دكتور الموسى
15/10/2008, 04:58 PM
صُنعِ الخلق للخلق ، اشتراها بثمنٍ بخس ، ليحمل على متنها بضاعة مُزجاة ، يتنقّل بها من بحر إلى
بحر، ومن محيط إلى آخر ، ليوصلها إلى من يريد ، وكما هي , أصابها الكساد في بلد المنشأ
قد تكون ذات صلاحية شارفت على الإنتها ، هذا إذا لم تكن انتهت بالفعل ، ويراد
تسويقها إلى من لا يعرف أصلها ، أو لا يعرف قيمتها الشرائية . مكث مدة
على ذلك الحال ، يعتقد أن الناس بلُهاء جميعهم ، دائماً هذا الحال
مدى حِباله قصير ، لا يدوم طويلاً . صنعها من أشجارٍ
لم تكن لها ، وثبتها في بعضها بدُسرٍ من دُسرِ
بالية ، وكأنها أُعدت للأطفال ولم
تُعد للإبحار ، ربطها بحبلٍ
ليرى مدى صلاحيتها
في بركة سباحة
نجحت التجربة.
أخذ يجرها على شاطئ بحرٍ ، ليصبح الغد ويبحر بها البحار . سار به التيار إلى وجهة غير
معروفة ، يقتني بوصلة الشّمال جنوباً ، والجنوب شمالاً . وصل المكان ألُجي ، وإذا
بتلك الدُسر يفلت واحدا تلو الآخر ، لا غرابة في ذلك البضاعة فاسدة
والصناعة تمت بأيدٍ أُناسٍ غير مَهرة . أخذ يصيح ويدعو في
مكان تستوي عليه تلك السفينة ، إلاّ أن غدر البحر
كان أقوى . لم يعد يشغله سوى كيف تصل
تلك البضاعة إلى أهلها ، والذين طال
بهم الانتظار . غرقت تلك
السفينة بما فيها .
أخذت السفينة تصارع أمواجٍ كالجبال ،أمّا ذلك القبطان فغاص في عمق البحر المُظلم
تتسارع الحيتان على التهامه . أدرك الخطر الحقيقي والموت المُحقق ، تذكر دُعاء
يونس عليه السلام ، لعل تلك الحيتان تبلعه ويخرج منها سقيم . نسي
الدعاء ، فبدلاً أن يقول سبحانك اللهم لا إله إلاّ أنت إني كُنت
من الظالمين ، قال : سبحانك اللهم لا إله إلاّ أنت إني
كُنت من الخاسرين ، يقصد خسارته في تجارته.
ابن آدم حتى وهو ينفث أنفاسه ويحتضر
إلاّ أن قلبه معلق بهموم الدنيا
وما فيها . غِشٌ وغدرٌ
كغدر ظلمات
البحار .
بحر، ومن محيط إلى آخر ، ليوصلها إلى من يريد ، وكما هي , أصابها الكساد في بلد المنشأ
قد تكون ذات صلاحية شارفت على الإنتها ، هذا إذا لم تكن انتهت بالفعل ، ويراد
تسويقها إلى من لا يعرف أصلها ، أو لا يعرف قيمتها الشرائية . مكث مدة
على ذلك الحال ، يعتقد أن الناس بلُهاء جميعهم ، دائماً هذا الحال
مدى حِباله قصير ، لا يدوم طويلاً . صنعها من أشجارٍ
لم تكن لها ، وثبتها في بعضها بدُسرٍ من دُسرِ
بالية ، وكأنها أُعدت للأطفال ولم
تُعد للإبحار ، ربطها بحبلٍ
ليرى مدى صلاحيتها
في بركة سباحة
نجحت التجربة.
أخذ يجرها على شاطئ بحرٍ ، ليصبح الغد ويبحر بها البحار . سار به التيار إلى وجهة غير
معروفة ، يقتني بوصلة الشّمال جنوباً ، والجنوب شمالاً . وصل المكان ألُجي ، وإذا
بتلك الدُسر يفلت واحدا تلو الآخر ، لا غرابة في ذلك البضاعة فاسدة
والصناعة تمت بأيدٍ أُناسٍ غير مَهرة . أخذ يصيح ويدعو في
مكان تستوي عليه تلك السفينة ، إلاّ أن غدر البحر
كان أقوى . لم يعد يشغله سوى كيف تصل
تلك البضاعة إلى أهلها ، والذين طال
بهم الانتظار . غرقت تلك
السفينة بما فيها .
أخذت السفينة تصارع أمواجٍ كالجبال ،أمّا ذلك القبطان فغاص في عمق البحر المُظلم
تتسارع الحيتان على التهامه . أدرك الخطر الحقيقي والموت المُحقق ، تذكر دُعاء
يونس عليه السلام ، لعل تلك الحيتان تبلعه ويخرج منها سقيم . نسي
الدعاء ، فبدلاً أن يقول سبحانك اللهم لا إله إلاّ أنت إني كُنت
من الظالمين ، قال : سبحانك اللهم لا إله إلاّ أنت إني
كُنت من الخاسرين ، يقصد خسارته في تجارته.
ابن آدم حتى وهو ينفث أنفاسه ويحتضر
إلاّ أن قلبه معلق بهموم الدنيا
وما فيها . غِشٌ وغدرٌ
كغدر ظلمات
البحار .