عاشق المها
10/11/2008, 11:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصيب الناس بجدب وقحط شديد في المخلاف السليماني وذلك عام 973هـ /1565 م ، فخرج الناس للاستسقاء،وأمهم القاضي أبو عمر محمد بن علي بن عمر الضمدي ـ وكان مسنا رحمه الله ـ عاش بين عامي 883-990. ( ضمد من القرى التابعة لجيزان حاليا ، ويقع وادي ضمد بين وادي جيزان ووادي صبيا ).
ارتجل القصيدة التالية بعد ان حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته :
إِن مسّنا الضّر، أو ضاقت بنا الحيل
فلن يخيـب لنـا فـي ربنـا أمـل
وإِن أناخت بنـا البلـوى فـإِن لنـا
ربّــا يحولـهـا عـنـا فتنتـقـل
الله في كل خطـب حسبنـا وكفـى
إليـه نرفـع شكـوانـا ونبتـهـل
من ذا نلوذ به فـي كشـف كربتنـا
ومن عليه سـوى الرحمـن نتكـل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ
وفي حياض نـداه النَّهـل والعَلَـل
لا يرتجى الخير إلا مـن لديـه ولا
لغيـره يتوقـى الحـادث الجـلـل
خزائـن الله تغنـي كـلَّ مفتـقـرٍ
وفـي يـد الله للسـؤّال ماسـألـوا
وسائـل الله مـا زالـت مسائـلـه
مقبولـة مـا لهـا رد ولا مـلـل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمتـه
فهو الرجاء لمن أعيت بـه السبـل
وأحسن الظن في مولاك وارض بما
أولاك يخلو عنك البـؤس والوجـل
وإن أصابك عسـر فانتظـر فرجـا
فالعسر باليسـر مقـرون ومتصـل
وانظر إلى قوله:ادعوني استجب لكُمُ
فـذاك قـول صحيـح مالـه بـدل
كـم أنقـذ الله مضطـراً برحمتـه
وكم أنال ذوي الآمـال مـا أملـوا
يا مالك الملك فارفع مـا ألـمّ بنـا
فمـا لنـا بتولـي دفـعـه قِـبَـلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَـى
بنـا فأَنَفُـع شـيء عندنـا العَجَـلُ
وحل عقـدةً مَحْـل حـلّ ساحتنـا
بضرّه عمـت الأمصـار والحلـل
وقُطِّعَـتْ منـه أرحـام لشـدتـه
فما لها اليوم غيـر الله مـن يصـل
وأهمل الخِـل فيـه حـق صاحبـه
الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبـلُ
فربَّ طفـل وشيـخ عاجـز هَـرِم
أمست مدامعه فـي الخـدّ تنهمـل
وبات يرعى نجوم الليل مـن قلـق
وقلبه فيـه نـار الجـوع تشتعـل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليـكَ وَمِـن
أحواله عنـدك التفصيـل والجمـل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحـم مَـنْ
يُرجى وأمرك فيمـا شئـت ممتثـل
فـلا مـلاذ ولا ملجـأ سـواك ولا
إِلاّ إِليـك لحـي عنـك مرتـحـل
فاشمـل عبـادك بالخيـرات إنهـم
على الضرورة والشكوى قداشتملوا
واسق البلاد بغيـث مسبـل غَـدَقٍ
مبـارك مُرجَحِـن مزنـه هـطـل
سح عميـم ملـث القطـر ملتعـقِ
لرعده في هوامـي سحبـه زَجَـلُ
تكسى بـه الأرض ألوانـاً منمنمـة
بهـا تعـود إلـى أحوالهـا الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسمـا
من النبات عليـه الوشـي والحُلَـلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن
به وتحيا سهـول الأرض والجبـلُ
يارب عطفاً فـإن المسلميـن معـا
مما يقاسـون فـي أكبادهـم شعـل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضـرر
إليك يا مالـك الأمـلاك وابتهلـوا
فلا يردك عن تحويـل مـا طلبـوا
جهل لـذاك ولا عجـز ولا بخـل
يارب وانصر جنود المسلمين علـى
أعدائهـم وأعنهـم أينمـا نـزلـوا
وفلّ حد زمان جـار حيـث غـدا
يدني الرفيع ويستعلـي بـه السِفَـلُ
يارب فارحم مسيئاً مذنبـا عظُمـت
منـه المآثِـم والعصيـان والزلـل
قد أثقـل الذنـب والأوزار عاتقـه
وعن حميد المساعي عاقـه الكسـل
ولا تسوّد لـه وجهـا إذا غشيـت
وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
أستغفر الله من قولي ومـن عملـي
إني امْرؤ ساء مني القول والعمـل
ولـم أقـدم لنفسـي قـط صالحـة
يحط عني مـن وزري بهـا الثقـل
ياخجلتي من عتـاب الله يـوم غـدٍ
إن قال خالفت أمري أيهـا الرجـل
علمت ما علم الناجـون واتصلـوا
به إلـيَّ ولـم تعمـل بمـا عملـوا
يارب فاغفر ذنوبـي كلهـا كرمـاً
فإنني اليـوم منهـا خائـف وَجِـلُ
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبـوا
وحط عنهم من الآثام مـا احتملـوا
واعمم بفضلك كل المؤمنيـن وتُـبْ
عليهـم وأقبَّـلْ كـل مـا فعـلـوا
وصل رب على المختار من مضـر
محمد خيـر مَـنْ يحفـى وينتعـل
وآله الغر, والأصحاب عن طـرف
فإنهـم غُـرر الإسـلام والحجـل
*********************************************
مما قرأت وأعجبني فنثرته لكم هنا ....
أصيب الناس بجدب وقحط شديد في المخلاف السليماني وذلك عام 973هـ /1565 م ، فخرج الناس للاستسقاء،وأمهم القاضي أبو عمر محمد بن علي بن عمر الضمدي ـ وكان مسنا رحمه الله ـ عاش بين عامي 883-990. ( ضمد من القرى التابعة لجيزان حاليا ، ويقع وادي ضمد بين وادي جيزان ووادي صبيا ).
ارتجل القصيدة التالية بعد ان حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته :
إِن مسّنا الضّر، أو ضاقت بنا الحيل
فلن يخيـب لنـا فـي ربنـا أمـل
وإِن أناخت بنـا البلـوى فـإِن لنـا
ربّــا يحولـهـا عـنـا فتنتـقـل
الله في كل خطـب حسبنـا وكفـى
إليـه نرفـع شكـوانـا ونبتـهـل
من ذا نلوذ به فـي كشـف كربتنـا
ومن عليه سـوى الرحمـن نتكـل
وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ
وفي حياض نـداه النَّهـل والعَلَـل
لا يرتجى الخير إلا مـن لديـه ولا
لغيـره يتوقـى الحـادث الجـلـل
خزائـن الله تغنـي كـلَّ مفتـقـرٍ
وفـي يـد الله للسـؤّال ماسـألـوا
وسائـل الله مـا زالـت مسائـلـه
مقبولـة مـا لهـا رد ولا مـلـل
فافزع إلى الله واقرع باب رحمتـه
فهو الرجاء لمن أعيت بـه السبـل
وأحسن الظن في مولاك وارض بما
أولاك يخلو عنك البـؤس والوجـل
وإن أصابك عسـر فانتظـر فرجـا
فالعسر باليسـر مقـرون ومتصـل
وانظر إلى قوله:ادعوني استجب لكُمُ
فـذاك قـول صحيـح مالـه بـدل
كـم أنقـذ الله مضطـراً برحمتـه
وكم أنال ذوي الآمـال مـا أملـوا
يا مالك الملك فارفع مـا ألـمّ بنـا
فمـا لنـا بتولـي دفـعـه قِـبَـلُ
ضاق الخناق فنفسي ضيقة عَجْلَـى
بنـا فأَنَفُـع شـيء عندنـا العَجَـلُ
وحل عقـدةً مَحْـل حـلّ ساحتنـا
بضرّه عمـت الأمصـار والحلـل
وقُطِّعَـتْ منـه أرحـام لشـدتـه
فما لها اليوم غيـر الله مـن يصـل
وأهمل الخِـل فيـه حـق صاحبـه
الأدنى وضاقت على كلٍّ به السُبـلُ
فربَّ طفـل وشيـخ عاجـز هَـرِم
أمست مدامعه فـي الخـدّ تنهمـل
وبات يرعى نجوم الليل مـن قلـق
وقلبه فيـه نـار الجـوع تشتعـل
أمسى يعج مِنَ البلوى إِليـكَ وَمِـن
أحواله عنـدك التفصيـل والجمـل
فأنت أكرم من يُدعى وأرحـم مَـنْ
يُرجى وأمرك فيمـا شئـت ممتثـل
فـلا مـلاذ ولا ملجـأ سـواك ولا
إِلاّ إِليـك لحـي عنـك مرتـحـل
فاشمـل عبـادك بالخيـرات إنهـم
على الضرورة والشكوى قداشتملوا
واسق البلاد بغيـث مسبـل غَـدَقٍ
مبـارك مُرجَحِـن مزنـه هـطـل
سح عميـم ملـث القطـر ملتعـقِ
لرعده في هوامـي سحبـه زَجَـلُ
تكسى بـه الأرض ألوانـاً منمنمـة
بهـا تعـود إلـى أحوالهـا الأُوَلُ
ويصبح الروض مخضرا ومبتسمـا
من النبات عليـه الوشـي والحُلَـلُ
وتخصب الأرض في شام وفي يمن
به وتحيا سهـول الأرض والجبـلُ
يارب عطفاً فـإن المسلميـن معـا
مما يقاسـون فـي أكبادهـم شعـل
وقد شكوا كل ما لاقوه من ضـرر
إليك يا مالـك الأمـلاك وابتهلـوا
فلا يردك عن تحويـل مـا طلبـوا
جهل لـذاك ولا عجـز ولا بخـل
يارب وانصر جنود المسلمين علـى
أعدائهـم وأعنهـم أينمـا نـزلـوا
وفلّ حد زمان جـار حيـث غـدا
يدني الرفيع ويستعلـي بـه السِفَـلُ
يارب فارحم مسيئاً مذنبـا عظُمـت
منـه المآثِـم والعصيـان والزلـل
قد أثقـل الذنـب والأوزار عاتقـه
وعن حميد المساعي عاقـه الكسـل
ولا تسوّد لـه وجهـا إذا غشيـت
وجوه أهل المعاصي من لظى ظلل
أستغفر الله من قولي ومـن عملـي
إني امْرؤ ساء مني القول والعمـل
ولـم أقـدم لنفسـي قـط صالحـة
يحط عني مـن وزري بهـا الثقـل
ياخجلتي من عتـاب الله يـوم غـدٍ
إن قال خالفت أمري أيهـا الرجـل
علمت ما علم الناجـون واتصلـوا
به إلـيَّ ولـم تعمـل بمـا عملـوا
يارب فاغفر ذنوبـي كلهـا كرمـاً
فإنني اليـوم منهـا خائـف وَجِـلُ
واغفر لأهل ودادي كل ما اكتسبـوا
وحط عنهم من الآثام مـا احتملـوا
واعمم بفضلك كل المؤمنيـن وتُـبْ
عليهـم وأقبَّـلْ كـل مـا فعـلـوا
وصل رب على المختار من مضـر
محمد خيـر مَـنْ يحفـى وينتعـل
وآله الغر, والأصحاب عن طـرف
فإنهـم غُـرر الإسـلام والحجـل
*********************************************
مما قرأت وأعجبني فنثرته لكم هنا ....