بندر المالكي
21/11/2008, 06:29 PM
إن كنت ترغب بالسعادة الحقيقية أرجو أن تتفضل بقراءة هذه السطور
السعادة والحياة
السعادة ضالة الإنسان المنشودة,يسعى إليها في كل زمان ويبحث عنها في كل مكان,كل البشر يبحثون عنها وأكثرهم يعتقدون أنها لا تنال إلا بالمال لكن هذا الاعتقاد ينقضه أغنى رجل في العالم "بيل جيتس "مؤسس شركة مايكروسفت إذ يقول: (الثروة لا تكفي لجلب السعادة,بل قد تكون وبالا على صاحبها).
إذن السعادة ليست في وفرة المال ولا رفعة الجاه ولا كثرة الولد ..السعادة شئ معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالدولار.السعادة أن يسير الإنسان في معترك الحياة عاملا بما أراده الخالق العظيم له وبما وهبه من القدرات والمهارات وهو مطمئن الضمير، مرتاح البال، هادئ النفس، دائم البشر، طلق المحيا، فإذا نزلت به المصائب تلقاها بصبر ورضا لاحتسابه أجرها، وإذا جاء الموت رأى فيه قربا من لقاء ربه، ورحلة إلى دار الخلود. حيث يجد هناك الرصيد الحقيقي لكل ما قدمه من خير وفضيلة .
لمن هذا الكون ؟
الكون بسماواته وأراضيه لله وكل ما فيها وما بينها له سبحانه هو مالكها ومصرفها هو الله الخالق العظيم رب العالمين وحده لا شريك له وهو الحي القيوم الرزاق الذي يرى الخلق ويعلم حركاتهم وسكناتهم فيجب على البشر أن يؤمنوا به ويوحدوه ويعبدوه حتى ينالوا السعادة الحقيقية.
نهاية الدنيا
الحياة الدنيا مؤقتة لأجل لا يعلمه إلا الله وسيفنى كل شي إلا الله خالق هذا الكون, ثم يبعثهم في يوم يسمى يوم البعث وهو يوم الحساب الذي يحاسب الله فيه جميع البشر على أعمالهم في الدنيا ولا يظلم الله أحدا, وإن السعادة الحقيقية أن تنجح في هذه المحاسبة ,ومعيار تلك المحاسبة ماذا أجبتم المرسلين؟
من أجل سعادتنا
لقد خلق الله خلقا يختلف عن البشر وهم الملائكة الكرام يجب الاعتقاد بذلك, خلقهم الله من نور وكلفهم بأعمال تليق بهم, مثل تسجيل الأعمال وهطول الأمطار وقبض الأرواح وإيصال الوحي إلى الأنبياء لتوضيح طريق السعادة الحقيقية ولا يعني ذلك عدم وجود مسببات وظواهر جعلها الله مقدمات لبعض هذه الأعمال .
الدليل المقدس
لقد نزل الله كتباً على النبيين مثل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وجميع هذه الكتب مقدسة تؤكد رسالة واضحة وكبيرة وهي وجوب توحيد الله بالعبادة وتنهى عن الإشراك بالله, وتتضمن تلك الكتب أحكاما شرعية ترشد الناس إلى الخير وتنظم حياتهم ومعاشهم ,وقد تعرضت جميع هذه الكتب مع مرور الزمن للتحريف باستثناء القرآن خاتم الكتب الذي نزل على محمد خاتم الرسل حيث جمع الله فيه ما يفيد من إرشادات الكتب السابقة و ما يناسب البشر إلى قيام الساعة, وجعله الله معجزة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وتكفل الله بحفظه من الضياع والتبديل وجعله مهيمنا على جميع الكتب ,وضمنه كل أنواع الإعجازات التي شهد بها أكابر علماء هذا العصر, ولذا أوجب الله على جميع الخلق الإيمان والإتباع لهذا القرآن.. لأننا في الحقيقة لا نستطيع استخدام أي جهاز إلا بالرجوع إلى دليل التشغيل الذي وضعه صانعه ... فكيف بالإنسان الذي يتضمن عقلا وروحا وجسدا ولديه ماض وحاضر ومستقبل .... أفلا يوجد دليل لتشغيل الإنسان بطريقة تقوده إلى النجاح والسعادة وتحقيق المراد منه بالوجود؟ ... فالقرآن يتضمن دليلا مرشدا لسعادة الإنسان ,وضعه الذي خلقه وعلم دوافعه وتفكيره وسلوكه وكيفية الوفاء باحتياجاته الروحية والعقلية والجسدية في توزان مدهش, ومن قرأه بتفهم وتدبر أحس بسعادة تغمره لا تعدلها سعادة وستدرك حينئذ الغاية من الخليقة.
قادة البشر
لقد خلق الله آدم من تراب وهو أول البشر وجعله موحدا مسلما, وجعل له ذرية ليختبرهم. ومع مرور الأزمان ضل الناس وأغوتهم الشياطين وعبدوا الأوثان ووقعوا في الفواحش فأرسل الله رسلاً من البشر مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى..وغيرهم وآخرهم محمد جعلهم الله مبشرين ومنذرين يبلغون الناس رسالة الله من أجل سعادتهم الحقيقية في الدنيا والآخرة .ولا يصح إسلام العبد حتى يؤمن بجميع أنبياء الله ويحبهم.
القلق يفترس السعادة
القلق لا يجدي شيئا بل يرسم على محياك كآبة, ويطبع على جسدك سقما ,ويورث نفسك هما مستمرا , ومن أدرك أن كل ما يحدث في هذا الكون من تقدير الله وقد كتبه الله قبل أن يحدث فلن يقلق قلقا سلبيا يعود عليه باليأس والقنوط , مع أن الإنسان مأمور بفعل الأسباب التي توصل إلى تحقيق النتائج ,وهو المباشر والمسؤول عن أعماله وتبعاتها في الدنيا والآخرة, وليس صحيحا أن يترك العمل ويحتج بالقدر ولكن يرضى ويسلم ويحتسب الأجر ممن قدر الأقدار بحكمته وعلمه, وهذا الاعتقاد يجعل الإنسان يعيش متوازنا مطمئنا سعيدا فعالا.
عبيد الله
الله خلق الناس ووهبهم عقولا يميزون بها الحق من الباطل ولم يخلقهم عبثا إنما خلقهم لغاية عظيمة ألا وهي العبادة وتعني باختصار الإقرار بوحدانية الله والخضوع لأوامره وترك نواهيه,والعبادة بمثابة اختبار للناس فمن حقق العبادة أدخله الله الجنة ونال السعادة الحقيقية ومن رفض العبادة فقد استحق الشقاوة الأبدية , ونشير هنا بأن العبادة تشمل الإسهام البناء في كل مجالات الحياة وحسب قدرة الإنسان وذلك لإقامة حضارة إنسانية راشدة على منهج رباني يحظى الإنسان فيها بالعدالة والكرامة والعيش السعيد
الرقابة العليا
لا تغيب رقابة الله عن البشر طرفة عين واستشعار هذا يسهم في ترسيخ السلوك المتحضر داخل المجتمعات الإنسانية ويورث الإنسان نوعا من الإتقان لسائر أعماله فتجده حريصا على عمل الخيرات بعيدا عن عمل الموبقات حتى لو غاب عن أعين البشر وفي الوقت نفسه تجد هذا المعتقد يمنح الإنسان جزءا من الأمن والاطمئنان والحياء والسعادة والرضا
تلطف مع الناس
لقد أمر الله بالعدل بين الناس والإحسان إلى المحتاجين والصلة بين الأقارب والعفاف والصدق,ونهى عن الظلم والزنا والسرقة والربا والاعتداء على الناس وقتل النفس المعصومة والكذب والتفاخر, بمعنى أن الدين الإسلامي يأمر بالتحلي بجميع الصفات والأخلاق الطيبة وينهى عن جميع الصفات والأخلاق المذمومة ولو التزم البشر بهذه الأخلاق التي جاء بها الإسلام لنالوا السعادة الاجتماعية الحقيقة في الدنيا من خلال مجتمع إنساني متراحم ومتماسك وفي الآخرة بالتمتع بالعيش الرغيد الذي لا يخطر على قلب بشر وفق نظام اجتماعي رباني , وتجدر الإشارة بأن الأخطاء التي تحدث من بعض المنسوبين للإسلام إنما تمثل أصحابها ولا تمثل دين الله, وأصحابها متوعدون عليها وسيعاقبون عليها وفقا لأحكام شريعة الإسلام.
لا تحتقر الآخر
أكرم الناس وأعظمهم منزلة عند الرب هم الأتقياء , فالإسلام لا يقر الطبقية ولا يفرق بين الأسود والأبيض، والغني والفقير ،والعربي والأعجمي بل جعل الله الأعمال الصالحة في الدنيا ميدانا للتنافس في نيل السعادة الأبدية
الخطيئة في الإسلام
الإنسان يولد على الفطرة وليس عليه أي خطيئة سابقة ولكن قد يقع الإنسان في شيء من الخطايا وعندها ..جعل الله له مخرجا وعلاجا وهو الندم والاستغفار والعزم على عدم العودة ورد الحقوق إلى أهلها فمن فعل ذلك غفر الله له ومنحة السعادة الدنيوية والأخروية وليس صحيحا أن يلجأ المذنب إلى غير الله مهما علا شأنه ليطلب منه المغفرة برسوم مادية فإن الذنوب لا يغفرها إلا الله وحده لا شريك له , ولاشك أن هذا الاعتقاد يمنح الإنسان نوعا من راحة الضمير والعدل والجدية والرحمة وعدم القنوط من رحمة الخالق.
كن نظيفا
النظافة مطلب حضاري محبوب للبشر وقد حث الإسلام عليها في كل موضع من مواضع الحياة سواء في الجسم أو الشارع أو الملابس .. بل أوجب على الإنسان إزالة الأذى وغسل الأعضاء, قبل الصلوات الخمس اليومية المشروعة .
النصف الآخر
احترام المرأة وتقديرها ومراعاة حقوقها وتفهم نفسيتها من الأخلاق التي فرضها الله على الرجل أبا كان أو زوجا،وقد أوجب الله تعالى للمرأة حقوقا حسية ومعنوية منها المعاشرة بالمعروف والنفقة والميراث. .وحث على كل وسيلة شرعية تؤدي إلى المحبة والمودة والألفة بين الزوجين لأنهما سر بناء الأسرة المنتجة السعيدة
استثمر الجديد
الدين الإسلامي لا يمنع من استخدام أي وسائل عصرية جديدة تسعد الناس وتسهل عليهم حياتهم ومعاشهم وتزيد من راحتهم بل حث على الإبداع والابتكار أيضا بشرط عدم الإضرار بالآخرين ومراعاة المنهج الرباني القائم على مراعاة مصالح وإسعاد كل العباد في الدنيا والآخرة
كمال ووضوح وبساطة
الإسلام حدوده وقوانينه واضحة وسهلة،وكل عبادة فيه, لها نصوص شرعية مدونة ومتاحة لكل مسلم ,ليس فيها لبس ولا غموض وغير خاضعة لاجتهادات البشر بل هي من عند الرب الخبير العالم بما يسعد البشر يجب أن يخضع لها جميع الناس مهما علت منازلهم .
لنحارب الجريمة
الإسلام يحارب الجرائم ويعاقب عليها ويأمر بقطع دابر الفساد في الأرض حتى تسعد البشرية وحتى يأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم وشعائرهم الدينية وهذا الحكم يمنح المجتمع ما يحتاجه من الطمأنينة والسعادة والأمن وفق تعليمات ربانية تطبق على الجميع دون استثناء
خفف متاعب الحياة
لربط الخلق بالخالق ولإزالة عناء الحياة اليومية أمر الله بأداء خمس صلوات يوميا وفي أوقات مختلفة يبث فيها الإنسان دعاءه ويرفع حاجته وآماله للخالق الرازق العظيم حانيا ظهره لربه لا لأحد من البشر واضعا ناصيته على الأرض ذلا وتواضعا لخالقه ,فإذا القلب يحلق في الفضاء عند رب السماء ,وتلك الصلوات بمثابة محطات تملأ القلب بالإيمان الذي هو قوام السعادة الحقيقية
أسعد الآخرين
يقول فولتير (من تسبب في سعادة إنسان ..تحققت سعادته ) وإذا كان الأمر كذلك فالإسلام يكفل السعادة لأهله بالتكافل الاجتماعي ومواساة الفقراء وتفريج الضيق والكربات عن المتضررين لذا أوجب الله على المقتدرين ماديا إخراج نسبة يسيرة من المال سنوياً ودفعها إلى المحتاجين تسمى"الزكاة" تطهيرا للمال ورحمة بالفقراء, وهي الطريقة الربانية للقضاء على مشاكل الفقر في المجتمعات الإنسانية التي تعاني من تفاقم الفقر والبطالة.
تذكر الجوعى
صحة أبدان الناس وطهارة قلوبهم من ركائز السعادة الحقيقية ولذا أوجب الله على الناس صيام شهر خاص في السنة هو شهر رمضان , والصيام هوـ الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ـ وقد فرضه الله على القادرين تذكيرا بالفقراء واختباراً لطاعة المسلم لربه لاسيما أن الصيام عبادة سرية لا يطلع عليها الناس فليس هنالك مرء يراقب الإنسان في جميع شأنه سوى الله تعالى . .
الاجتماع العالمي
يجتمع الناس على اختلاف ألوانهم ولغاتهم ودولهم في صعيد واحد يطلبون المغفرة من رب واحد ويطأون أثناء أداء شعائر الحج ما وطئ الرسل قبلهم إبراهيم،وموسى وعيسى، ومحمد وغيرهم من الرسل الكرام, ذلك الركن الذي سماه الله الحج ,وقد شرعه الله مرة في العمر لمن يستطيع ذلك ,وهو التوجه إلى مكة المكرمة والقيام بإعمال مخصوصة معلومة بطريقة محددة.
مرشدك إلى السعادة
يقول برنارد شو (قد درست الدين الإسلامي ,وشخصية محمد,تلك الشخصية العظيمة اللامعة,فوجدت محمدا بعيدا عما يلحقونه به من التهم, ويجب أن يسمى في الحقيقة مخلص الإنسانية ومنقذها ).
لقد أرسل الله محمدا هاديا ومبشرا ونذيرا إلى الناس عامة العرب وغير العرب ورسالته رحمة للناس كافة وهي رسالة الأنبياء قبله مع اختلاف في الأحكام, ولن ينال أحد السعادة الحقيقية حتى يؤمن ويعمل بما جاء به هذا الرسول الرحيم
حررالعقل
الثروة الحقيقية هي ثروة العقل،وهو نعمة من نعم الخالق وهبه الله البشر وميزهم به عن الحيوانات وجعل لهم قدرة ومشيئة على الاختيار وبين لهم طريق السعادة وطريق الشقاوة بواسطة الرسل فمن حرر عقله من الخرافات ومن العبودية لغير الله فقد هدي إلى طريق السعادة ومن قاده عقله إلى الإلحاد وإنكار الحساب فقد اختار طريق الشقاوة كما أن الله جعل لهذا العقل حدودا لا يستطيع تجاوزها وأمورا قد أخفاها الله لمصلحة العقل, يجب الإيمان بها وإن لم نشاهدها. وصدق العالم الرياضي باسكال في قوله (إن أروع إنجاز للعقل هو أن نرى أن هناك حدودا للعقل) ,وقد أطلق الإسلام للعقل فضاء واسعا يفكر فيه وينتقد للتطوير ويبدع ويبتكر في كل ميدان نافع للبشرية.
عش متوكلا
ينبغي لطالب السعادة أن يتوكل على الله وحده بعد أن يأخذ بالأسباب التي توصله إلى النتائج المرجوة, فالتوكل على الله هو ملجأ المخلوق الضعيف الذي يلوذ به إذا اعترضته عواصف الحياة واكتنفته الظلمات وبدونه يشعر أنه إنسان تائه في دروب الحياة لا يعرف لنفسه غاية ولا لحياته مستقرا وهناء, فعلق قلبك بنور الله عندها حتما سيضيء لك الطريق
أعيادنا أفراحنا
يستبشر المسلمون بعيدين عيد الفطر بعد شهر الصوم ،وعيد الأضحى بعد الحج شرعهما الله للناس إظهارا للنعمة وتجديدا لأواصر المحبة والقربى وتدعيما للوحدة الاجتماعية بين المسلمين .
إقرأ
إن أول ما أنزل الله على نبينا محمد "إقرأ" وفيها دلالة على أهمية القراءة التي هي مفتاح العلم ,وقد حث الله على تعلم أحكام شريعته مثل كيفية الطهارة وكيفية الصلاة وكيفية الصوم وآداب المعاملات المالية كما حث على طلب العلم والاستزادة منه في كل حقل علمي وميدان عملي مفيد .
بوابة السعادة
**أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ** هذه الكلمات هي البوابة الأولى لدخول الدين الإسلامي ونيل السعادة الحقيقية فمن قالها مؤمنا بها وعاملا بما تقتضيها ومات على ذلك دخل الجنة وبذلك يحصل لصاحبها السعادة الحقيقية الأبدية في جنات الخلود
فهلا عزمت على اتخاذ القرار الصحيح فأكثر الأشياء تأثيرا هي"الفكرة في أوانها"...
السعادة والحياة
السعادة ضالة الإنسان المنشودة,يسعى إليها في كل زمان ويبحث عنها في كل مكان,كل البشر يبحثون عنها وأكثرهم يعتقدون أنها لا تنال إلا بالمال لكن هذا الاعتقاد ينقضه أغنى رجل في العالم "بيل جيتس "مؤسس شركة مايكروسفت إذ يقول: (الثروة لا تكفي لجلب السعادة,بل قد تكون وبالا على صاحبها).
إذن السعادة ليست في وفرة المال ولا رفعة الجاه ولا كثرة الولد ..السعادة شئ معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالدولار.السعادة أن يسير الإنسان في معترك الحياة عاملا بما أراده الخالق العظيم له وبما وهبه من القدرات والمهارات وهو مطمئن الضمير، مرتاح البال، هادئ النفس، دائم البشر، طلق المحيا، فإذا نزلت به المصائب تلقاها بصبر ورضا لاحتسابه أجرها، وإذا جاء الموت رأى فيه قربا من لقاء ربه، ورحلة إلى دار الخلود. حيث يجد هناك الرصيد الحقيقي لكل ما قدمه من خير وفضيلة .
لمن هذا الكون ؟
الكون بسماواته وأراضيه لله وكل ما فيها وما بينها له سبحانه هو مالكها ومصرفها هو الله الخالق العظيم رب العالمين وحده لا شريك له وهو الحي القيوم الرزاق الذي يرى الخلق ويعلم حركاتهم وسكناتهم فيجب على البشر أن يؤمنوا به ويوحدوه ويعبدوه حتى ينالوا السعادة الحقيقية.
نهاية الدنيا
الحياة الدنيا مؤقتة لأجل لا يعلمه إلا الله وسيفنى كل شي إلا الله خالق هذا الكون, ثم يبعثهم في يوم يسمى يوم البعث وهو يوم الحساب الذي يحاسب الله فيه جميع البشر على أعمالهم في الدنيا ولا يظلم الله أحدا, وإن السعادة الحقيقية أن تنجح في هذه المحاسبة ,ومعيار تلك المحاسبة ماذا أجبتم المرسلين؟
من أجل سعادتنا
لقد خلق الله خلقا يختلف عن البشر وهم الملائكة الكرام يجب الاعتقاد بذلك, خلقهم الله من نور وكلفهم بأعمال تليق بهم, مثل تسجيل الأعمال وهطول الأمطار وقبض الأرواح وإيصال الوحي إلى الأنبياء لتوضيح طريق السعادة الحقيقية ولا يعني ذلك عدم وجود مسببات وظواهر جعلها الله مقدمات لبعض هذه الأعمال .
الدليل المقدس
لقد نزل الله كتباً على النبيين مثل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وجميع هذه الكتب مقدسة تؤكد رسالة واضحة وكبيرة وهي وجوب توحيد الله بالعبادة وتنهى عن الإشراك بالله, وتتضمن تلك الكتب أحكاما شرعية ترشد الناس إلى الخير وتنظم حياتهم ومعاشهم ,وقد تعرضت جميع هذه الكتب مع مرور الزمن للتحريف باستثناء القرآن خاتم الكتب الذي نزل على محمد خاتم الرسل حيث جمع الله فيه ما يفيد من إرشادات الكتب السابقة و ما يناسب البشر إلى قيام الساعة, وجعله الله معجزة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وتكفل الله بحفظه من الضياع والتبديل وجعله مهيمنا على جميع الكتب ,وضمنه كل أنواع الإعجازات التي شهد بها أكابر علماء هذا العصر, ولذا أوجب الله على جميع الخلق الإيمان والإتباع لهذا القرآن.. لأننا في الحقيقة لا نستطيع استخدام أي جهاز إلا بالرجوع إلى دليل التشغيل الذي وضعه صانعه ... فكيف بالإنسان الذي يتضمن عقلا وروحا وجسدا ولديه ماض وحاضر ومستقبل .... أفلا يوجد دليل لتشغيل الإنسان بطريقة تقوده إلى النجاح والسعادة وتحقيق المراد منه بالوجود؟ ... فالقرآن يتضمن دليلا مرشدا لسعادة الإنسان ,وضعه الذي خلقه وعلم دوافعه وتفكيره وسلوكه وكيفية الوفاء باحتياجاته الروحية والعقلية والجسدية في توزان مدهش, ومن قرأه بتفهم وتدبر أحس بسعادة تغمره لا تعدلها سعادة وستدرك حينئذ الغاية من الخليقة.
قادة البشر
لقد خلق الله آدم من تراب وهو أول البشر وجعله موحدا مسلما, وجعل له ذرية ليختبرهم. ومع مرور الأزمان ضل الناس وأغوتهم الشياطين وعبدوا الأوثان ووقعوا في الفواحش فأرسل الله رسلاً من البشر مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى..وغيرهم وآخرهم محمد جعلهم الله مبشرين ومنذرين يبلغون الناس رسالة الله من أجل سعادتهم الحقيقية في الدنيا والآخرة .ولا يصح إسلام العبد حتى يؤمن بجميع أنبياء الله ويحبهم.
القلق يفترس السعادة
القلق لا يجدي شيئا بل يرسم على محياك كآبة, ويطبع على جسدك سقما ,ويورث نفسك هما مستمرا , ومن أدرك أن كل ما يحدث في هذا الكون من تقدير الله وقد كتبه الله قبل أن يحدث فلن يقلق قلقا سلبيا يعود عليه باليأس والقنوط , مع أن الإنسان مأمور بفعل الأسباب التي توصل إلى تحقيق النتائج ,وهو المباشر والمسؤول عن أعماله وتبعاتها في الدنيا والآخرة, وليس صحيحا أن يترك العمل ويحتج بالقدر ولكن يرضى ويسلم ويحتسب الأجر ممن قدر الأقدار بحكمته وعلمه, وهذا الاعتقاد يجعل الإنسان يعيش متوازنا مطمئنا سعيدا فعالا.
عبيد الله
الله خلق الناس ووهبهم عقولا يميزون بها الحق من الباطل ولم يخلقهم عبثا إنما خلقهم لغاية عظيمة ألا وهي العبادة وتعني باختصار الإقرار بوحدانية الله والخضوع لأوامره وترك نواهيه,والعبادة بمثابة اختبار للناس فمن حقق العبادة أدخله الله الجنة ونال السعادة الحقيقية ومن رفض العبادة فقد استحق الشقاوة الأبدية , ونشير هنا بأن العبادة تشمل الإسهام البناء في كل مجالات الحياة وحسب قدرة الإنسان وذلك لإقامة حضارة إنسانية راشدة على منهج رباني يحظى الإنسان فيها بالعدالة والكرامة والعيش السعيد
الرقابة العليا
لا تغيب رقابة الله عن البشر طرفة عين واستشعار هذا يسهم في ترسيخ السلوك المتحضر داخل المجتمعات الإنسانية ويورث الإنسان نوعا من الإتقان لسائر أعماله فتجده حريصا على عمل الخيرات بعيدا عن عمل الموبقات حتى لو غاب عن أعين البشر وفي الوقت نفسه تجد هذا المعتقد يمنح الإنسان جزءا من الأمن والاطمئنان والحياء والسعادة والرضا
تلطف مع الناس
لقد أمر الله بالعدل بين الناس والإحسان إلى المحتاجين والصلة بين الأقارب والعفاف والصدق,ونهى عن الظلم والزنا والسرقة والربا والاعتداء على الناس وقتل النفس المعصومة والكذب والتفاخر, بمعنى أن الدين الإسلامي يأمر بالتحلي بجميع الصفات والأخلاق الطيبة وينهى عن جميع الصفات والأخلاق المذمومة ولو التزم البشر بهذه الأخلاق التي جاء بها الإسلام لنالوا السعادة الاجتماعية الحقيقة في الدنيا من خلال مجتمع إنساني متراحم ومتماسك وفي الآخرة بالتمتع بالعيش الرغيد الذي لا يخطر على قلب بشر وفق نظام اجتماعي رباني , وتجدر الإشارة بأن الأخطاء التي تحدث من بعض المنسوبين للإسلام إنما تمثل أصحابها ولا تمثل دين الله, وأصحابها متوعدون عليها وسيعاقبون عليها وفقا لأحكام شريعة الإسلام.
لا تحتقر الآخر
أكرم الناس وأعظمهم منزلة عند الرب هم الأتقياء , فالإسلام لا يقر الطبقية ولا يفرق بين الأسود والأبيض، والغني والفقير ،والعربي والأعجمي بل جعل الله الأعمال الصالحة في الدنيا ميدانا للتنافس في نيل السعادة الأبدية
الخطيئة في الإسلام
الإنسان يولد على الفطرة وليس عليه أي خطيئة سابقة ولكن قد يقع الإنسان في شيء من الخطايا وعندها ..جعل الله له مخرجا وعلاجا وهو الندم والاستغفار والعزم على عدم العودة ورد الحقوق إلى أهلها فمن فعل ذلك غفر الله له ومنحة السعادة الدنيوية والأخروية وليس صحيحا أن يلجأ المذنب إلى غير الله مهما علا شأنه ليطلب منه المغفرة برسوم مادية فإن الذنوب لا يغفرها إلا الله وحده لا شريك له , ولاشك أن هذا الاعتقاد يمنح الإنسان نوعا من راحة الضمير والعدل والجدية والرحمة وعدم القنوط من رحمة الخالق.
كن نظيفا
النظافة مطلب حضاري محبوب للبشر وقد حث الإسلام عليها في كل موضع من مواضع الحياة سواء في الجسم أو الشارع أو الملابس .. بل أوجب على الإنسان إزالة الأذى وغسل الأعضاء, قبل الصلوات الخمس اليومية المشروعة .
النصف الآخر
احترام المرأة وتقديرها ومراعاة حقوقها وتفهم نفسيتها من الأخلاق التي فرضها الله على الرجل أبا كان أو زوجا،وقد أوجب الله تعالى للمرأة حقوقا حسية ومعنوية منها المعاشرة بالمعروف والنفقة والميراث. .وحث على كل وسيلة شرعية تؤدي إلى المحبة والمودة والألفة بين الزوجين لأنهما سر بناء الأسرة المنتجة السعيدة
استثمر الجديد
الدين الإسلامي لا يمنع من استخدام أي وسائل عصرية جديدة تسعد الناس وتسهل عليهم حياتهم ومعاشهم وتزيد من راحتهم بل حث على الإبداع والابتكار أيضا بشرط عدم الإضرار بالآخرين ومراعاة المنهج الرباني القائم على مراعاة مصالح وإسعاد كل العباد في الدنيا والآخرة
كمال ووضوح وبساطة
الإسلام حدوده وقوانينه واضحة وسهلة،وكل عبادة فيه, لها نصوص شرعية مدونة ومتاحة لكل مسلم ,ليس فيها لبس ولا غموض وغير خاضعة لاجتهادات البشر بل هي من عند الرب الخبير العالم بما يسعد البشر يجب أن يخضع لها جميع الناس مهما علت منازلهم .
لنحارب الجريمة
الإسلام يحارب الجرائم ويعاقب عليها ويأمر بقطع دابر الفساد في الأرض حتى تسعد البشرية وحتى يأمن الناس على أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم وشعائرهم الدينية وهذا الحكم يمنح المجتمع ما يحتاجه من الطمأنينة والسعادة والأمن وفق تعليمات ربانية تطبق على الجميع دون استثناء
خفف متاعب الحياة
لربط الخلق بالخالق ولإزالة عناء الحياة اليومية أمر الله بأداء خمس صلوات يوميا وفي أوقات مختلفة يبث فيها الإنسان دعاءه ويرفع حاجته وآماله للخالق الرازق العظيم حانيا ظهره لربه لا لأحد من البشر واضعا ناصيته على الأرض ذلا وتواضعا لخالقه ,فإذا القلب يحلق في الفضاء عند رب السماء ,وتلك الصلوات بمثابة محطات تملأ القلب بالإيمان الذي هو قوام السعادة الحقيقية
أسعد الآخرين
يقول فولتير (من تسبب في سعادة إنسان ..تحققت سعادته ) وإذا كان الأمر كذلك فالإسلام يكفل السعادة لأهله بالتكافل الاجتماعي ومواساة الفقراء وتفريج الضيق والكربات عن المتضررين لذا أوجب الله على المقتدرين ماديا إخراج نسبة يسيرة من المال سنوياً ودفعها إلى المحتاجين تسمى"الزكاة" تطهيرا للمال ورحمة بالفقراء, وهي الطريقة الربانية للقضاء على مشاكل الفقر في المجتمعات الإنسانية التي تعاني من تفاقم الفقر والبطالة.
تذكر الجوعى
صحة أبدان الناس وطهارة قلوبهم من ركائز السعادة الحقيقية ولذا أوجب الله على الناس صيام شهر خاص في السنة هو شهر رمضان , والصيام هوـ الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ـ وقد فرضه الله على القادرين تذكيرا بالفقراء واختباراً لطاعة المسلم لربه لاسيما أن الصيام عبادة سرية لا يطلع عليها الناس فليس هنالك مرء يراقب الإنسان في جميع شأنه سوى الله تعالى . .
الاجتماع العالمي
يجتمع الناس على اختلاف ألوانهم ولغاتهم ودولهم في صعيد واحد يطلبون المغفرة من رب واحد ويطأون أثناء أداء شعائر الحج ما وطئ الرسل قبلهم إبراهيم،وموسى وعيسى، ومحمد وغيرهم من الرسل الكرام, ذلك الركن الذي سماه الله الحج ,وقد شرعه الله مرة في العمر لمن يستطيع ذلك ,وهو التوجه إلى مكة المكرمة والقيام بإعمال مخصوصة معلومة بطريقة محددة.
مرشدك إلى السعادة
يقول برنارد شو (قد درست الدين الإسلامي ,وشخصية محمد,تلك الشخصية العظيمة اللامعة,فوجدت محمدا بعيدا عما يلحقونه به من التهم, ويجب أن يسمى في الحقيقة مخلص الإنسانية ومنقذها ).
لقد أرسل الله محمدا هاديا ومبشرا ونذيرا إلى الناس عامة العرب وغير العرب ورسالته رحمة للناس كافة وهي رسالة الأنبياء قبله مع اختلاف في الأحكام, ولن ينال أحد السعادة الحقيقية حتى يؤمن ويعمل بما جاء به هذا الرسول الرحيم
حررالعقل
الثروة الحقيقية هي ثروة العقل،وهو نعمة من نعم الخالق وهبه الله البشر وميزهم به عن الحيوانات وجعل لهم قدرة ومشيئة على الاختيار وبين لهم طريق السعادة وطريق الشقاوة بواسطة الرسل فمن حرر عقله من الخرافات ومن العبودية لغير الله فقد هدي إلى طريق السعادة ومن قاده عقله إلى الإلحاد وإنكار الحساب فقد اختار طريق الشقاوة كما أن الله جعل لهذا العقل حدودا لا يستطيع تجاوزها وأمورا قد أخفاها الله لمصلحة العقل, يجب الإيمان بها وإن لم نشاهدها. وصدق العالم الرياضي باسكال في قوله (إن أروع إنجاز للعقل هو أن نرى أن هناك حدودا للعقل) ,وقد أطلق الإسلام للعقل فضاء واسعا يفكر فيه وينتقد للتطوير ويبدع ويبتكر في كل ميدان نافع للبشرية.
عش متوكلا
ينبغي لطالب السعادة أن يتوكل على الله وحده بعد أن يأخذ بالأسباب التي توصله إلى النتائج المرجوة, فالتوكل على الله هو ملجأ المخلوق الضعيف الذي يلوذ به إذا اعترضته عواصف الحياة واكتنفته الظلمات وبدونه يشعر أنه إنسان تائه في دروب الحياة لا يعرف لنفسه غاية ولا لحياته مستقرا وهناء, فعلق قلبك بنور الله عندها حتما سيضيء لك الطريق
أعيادنا أفراحنا
يستبشر المسلمون بعيدين عيد الفطر بعد شهر الصوم ،وعيد الأضحى بعد الحج شرعهما الله للناس إظهارا للنعمة وتجديدا لأواصر المحبة والقربى وتدعيما للوحدة الاجتماعية بين المسلمين .
إقرأ
إن أول ما أنزل الله على نبينا محمد "إقرأ" وفيها دلالة على أهمية القراءة التي هي مفتاح العلم ,وقد حث الله على تعلم أحكام شريعته مثل كيفية الطهارة وكيفية الصلاة وكيفية الصوم وآداب المعاملات المالية كما حث على طلب العلم والاستزادة منه في كل حقل علمي وميدان عملي مفيد .
بوابة السعادة
**أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ** هذه الكلمات هي البوابة الأولى لدخول الدين الإسلامي ونيل السعادة الحقيقية فمن قالها مؤمنا بها وعاملا بما تقتضيها ومات على ذلك دخل الجنة وبذلك يحصل لصاحبها السعادة الحقيقية الأبدية في جنات الخلود
فهلا عزمت على اتخاذ القرار الصحيح فأكثر الأشياء تأثيرا هي"الفكرة في أوانها"...