رحاب الرحمن
10/11/2008, 02:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تتوقف الأمم عن النقد تدخل في سبات طويل، ويتحول كل مشروعها المستقبلي إلى جثة هامدة، ويصبح همها تمجيد ماضيها أو عيش حاضرها بطريقة «نحن ومن بعدنا الطوفان».
إن توقف النقد لا يعني فقط تراكم الأخطاء والشعور بالرضا عن كل شيء، ولكنه يعني أيضا تراجع الفكر، وعدم مواكبته للتطور التاريخي الذي يفترض ان ينخرط الجميع فيه، ومن خلاله يمكن للشعوب ان تعيش مسافات ماضيها بما يمكن ان تفعله مستقبلا وليس ما فعله الأجداد ذات يوم.
لذلك يتحول الجدار الذي يحمي الأمة من موقعه كجدار يخزن التاريخ إلى جدار يسد المستقبل، والأسوأ أن هناك دوما من يمالئ الحاضر سواء كان سلطة أو فكراً أو أسلوب عيش دون السعي إلى تغيير المجتمع عبر النقد والمكاشفة، ومع أشخاص كهؤلاء يعتقدون ان قناعاتهم «نهائية» لا يمكن لأي أمة ان تتطور، فجميع ما تفعله السلطة هو رائع، وكل ما هو مطروح على الساحة فكريا هو الكمال بعينه، وان اليوم هو أفضل الأيام على الإطلاق.
لقد أدخلت القناعات الجاهزة مجتمعات كثيرة في مرحلة سبات، ولم تعد تتطور وفقا لنظريات دورة الزمن، وتجمد فكرها لدى مرحلة معينة دون سواها، ولسوف يستمر هذا الجمود قرونا أخرى إذا لم يتحول المجتمع إلى الفكر النقدي، والنظر إلى الحاضر بعين السؤال، وليس بعين الرضا، وكلما كثر السؤال ازداد حجم المعرفة والمكاشفة وتوقف الإحساس بالأفضلية وبدأ البحث عن أفق أوسع مما هو في الحاضر.
والأمثلة عن توقف حركة النقد في المجتمع كثيرة، لكن أبرزها يمكن أن يقدمه الكتاب، إذ ان تهافت الناس على شراء كتب الأبراج والحظ والوصفات الطبية أو كتب الطبخ والتخسيس يعني أن الفكر النقدي الذي تقدمه الكتب الأخرى لا يجد له مكاناً في العقل أو المكتبة لذلك تزداد عدد طبعات تلك الكتب عدة مرات بينما لا تجد الكتب الفكرية أو النقدية نفادا لطبعتها الأولى وفي مجمل الأحوال ان أي زيارة لمعرض الكتاب تؤكد ما سقناه من مثال.
ان التحول إلى الثقافة الناقدة اجتماعيا بالدرجة الأولى هي مفتاح العصر، ومن لا يفكر بطريقة عصره سيبقى في مؤخرة الركب، والمجتمعات التي تسيطر على عقولها نظرة رومانسية إلى تاريخها ونظرة مثالية إلى حاضرها، ستعيش تراجعا كبيرا قبل إقفال العشرية الأولى من الألفية الثالثة، والنقد لا يعني الحاضر فقط، بل يعني الماضي لأن جميع الأمم في كل الأزمنة لديها الإيجابي والسلبي في ماضيها، وعندما تنقد ذلك العصر يمكنها تخطي حاضرها بيسر وسهولة وتتوقف عن تمجيد ماضيها، والاهتمام بمستقبلها وقطعا سيكون حاضرها مركب عبور إلى أزمنة مقبلة.
كيف سيتاح لأمة أن تنتقل من الثبات إلى الحركة المستقبلية إذا توقفت عن النقد، وترى ما هو حال الأمم التي لا يوجد نقد في منظومتها الفكرية أغلب الظن أنها أمم بائسة ستبقى حيث هي، بينما سيذهب الآخرون إلى زمن جديد.
عندما تتوقف الأمم عن النقد تدخل في سبات طويل، ويتحول كل مشروعها المستقبلي إلى جثة هامدة، ويصبح همها تمجيد ماضيها أو عيش حاضرها بطريقة «نحن ومن بعدنا الطوفان».
إن توقف النقد لا يعني فقط تراكم الأخطاء والشعور بالرضا عن كل شيء، ولكنه يعني أيضا تراجع الفكر، وعدم مواكبته للتطور التاريخي الذي يفترض ان ينخرط الجميع فيه، ومن خلاله يمكن للشعوب ان تعيش مسافات ماضيها بما يمكن ان تفعله مستقبلا وليس ما فعله الأجداد ذات يوم.
لذلك يتحول الجدار الذي يحمي الأمة من موقعه كجدار يخزن التاريخ إلى جدار يسد المستقبل، والأسوأ أن هناك دوما من يمالئ الحاضر سواء كان سلطة أو فكراً أو أسلوب عيش دون السعي إلى تغيير المجتمع عبر النقد والمكاشفة، ومع أشخاص كهؤلاء يعتقدون ان قناعاتهم «نهائية» لا يمكن لأي أمة ان تتطور، فجميع ما تفعله السلطة هو رائع، وكل ما هو مطروح على الساحة فكريا هو الكمال بعينه، وان اليوم هو أفضل الأيام على الإطلاق.
لقد أدخلت القناعات الجاهزة مجتمعات كثيرة في مرحلة سبات، ولم تعد تتطور وفقا لنظريات دورة الزمن، وتجمد فكرها لدى مرحلة معينة دون سواها، ولسوف يستمر هذا الجمود قرونا أخرى إذا لم يتحول المجتمع إلى الفكر النقدي، والنظر إلى الحاضر بعين السؤال، وليس بعين الرضا، وكلما كثر السؤال ازداد حجم المعرفة والمكاشفة وتوقف الإحساس بالأفضلية وبدأ البحث عن أفق أوسع مما هو في الحاضر.
والأمثلة عن توقف حركة النقد في المجتمع كثيرة، لكن أبرزها يمكن أن يقدمه الكتاب، إذ ان تهافت الناس على شراء كتب الأبراج والحظ والوصفات الطبية أو كتب الطبخ والتخسيس يعني أن الفكر النقدي الذي تقدمه الكتب الأخرى لا يجد له مكاناً في العقل أو المكتبة لذلك تزداد عدد طبعات تلك الكتب عدة مرات بينما لا تجد الكتب الفكرية أو النقدية نفادا لطبعتها الأولى وفي مجمل الأحوال ان أي زيارة لمعرض الكتاب تؤكد ما سقناه من مثال.
ان التحول إلى الثقافة الناقدة اجتماعيا بالدرجة الأولى هي مفتاح العصر، ومن لا يفكر بطريقة عصره سيبقى في مؤخرة الركب، والمجتمعات التي تسيطر على عقولها نظرة رومانسية إلى تاريخها ونظرة مثالية إلى حاضرها، ستعيش تراجعا كبيرا قبل إقفال العشرية الأولى من الألفية الثالثة، والنقد لا يعني الحاضر فقط، بل يعني الماضي لأن جميع الأمم في كل الأزمنة لديها الإيجابي والسلبي في ماضيها، وعندما تنقد ذلك العصر يمكنها تخطي حاضرها بيسر وسهولة وتتوقف عن تمجيد ماضيها، والاهتمام بمستقبلها وقطعا سيكون حاضرها مركب عبور إلى أزمنة مقبلة.
كيف سيتاح لأمة أن تنتقل من الثبات إلى الحركة المستقبلية إذا توقفت عن النقد، وترى ما هو حال الأمم التي لا يوجد نقد في منظومتها الفكرية أغلب الظن أنها أمم بائسة ستبقى حيث هي، بينما سيذهب الآخرون إلى زمن جديد.