صقر الجنوب
11/09/2008, 09:37 PM
نفوس نبيلة
http://www.aleqt.com/nwsthpic/141849.jpg
بقلم د. خالد بن عبدالرحمن الشايع - - 11/09/1429هـ
لا تخلو المجتمعات الإنسانية من الأنفس النبيلة والشخصيات الكريمة التي سمت بها مكارمها وشمخت بها فضائلها، فلم يزل التاريخ متوهجاً بسيرهم، فأضحوا سعادة مجتمعاتهم وبهجة أوطانهم، وهم ممن يجدر أن تنشر فضائلهم وأن تشاع مآثرهم حتى يدرج على منهاجهم كل من رام النبل وتطلع للفضل.
(يعول مائة بيت)!
كان الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت94هـ) رحمه الله ورضي عنه سيداً جليلاً معروفاً بالجود وصنع المعروف.
حدَّث عنه حمزة الثمالي فقال: إن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظُّلمة، ويقول: إنَّ الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب.
وقال محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون.. لا يدرون من أين كان معاشهم ؛ فلما مات عليّ بن الحسين فَقَدُوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل.
وقال شيبة بن نعامة: لما مات عليٌّ وجدوه يعول مئة أهل بيت.
قال الذهبي: لهذا كان يُبَخَّلُ، فإنه ينفق سراً، ويظن أهله أنه يجمع الدراهم.
وكان يقول: إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني، فأسأل الله له الجنة ثم أبخل عليه بالدنيا.
(غنيٌّ وما وجبت عليه الزكاة)!
من الأجواد النبلاء: الإمام الحافظ الليث بن سعد عالم الديار المصرية (ت175هـ) كان جواداً سخياً يكثر صلة الناس بماله، حتى ما كانت الزكاة تجب عليه لأنه لا يدور عليه عام.
من فضائل الليث:أنه كان له في يومه مجالس عدة، منها جلوسه لحوائج الناس، لا يسأله أحدٌ فيرده، كبرت حاجته أو صغرت.
ومن أخباره في الجود: أنه جاءته امرأةٌ تسأله عسلاً ومعها قدح، وقالت: زوجي مريض، فقال: أعطوها راوية عسل. فقالوا: يا أبا الحارث سألت قدحاً! قال: سألت على قَدْرِها، ونعطيها على قَدْرِنَا.
ومن أخباره: ما ذكره ابنه شعيب قال: خرجتُ مع أبي حاجاً، فقدِم المدينة فبعث إليه الإمام مالك بن أنس بطبق رُطَب، فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه.
وكان رحمه الله يتصدق كل يوم على ثلاثمائة مسكين.
وفي أصحاب تلك النفوس النبيلة يصدق قول بعض الحكماء: المسيءُ ميتٌ وإن كان في دار الدنيا، والمحسن حيٌّ وإن نقل إلى الآخرة.
khalidshaya@hotmail.com
http://www.aleqt.com/nwsthpic/141849.jpg
بقلم د. خالد بن عبدالرحمن الشايع - - 11/09/1429هـ
لا تخلو المجتمعات الإنسانية من الأنفس النبيلة والشخصيات الكريمة التي سمت بها مكارمها وشمخت بها فضائلها، فلم يزل التاريخ متوهجاً بسيرهم، فأضحوا سعادة مجتمعاتهم وبهجة أوطانهم، وهم ممن يجدر أن تنشر فضائلهم وأن تشاع مآثرهم حتى يدرج على منهاجهم كل من رام النبل وتطلع للفضل.
(يعول مائة بيت)!
كان الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت94هـ) رحمه الله ورضي عنه سيداً جليلاً معروفاً بالجود وصنع المعروف.
حدَّث عنه حمزة الثمالي فقال: إن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظُّلمة، ويقول: إنَّ الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب.
وقال محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون.. لا يدرون من أين كان معاشهم ؛ فلما مات عليّ بن الحسين فَقَدُوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل.
وقال شيبة بن نعامة: لما مات عليٌّ وجدوه يعول مئة أهل بيت.
قال الذهبي: لهذا كان يُبَخَّلُ، فإنه ينفق سراً، ويظن أهله أنه يجمع الدراهم.
وكان يقول: إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني، فأسأل الله له الجنة ثم أبخل عليه بالدنيا.
(غنيٌّ وما وجبت عليه الزكاة)!
من الأجواد النبلاء: الإمام الحافظ الليث بن سعد عالم الديار المصرية (ت175هـ) كان جواداً سخياً يكثر صلة الناس بماله، حتى ما كانت الزكاة تجب عليه لأنه لا يدور عليه عام.
من فضائل الليث:أنه كان له في يومه مجالس عدة، منها جلوسه لحوائج الناس، لا يسأله أحدٌ فيرده، كبرت حاجته أو صغرت.
ومن أخباره في الجود: أنه جاءته امرأةٌ تسأله عسلاً ومعها قدح، وقالت: زوجي مريض، فقال: أعطوها راوية عسل. فقالوا: يا أبا الحارث سألت قدحاً! قال: سألت على قَدْرِها، ونعطيها على قَدْرِنَا.
ومن أخباره: ما ذكره ابنه شعيب قال: خرجتُ مع أبي حاجاً، فقدِم المدينة فبعث إليه الإمام مالك بن أنس بطبق رُطَب، فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه.
وكان رحمه الله يتصدق كل يوم على ثلاثمائة مسكين.
وفي أصحاب تلك النفوس النبيلة يصدق قول بعض الحكماء: المسيءُ ميتٌ وإن كان في دار الدنيا، والمحسن حيٌّ وإن نقل إلى الآخرة.
khalidshaya@hotmail.com