الجابري
14/12/2008, 06:25 PM
بِسْمِ الله الرَّحمنْ الرَّحيمْ
مختاراتٌ ممَّا قاله بعضُ الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعينْ حينَ حضرتهم الوفاة
.
.
أبو بكر الصديق
احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فاغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت . و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إنَّ لله عزَّ و جل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار , و إنَّ لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبلُ النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحقّ في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً .
-----------
عمر بن الخطاب
ولما طُعن عمر .. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمتَ حين كفر الناس , و جاهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلتَ شهيداً و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راضٍ . فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع . و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . فقال : ضع رأسي على الأرض . فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! فقال : لا أمَّ لك , ضعه على الأرض فقال عبدالله : فوضعته على الأرض . فقال : ويلي وويلُ أمي إن لم يرحمني ربي عزَّ وجل
-----------
عثمان بن عفان
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين . اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي . ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقاً مقفلاً . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوباً عليها
هذه وصية عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم . عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليومٍ لا ريب فيه إن الله لا يخلفُ الميعاد . عليها يحيا و عليها يموتُ و عليها يبعثُ إن شاء الله .
-----------
علي بن أبي طالب
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. بعد أن طُعن علي رضي الله عنه قال : ما فُعل بضاربي ؟ قالو : أخذناه قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيتُ فيه رأيي , و إن أنا متّ فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تُغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباً سريعاً و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تُبطئوا , فإن كان خيراً عجلتموني إليه , و إن كان شراً ألقيتموني عن أكتافكم .
-----------
بلال بن رباح
بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه .. حينما أتى بلالاً الموت .. قالت زوجته : وآ حُزناه .. فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي وآ حُزناه , و قولي وآ فرحاه ثم قال : غداً نلقى الأحبة ..محمداً و صحبه .
-----------
أبو ذر الغفاري
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيكِ ؟ قالت : و كيف لا أبكي و أنتَ تموت بأرضٍ فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفناً .. فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعتُ النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتنّ رجلٌ منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين و ليسَ من أولئكَ النفر أحدٌ إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق قالت : أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق فقال انظري فإذا أنا برجالٍ فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟ قالت : امرؤٌ من المسلمين تكفنونه .. فقالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر قالوا : صاحب رسول الله ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحدٌ كان أمير أو عريفاً أو بريدا فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئاً غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى و صلى عليه عبدالله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين .
-----------
عبد الله بن مسعود
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيكَ بخمس خصال , فإحفظهن عني :أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل . و دع مطلبَ الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقرٌ حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به . و إن إستطعت ألا يأتي عليكَ يومٌ إلا و أنت خيرٌ منكَ بالأمس , فافعل . و إذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاة مودع , كأنكَ لا تصلي بعدها
-----------
معاويه بن أبي سفيان
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني .. فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟! ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...ثم فاضت روحه رضي الله عنه.
-----------
عمرو بن العاص
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حوَّل وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرَّك رسول الله .... فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمداً رسول الله .. إني كنتُ على أطباقٍ ثلاث .. لقد رأيتني و ما أحدٌ أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحبُّ إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار ..... فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيتُ النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي .. فقال : ما لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يُغفر لي . فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه , و لو مت على تلكَ الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة , ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سناً ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
-----------
أبو موسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا ... ففعلوا .. فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعاً , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث . و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي بابٌ من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث .
-----------
سعد بن الربيع
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجلٌ من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟ فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالكٌ لا محالة , و إقرأ على قومي مني السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عينٌ تطرف ...
-----------
عبد الله بن عمر
قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه :ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :ظمأ الهواجر ومكابدة الليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل .
-----------
الإمام الشافعي
الإمام الشافعي رحمه الله .. دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحتُ من الدنيا راحلاً , و للإخوان مفارقاً , و لسوء عملي ملاقياً , و لكأس المنية شارباً , و على الله وارداً , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلتُ رجـائي نحـو عفـوكَ سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوكَ ربـي كـان عفوكَ أعظـما
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــةً و تكـرمـا
-----------
الحسن البصري
حينما حضرت الحسن البصري المنية حرَّ ك يديه و قال :هذه منزلة صبر و إستسلام .
-----------
عبد الله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله .... ثم فاضت روحه .
-----------
الفضل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين لما حضرته الوفاة , غُشي عليه , ثم أفاق و قال : وا بعد سفراه ...وا قلة زاداه ...!
-----------
محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية .
..*..
رحم الله الجميع ورضي عنهم وأحسن الخاتمة لنا ولكم ،،
مختاراتٌ ممَّا قاله بعضُ الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعينْ حينَ حضرتهم الوفاة
.
.
أبو بكر الصديق
احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فاغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت . و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إنَّ لله عزَّ و جل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار , و إنَّ لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبلُ النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحقّ في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً .
-----------
عمر بن الخطاب
ولما طُعن عمر .. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمتَ حين كفر الناس , و جاهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلتَ شهيداً و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راضٍ . فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع . و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . فقال : ضع رأسي على الأرض . فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! فقال : لا أمَّ لك , ضعه على الأرض فقال عبدالله : فوضعته على الأرض . فقال : ويلي وويلُ أمي إن لم يرحمني ربي عزَّ وجل
-----------
عثمان بن عفان
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين . اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي . ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقاً مقفلاً . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوباً عليها
هذه وصية عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم . عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليومٍ لا ريب فيه إن الله لا يخلفُ الميعاد . عليها يحيا و عليها يموتُ و عليها يبعثُ إن شاء الله .
-----------
علي بن أبي طالب
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. بعد أن طُعن علي رضي الله عنه قال : ما فُعل بضاربي ؟ قالو : أخذناه قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيتُ فيه رأيي , و إن أنا متّ فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تُغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباً سريعاً و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تُبطئوا , فإن كان خيراً عجلتموني إليه , و إن كان شراً ألقيتموني عن أكتافكم .
-----------
بلال بن رباح
بلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه .. حينما أتى بلالاً الموت .. قالت زوجته : وآ حُزناه .. فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي وآ حُزناه , و قولي وآ فرحاه ثم قال : غداً نلقى الأحبة ..محمداً و صحبه .
-----------
أبو ذر الغفاري
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيكِ ؟ قالت : و كيف لا أبكي و أنتَ تموت بأرضٍ فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفناً .. فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعتُ النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتنّ رجلٌ منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين و ليسَ من أولئكَ النفر أحدٌ إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق قالت : أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق فقال انظري فإذا أنا برجالٍ فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟ قالت : امرؤٌ من المسلمين تكفنونه .. فقالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر قالوا : صاحب رسول الله ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحدٌ كان أمير أو عريفاً أو بريدا فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئاً غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى و صلى عليه عبدالله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين .
-----------
عبد الله بن مسعود
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيكَ بخمس خصال , فإحفظهن عني :أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل . و دع مطلبَ الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقرٌ حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به . و إن إستطعت ألا يأتي عليكَ يومٌ إلا و أنت خيرٌ منكَ بالأمس , فافعل . و إذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاة مودع , كأنكَ لا تصلي بعدها
-----------
معاويه بن أبي سفيان
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني .. فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟! ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة و اغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك ...ثم فاضت روحه رضي الله عنه.
-----------
عمرو بن العاص
حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حوَّل وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه : ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرَّك رسول الله .... فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمداً رسول الله .. إني كنتُ على أطباقٍ ثلاث .. لقد رأيتني و ما أحدٌ أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , و لا أحبُّ إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار ..... فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيتُ النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي .. فقال : ما لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يُغفر لي . فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له , و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه , و لو مت على تلكَ الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة , ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سناً ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟
-----------
أبو موسى الأشعري
لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا ... ففعلوا .. فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعاً , و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي , و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث . و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لي بابٌ من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث .
-----------
سعد بن الربيع
لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجلٌ من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟ فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالكٌ لا محالة , و إقرأ على قومي مني السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عينٌ تطرف ...
-----------
عبد الله بن عمر
قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه :ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة :ظمأ الهواجر ومكابدة الليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل .
-----------
الإمام الشافعي
الإمام الشافعي رحمه الله .. دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحتُ من الدنيا راحلاً , و للإخوان مفارقاً , و لسوء عملي ملاقياً , و لكأس المنية شارباً , و على الله وارداً , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي
جـعـلتُ رجـائي نحـو عفـوكَ سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه
بعـفــوكَ ربـي كـان عفوكَ أعظـما
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجـود و تعـفـو منــةً و تكـرمـا
-----------
الحسن البصري
حينما حضرت الحسن البصري المنية حرَّ ك يديه و قال :هذه منزلة صبر و إستسلام .
-----------
عبد الله بن المبارك
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله .... ثم فاضت روحه .
-----------
الفضل بن عياض
العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين لما حضرته الوفاة , غُشي عليه , ثم أفاق و قال : وا بعد سفراه ...وا قلة زاداه ...!
-----------
محمد بن سيرين
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية .
..*..
رحم الله الجميع ورضي عنهم وأحسن الخاتمة لنا ولكم ،،