بن درعان
24/10/2008, 07:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أنزل على عبده الفرقان الفارق بين الحلال والحرام، والسعداء والأشقياء، والحق والباطل.
وجعله برحمته هدًى للناس عمومًا، وللمتقين خصوصًا، من ضلال الكفر والمعاصي، والجهل، إلى نور الإيمان والتقوى والعلم، وأنزله شفاء للصدور من أمراض الشبهات والشهوات ويحصل به اليقين والعلم في المطالب العاليات، وشفاء للأبدان من أمراضها وعللها وآلامها وسقمها. وأخبر أنه لا ريب فيه ولا شك بوجه من الوجوه، وذلك لاشتماله على الحق العظيم، في أخباره، وأوامره، ونواهيه، وأنزله مباركًا، فيه الخير الكثير، والعلم الغزير، والأسرار البديعة، والمطالب الرفيعة، فكل بركة وسعادة تنال في الدنيا والآخرة، فسببها الاهتداء به واتباعه، وأخبر أنه مصدق ومهيمن على الكتب السابقة، فما يشهد له فهو الحق، وما رده فهو المردود؛ لأنه تضمنها وزاد عليها، وقال تعالى فيه:
{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}، فهو هاد لدار السلام، مبين لطريق الوصول إليها، وحاثٌّ عليها، كاشف عن الطريق الموصلة إلى دار الآلام ومحذًُر منها، وقال تعالى مخبرًا عنه: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} فبين آياته أكمل تبيين وأتقنها أي إتقان، وفصلها بتبيين الحق من الباطل والرشد من الضلال، تفصيلًا كاشفًا للبس، لكونه صادرًا من حكيم خبير، فلا يخبر إلا بالصدق والحق واليقين، ولا يأمر إلا بالعدل والإحسان والبر، ولا ينهى إلا عن المضار الدينية والدنيوية.
وأقسم تعالى بالقرآن ووصفه بأنه "مجيد" والمجد: سعةُ الأوصاف وعظمتها، وذلك لسعة معانى القرآن وعظمتها، ووصفه بأنه "ذو الذكر" أي يتذكر به العلوم الإلهية والأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة، ويتعظ به من يخشى.
وقال تعالى: {إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون} فأنزله بهذا اللسان لنعقله ونتفهمه، وأمرنا بتدبره، والتفكير فيه، والاستنباط لعلومه، وما ذاك إلا لأن تدبره مفتاح لكل خير، محصل للعلوم والأسرار. فلله الحمد والشكر والثناء، الذى جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورًا، وتبصرة وتذكرة، وبركة وهدى وبشرى للمسلمين.
فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها.
والله أرجو، وعليه أعتمد، أن ييسر ما قصدت، ويذلل ما أردت، فإنه إن لم ييسره الله، فلا سبيل إلى حصوله، وإن لم يعن عليه، فلا طريق إلى نيل العبد مأموله.
أيها الأحبة رواد المنتدى .
نعلم جميعاً أن الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قال : " يجئ القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول : يا رب زده ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له اقرأ ، وارق ، ويزداد بكل آية حسنة
" . رواه الترمذي وحسنه الألباني .
كما نعلم أيضاً أنه قال عليه أفضل الصلوات وأزكى التسيلم : " من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسبنا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن
" . رواه الحاكم وحسنه الألباني .
والساير لحال الكثيرين منا مع القرآن الكريم يلحظ أن هناك جهلاً بقراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح وقصور في فهم معانيه كما أرادها الله تعالى جهلاً بأسرار اللغة العربية ، فضلاً عن التقصير فيما يتصل تدبره وتطبيقه في الحياة .
والعاقل الحصيف يستطيع الاستنتاج بسهولة أنه لا يمكن أن نستفيد من قراءة القرآن الكريم على الوجه المطلوب إلا إذا تدبرنا معانيه بالتعرف عليها في كتب التفسير المتخصصة وبالتفكير وتطبيق ما تدعو إليه من أنوار وهدايات فيتم عمله وما تنهى عنه فيتم الابتعاد عنه .
وللخروج من هذا الحرج الخطير أقترح أن نتعاون معاً من خلال هذا الموضوع في منتدانا العامر بكم بأن يقوم كل منا بقراءة السورة القصيرة ، أو خمسين آية نحددها تباعاً ومعاً من كل سورة طويلة ، ومن ثم يقوم كل منا بالبحث في كتب التفاسير عن معنى الكلمات أو المعاني والجمل الغامضة التي لم يفهمها فيدونها مع شرحها في مشاركته لنستفيد جميعاً ، وبعد نهاية الأسبوع ننتقل إلى الآيات التي تلي حتى نختم القرآن الكريم بعد فترة من الزمان نرجو الله أن تكون عامرة بالمتعة والفائدة والأجر العظيم ، لنكون قد تعلمنا الكثير من الكلمات والمعاني التي نجهلها حالياً .
إنها دعوة صادقة أن نحث أنفسنا على التعاون للنهل من هذا المعين الذي لا ينضب حتى نفوز جميعاً برضاه جل وعلا في الدنيا والآخرة .
تنبيه
الرجاءمن يرغب الاستمرارمعنا ابدأ موافقته كي نبدأ من هذا الاسبوع بعد حضور كثير من الاعضاء
بأذن الله سوف نأخذ تفسيرنا للأيآت من هذا الموقع كونه
أفضل التفاسير التي تخدم كتاب الله تعالى تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله وهذا هو رابطه
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=321
الحمد لله الذى أنزل على عبده الفرقان الفارق بين الحلال والحرام، والسعداء والأشقياء، والحق والباطل.
وجعله برحمته هدًى للناس عمومًا، وللمتقين خصوصًا، من ضلال الكفر والمعاصي، والجهل، إلى نور الإيمان والتقوى والعلم، وأنزله شفاء للصدور من أمراض الشبهات والشهوات ويحصل به اليقين والعلم في المطالب العاليات، وشفاء للأبدان من أمراضها وعللها وآلامها وسقمها. وأخبر أنه لا ريب فيه ولا شك بوجه من الوجوه، وذلك لاشتماله على الحق العظيم، في أخباره، وأوامره، ونواهيه، وأنزله مباركًا، فيه الخير الكثير، والعلم الغزير، والأسرار البديعة، والمطالب الرفيعة، فكل بركة وسعادة تنال في الدنيا والآخرة، فسببها الاهتداء به واتباعه، وأخبر أنه مصدق ومهيمن على الكتب السابقة، فما يشهد له فهو الحق، وما رده فهو المردود؛ لأنه تضمنها وزاد عليها، وقال تعالى فيه:
{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}، فهو هاد لدار السلام، مبين لطريق الوصول إليها، وحاثٌّ عليها، كاشف عن الطريق الموصلة إلى دار الآلام ومحذًُر منها، وقال تعالى مخبرًا عنه: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} فبين آياته أكمل تبيين وأتقنها أي إتقان، وفصلها بتبيين الحق من الباطل والرشد من الضلال، تفصيلًا كاشفًا للبس، لكونه صادرًا من حكيم خبير، فلا يخبر إلا بالصدق والحق واليقين، ولا يأمر إلا بالعدل والإحسان والبر، ولا ينهى إلا عن المضار الدينية والدنيوية.
وأقسم تعالى بالقرآن ووصفه بأنه "مجيد" والمجد: سعةُ الأوصاف وعظمتها، وذلك لسعة معانى القرآن وعظمتها، ووصفه بأنه "ذو الذكر" أي يتذكر به العلوم الإلهية والأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة، ويتعظ به من يخشى.
وقال تعالى: {إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون} فأنزله بهذا اللسان لنعقله ونتفهمه، وأمرنا بتدبره، والتفكير فيه، والاستنباط لعلومه، وما ذاك إلا لأن تدبره مفتاح لكل خير، محصل للعلوم والأسرار. فلله الحمد والشكر والثناء، الذى جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورًا، وتبصرة وتذكرة، وبركة وهدى وبشرى للمسلمين.
فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها.
والله أرجو، وعليه أعتمد، أن ييسر ما قصدت، ويذلل ما أردت، فإنه إن لم ييسره الله، فلا سبيل إلى حصوله، وإن لم يعن عليه، فلا طريق إلى نيل العبد مأموله.
أيها الأحبة رواد المنتدى .
نعلم جميعاً أن الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قال : " يجئ القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول : يا رب زده ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه ، فيقال له اقرأ ، وارق ، ويزداد بكل آية حسنة
" . رواه الترمذي وحسنه الألباني .
كما نعلم أيضاً أنه قال عليه أفضل الصلوات وأزكى التسيلم : " من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسبنا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن
" . رواه الحاكم وحسنه الألباني .
والساير لحال الكثيرين منا مع القرآن الكريم يلحظ أن هناك جهلاً بقراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح وقصور في فهم معانيه كما أرادها الله تعالى جهلاً بأسرار اللغة العربية ، فضلاً عن التقصير فيما يتصل تدبره وتطبيقه في الحياة .
والعاقل الحصيف يستطيع الاستنتاج بسهولة أنه لا يمكن أن نستفيد من قراءة القرآن الكريم على الوجه المطلوب إلا إذا تدبرنا معانيه بالتعرف عليها في كتب التفسير المتخصصة وبالتفكير وتطبيق ما تدعو إليه من أنوار وهدايات فيتم عمله وما تنهى عنه فيتم الابتعاد عنه .
وللخروج من هذا الحرج الخطير أقترح أن نتعاون معاً من خلال هذا الموضوع في منتدانا العامر بكم بأن يقوم كل منا بقراءة السورة القصيرة ، أو خمسين آية نحددها تباعاً ومعاً من كل سورة طويلة ، ومن ثم يقوم كل منا بالبحث في كتب التفاسير عن معنى الكلمات أو المعاني والجمل الغامضة التي لم يفهمها فيدونها مع شرحها في مشاركته لنستفيد جميعاً ، وبعد نهاية الأسبوع ننتقل إلى الآيات التي تلي حتى نختم القرآن الكريم بعد فترة من الزمان نرجو الله أن تكون عامرة بالمتعة والفائدة والأجر العظيم ، لنكون قد تعلمنا الكثير من الكلمات والمعاني التي نجهلها حالياً .
إنها دعوة صادقة أن نحث أنفسنا على التعاون للنهل من هذا المعين الذي لا ينضب حتى نفوز جميعاً برضاه جل وعلا في الدنيا والآخرة .
تنبيه
الرجاءمن يرغب الاستمرارمعنا ابدأ موافقته كي نبدأ من هذا الاسبوع بعد حضور كثير من الاعضاء
بأذن الله سوف نأخذ تفسيرنا للأيآت من هذا الموقع كونه
أفضل التفاسير التي تخدم كتاب الله تعالى تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله وهذا هو رابطه
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=321