رياض الجنوب
09/04/2008, 12:46 PM
في صبيحة يومٍ من الأيام شددتُ حلس حمارتي على ظهرها وزهبت زادي واتجهت على بركة الله إلى وادي ( جُفف ) وفي طريقي من بين مساريب القرية الضيقة ومن تحت سقوف رُعشها الطينية وعلى نغمات دقّات مهاريس القهوة وانبعاث روائحها الزّكية ومحاترة القحمان وصياح الديوك... ومروري ببعض الكهيل والغلايم يشبينه على الخبزة المقنّاه وبعض الرجال الذين جهزوا السّواني لفلاحة الأرض أو ريّها وابتساماتهم الصافية وسعادتهم الأبدية بوجودهم في هذا المجتمع الصادق المتكاتف المتآلف .
يوووووه خرجت عن الموضوع معليش نعود ... خرجت من القرية مُمتطيا صهوة حمارتي ( شوشه ) مُنشدا بعض قصائد الشعراء على طرق الجبل .
وبع توغلي بين أشجار العرعر والطلح والشبارقي وجريان شلالات قدره ( اسم مكان ) نهقت حمارتي شوشه وتوقفت عن المُضي قُدما وقامت تحنفر وتقنبر ، فنزلت عن ظهرها استطلع الخبر وإذا بي انظر هذا الجعير ( الضبع ) أمامي متكيئا على عصاته الغليظة لابسا نظارته الشمسية السوداء وكعشته النافرة وشعره المقرمط مُتمنطقا بجنبيته النافعي وعلى كتفه الأيمن عطيف أبو هراوة وعلى كتفه الأيسر مشعاب شغل العتم وينفث دخان غليونه فيخرجُ من خنافره كأنه براكين سومطرة .
اندهشت من هذا الجُعير المسلّح ولماذا كل هذا ؟
فبادرته قائلا : صبّحك الله بالخير يا جُعير الجُنّ .
رد قائلا : صباحك اقشر ونهارك اسود أيها القحم الأشدق .
فأعضبني ردّه الساخر المُتهكم واشتلت مُهريرا من الصّعيد وحذفته بها فتلقّاها بعطيفه الصلب أبو هرواة فانشتفت شتفتين وخرج منها شررٌ شبّ أحد حاجبيه المُتدلّى على عينه المفقوعة وخرجت رسابتهُ من على براطمه ومهادله كأنّها نجل الشّطّه ( اسم لنجل ماء ) وانفجر خنفوره ، فحذفني بمشعابه شغل العتم ولا وقّع إلا في شاكلتي وجزءا من قِصدي فانطرحت أرضا أتلّوى وأترتحُ من شدّةِ الألم .
واسمعُ قهقهة هذا الجُعير فجمعتُ قوّتي ونهضت كالأسد الجسور واستلّيتُ قُديميتي وقذفته بها في سرعة البرق الخاطف واستقرّت بصُندحتهِ كأنّها المسمار في الجدار فخرّ مغشيا عليه يسبح في دمائه .
وظننتني قد حققت النصر وقتلته شرَّ قِتله ، وركبت حمارتي وهي تكاد تطير فرحا ببأس صاحبها وقوته .
واصلت سيري وأنا في نشوة النصر والفخر والاعتداد بالنفس ، ولما أشرفت على مدخل الوادي المنشود أحسستُ بضربةٍ قويةٍ من خلفي جايت على قفاتي افقدتني تركيزي لثوانٍ من الوقت ، وإذا بعجوزٍ جُعريةٍ شمطاء بيدها باكورةٌ طويلةٌ صائحةٌ وقائلةٌ : حقنا ما يضيع يا السايب وناخذه وافي كامل مكمّل وهي تقصدُ ولدها الجُعري الذى كانت بيني وبينه المعركة ، وكانت تسحبه من اذنه وتجرّه خلفها .
وللمعركة الدامية بقية حديث .. ولكم الــــــــود .
يوووووه خرجت عن الموضوع معليش نعود ... خرجت من القرية مُمتطيا صهوة حمارتي ( شوشه ) مُنشدا بعض قصائد الشعراء على طرق الجبل .
وبع توغلي بين أشجار العرعر والطلح والشبارقي وجريان شلالات قدره ( اسم مكان ) نهقت حمارتي شوشه وتوقفت عن المُضي قُدما وقامت تحنفر وتقنبر ، فنزلت عن ظهرها استطلع الخبر وإذا بي انظر هذا الجعير ( الضبع ) أمامي متكيئا على عصاته الغليظة لابسا نظارته الشمسية السوداء وكعشته النافرة وشعره المقرمط مُتمنطقا بجنبيته النافعي وعلى كتفه الأيمن عطيف أبو هراوة وعلى كتفه الأيسر مشعاب شغل العتم وينفث دخان غليونه فيخرجُ من خنافره كأنه براكين سومطرة .
اندهشت من هذا الجُعير المسلّح ولماذا كل هذا ؟
فبادرته قائلا : صبّحك الله بالخير يا جُعير الجُنّ .
رد قائلا : صباحك اقشر ونهارك اسود أيها القحم الأشدق .
فأعضبني ردّه الساخر المُتهكم واشتلت مُهريرا من الصّعيد وحذفته بها فتلقّاها بعطيفه الصلب أبو هرواة فانشتفت شتفتين وخرج منها شررٌ شبّ أحد حاجبيه المُتدلّى على عينه المفقوعة وخرجت رسابتهُ من على براطمه ومهادله كأنّها نجل الشّطّه ( اسم لنجل ماء ) وانفجر خنفوره ، فحذفني بمشعابه شغل العتم ولا وقّع إلا في شاكلتي وجزءا من قِصدي فانطرحت أرضا أتلّوى وأترتحُ من شدّةِ الألم .
واسمعُ قهقهة هذا الجُعير فجمعتُ قوّتي ونهضت كالأسد الجسور واستلّيتُ قُديميتي وقذفته بها في سرعة البرق الخاطف واستقرّت بصُندحتهِ كأنّها المسمار في الجدار فخرّ مغشيا عليه يسبح في دمائه .
وظننتني قد حققت النصر وقتلته شرَّ قِتله ، وركبت حمارتي وهي تكاد تطير فرحا ببأس صاحبها وقوته .
واصلت سيري وأنا في نشوة النصر والفخر والاعتداد بالنفس ، ولما أشرفت على مدخل الوادي المنشود أحسستُ بضربةٍ قويةٍ من خلفي جايت على قفاتي افقدتني تركيزي لثوانٍ من الوقت ، وإذا بعجوزٍ جُعريةٍ شمطاء بيدها باكورةٌ طويلةٌ صائحةٌ وقائلةٌ : حقنا ما يضيع يا السايب وناخذه وافي كامل مكمّل وهي تقصدُ ولدها الجُعري الذى كانت بيني وبينه المعركة ، وكانت تسحبه من اذنه وتجرّه خلفها .
وللمعركة الدامية بقية حديث .. ولكم الــــــــود .