صقر الجنوب
11/11/2008, 12:59 PM
من ورّط القصيبي في الإعلان؟
http://www.alarabiya.net/files/image/large_27054_59885.jpg
فارس بن حزام (http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?content_id=59885)
لا أظن عاطلاً واحداً سيجذبه النداء التلفزيوني لوزير العمل الدكتور غازي القصيبي.
فالخطوة، التي أريد منها إعلان توافر الوظائف لمن يستحقها في السعودية، قدمت في صيغة لا تعكس موهبة الوزير في التعامل الإعلامي والتسويق لأفكاره.
فهناك حالة إجماع، حسب ظني، على مواهب الوزير الإعلامية، لكنها اختفت في نداء إعلان النوايا. فإذا كانت الفكرة التأكيد على وجود وظيفة تليق بمشهد الوزير في الإعلان، فليس الشباب اليوم في سبيل البحث عن وظيفة مسؤول إداري كبير أو مكتب وثير وبشت وراية التوحيد من خلفه.
وخلاصة النداء الإعلاني للوزير القصيبي، والذي وصفه ب"الحار"، كانت في دعوته الشباب من الجنسين إلى استثمار فرص التدريب المتوافرة بكثرة، وقد شدد عليهم الانخراط في هذه البرامج، واعداً أي متدرب تدريباً حقيقياً بأنه لن يجد صعوبة في الحصول على وظيفة مناسبة. كما أنه حرص على تأكيد سعيه الشخصي لتوفير الوظيفة لهذه الفئة المتدربة.
هذا كلام طيب، وليس مستغرباً على الوزير، الذي يجلس في فوهة المدفع، بعد أن تكالب عليه الخصوم من كل حدب؛ خصوم فكريين واقتصاديين، استغلوا جميعهم أزمة الشباب العاطل.
وحديثه مهم عن البطالة والتدريب، ومن خلاله جدد التأكيد على متانة الاقتصاد. كما تضمن حرصاً واضحاً على إعادة التذكير بأن البلاد تستطيع أن تحتوي شبابها وظيفياً، طالما أن هناك أكثر من مليون وظيفة يمكن إحلالهم فيها، بدلاً من الأجانب، بعيداً عن الوظائف المتدنية جداً.
لكن الوزير في ندائه لم يتمكن من جمع اللغة والشكل والمضمون في إطار واحد، فلا شيء يجمعهم إلى الهدف: دفع الشباب إلى العمل! فالظهور ببشت وهيئة رسمية متكاملة في جلسة أقرب ما توحي وكأن صاحبها يطلق بياناً رسمياً لإعلان خبر سياسي أو أداء القسم أمام الأمة، لن تحرك شيئاً داخل الشاب العاطل. لا شيء يحفزه بتاتاً.
لم يكن ليضر الوزير القصيبي لو سجل كلمته في مصنع أو ورشة صغيرة مرتدياً ملابس العامل المهني. فالملابس غير العربية ليست غريبة عليه، وقد عُرف بها أثناء عمله خارج البلاد، كما أن بنيته الجسدية هي مثار سحره الشخصي عادة في كتاباته وأحاديثه، وروحه الداخلية لم يبللها الشيب، ونشاطه البارز لم يعثره تشعب العمل السياسي.
ما يعرف عن القصيبي في مهامه الوظيفية السابقة، محدودية مستشاريه الإعلاميين، وانعدامهم في مراحل عدة، ومع ذلك كان أكثر الوزراء نجاحاً في الحضور الإعلامي، وأقربهم إلى صدور رؤساء التحرير والإعلاميين عامة، فكان ناجحاً في إدارة معاركه الإعلامية، وتسويق أفكاره ومشروعاته، لكن هذه المرة هناك شيء ما مختلف لا علاقة له بالوزير الذي عرفناه!
*نقلاً عن صحيفة "الرياض" السعودية
http://www.alarabiya.net/files/image/large_27054_59885.jpg
فارس بن حزام (http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?content_id=59885)
لا أظن عاطلاً واحداً سيجذبه النداء التلفزيوني لوزير العمل الدكتور غازي القصيبي.
فالخطوة، التي أريد منها إعلان توافر الوظائف لمن يستحقها في السعودية، قدمت في صيغة لا تعكس موهبة الوزير في التعامل الإعلامي والتسويق لأفكاره.
فهناك حالة إجماع، حسب ظني، على مواهب الوزير الإعلامية، لكنها اختفت في نداء إعلان النوايا. فإذا كانت الفكرة التأكيد على وجود وظيفة تليق بمشهد الوزير في الإعلان، فليس الشباب اليوم في سبيل البحث عن وظيفة مسؤول إداري كبير أو مكتب وثير وبشت وراية التوحيد من خلفه.
وخلاصة النداء الإعلاني للوزير القصيبي، والذي وصفه ب"الحار"، كانت في دعوته الشباب من الجنسين إلى استثمار فرص التدريب المتوافرة بكثرة، وقد شدد عليهم الانخراط في هذه البرامج، واعداً أي متدرب تدريباً حقيقياً بأنه لن يجد صعوبة في الحصول على وظيفة مناسبة. كما أنه حرص على تأكيد سعيه الشخصي لتوفير الوظيفة لهذه الفئة المتدربة.
هذا كلام طيب، وليس مستغرباً على الوزير، الذي يجلس في فوهة المدفع، بعد أن تكالب عليه الخصوم من كل حدب؛ خصوم فكريين واقتصاديين، استغلوا جميعهم أزمة الشباب العاطل.
وحديثه مهم عن البطالة والتدريب، ومن خلاله جدد التأكيد على متانة الاقتصاد. كما تضمن حرصاً واضحاً على إعادة التذكير بأن البلاد تستطيع أن تحتوي شبابها وظيفياً، طالما أن هناك أكثر من مليون وظيفة يمكن إحلالهم فيها، بدلاً من الأجانب، بعيداً عن الوظائف المتدنية جداً.
لكن الوزير في ندائه لم يتمكن من جمع اللغة والشكل والمضمون في إطار واحد، فلا شيء يجمعهم إلى الهدف: دفع الشباب إلى العمل! فالظهور ببشت وهيئة رسمية متكاملة في جلسة أقرب ما توحي وكأن صاحبها يطلق بياناً رسمياً لإعلان خبر سياسي أو أداء القسم أمام الأمة، لن تحرك شيئاً داخل الشاب العاطل. لا شيء يحفزه بتاتاً.
لم يكن ليضر الوزير القصيبي لو سجل كلمته في مصنع أو ورشة صغيرة مرتدياً ملابس العامل المهني. فالملابس غير العربية ليست غريبة عليه، وقد عُرف بها أثناء عمله خارج البلاد، كما أن بنيته الجسدية هي مثار سحره الشخصي عادة في كتاباته وأحاديثه، وروحه الداخلية لم يبللها الشيب، ونشاطه البارز لم يعثره تشعب العمل السياسي.
ما يعرف عن القصيبي في مهامه الوظيفية السابقة، محدودية مستشاريه الإعلاميين، وانعدامهم في مراحل عدة، ومع ذلك كان أكثر الوزراء نجاحاً في الحضور الإعلامي، وأقربهم إلى صدور رؤساء التحرير والإعلاميين عامة، فكان ناجحاً في إدارة معاركه الإعلامية، وتسويق أفكاره ومشروعاته، لكن هذه المرة هناك شيء ما مختلف لا علاقة له بالوزير الذي عرفناه!
*نقلاً عن صحيفة "الرياض" السعودية