دمعة قلم
12/04/2008, 01:18 AM
هذه مشاركة أحببت أن تتأملوا فيها جيدا لأن فيها حكم وفوائد... من الكاتب: راشد غرسان.
أسباب أختلاف الناس
الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف . لهذا إذا اجتماع الناس بعضهم مع بعض يولد توترات فيما بينهم وذلك بسبب اختلاف الأمزجة واختلاف الأهواء والعادات والأفكار والمصالح وهذا من شأنه أن يولد التوترات والمفارقات فيما بينهم وهذا شيء طبيعي لاجتماع بعضهم مع بعض. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب . لهذا السبب اختلفت طبائع الناس .والحكمة في ذلك – والله أعلم – للابتلاء والامتحان , و للحاجة إلى بعضنا إلى بعض , وبعبارة أخري : المسالة مسألة تكامل فما ينقصني يكون عند أخر , وما ينقصه يجده عند آخرين . فالناس يشتركون في بعض الخصائص ويختلفون في البعض الآخر
فالشخص قد يركز على : أوجه الاختلاف.. أو على .. أوجه التماثل .وهذين الأمرين يختلفان عن بعضهما البعض.. ولكن نجد أن هناك مستوى معين يشترك فيه كل الناس.. فالناس جميعاً يمرون بنفس مراحل النمو والنضج، و لكن قد يختلفون في بعض النواحي المرتبطة بهذه المراحل , إننا لكي نفهم الآخرين يجب أن نفهم أنفسنا أولاً ، وهذا الأمر يتعلق بقيمنا ومعتقداتنا ومفاهيمنا تجاه الآخرين.
والعجيب أن كل شخص يرى أنه على حق خذ على سبيل المثال :
أ. ربما تنظر إلى شخص على أنه شخص بطيء في أدائه وهو أميل إلى الكسل , وهو ينظر إليك على أنك مستعجل دائماً من غير حاجة , أو أنك جاد أكثر من اللازم ؟
ب. ربما تنظر إلى شخص على أنه سريع الغضب , وهو ينظر إليك على أنك بارد , غير مهتم وقد يقول بعضهم عدم الغضب بسبب عدم الإدراك , أو بسبب عدم الشعور بالمسؤولية.
قال تعالى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } وفي الختام أقول كيف تجعل هذا الاختلاف لصالحك؟ :في كثير من الأحوال تمثل لنا المشكلات فرصاً ولكنها غير ظاهرة , فعلى الرغم من أن العمل مع شخص يختلف عنك كثيراً قد يمثل لك تحدياً , فإن بإمكانك أن تجعل هذا التحدي أو تلك الصعوبة لصالحك لا ضدك " وذلك من خلال أن تعرف نقاط ضعفك التي يتفوق عليك الآخرون فيها , ثم تدعم قدراتك من خلال قدراتهم وحاصل الأمر أن تكمل مهاراتهم مهاراتك فتزداد قوتك وهذا لمصلحتك .
تأكد أنه لا يوجد ملف شخصي كامل، فكل واحد منا له نقاط قوة ونقاط ضعف خاصة به، ووجود الضعف ليس شيئاً سيئاً بحد ذاته، ولكن الأسوأ منه هو عدم معرفة سبب الضعف . هذه من اسباب الاختلاف وهي كثيرة لكن هذه على وجه الإجمال باختصار , وتذكر أن من المهم أن يحرص الواحد منا على تعليم الخير مهما كانت حصيلته العلميه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" نضر الله أمرا سمع منا شيئا , فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع" والحمد لله رب العالمين. راشد غرسان (ابو أمجاد). [/FONT][/SIZE]
.................................................. ............................
المراجع :
مختصر صحيح مسلم كتاب البر ﻭالصلة باب الأرﻭاح جنود مجندة، رقم الحديث 1772.
(2) العدوانية لدى الصغار والكبار (عبدالكريم بكار ). (3)سلسلة الأحاديث الصحيحة عن أبي موسىرضي الله عنه رقم الحديث 1630
(4) تأملات قرآنية للشيخ : صالح المغامسي (5)سلسلة التوجيهات التربوية2 / عبدالرحمن بن فؤاد الجار الله , شريط للشيخ / علي بادحدح ( الطريق إلى الشخصية المؤثرة ) .
(6)صحيح ، ابن ماجة ( 232 )[/color]
أسباب أختلاف الناس
الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف . لهذا إذا اجتماع الناس بعضهم مع بعض يولد توترات فيما بينهم وذلك بسبب اختلاف الأمزجة واختلاف الأهواء والعادات والأفكار والمصالح وهذا من شأنه أن يولد التوترات والمفارقات فيما بينهم وهذا شيء طبيعي لاجتماع بعضهم مع بعض. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب . لهذا السبب اختلفت طبائع الناس .والحكمة في ذلك – والله أعلم – للابتلاء والامتحان , و للحاجة إلى بعضنا إلى بعض , وبعبارة أخري : المسالة مسألة تكامل فما ينقصني يكون عند أخر , وما ينقصه يجده عند آخرين . فالناس يشتركون في بعض الخصائص ويختلفون في البعض الآخر
فالشخص قد يركز على : أوجه الاختلاف.. أو على .. أوجه التماثل .وهذين الأمرين يختلفان عن بعضهما البعض.. ولكن نجد أن هناك مستوى معين يشترك فيه كل الناس.. فالناس جميعاً يمرون بنفس مراحل النمو والنضج، و لكن قد يختلفون في بعض النواحي المرتبطة بهذه المراحل , إننا لكي نفهم الآخرين يجب أن نفهم أنفسنا أولاً ، وهذا الأمر يتعلق بقيمنا ومعتقداتنا ومفاهيمنا تجاه الآخرين.
والعجيب أن كل شخص يرى أنه على حق خذ على سبيل المثال :
أ. ربما تنظر إلى شخص على أنه شخص بطيء في أدائه وهو أميل إلى الكسل , وهو ينظر إليك على أنك مستعجل دائماً من غير حاجة , أو أنك جاد أكثر من اللازم ؟
ب. ربما تنظر إلى شخص على أنه سريع الغضب , وهو ينظر إليك على أنك بارد , غير مهتم وقد يقول بعضهم عدم الغضب بسبب عدم الإدراك , أو بسبب عدم الشعور بالمسؤولية.
قال تعالى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } وفي الختام أقول كيف تجعل هذا الاختلاف لصالحك؟ :في كثير من الأحوال تمثل لنا المشكلات فرصاً ولكنها غير ظاهرة , فعلى الرغم من أن العمل مع شخص يختلف عنك كثيراً قد يمثل لك تحدياً , فإن بإمكانك أن تجعل هذا التحدي أو تلك الصعوبة لصالحك لا ضدك " وذلك من خلال أن تعرف نقاط ضعفك التي يتفوق عليك الآخرون فيها , ثم تدعم قدراتك من خلال قدراتهم وحاصل الأمر أن تكمل مهاراتهم مهاراتك فتزداد قوتك وهذا لمصلحتك .
تأكد أنه لا يوجد ملف شخصي كامل، فكل واحد منا له نقاط قوة ونقاط ضعف خاصة به، ووجود الضعف ليس شيئاً سيئاً بحد ذاته، ولكن الأسوأ منه هو عدم معرفة سبب الضعف . هذه من اسباب الاختلاف وهي كثيرة لكن هذه على وجه الإجمال باختصار , وتذكر أن من المهم أن يحرص الواحد منا على تعليم الخير مهما كانت حصيلته العلميه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" نضر الله أمرا سمع منا شيئا , فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع" والحمد لله رب العالمين. راشد غرسان (ابو أمجاد). [/FONT][/SIZE]
.................................................. ............................
المراجع :
مختصر صحيح مسلم كتاب البر ﻭالصلة باب الأرﻭاح جنود مجندة، رقم الحديث 1772.
(2) العدوانية لدى الصغار والكبار (عبدالكريم بكار ). (3)سلسلة الأحاديث الصحيحة عن أبي موسىرضي الله عنه رقم الحديث 1630
(4) تأملات قرآنية للشيخ : صالح المغامسي (5)سلسلة التوجيهات التربوية2 / عبدالرحمن بن فؤاد الجار الله , شريط للشيخ / علي بادحدح ( الطريق إلى الشخصية المؤثرة ) .
(6)صحيح ، ابن ماجة ( 232 )[/color]