دكتور الموسى
13/09/2008, 07:59 PM
صحاري وأوديةٌ ، بحارٌ ومُحيطاتٌ واسعة ، تتسع لكل شي . تتيه بها أُناسي وسفن ، لا طول لها ولا عرض
تحير من يبحر ، فقدهم أهلهم وأصحابهم ، تاهوا بين أمواج تلك المياه، عُثر على البعض
والبعض عاد في عداد المفقودين ، نسوهم وتناساهم من يعرفهم ، ليس باليد حيّلة.
صحاري قاحلة جرداء واسعة الأطراف لا ترى فيها إلاّ السراب ، اتسعت لكل
شيء تلك البحار والصحاري وقد تقول لمن يريد ملئها هل من مزيد
حكمة بالغة في خلقها ، ذكرت في كتبٍ سماوية وأحاديث
نبويّة شريفة . كثيرً من الناس من يتسع صدره
لكن ليس بسعة تلك . لكل صدر ولكل
صدر سعته . قد تحتمل تلك
الصدور وقد لا تتسع
لمن يكبُرها .
لكلٍ صديق وعزيزٌ وحبيب أيّاً كان لا يملك صدره سعة تلك البحار والصحاري . عتابٌ سببه ما يكنّه
أحدهما للآخر من حُبٍ ووفاء ، صدُ وهجرٌ من أحدهما يثقل به الآخر ، عيونٌ لا تعرف للنوم
غمض، زفيرُ وشهيق يفعله أحدهما لغياب الآخر ، أعتاد العيش معه أو بقربه ،
يستأنس لسماع صوته أو حتى أثر خُطاه ، يقتفيها ويحاول قصها
ليعرف الوجهة التي توجه إليها ، قد يسأل وقد يكتم ما في
صدره حتى لا يلام من أحد ، عيونٌ لا يتوقف دمعها
على ذلك الفراق الحتمي ، يتلمس صدى
ذكراه ، بل يتخيل ما جرى
يطلبه حثيثاً لكن بُعدت
الخطى وقد
تندثر .
ليلة هادئةُ يعيشها أحدهما ،وهو يتذكر صاحبه ، يتمنى رؤيته ولو لدقائق معدودة ليعيد ما مضى
معه . نفسَه الذي يستنشقه ، عطره الذي لا يكاد أن ينسى تلك الرائحة النقية ، يلوذ
بكل مكان عله يتلمس عنه الأخبار . فجأة تم الاتصال ، من : فلان أين
أنت؟ كُدت أهلَك. قام يُذكّره بما جرى ، ذكر أسباب لم تكن في
الحسبان ، صاحبه أخذها حجةُ لتبرير الغياب ، ماذا عساه
أن يقول ؟ قد تكون تلك الأسباب مُجدية لما بينهما.
زاد الحديث واختلط به العويل ، لجروح كادت
أن تقضي عليه ، ولم يصدق أن ذلك
الصديق بين يديه ، وخشية
الفراق أن يتكرر، لهذا
أعترف وقال ::لك
حق تزعل .
تحير من يبحر ، فقدهم أهلهم وأصحابهم ، تاهوا بين أمواج تلك المياه، عُثر على البعض
والبعض عاد في عداد المفقودين ، نسوهم وتناساهم من يعرفهم ، ليس باليد حيّلة.
صحاري قاحلة جرداء واسعة الأطراف لا ترى فيها إلاّ السراب ، اتسعت لكل
شيء تلك البحار والصحاري وقد تقول لمن يريد ملئها هل من مزيد
حكمة بالغة في خلقها ، ذكرت في كتبٍ سماوية وأحاديث
نبويّة شريفة . كثيرً من الناس من يتسع صدره
لكن ليس بسعة تلك . لكل صدر ولكل
صدر سعته . قد تحتمل تلك
الصدور وقد لا تتسع
لمن يكبُرها .
لكلٍ صديق وعزيزٌ وحبيب أيّاً كان لا يملك صدره سعة تلك البحار والصحاري . عتابٌ سببه ما يكنّه
أحدهما للآخر من حُبٍ ووفاء ، صدُ وهجرٌ من أحدهما يثقل به الآخر ، عيونٌ لا تعرف للنوم
غمض، زفيرُ وشهيق يفعله أحدهما لغياب الآخر ، أعتاد العيش معه أو بقربه ،
يستأنس لسماع صوته أو حتى أثر خُطاه ، يقتفيها ويحاول قصها
ليعرف الوجهة التي توجه إليها ، قد يسأل وقد يكتم ما في
صدره حتى لا يلام من أحد ، عيونٌ لا يتوقف دمعها
على ذلك الفراق الحتمي ، يتلمس صدى
ذكراه ، بل يتخيل ما جرى
يطلبه حثيثاً لكن بُعدت
الخطى وقد
تندثر .
ليلة هادئةُ يعيشها أحدهما ،وهو يتذكر صاحبه ، يتمنى رؤيته ولو لدقائق معدودة ليعيد ما مضى
معه . نفسَه الذي يستنشقه ، عطره الذي لا يكاد أن ينسى تلك الرائحة النقية ، يلوذ
بكل مكان عله يتلمس عنه الأخبار . فجأة تم الاتصال ، من : فلان أين
أنت؟ كُدت أهلَك. قام يُذكّره بما جرى ، ذكر أسباب لم تكن في
الحسبان ، صاحبه أخذها حجةُ لتبرير الغياب ، ماذا عساه
أن يقول ؟ قد تكون تلك الأسباب مُجدية لما بينهما.
زاد الحديث واختلط به العويل ، لجروح كادت
أن تقضي عليه ، ولم يصدق أن ذلك
الصديق بين يديه ، وخشية
الفراق أن يتكرر، لهذا
أعترف وقال ::لك
حق تزعل .