تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمن الوطن حق الجميع ومسؤولية الكل


صقر الجنوب
23/08/2004, 12:30 PM
أمن الوطن حق الجميع ومسؤولية الكل



من أهم وظائف الدولة: حفظ الأمن للجميع داخل حدود الوطن, من أعدائه الحقيقيين والمحتملين, داخلياً وخارجياً. بل إن ما يجعل الدولة, تختلف عن أي تجمع سياسي آخر, وجود سلطة سياسية قوية وقادرة على بسط سيادتها على إقليم الدولة وحفظ أمن المواطنين والمقيمين فيها. ولكن مسؤولية حفظ الأمن ليست رسمية, في مجملها. الأمن, في التحليل الأخير, مسؤولية المواطن, قبل الدولة... لأن المواطن هو الغاية الأساسية من نشوء الدولة من أجل حفظ حقوقه وتمكينه من الاستمتاع بحرياته, بدون توفر الأمن بمساهمة الجميع, لا تتحقق غاية نشوء الدولة.
ولاة الأمر حريصون على إشراك جميع فئات الشعب لتحمل مسؤولية الأمن, لمواجهة أعداء الوطن, داخلياً وخارجياً. سمو ولي العهد, في اجتماعاته مع فئات الشعب المختلفة, طالما يؤكد على هذه النقطة, وآخرها يوم أول أمس مع بعض المهندسين ووفود بعض القبائل.
لم يعد سراً, كما قال سمو ولي العهد, أن الوطنَ مهددٌ من فئات ضالة, محسوبة على الشعب, تعمل لحساب جهات خارجية... وإلا كيف يمكن تفسير هذا ''المدد'' في السلاح والعتاد والمال ووسائل الدمار الذي يصل الإرهابيين من الخارج. هناك جهات إقليمية ودولية, ليس من مصلحتها استتباب الأمن في ربوع المملكة, وجدت في نفوس مريضة بداءِ السلطة تتوق لمنازعة الأمر أهله, بالإرهاب والتخريب, للتسلط على رقاب العباد, لا قدر الله, مَنْ ينفذ مخططاتهم الشريرة ضد أمن المملكة واستقرار نظامها السياسي ورفاهية شعبها.
محورٌ للشرِ يشكل حلفاً شيطانياً, من أعداء خارجيين وعملاء داخليين, يهدد أمن المملكة واستقرار شعبها. محور الشر هذا, هو الذي يفسر حركة الإرهاب, على مستوى العالم, ويعري كل يوم القوى التي تقف وراءه. وما يبدو, على السطح من أطرافٍ دوليةٍ تخوض معركة ما يسمى الحرب على الإرهاب, هي نفسها أهم أطراف محور الشر هذا, الذي جعل من الإرهاب أداة لزعزعة أمن المملكة واستقرارها. القوى الدولية, التي تزعم خوضها الحرب على الإرهاب, يجب أن لا ننسى أنها هي التي جعلت من الإرهاب وزبانيته أهم أدوات سياستها الخارجية... حتى عندما دب ما قيل أنه خلاف بين أطراف محور الإرهاب هذا, لا يمكن فصم عرى العلاقة بين أطراف محور الشر هذا, بهذه السهولة, وبهذه السذاجة.
هناك دواعٍ استراتيجية تؤكد على استمرار حلف محور الشر هذا, وإن بدا هناك صراع دموي ''تكتيكي'' بين طرفيه. لا هذه القوى العظمى التي تسعى للهيمنة على العالم, عن طريق حجة محاربة الإرهاب.. ولا قوى الإرهاب النشطة على مستوى العالم, تستطيع أن تستغني عن استراتيجية الإرهاب لتنفيذ مخططاتها الجهنمية ضد أمن العالم واستقرار شعوبه. ليس غريباً, إذن أن يتواكب نشاط الإرهاب غير المسبوق في بلادنا, مع ما نتعرض له من ضغوط من القوة العظمى التي كانت تربطنا بها علاقة تاريخية خاصة, لا يتوافق استمرارها مع مرحلة المد التوسعي الإمبريالي التي تصطبغ بها حركة سياسة واشنطن الخارجية غير التقليدية, هذه الأيام.
ثم إن المملكة ليست دولة هامشية, لا على المستوى الإقليمي ولا على المستوى الدولي, حتى يتم تجاهلها من قبل استراتيجية محور الشر هذا. ليس غريباً, مرة أخرى, أن يتواكب الهجوم على المملكة, بالهجوم على الإسلام, سواء من يتذرعون بالإسلام لمواجهة ما يسمونه بقوى الاستكبار العالمي, وما يتذرع به الطرف الآخر, ظلماً, من أن الإسلام يشكل البعد الثقافي والأيديولوجي لحركة الإرهاب العنيفة.
اهمية المملكة الدولية وثقلها السياسي إقليمياً, لا يتوقفان على هذه العلاقة الأبدية الاستراتيجية بين الإسلام وشعب المملكة, التي تربط الاثنين برباط أزلي وثيق ترعاه العناية الإلهية, كما لاحظ سمو ولي العهد: أن الشعب السعودي لا شيء بدون العقيدة الإسلامية, فحسب... بل ان المملكة تحظى بموقع متقدم في أولويات استراتيجية محور الشر هذا, لأن المملكة تحوي أرضها على ربع احتياطي العالم من النفط, وتنتج وحدها ما يقرب من 15% من إنتاج العالم من النفط, بأقل تكلفة إنتاج من أي منتج آخر للنفط في العالم... مع إمكانية زيادة نصيبها من إنتاج العالم من النفط, تقترب من 20% من الطلب العالمي عليه... ميزة تنافسية لا تتمتع بها أي دولة منتجة للنفط في العالم. إضافةً إلى الميزة الاستراتيجية الكبرى لموقع المملكة وتاريخها.
مما لا شك فيه, المملكة مستهدفة من محور الشر العالمي, المكون من طرفي ما يسمى الحرب على الإرهاب, ليفرض سيطرته على العالم, مستخدماً ''فوبيا'' الإرهاب المتولدة عن حركته العنيفة. من هنا تنبع مسؤولية الجميع: الدولة وكافة فئات الشعب للتصدي لقوى الإرهاب وأعوانه, داخلياً وخارجياً, كما دعا سمو ولي العهد.
انتصارنا على الإرهاب داخلياً, مقدمة لانتصار العالم على محور الشر التي تُكّوِن أطرافه معادلة الإرهاب الدولي. مسؤولية سيتصدى لها, بكل فخر شعب المملكة العربية السعودية, انتصاراً للسلام. لعلّ هذا مبعث تفاؤل سمو ولي العهد, عندما قال: (إن الفئة الضالة مدحورة في الداخل والخارج... ولتكن مشيئة الله).

علي الزهراني أبوأحمد
11/12/2009, 02:45 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .