنه حتى يفقده القدرة على الكلام، ومن ثم يصبح أبكم، وآخر يربط ابنه ويغلق عليه الباب مكبلاً، وأم تعذب طفلتها الصغيرة حتى تشوهها، وترهبها، وأخ يطعن أخته بسكين حادة، ومراهق يقتل جدته لينهب مدخراتها، وآخر يجعل أمه تسبح في دمائها، وشاب يطلق النار على شقيقه، وفتاة تهرب من منزل ذويها لعدة أشهر بسبب العنف والتعذيب، والإيذاء البدني، وابن عاق يضرب والده، وهكذا تتعدد الصور، وتختلف الوسائل، لكن العنف هو سيد الموقف، يشارك فيه الأب والأم والابن ويكون ضحيته أحياناً الأب والأم والابن والبنت والطفل والجدة، فهو كالنار إذا أضرمت لا تفرق بين من أضرمها ومن هو بعيد عنها، تقضي على الأخضر واليابس، وكذلك ثقافة العنف والإيذاء البدني إذا حلت بدار هلكت من فيه دون انتقاء.
من أين تنبع ثقافة العنف، وما سبب دخولها إلى البيوت الآمنة؟ ولماذا تنتشر في المجتمعات انتشار النار في الهشيم، وتؤدي مفعولها السلبي بهذه القوة؟.. المحللون يرون أن التربية هي الأساس، وأن الالتزام بالقيم الإسلامية (لدينا نحن المسلمين خاصة) يشكل سياجاً اجتماعياً آمناً للأسرة من هذه المخاطر وغيرها، لأن هذه القيم النبيلة التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}، فيها الرحمة وفيها الاحترام المتبادل، وفيها التوقير والحب والوئام والاستقرار الأسري، والترابط الاجتماعي، فالتربية السليمة تجعل الأبناء والأزواج يعرفون واجباتهم وحقوقهم دون أن تصل الأمور إلى مرحلة رفض الواجبات أو اغتصاب الحقوق، وكذلك تجعل جميع الأطراف يتعاونون ويعرف كل واحد قدره وقدر الآخرين، وإذا التزم الناس بأوامر الدين وابتعدوا عن نواهيه، سيسود التراحم والتوادد بينهم وفي ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا).
الوعي الاجتماعي عنصر مهم له دوره الفاعل في تجنيب الأسرة مزالق الفوضى والعنف المتبادل، وما ينتج عن ذلك من تداعيات غير محمودة العواقب، فالنظرة الإنسانية للآخر تكفي لأن ينال كل فرد حقه ويحترم حق غيره، كذلك احترام الزوجين لبعضهما وحفظ الحقوق بينهما كفيل يجعل الأبناء ينشؤون في بيئة متوازنة خالية من الاضطرابات ودواعي استخدام العنف من أي طرف كان، وأما الإخلال بهذه التوليفة فهو السبب في اعتداء بعض المراهقين والشباب على أخواتهم وإخوانهم الصغار سواء بالضرب أو الإساءة أو اغتصاب المقتنيات أو التأنيب القاسي، وهذه الأشياء لا تولد إلا عنفاً مضاداً يتم التنفيس عنه في جانب آخر يحسب سلبياً على تماسك الأسرة.
المخدرات والمسكرات تعد من أبرز الأسباب التي تجعل بعض المراهقين يعتدون على آبائهم أو أمهاتهم، وهذا نتاج حتمي لسوء التربية والابتعاد عن روح الأخلاق وقيم الدين، ومن الأسباب أيضاً وقوع حالات طلاق مصحوب بأبناء وبزوجة أخرى ترتبط بالأبناء وعدم المقدرة على قيادة الأسرة بتوازن وعدل والتوفيق بين مختلف الأطراف، كما أن عدم فهم نفسيات المراهقين والضغط عليهم ومتابعتهم بصورة بوليسية تبذر في نفوسهم بذرة العداء تجاه أوليائهم لأنهم في مرحلة لا يسودها التفكير الواعي بقدر ما يسودها البحث عن شخصية مستقلة دون الوعي بالمصلحة التي يراها الأولياء، فكلا الطرفين ينظر من منظار مختلف، لذلك تكون الرؤية مختلفة تماماً، وهذا يولد نوعاً من الخلاف الذي يتطور إلى صراع غير متكافئ ومن ثم ينجم عنه عنف ربما يكون متبادلاً، أو يقود إلى هروب الأبناء أو انحرافهم تحت ضغط العنف المنزلي والرقابة القاسية، فاستبعاد عناصر الحوار والتوعية والإرشاد ومحاولة توحيد أرضية النقاش، كلها أساليب تؤجج نار العنف الأسري، المحصلة النهائية للعنف بمختلف أشكاله، تتمثل في التفكك الأسري، وفقدان الثقة بين أفراد الأسرة، وضياع المستوى التعليمي للأبناء، وقد تحدث حالات انفصام للأطراف التي تكون ضحية العنف، خصوصاً الأطفال الذين يتقمصون الدور في حال وصمهم بالغباء أو التخلف أو غير ذلك من الصفات، ووجود مساحة شاسعة بين الآباء والأبناء، وكذلك غموض وضبابية مستقبل النشء، لأن هذه السلوكيات قد تتكرر معهم كأزواج وكآباء وربما تدور الدورة على الأجيال القادمة، وبذا تكون الحياة قاتمة تفتقد أهم مميزاتها، وأبرز عناصر استقرارها، وتفتقد بالتالي طعمها ورونقها.
اسأل الله عز وجل أن يصلح النفوس ويجمع القلوب على طاعته ومحبته التي لا تجتمع معها علة في القلوب أو مرض في النفوس، وهيهات هيهات أن تجد لدى الطائع المحب إلا المودة والرحمة.
المستشار بمكتب سعادة وكيل امانة
مدينة الرياض لشؤن الخدمات الرياض
تحية احييك بها سيدي الاستاذ /صلاح بن سعيد الزهراني
هنا اليوم تطالعنا بموضوع مهم جدا يستحق منا القراة
المتأنية حيث ان العنف الاسري يسري في الاسر الكريمه وتدخل كل اسرة في
دوامة الا استقرار ومن هنا تصبح كثيرمن الاسر في ضياع ابتدا من الصغار
والعنف يولد العنف وتكون كارثه عائلية يتداولها الصغار قبل الكبار وتبدا هنا
الحزازات النفسية وتزيد الكراهية بين الاسرة الواحده فتمتد الى باقي الاقارب
فتصبح المشكله مستديمه ولها جوانب وخيمة على كل اسرة منها قطع صلة
الرحم والقرابة وتتشتت بيوت ومنازل واطفال وغير ذالك من العنف والاهمال
وان كان هناك عقلا فانهم يستطيعون ان يعيدو الامور الى نصابها ويحلو العنف
باللين والتفاهم ولاكن نادرا مانسمع بمثل هذا اسال الله ان يديم علينا الستر وان
يجزاك عن اخوانك سيدي ابا منصور كل خير فكل يوم تطالعنا بموضوع مهم كهذا
شكر الله لك ما تقوم به من عمل مفيد نستطيع ان نستخلص منه الفايده المرجوة
وتقبل خالص تحياتي
مشهور
العنف الأسري.. ظاهرة بدأت تطل برأسها
صلاح سعيد الزهراني - الرياض
كأنها صرعة العصر، أو إحدى سماته البارزة، باتت قضية العنف الأسري تطل برأسها في كثير من بلدان العالم، قد تختلف أسبابها، وتتعدد مصادرها، وتتنوع وسائلها، وعوامل تصاعدها، غير أن المحصلة النهائية والتداعيات، تكاد تكون مشتركة الملامح، ألا وهي التفكك الأسري، الانفلات والانشقاقات العائلية والتشرد والتمرد على القيم والعادات، ومن ثم الانزلاق والضياع.
وتطالعنا وكالات الأنباء والصحف بما يندى له الجبين كأب يخنق ابنه حتى يفقده القدرة على الكلام، ومن ثم يصبح أبكم، وآخر يربط ابنه ويغلق عليه الباب مكبلاً، وأم تعذب طفلتها الصغيرة حتى تشوهها، وترهبها، وأخ يطعن أخته بسكين حادة، ومراهق يقتل جدته لينهب مدخراتها، وآخر يجعل أمه تسبح في دمائها، وشاب يطلق النار على شقيقه، وفتاة تهرب من منزل ذويها لعدة أشهر بسبب العنف والتعذيب، والإيذاء البدني، وابن عاق يضرب والده، وهكذا تتعدد الصور، وتختلف الوسائل، لكن العنف هو سيد الموقف، يشارك فيه الأب والأم والابن ويكون ضحيته أحياناً الأب والأم والابن والبنت والطفل والجدة، فهو كالنار إذا أضرمت لا تفرق بين من أضرمها ومن هو بعيد عنها، تقضي على الأخضر واليابس، وكذلك ثقافة العنف والإيذاء البدني إذا حلت بدار هلكت من فيه دون انتقاء.
من أين تنبع ثقافة العنف، وما سبب دخولها إلى البيوت الآمنة؟ ولماذا تنتشر في المجتمعات انتشار النار في الهشيم، وتؤدي مفعولها السلبي بهذه القوة؟.. المحللون يرون أن التربية هي الأساس، وأن الالتزام بالقيم الإسلامية (لدينا نحن المسلمين خاصة) يشكل سياجاً اجتماعياً آمناً للأسرة من هذه المخاطر وغيرها، لأن هذه القيم النبيلة التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}، فيها الرحمة وفيها الاحترام المتبادل، وفيها التوقير والحب والوئام والاستقرار الأسري، والترابط الاجتماعي، فالتربية السليمة تجعل الأبناء والأزواج يعرفون واجباتهم وحقوقهم دون أن تصل الأمور إلى مرحلة رفض الواجبات أو اغتصاب الحقوق، وكذلك تجعل جميع الأطراف يتعاونون ويعرف كل واحد قدره وقدر الآخرين، وإذا التزم الناس بأوامر الدين وابتعدوا عن نواهيه، سيسود التراحم والتوادد بينهم وفي ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا).
الوعي الاجتماعي عنصر مهم له دوره الفاعل في تجنيب الأسرة مزالق الفوضى والعنف المتبادل، وما ينتج عن ذلك من تداعيات غير محمودة العواقب، فالنظرة الإنسانية للآخر تكفي لأن ينال كل فرد حقه ويحترم حق غيره، كذلك احترام الزوجين لبعضهما وحفظ الحقوق بينهما كفيل يجعل الأبناء ينشؤون في بيئة متوازنة خالية من الاضطرابات ودواعي استخدام العنف من أي طرف كان، وأما الإخلال بهذه التوليفة فهو السبب في اعتداء بعض المراهقين والشباب على أخواتهم وإخوانهم الصغار سواء بالضرب أو الإساءة أو اغتصاب المقتنيات أو التأنيب القاسي، وهذه الأشياء لا تولد إلا عنفاً مضاداً يتم التنفيس عنه في جانب آخر يحسب سلبياً على تماسك الأسرة.
المخدرات والمسكرات تعد من أبرز الأسباب التي تجعل بعض المراهقين يعتدون على آبائهم أو أمهاتهم، وهذا نتاج حتمي لسوء التربية والابتعاد عن روح الأخلاق وقيم الدين، ومن الأسباب أيضاً وقوع حالات طلاق مصحوب بأبناء وبزوجة أخرى ترتبط بالأبناء وعدم المقدرة على قيادة الأسرة بتوازن وعدل والتوفيق بين مختلف الأطراف، كما أن عدم فهم نفسيات المراهقين والضغط عليهم ومتابعتهم بصورة بوليسية تبذر في نفوسهم بذرة العداء تجاه أوليائهم لأنهم في مرحلة لا يسودها التفكير الواعي بقدر ما يسودها البحث عن شخصية مستقلة دون الوعي بالمصلحة التي يراها الأولياء، فكلا الطرفين ينظر من منظار مختلف، لذلك تكون الرؤية مختلفة تماماً، وهذا يولد نوعاً من الخلاف الذي يتطور إلى صراع غير متكافئ ومن ثم ينجم عنه عنف ربما يكون متبادلاً، أو يقود إلى هروب الأبناء أو انحرافهم تحت ضغط العنف المنزلي والرقابة القاسية، فاستبعاد عناصر الحوار والتوعية والإرشاد ومحاولة توحيد أرضية النقاش، كلها أساليب تؤجج نار العنف الأسري، المحصلة النهائية للعنف بمختلف أشكاله، تتمثل في التفكك الأسري، وفقدان الثقة بين أفراد الأسرة، وضياع المستوى التعليمي للأبناء، وقد تحدث حالات انفصام للأطراف التي تكون ضحية العنف، خصوصاً الأطفال الذين يتقمصون الدور في حال وصمهم بالغباء أو التخلف أو غير ذلك من الصفات، ووجود مساحة شاسعة بين الآباء والأبناء، وكذلك غموض وضبابية مستقبل النشء، لأن هذه السلوكيات قد تتكرر معهم كأزواج وكآباء وربما تدور الدورة على الأجيال القادمة، وبذا تكون الحياة قاتمة تفتقد أهم مميزاتها، وأبرز عناصر استقرارها، وتفتقد بالتالي طعمها ورونقها.
اسأل الله عز وجل أن يصلح النفوس ويجمع القلوب على طاعته ومحبته التي لا تجتمع معها علة في القلوب أو مرض في النفوس، وهيهات هيهات أن تجد لدى الطائع المحب إلا المودة والرحمة.