مشهور
04/09/2008, 05:15 PM
الخميس4 رمضان 1429هـ - 4 سبتمبر 2008م - العدد14682
--------------------------------------------------------------------------------
عودة الى الأخــيــرة
نقل عن صحيفة الرياض اليوم الخميس
مشهور
--------------------------------------------------------------------------------
ضوء صحفي
هل ترضى أختك؟
ممدوح المهيني
في كل مرة يكتب أحد في صحيفة أو منتدى إلكتروني أو في جلسة خاصة ويطالب ببعض الحقوق للمرأة السعودية يجابه بالسؤال الذي يصاغ بطريقة تهدف للتضييق والإحراج وهو: هل ترضى هذا الأمر لأختك؟! ولكن هذا السؤال الذي يأتي كانتصار للموقف القائل بعدم إعطاء مثل هذه الحقوق للمرأة يكشف لنا الوجه الأكثر سوءاً في هذه الآراء.
هل ترضى أختك؟! في هذا السؤال تختلط كل الأفكار القبيحة والسيئة عن المرأة السعودية من عدم كمال عقلها وإنسانيتها إلى عدم الثقة بها إلى التعامل معها كمخلوق مثير للغرائز الجنسية. يعكس السؤال منذ البداية الفكرة المترسخة والقائلة بأن الرجل هو المسئول عن المرأة. هذه الفكرة يقولها السائل وكأنه يتحدث عن أمر بدهي جدا . فهو يحوّل السؤال للرجل على الفور: هل ترضى، ويتجاوز المرأة وكأن المسألة لا تخصها أبداً. إنه من خلال ذلك يعبر عن القناعة العميقة التي تقول إن الرجل هو المسيطر على المرأة، وهو المسئول عن تصرفاتها وعملها لدرجة يختفي تماماً وجودها وأهميتها. فهي شخص لا يفكر ولا يقرر وهناك من يفكر ويقرر بدلاً عنها، لذا من الجائز سؤال شخص آخر عن أمر أساسي متعلق بحياتها.
ولكن الرد البسيط على هذا السؤال هو أنه يجب أن يوجّه للمرأة نفسها كأخت أو زوجة وأم وليس لأي أحد آخر. المرأة هي كاملة الإنسانية والعقل وهي التي يجب أن تجيب على الأسئلة المتعلقة بها . إنها المسئولة عن التصرفات التي تقوم بها، ولها الحق إذا كانت تريد أن تسوق السيارة أم لا أو تعمل في أماكن معينة أم لا . السؤال يفترض سلطة للرجل على المرأة ومجرد الجواب عليه هو تأكيد لمثل هذه السلطة. حتى لو قال أحد إنه يسمح لأخته بقيادة السيارة فإنه يفترض أنها غير موجودة وأنه من يقرر عنها . وحتى الرضا أو الرفض هو في الحقيقة لا يعني شيئاً مهماً . لأنك تتحدث عن شيء خارجك حتى لو كانت أختك. روابط الدم مع أختك لا يعني أنكما شخص واحد ولكن شخصان منفصلان ولكل واحد إنسانيته وكرامته وحريته الخاصة .
وسؤال: هل ترضى أختك، يكشف أيضاً عن القناعة السائدة التي تعتمد الشك بالنساء ورؤيتهن كشخصيات تميل إلى الانحراف. السؤال يفترض بشكل بأن ما ستقوم به أختك أو زوجتك سيجعلها تنغمس في الرذائل فكيف إذن يرضيك هذا الأمر غير الأخلاقي؟ من المثير أن مثل هذه المطالبات هي تتعلق بحقوق أساسية وليس فيها أي جانب مثير للريبة، ولكن هذه القناعة تنطلق من أن مجرد هذه الحقوق البسيطة التي يملك الرجل أضعافها هي ستقودها لارتكاب الأخطاء أو هي أخطاء بحد ذاتها. ولكن مثل هذه القناعة التي يحملها السؤال هشة جدا. المرأة ليست بحاجة إلى مثل هذه الوسائل إذا أرادت أن ترتكب شيئاً ما فهي ليست طفلاً يمكن ردعه ببعض الإجراءات. وحتى لو تم ردعها فما الفائدة إذا كانت تمارس كل ما تريد في سريرتها وخيالها الذي لا يمكن قمعه، لذا من المحزن جدا أن نشاهد رجلاً يسجن نساءه ويراقبهن من الوقوع في المنزلقات التي يخشاها ويتجاهل كل ما يدور في أعماقهن. إنه يحصل بذلك على الجسد فقط بينما الروح تكون في مكان آخر. إذا كنا نردد دائما أن نساءنا الأفضل بين نساء العالم (وهذا غير صحيح فهن لا يزدن أو ينقصن شيئاً عن نساء العالم) فلماذا ننظر لهن بهذه الطريقة المتشككة وغير الواثقة؟! بل إن الأخت التي تتربى معها في بيت واحد جديرة أن تحظى بالحب والثقة والاحترام . أخواتنا كغيرهن من الأخوات في العالم لديهن المعيار العقلاني للصواب والخطأ، والحرية ستجعلنا نراهن كما هن في الحقيقة كأجساد وأرواح فقط وليس مجرد أشكال جميلة وأرواح شاحبة.
وسؤال: هل ترضى أختك، لا يرى في المرأة إلا كهدف جنسي فقط (لهذا يأتي السؤال في الغالب عن الأخت وليس الأم الأقل إثارة)، لذا فكيف تقبل أن تسمح بخروجها للخارج. لا يهم إن كانت تملك روحاً تتوق للحرية والكرامة أو عقل يميل إلى الاستقلال أو حتى جسداً يحب أن يمارس الرياضة أو القيادة . كل هذه أشياء لا قيمة لها إذا كان سيحافظ على هذا الكائن الجنسي. من الواضح أنه يجب علينا أن نتخلص تماما من هذه النظرة الاختزالية غير الصحيحة التي تصيبنا بالرعب من كون مثل هذه الحريات الطبيعية ستعني انفلات هذا الكائن من سجنه. مثل هذا السؤال مبني على وهم تبدده مئات النساء السعوديات اللاتي يملكن حريتهن وقرارهن الشخصي ويظهرن كنماذج مضيئة في مجتمعنا .
أهمية سؤال: هل ترضى أختك أنه يأتي كوسيلة الدفاع الأخيرة التي تستخدم للإسكات عندما تعتمد لتحويل النقاش إلى شيء شخصي وحساس مثل أختك أو زوجتك، كما يفترض. ولكنه كما يبدو ليس شخصياً ولا حساساً . بل أنه شيء يدعو للفخر فعلاً، ليس لأنك ترضى أو لا ترضى، ولكنك تؤمن بحرية وكرامة وحقوق الإنسان سواءً رجل أو امرأة، وسواءً أخذها أو رفضها.
174 تعليق
تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)
1
أخي ممدوح
يعني أفهم من كلامك أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " عندما استأذنه الأعرابي في السماح له بالزنا فقال له الرسول أترضاه لأمك ثم بعدها قال أترضاه لأختك" هل تقنعني ان كلام الرسول وسؤال للأعرابي غلط وأنت الصح..
هل تقنعني بأن الرسول يهمش دور المرأة في هذا الحديث ، وهو أكثر من حافظ على حقوقها ..كإنسانة ..
طبعاً لا أرضى الخطأ لأختي وأخي وصاحبي كذلك فهل معنى هذا أني أشك بهم، أو اهمش دورهم..
هل حبي وغيرتي على أهلي وأصحابي.. أصبح شكاً وتهميش..
عجباً لتفكيرك..
استبشرت خيراً بمقالك الأسبوع الماضي لكن يبدو أن الفرحة ماتمت
تحياتي لك
أبومساعد
ابلاغ 04:16 صباحاً 2008/09/04
2
استاذي الفاضل...
كلامك صحيح 100% وهذا شيء مؤسف جدا في مجتمعنا الفوق متحفظ؟
أتمنى أسافر وأدرس
ابلاغ 04:20 صباحاً 2008/09/04
3
اي نعم ياممدوح.. هل ترضاها لإختك ؟!
إتركونا من الخنبقة الزايدة والتنظير اللي
صار كل من هب ودب يمارسه وفي كل القضايا
وبالذات قضية ( حقوق المرأه ) اللي أشوفها
زايدن التبهير عليها هاليومين..
فهد الرياض
ابلاغ 04:27 صباحاً 2008/09/04
4
ممدوح الله يهديك وحسبنا الله ونعم الوكيل المراءه و حقوقها المراءه و الخ الى متى
ان حقوق المراءه في مجتمعنا والحمد لله افضل من حقوق المراءه في العالم المنحل اخلاقيا العالم الغربي الذي تدعي انه افضل منا نعم افضل منا من ناحيه العلم اما من ناحيه الاخلاق فلا هل قرات مقالاتهم وبعض من المؤتمرات التي عقدت وقالوا لابد ان نفصل النساء عن الرجال في المدارس الخ لانتشار الزنا سبحان الله وانت تريد حقوق المراءه اي حقوق القياده ام الخروج عن الرجل الخ
عجباا لامرنا
للصبر آخر
ابلاغ 04:28 صباحاً 2008/09/04
5
روعه مقالك اليوم يا ممدوح...بجد أنت اليوم { فله وكبير مخ ونور لنبه ممتاز }
بدراباالعلا{2و 3و4تزوج ولاحرج}
ابلاغ 04:29 صباحاً 2008/09/04
6
الله يصلحك ياممدوح ويهديك للحق
سعود
ابلاغ 04:29 صباحاً 2008/09/04
7
الرجل والمرأة ليسو متشبهان ولكن يجب العدل بينهم وبصراحه مقالك هذا مع احترامي لك ولشخصيتك فيه تساوي المرأة للرجل والمرأة ليست مثل الرجل بتاتا ولكن نقول يجب العدل بينهم ولو طرحت سؤال الحين مثلا لو شفنا سفينه مركب لها كفرات وتمشي في الشارع هي فعلا وسيلة نقل مثلها مثل السيارة ولكن تبقى سفينه لها طريقها ومكانها الخاص وشكرا على مقالك ياستاذ تقبل تحياتي
بندر العيساوي
ابلاغ 04:30 صباحاً 2008/09/04
8
دائما يأتيني هذا السؤال
وعند الرد بغير مايريده السائل يقال لي أنني قليل غيره وغيرها من المصطلحات الإستفزازية
للأسف عندنا أفراد من المجتمع تتكلم بلسانه وتقول بأن الشعب كله لايريد كذا أو كذا
وقس عليه مسألة قيادة السيارات للنساء وإستحداث دور للسينما وغيرها
للأسف الشديد أن كل من يحاول تنوير المجتمع وإنفتاحه يقال عنه فاسق وأنه علماني وليبرالي وقائل هذا الإتهامين الأخيرين لايعرف معناهما
تحياتي لك وأنا وأنت ومعنا الكثير نؤيد الإنفتاحية وأننا شعب لابد أن نعيش كبقية شعوب الأرض
ويكفي تقوقعا ياسادة
هي فوضى
ابلاغ 04:31 صباحاً 2008/09/04
9
انا بوجة نظري مثل هذا السؤال ماينطق به الا انسان ضعيف الشخصية
وليس لديه القدر بالمواجه بي موضوع فيحاول بسكات او استفزاز لشخص المقابل بهذا السؤال السخيف جدأ ! الذي لا يسمن ولا يغني من جوع
تركي العتيبي
ابلاغ 04:34 صباحاً 2008/09/04
10
هل ترضى أختك ؟
اعتقد انه سؤال واقعي جدا
لان الذي يطالب بحقوق المرأه يقصد بالمرأه اخوات الناس
فهم يريدون التأكد هل يرضاه لأخته أيضا ام لا ؟؟
سؤال مشروع جدا
متعلق بالمروحه
ابلاغ 04:35 صباحاً 2008/09/04
11
الاخ ممدوح _شكرا جزيلا لك ترجمت ماكان يجول بخاطري فعلا جميع ماذكرتة يحصل فعلا ولاحاجب على الشمس ننتظر منك المزيد لك تحياتي واشواقي ورفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة قادم وهو قريب وسوف يكون قبل نهاية 2008 :) املنا بالله جل وعلى اسمة ثم ب والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (كبير) انتظرونا
reem
ابلاغ 04:37 صباحاً 2008/09/04
12
لكن ما جاوبت على السؤال
هل ترضى اختك.؟
ابو ريان
ابلاغ 04:43 صباحاً 2008/09/04
13
ياكثرهم وهم من النماذج السئة في بلادنا قليلة الادراك ضيقة الافق الفكري مشكور اخي الكاتب
العتيبي
ابلاغ 04:48 صباحاً 2008/09/04
14
لا هنت يا اخ ممدوح
مقال اكتر من رائع
.
ابلاغ 04:50 صباحاً 2008/09/04
15
رائع أنت يا ممدوح
قد أسمعتَ لو ناديت حيًا
ولكن لا حياة لمن تنادي
4.9.2008
ابلاغ 04:52 صباحاً 2008/09/04
16
كلمه حق اريد بها باطل...
هل ترضى لاختك او لامك او لزوجك.. هي كلمه وجهها المصطفى (عليه الصلاه والسلام) لاحد الصحابه حينما استأذنه بالزنا..
ولكن انت ( وكلن يطرح ما يجول في خاطره) رأيت ان هذه الكلمه تدور في فلك الجنس ولا غير..
لم تحدد يا مهيني متى يقول اصحاب الاهواء والجنس (حسب تعبيرك) هذه الكلمه..
عندما يأتيني شخص ويقول لما لا نعاكس هذه الفتاه.. فحينها هل تنتظرني ان اقول له تفضل (اعين واعاون) ولا تستكثر علي نصحه وتذكيره بكلمه( هل ترضاه لاختك)؟؟
الله يهديك ويفتح على قلبك..
عبدالله المعجل
ابلاغ 04:54 صباحاً 2008/09/04
17
صح لسانك.. الصراحة انا شوي وتجيني حالة نفسية من طريقة تفكير مجتمعنا الغريب.. هنا الرجال(اقصد اهل نجد)فاهمين القوامة غلط...يتعاملون مع المرأة بفوقية.. والدليل الحين الولد ابو 15 او 16 يبدا يحاول يتحكم بخواتة اللي اكبر منه..لاتلبسين كذا , غطي عيونك, ممنوع البنطلون, وتلقى الام والاب ساكتين بالعكس عاجبهم الوضع يحسون ان ولدهم كبر,, طبعا ان ماعمم لكن هذا اللي اشوفه بغالبية مجتمعنا.
لمى
ابلاغ 04:55 صباحاً 2008/09/04
18
فعلا... جبتوها على الجرح
دايم بمجتمعنا... اغلب شبابنا يرضونها لبنات الناس ومايرضونها لخواتهم
ونسوا
إن كما تدين تدان... ومثل أمي الشهير (ماسويت سوى بك)
بنت السحيباني
ابلاغ 04:57 صباحاً 2008/09/04
19
هل للمرأة حقوق غير اللي ذكرها الاسلام ,, ان اشك بأن من ينادون بأعطاء المرأة حقوق غير اللذي شرعها الدين الحنيف بأنهم اشخاص عندهم مشكله بالهوية الجنسيه وناوين على التحول اما من يعارضون التحرر الغير مشروع فالدافع لهم ليس الغرائز الجنسيه او عدم ثقه بالمرأه كما يدعي البعض وانما اتباع لامر الشرع وجتناب لنواهي
عبدالله الحربي
ابلاغ 05:00 صباحاً 2008/09/04
20
الناس في زياده والعالم انفتح والمجتمع في حراك مستمر والحياة تزداد صعوبه وقسوه والكثيرين يلهثون لتأمين حياة كريمه وزاد اطلاع الناس وبدأت المرأه
باقتحام مجلات العمل المختلفه ,
لذلك الغالبيه رجال ونساء سيتجه للامام ويبحث عن تحسين دخله وتطوير قدراته لاشتداد المنافسه على الوظائف ومجالات الرزق ,
ومن يريد التمسك بتقاليد وعادات لم يقرها الاسلام سيجد نفسه مع القله المعزوله البعيده خلف قافلة المجتمع المتغير
بعدين بيصحى وبيرضى العمل لاخته عندما يتأكد ان الاسلام لم يحرم عمل وانسانيةالمرأه
محمد
ابلاغ 05:04 صباحاً 2008/09/04
--------------------------------------------------------------------------------
عودة الى الأخــيــرة
نقل عن صحيفة الرياض اليوم الخميس
مشهور
--------------------------------------------------------------------------------
ضوء صحفي
هل ترضى أختك؟
ممدوح المهيني
في كل مرة يكتب أحد في صحيفة أو منتدى إلكتروني أو في جلسة خاصة ويطالب ببعض الحقوق للمرأة السعودية يجابه بالسؤال الذي يصاغ بطريقة تهدف للتضييق والإحراج وهو: هل ترضى هذا الأمر لأختك؟! ولكن هذا السؤال الذي يأتي كانتصار للموقف القائل بعدم إعطاء مثل هذه الحقوق للمرأة يكشف لنا الوجه الأكثر سوءاً في هذه الآراء.
هل ترضى أختك؟! في هذا السؤال تختلط كل الأفكار القبيحة والسيئة عن المرأة السعودية من عدم كمال عقلها وإنسانيتها إلى عدم الثقة بها إلى التعامل معها كمخلوق مثير للغرائز الجنسية. يعكس السؤال منذ البداية الفكرة المترسخة والقائلة بأن الرجل هو المسئول عن المرأة. هذه الفكرة يقولها السائل وكأنه يتحدث عن أمر بدهي جدا . فهو يحوّل السؤال للرجل على الفور: هل ترضى، ويتجاوز المرأة وكأن المسألة لا تخصها أبداً. إنه من خلال ذلك يعبر عن القناعة العميقة التي تقول إن الرجل هو المسيطر على المرأة، وهو المسئول عن تصرفاتها وعملها لدرجة يختفي تماماً وجودها وأهميتها. فهي شخص لا يفكر ولا يقرر وهناك من يفكر ويقرر بدلاً عنها، لذا من الجائز سؤال شخص آخر عن أمر أساسي متعلق بحياتها.
ولكن الرد البسيط على هذا السؤال هو أنه يجب أن يوجّه للمرأة نفسها كأخت أو زوجة وأم وليس لأي أحد آخر. المرأة هي كاملة الإنسانية والعقل وهي التي يجب أن تجيب على الأسئلة المتعلقة بها . إنها المسئولة عن التصرفات التي تقوم بها، ولها الحق إذا كانت تريد أن تسوق السيارة أم لا أو تعمل في أماكن معينة أم لا . السؤال يفترض سلطة للرجل على المرأة ومجرد الجواب عليه هو تأكيد لمثل هذه السلطة. حتى لو قال أحد إنه يسمح لأخته بقيادة السيارة فإنه يفترض أنها غير موجودة وأنه من يقرر عنها . وحتى الرضا أو الرفض هو في الحقيقة لا يعني شيئاً مهماً . لأنك تتحدث عن شيء خارجك حتى لو كانت أختك. روابط الدم مع أختك لا يعني أنكما شخص واحد ولكن شخصان منفصلان ولكل واحد إنسانيته وكرامته وحريته الخاصة .
وسؤال: هل ترضى أختك، يكشف أيضاً عن القناعة السائدة التي تعتمد الشك بالنساء ورؤيتهن كشخصيات تميل إلى الانحراف. السؤال يفترض بشكل بأن ما ستقوم به أختك أو زوجتك سيجعلها تنغمس في الرذائل فكيف إذن يرضيك هذا الأمر غير الأخلاقي؟ من المثير أن مثل هذه المطالبات هي تتعلق بحقوق أساسية وليس فيها أي جانب مثير للريبة، ولكن هذه القناعة تنطلق من أن مجرد هذه الحقوق البسيطة التي يملك الرجل أضعافها هي ستقودها لارتكاب الأخطاء أو هي أخطاء بحد ذاتها. ولكن مثل هذه القناعة التي يحملها السؤال هشة جدا. المرأة ليست بحاجة إلى مثل هذه الوسائل إذا أرادت أن ترتكب شيئاً ما فهي ليست طفلاً يمكن ردعه ببعض الإجراءات. وحتى لو تم ردعها فما الفائدة إذا كانت تمارس كل ما تريد في سريرتها وخيالها الذي لا يمكن قمعه، لذا من المحزن جدا أن نشاهد رجلاً يسجن نساءه ويراقبهن من الوقوع في المنزلقات التي يخشاها ويتجاهل كل ما يدور في أعماقهن. إنه يحصل بذلك على الجسد فقط بينما الروح تكون في مكان آخر. إذا كنا نردد دائما أن نساءنا الأفضل بين نساء العالم (وهذا غير صحيح فهن لا يزدن أو ينقصن شيئاً عن نساء العالم) فلماذا ننظر لهن بهذه الطريقة المتشككة وغير الواثقة؟! بل إن الأخت التي تتربى معها في بيت واحد جديرة أن تحظى بالحب والثقة والاحترام . أخواتنا كغيرهن من الأخوات في العالم لديهن المعيار العقلاني للصواب والخطأ، والحرية ستجعلنا نراهن كما هن في الحقيقة كأجساد وأرواح فقط وليس مجرد أشكال جميلة وأرواح شاحبة.
وسؤال: هل ترضى أختك، لا يرى في المرأة إلا كهدف جنسي فقط (لهذا يأتي السؤال في الغالب عن الأخت وليس الأم الأقل إثارة)، لذا فكيف تقبل أن تسمح بخروجها للخارج. لا يهم إن كانت تملك روحاً تتوق للحرية والكرامة أو عقل يميل إلى الاستقلال أو حتى جسداً يحب أن يمارس الرياضة أو القيادة . كل هذه أشياء لا قيمة لها إذا كان سيحافظ على هذا الكائن الجنسي. من الواضح أنه يجب علينا أن نتخلص تماما من هذه النظرة الاختزالية غير الصحيحة التي تصيبنا بالرعب من كون مثل هذه الحريات الطبيعية ستعني انفلات هذا الكائن من سجنه. مثل هذا السؤال مبني على وهم تبدده مئات النساء السعوديات اللاتي يملكن حريتهن وقرارهن الشخصي ويظهرن كنماذج مضيئة في مجتمعنا .
أهمية سؤال: هل ترضى أختك أنه يأتي كوسيلة الدفاع الأخيرة التي تستخدم للإسكات عندما تعتمد لتحويل النقاش إلى شيء شخصي وحساس مثل أختك أو زوجتك، كما يفترض. ولكنه كما يبدو ليس شخصياً ولا حساساً . بل أنه شيء يدعو للفخر فعلاً، ليس لأنك ترضى أو لا ترضى، ولكنك تؤمن بحرية وكرامة وحقوق الإنسان سواءً رجل أو امرأة، وسواءً أخذها أو رفضها.
174 تعليق
تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)
1
أخي ممدوح
يعني أفهم من كلامك أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " عندما استأذنه الأعرابي في السماح له بالزنا فقال له الرسول أترضاه لأمك ثم بعدها قال أترضاه لأختك" هل تقنعني ان كلام الرسول وسؤال للأعرابي غلط وأنت الصح..
هل تقنعني بأن الرسول يهمش دور المرأة في هذا الحديث ، وهو أكثر من حافظ على حقوقها ..كإنسانة ..
طبعاً لا أرضى الخطأ لأختي وأخي وصاحبي كذلك فهل معنى هذا أني أشك بهم، أو اهمش دورهم..
هل حبي وغيرتي على أهلي وأصحابي.. أصبح شكاً وتهميش..
عجباً لتفكيرك..
استبشرت خيراً بمقالك الأسبوع الماضي لكن يبدو أن الفرحة ماتمت
تحياتي لك
أبومساعد
ابلاغ 04:16 صباحاً 2008/09/04
2
استاذي الفاضل...
كلامك صحيح 100% وهذا شيء مؤسف جدا في مجتمعنا الفوق متحفظ؟
أتمنى أسافر وأدرس
ابلاغ 04:20 صباحاً 2008/09/04
3
اي نعم ياممدوح.. هل ترضاها لإختك ؟!
إتركونا من الخنبقة الزايدة والتنظير اللي
صار كل من هب ودب يمارسه وفي كل القضايا
وبالذات قضية ( حقوق المرأه ) اللي أشوفها
زايدن التبهير عليها هاليومين..
فهد الرياض
ابلاغ 04:27 صباحاً 2008/09/04
4
ممدوح الله يهديك وحسبنا الله ونعم الوكيل المراءه و حقوقها المراءه و الخ الى متى
ان حقوق المراءه في مجتمعنا والحمد لله افضل من حقوق المراءه في العالم المنحل اخلاقيا العالم الغربي الذي تدعي انه افضل منا نعم افضل منا من ناحيه العلم اما من ناحيه الاخلاق فلا هل قرات مقالاتهم وبعض من المؤتمرات التي عقدت وقالوا لابد ان نفصل النساء عن الرجال في المدارس الخ لانتشار الزنا سبحان الله وانت تريد حقوق المراءه اي حقوق القياده ام الخروج عن الرجل الخ
عجباا لامرنا
للصبر آخر
ابلاغ 04:28 صباحاً 2008/09/04
5
روعه مقالك اليوم يا ممدوح...بجد أنت اليوم { فله وكبير مخ ونور لنبه ممتاز }
بدراباالعلا{2و 3و4تزوج ولاحرج}
ابلاغ 04:29 صباحاً 2008/09/04
6
الله يصلحك ياممدوح ويهديك للحق
سعود
ابلاغ 04:29 صباحاً 2008/09/04
7
الرجل والمرأة ليسو متشبهان ولكن يجب العدل بينهم وبصراحه مقالك هذا مع احترامي لك ولشخصيتك فيه تساوي المرأة للرجل والمرأة ليست مثل الرجل بتاتا ولكن نقول يجب العدل بينهم ولو طرحت سؤال الحين مثلا لو شفنا سفينه مركب لها كفرات وتمشي في الشارع هي فعلا وسيلة نقل مثلها مثل السيارة ولكن تبقى سفينه لها طريقها ومكانها الخاص وشكرا على مقالك ياستاذ تقبل تحياتي
بندر العيساوي
ابلاغ 04:30 صباحاً 2008/09/04
8
دائما يأتيني هذا السؤال
وعند الرد بغير مايريده السائل يقال لي أنني قليل غيره وغيرها من المصطلحات الإستفزازية
للأسف عندنا أفراد من المجتمع تتكلم بلسانه وتقول بأن الشعب كله لايريد كذا أو كذا
وقس عليه مسألة قيادة السيارات للنساء وإستحداث دور للسينما وغيرها
للأسف الشديد أن كل من يحاول تنوير المجتمع وإنفتاحه يقال عنه فاسق وأنه علماني وليبرالي وقائل هذا الإتهامين الأخيرين لايعرف معناهما
تحياتي لك وأنا وأنت ومعنا الكثير نؤيد الإنفتاحية وأننا شعب لابد أن نعيش كبقية شعوب الأرض
ويكفي تقوقعا ياسادة
هي فوضى
ابلاغ 04:31 صباحاً 2008/09/04
9
انا بوجة نظري مثل هذا السؤال ماينطق به الا انسان ضعيف الشخصية
وليس لديه القدر بالمواجه بي موضوع فيحاول بسكات او استفزاز لشخص المقابل بهذا السؤال السخيف جدأ ! الذي لا يسمن ولا يغني من جوع
تركي العتيبي
ابلاغ 04:34 صباحاً 2008/09/04
10
هل ترضى أختك ؟
اعتقد انه سؤال واقعي جدا
لان الذي يطالب بحقوق المرأه يقصد بالمرأه اخوات الناس
فهم يريدون التأكد هل يرضاه لأخته أيضا ام لا ؟؟
سؤال مشروع جدا
متعلق بالمروحه
ابلاغ 04:35 صباحاً 2008/09/04
11
الاخ ممدوح _شكرا جزيلا لك ترجمت ماكان يجول بخاطري فعلا جميع ماذكرتة يحصل فعلا ولاحاجب على الشمس ننتظر منك المزيد لك تحياتي واشواقي ورفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة قادم وهو قريب وسوف يكون قبل نهاية 2008 :) املنا بالله جل وعلى اسمة ثم ب والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (كبير) انتظرونا
reem
ابلاغ 04:37 صباحاً 2008/09/04
12
لكن ما جاوبت على السؤال
هل ترضى اختك.؟
ابو ريان
ابلاغ 04:43 صباحاً 2008/09/04
13
ياكثرهم وهم من النماذج السئة في بلادنا قليلة الادراك ضيقة الافق الفكري مشكور اخي الكاتب
العتيبي
ابلاغ 04:48 صباحاً 2008/09/04
14
لا هنت يا اخ ممدوح
مقال اكتر من رائع
.
ابلاغ 04:50 صباحاً 2008/09/04
15
رائع أنت يا ممدوح
قد أسمعتَ لو ناديت حيًا
ولكن لا حياة لمن تنادي
4.9.2008
ابلاغ 04:52 صباحاً 2008/09/04
16
كلمه حق اريد بها باطل...
هل ترضى لاختك او لامك او لزوجك.. هي كلمه وجهها المصطفى (عليه الصلاه والسلام) لاحد الصحابه حينما استأذنه بالزنا..
ولكن انت ( وكلن يطرح ما يجول في خاطره) رأيت ان هذه الكلمه تدور في فلك الجنس ولا غير..
لم تحدد يا مهيني متى يقول اصحاب الاهواء والجنس (حسب تعبيرك) هذه الكلمه..
عندما يأتيني شخص ويقول لما لا نعاكس هذه الفتاه.. فحينها هل تنتظرني ان اقول له تفضل (اعين واعاون) ولا تستكثر علي نصحه وتذكيره بكلمه( هل ترضاه لاختك)؟؟
الله يهديك ويفتح على قلبك..
عبدالله المعجل
ابلاغ 04:54 صباحاً 2008/09/04
17
صح لسانك.. الصراحة انا شوي وتجيني حالة نفسية من طريقة تفكير مجتمعنا الغريب.. هنا الرجال(اقصد اهل نجد)فاهمين القوامة غلط...يتعاملون مع المرأة بفوقية.. والدليل الحين الولد ابو 15 او 16 يبدا يحاول يتحكم بخواتة اللي اكبر منه..لاتلبسين كذا , غطي عيونك, ممنوع البنطلون, وتلقى الام والاب ساكتين بالعكس عاجبهم الوضع يحسون ان ولدهم كبر,, طبعا ان ماعمم لكن هذا اللي اشوفه بغالبية مجتمعنا.
لمى
ابلاغ 04:55 صباحاً 2008/09/04
18
فعلا... جبتوها على الجرح
دايم بمجتمعنا... اغلب شبابنا يرضونها لبنات الناس ومايرضونها لخواتهم
ونسوا
إن كما تدين تدان... ومثل أمي الشهير (ماسويت سوى بك)
بنت السحيباني
ابلاغ 04:57 صباحاً 2008/09/04
19
هل للمرأة حقوق غير اللي ذكرها الاسلام ,, ان اشك بأن من ينادون بأعطاء المرأة حقوق غير اللذي شرعها الدين الحنيف بأنهم اشخاص عندهم مشكله بالهوية الجنسيه وناوين على التحول اما من يعارضون التحرر الغير مشروع فالدافع لهم ليس الغرائز الجنسيه او عدم ثقه بالمرأه كما يدعي البعض وانما اتباع لامر الشرع وجتناب لنواهي
عبدالله الحربي
ابلاغ 05:00 صباحاً 2008/09/04
20
الناس في زياده والعالم انفتح والمجتمع في حراك مستمر والحياة تزداد صعوبه وقسوه والكثيرين يلهثون لتأمين حياة كريمه وزاد اطلاع الناس وبدأت المرأه
باقتحام مجلات العمل المختلفه ,
لذلك الغالبيه رجال ونساء سيتجه للامام ويبحث عن تحسين دخله وتطوير قدراته لاشتداد المنافسه على الوظائف ومجالات الرزق ,
ومن يريد التمسك بتقاليد وعادات لم يقرها الاسلام سيجد نفسه مع القله المعزوله البعيده خلف قافلة المجتمع المتغير
بعدين بيصحى وبيرضى العمل لاخته عندما يتأكد ان الاسلام لم يحرم عمل وانسانيةالمرأه
محمد
ابلاغ 05:04 صباحاً 2008/09/04