المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فهو آمن


صقر الجنوب
02/10/2008, 05:29 AM
فهو آمن

الكاتبة الكبيرة : منال الزهراني


http://www.roaa.com.sa/roaa/1Offers/123/mnaal-1-78.jpg
(roaa@roaa.com.sa)
تخيلوا لو أن الحروب في عالمنا المحترق اليوم تسير على هذا النحو: يعتدي أحدهم على بلد الآخر ويعذّبه ويقتل أهله؛ ثم يشرّد من بقي منهم إلى بلد آخر غريب بعيد؛ ولمدة ثماني سنوات، ثم يعود هذا المُهجّر قوياً عزيزاً ليسترد أرضه ويعلي دين الله؛ ولكنه بدل أن يقتل ويعذب وينتقم؛ يفاجئ الإنسانية جمعاء ويعطي أعداءه الأمان من التعرض لهم ولو «بخدش طفيف» إذا دخلوا بيوتهم مطمئنين، ولم يعترضوه. هذا بالضبط ما حدث من النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثامنة من الهجرة في شهر رمضان عندما فتح مكة معلناً: «من أغلق عليه بابه فهو آمن؛ ومن دخل المسجد فهو آمن»؛ يقول ذلك لكفار عذبوه نفسياً ومالياً وجسدياً وطردوه وأصحابه؛ حتى قال صحابي وهو متحرّق متشفٍ: اليوم يوم الملحمة «الحرب»؛ فقال له نبي السلام صلى الله عليه وآله وسلم: «بل اليوم يوم الرحمة
ذلك الموقف الناطق الذي لا يحتاج تعليقاً يمكن أن يُضاف إليه؛ بل نتعلم منه فقط؛ لقد حدث في نفس هذا الشهر؛ حتى نعلم أن رمضان شهر لا يحتمل الإيذاء البدني ولا حتى الإيذاء النفسي؛ ولا يحتمل الأحقاد المتراكمة في النفوس؛ ولا الكُره المنبعث من ثنايا بعض الملامح لبعضنا البعض؛ ولا يحتمل أبداً أن تُحلَّ القسوة محل الرحمة؛ إنه للرحمة والرحمة فقط
ماذا عن عفو غير مشروط يطلقه كل منا لكل من أخطأ بحقه عامداً أو دون قصد؟ ماذا لو تكون هذه فرصة حقيقة –قد لا تتكرر- لقهر رغباتنا الذاتية في ردّ الإيذاء بمثله أو اسوأ؟ ماذا عن إحلال السلام مكان الرصاص؛ والبسمة مكان البندقية، قبل أن يكون ذلك مع الأعداء؛ يكون بيننا وبين زملائنا وجيراننا وربما «أشقائنا

ابو مشاري
02/10/2008, 07:38 PM
بارك الله فيك

والله يعطيك العافيه

صقر الجنوب
02/10/2008, 08:34 PM
بارك الله فيك اخي الحبيب

عين
03/10/2008, 01:29 AM
هذا درس من خير مربي