صقر الجنوب
25/07/2008, 05:29 PM
التحلية !!
الدمام في 20/06/1429هـ
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
زار أعرابيٌ أخاه الحضري في مدينته ، فدار هذا الحوار :
- مالي أراك مكفهر الوجه ، غليظ الشفتين ، خشن الجلد ؟! ، لِمَ هذه القشرة البيضاء على جلدك ؟!.. وأصبح شعرُك متلبداً ، حتى كأنك لم تفارق البادية التي عشت فيها ، وكان آخر عهدك بها قبل 25 سنة ! ، وما هذه القشرة النتنة في شعر رأسك ؟! ألا تغسل شعرك بما يسمى عندكم ( الشامبو )! .. معشر الحضر ؟!.
فردَّ أخوه في حَزَنٍ :
- نعم ! .. كلُّ ما ذكرت صحيحٌ لا غبار عليه ! .. والسبب أننا لا نغتسل منذ ذلك الزمان إلاَّ بماء البحر ، الملح الأجاج ! .
- ماء البحر ؟! ومم تشربون يا أخا العرب ؟!
- .. من رحمة الله بنا – معاشر الحضر – أنَّ مياه الشرب ، نشتريها بأموالنا ، تأتي معبأة في قوارير صغيرة ! لولاه لأصبحت أجوافنا كظاهر جلودنا ! .. وهذه المياه لها خاصية عجيبة .. سمعت أن بعيراً هائجاً – عندكم معاشر الأعراب !- سقوه منها ذات يوم ، وكان يَهِمُّ بناقته ؛ ليقضي منها وطره ، لكنه ما أن وصل إليها حتى أصبح ناقةً مثلها !!.
- وأين ما يُسمى :" تحلية المياه المالحة ؟!" ألستم تشربون مما تنتجه من عذوبة ماءٍ ، لا نزال نحن – معشر البدو !- نحسدكم عليها !!
- تحلية المياه المالحة ؟! ، تحلية المياه المالحة ؟! .. لست أذكر أين ومتى سمعتُ بهذه البدعة ! تحلية المياه المالحة ؟! هلاَّ ذكَّرتني بها ذكَّرك الله الشهادتين عند موتك ؟!
- عجباً لك يا أخا العرب !! ألا ترى مبانيها الشاهقات ، على شواطئ البحار ، تُغيظ أمواجَها الزاخرات ، أين يذهب عقلك يا رجل ؟!
- يا أخا العرب ! لم أسمع بهذا من قبلُ .. لكني سمعتُ بعين ماءٍ في مملكة البحرين ، تسمى ( عين عذاري !) ، ماؤها عذبٌ فراتٌ ، يروي الظمأ ، ويبل الصدى ، وليس فيها عيبٌ إلاَّ أن النخل الذي بجوارها ميتٌ يابسٌ لا روح فيه ! ؛ لأنها تسقي البعيد وتتجاهل القريب ! .
- عم تتحدث يارجل ؟!
- أتحدث يا أخا العرب عن الانتخابات الأمريكية ! أسمعت شيئاً عنها هذه الأيام ؟! فإني لا أتكلم يا أخا العرب إلاَّ عنها .. فلا يذهب وَهمُك أبْعَدَ من هذا !!
الدمام في 20/06/1429هـ
موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
زار أعرابيٌ أخاه الحضري في مدينته ، فدار هذا الحوار :
- مالي أراك مكفهر الوجه ، غليظ الشفتين ، خشن الجلد ؟! ، لِمَ هذه القشرة البيضاء على جلدك ؟!.. وأصبح شعرُك متلبداً ، حتى كأنك لم تفارق البادية التي عشت فيها ، وكان آخر عهدك بها قبل 25 سنة ! ، وما هذه القشرة النتنة في شعر رأسك ؟! ألا تغسل شعرك بما يسمى عندكم ( الشامبو )! .. معشر الحضر ؟!.
فردَّ أخوه في حَزَنٍ :
- نعم ! .. كلُّ ما ذكرت صحيحٌ لا غبار عليه ! .. والسبب أننا لا نغتسل منذ ذلك الزمان إلاَّ بماء البحر ، الملح الأجاج ! .
- ماء البحر ؟! ومم تشربون يا أخا العرب ؟!
- .. من رحمة الله بنا – معاشر الحضر – أنَّ مياه الشرب ، نشتريها بأموالنا ، تأتي معبأة في قوارير صغيرة ! لولاه لأصبحت أجوافنا كظاهر جلودنا ! .. وهذه المياه لها خاصية عجيبة .. سمعت أن بعيراً هائجاً – عندكم معاشر الأعراب !- سقوه منها ذات يوم ، وكان يَهِمُّ بناقته ؛ ليقضي منها وطره ، لكنه ما أن وصل إليها حتى أصبح ناقةً مثلها !!.
- وأين ما يُسمى :" تحلية المياه المالحة ؟!" ألستم تشربون مما تنتجه من عذوبة ماءٍ ، لا نزال نحن – معشر البدو !- نحسدكم عليها !!
- تحلية المياه المالحة ؟! ، تحلية المياه المالحة ؟! .. لست أذكر أين ومتى سمعتُ بهذه البدعة ! تحلية المياه المالحة ؟! هلاَّ ذكَّرتني بها ذكَّرك الله الشهادتين عند موتك ؟!
- عجباً لك يا أخا العرب !! ألا ترى مبانيها الشاهقات ، على شواطئ البحار ، تُغيظ أمواجَها الزاخرات ، أين يذهب عقلك يا رجل ؟!
- يا أخا العرب ! لم أسمع بهذا من قبلُ .. لكني سمعتُ بعين ماءٍ في مملكة البحرين ، تسمى ( عين عذاري !) ، ماؤها عذبٌ فراتٌ ، يروي الظمأ ، ويبل الصدى ، وليس فيها عيبٌ إلاَّ أن النخل الذي بجوارها ميتٌ يابسٌ لا روح فيه ! ؛ لأنها تسقي البعيد وتتجاهل القريب ! .
- عم تتحدث يارجل ؟!
- أتحدث يا أخا العرب عن الانتخابات الأمريكية ! أسمعت شيئاً عنها هذه الأيام ؟! فإني لا أتكلم يا أخا العرب إلاَّ عنها .. فلا يذهب وَهمُك أبْعَدَ من هذا !!