تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة الى الحق- كيف ومتى وأين؟ صلاح بن سعيد الزهراني - الرياض


مشهور
23/08/2008, 01:00 PM
شكرالله لك استاذ صلاح الزهراني
لقد اجدة في المقال ولن ازيد عليك شيا بل اتمنى ان نقرا ونفهم ما قلت ارجو الله ان ينفع بمقالتك وان تكون هاذه المقاله كما عودتنا دايما وكما ينبغي لنا ان نكون عليه شكرا مره اخرى والى المقاله مع تحيات منتدى رباع والمقاله منقوله من صحيفة الجزيره يوم الجمعه مع الشكروالتقدير لصحيفة الجزيره وللاستاذ صلاح الزهراني
مشهور
الدعوة الى الحق- كيف ومتى وأين؟
صلاح بن سعيد الزهراني - الرياض
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(56) سورة الذاريات، والعبادة نوع من التواصل وفق طقوس معينة بين العبد المحب والذات العلية، فإن لم يتواصل البعض فإنه:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران، وما أعظم جزاء الشاكرين.
يمر الإنسان منذ مولده وحتى يسلم الروح بمراحل بين ضعف وقوة سواء في صحة الأبدان أو الأفئدة، بين فقر وغنى، تتنازعه الأهواء، وبين الحق والهوى تتأرجح قلوب العباد، فإذا غلب الحب لله عز وجل وخشيته نزعت النفس إلى الحق فاطمأنت، وإن غلبت الشهوات وقع الإنسان في حبائل الشيطان فألبس عليه ونزعت منه الطمأنينة فركنت نفسه إلى الهوى الذي قد يهوي بها إلى أغوار سحيقة في سقر التي لا تبقي ولا تذر، إلا من رحم ربي الذي كتب على نفسه الرحمة فهو الرحمن الرحيم.
يقول عز وجل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} والتكليف هنا فرض كفاية لا فرض عين، لكن البعض قد يخطئ في تطبيق هذه الآية عن غير قصد منه، إما لعدم أهليته لذلك أو بسبب سوء المداخلة أو الأسلوب أو عدم مناسبة الوقت، فإذا وجدتني أخي الناصح مخطئاً فلا تحرجني بالمداخلة الفورية وتفضحني أمام الخلق وكأنك تقول ها قد أمسكت بك متلبساً، وإذا كنت في قمة الحنق والغيظ فتلمس هدوء النفس قبل العتاب، وإذا وجدتني في عجلة من أمري فلا تستوقفني لتلقي علي بنصائحك فلن أعيرك اهتماماً وإن ابتسمت في وجهك، والأمر بالمعروف يجب أن يكون بين النصح والرجاء، عملاً بقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل.
فالبسمة في وجه الخلق إضافة إلى التأهيل تجذب الناس إليك كما يجذب النحل الرحيق، فإذا أحسنت أخي الداعية شقت دعوتك طريقها إلى نفس المتلقي فيقبل طوعا محباً متلهفا كما يقبل الظمأى على مشاربهم، ولئن يهدي بك الله عبداً خير من الدنيا وما فيها، أما التجهم والشراسة فليسا من صفات الداعية إلى الله عز وجل مهما كانت تغضب للحق أيها الداعية إلى الله، عليك أن تهدأ لتملك زمام بيانك، ورغم هذا فهناك من الدعاة الأفاضل ذوي القبول الحسن من يقابل بعضا من ذوي النفوس النافرة ويدور الحوار ويكون سجالا بين الحق والباطل، ورغم وضوح الحق جهارا نهارا، إلا أن المدعو ينصرف وهو مصر على عدم الإذعان والعمل بالنصيحة، ذلك لشيء في نفسه هو لا في الداعية، قد يكون إصراراً منه على الحرمان من التوبة أو الاستقامة بسبب لعب الشيطان به فيصور له أنه أعلم أو افضل من هذا الذي يدعوه فكيف يقبل ممن يراه دونه منزلة، ولو علم منزلته عند ربه للزم أعتابه.
في حوار بيني وبين أحد رفاق السفر، دار حوار طويل، اكتشفت أنه مجتهد في الدعوة، جاريته في الحديث، ولما أحسست أنه أجوف، اشفقت عليه وبدأت بنصحه بضرورة التزود بالعلم، فإن لم يستطيع فعليه بنفسه، والله سبحانه وتعالى سيجزيه بنيته خيراً إن شاء الله، فالعلم سفينة الداعية بين شاطئي الضلال والهداية، والداعية ربانها، والسفينة يجب أن تكون قادرة على الإبحار وسط عباب بحر الحياة الهائج حتى يطمئن المسافر لها، ويجب أن يكون الربان ماهراً لكي يصل إلى المرفأ المقصود بأقصر الطرق الآمنة، فالمدعو إذا اكتشف أن السفينة لا توفر له فرصة نجاة أو أن الربان تنقصه الكفاءة لن يركب البحر، وبمعنى آخر إذا اكتشف أن الداعية صفر اليدين من العلم فلن يستمع إليه، وقد يعمم ذلك على كل الدعاة، وبهذا يكون الداعية قد أساء ولم يحسن وهدم ما أراد بنيانه.
أخي الداعية إلى الله إذا كنت في الميدان فعليك أن تسأل نفسك: لمن توجه الدعوة، وما هي الطريقة المناسبة للوصول إلى قلبه، ومتى تدعوه وأين وتذكر دائماً لماذا حملت تحمل أمانة الدعوة وقد لاحظت أن بعض الدعاة الشبان الذين يخطبون في بيوت الله يبدؤون الخطبة باللين وفجأة يتجهم الوجه ويبدوا غاضباً، يهاجم أصحاب المعاصي أو من يعتقد أنهم خرجوا عن نطاق الدين، فأين هذا الداعية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يخاطبه ربه قائلاً:
{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} ألا يعلم الداعية أن أبواب التوبة مفتوحة للمذنب أو العاصي إلى أن يشاء الله، إن الناس يميلون لمن يزين لهم الطريق، فإذا كان الشيطان يستميلهم ويوقع بهم في المعصية بتزيين طريقها لهم، فلماذا لا نزين لهم طريق التوبة ونيسره.
إن الناس تنفر من طريقة هؤلاء الذين يكثر صراخهم وكأنهم ممثل الاتهام الذي يطالب بإعدام الجاني، فأين هم من: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، الابتسامة على الوجه الكلمة الطيبة مفتاحاً لكثير من العصاة للعودة إلى الحق بتوبة نصوح، فالحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
تميل القلوب إلى الكلم الطيب كما تميل الأغصان مع نسمات الربيع، وشتان بين أغصان تتمايل إعجاباً وأخرى تعصف بها الريح، فلا تكن أخي الداعية عاصفة تسقط الأوراق وتعصف بالأغصان فتكسر بعضا منها، كن نسمة من نسمات الربيع تداعب شغاف القلوب فتستميلها إلى طريق الله، وتذكر أن: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون).
أدعو الله عز وجل أن يحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، وأن يسبغ علينا نعمة الإسلام والإيمان، وأن يبعثنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المزيونه
23/08/2008, 01:14 PM
تسلم اخي عل النقل الرائع

العمدة
27/08/2008, 12:09 AM
مشكوررررررررر وبارك الله فيك

البنت التي كويسه ..!!
03/01/2009, 05:01 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ..
تقبلوا مروري ..

همسة شوق
07/02/2009, 07:48 AM
يعطيك ربي العااافيه

علي الزهراني أبوأحمد
07/12/2009, 04:27 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .