العالم المثالي
31/12/2008, 09:47 AM
قصيدة قالها ابو البقاء الرندي رحمة الله تعالى بعد ضياع
الأندلس وما حل به من نكبات ومآسي ، وما يحل اليوم بالشيشان وافغانستان والعراق ومايحدث هذه الايام في فلسطين خاصه…………..وغيرها كثير..فالماضي أشبه بالحاضر، والأمس قريب من اليوم، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس….الآية ) فمأساة البارحة القريب هي مأساة اليوم، والفاجعة المؤلمة ما زالت تتكرر، وتتكرر ، ولنا في هذه القصيدة التاريخية الخالدة ( التي تصلح تذكرة لكل زمان ومكان ) نبراسا ساطعا مضيئا لكل الأجيال ،
*************************
لكل شيء إذا ما تم نقصان=فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ=من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد=ولا يدوم على حال لها شانُ
يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ=إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو=كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ=وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ=وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب=وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد له=حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلك=كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الزمان على دارا وقاتله=وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببُ=يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة=وللزمان مسرات وأحزانُ
وللحوادث سلوان يسهلها=وما لما حل بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له=هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ=حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ
فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ=وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ
وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم=من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ=ونهرها العذب فياض وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما=عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ=كما بكى لفراق الإلف هيمانُ
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما=فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ=حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ=إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ=أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها=وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً=كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ=كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ=لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ=فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم=قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ=وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ
ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ=أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ=أحال حالهمْ جورُ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم=واليومَ هم في بلاد الضدِّ عبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ=عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ=لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما=كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ=إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً=والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ=إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
الأندلس وما حل به من نكبات ومآسي ، وما يحل اليوم بالشيشان وافغانستان والعراق ومايحدث هذه الايام في فلسطين خاصه…………..وغيرها كثير..فالماضي أشبه بالحاضر، والأمس قريب من اليوم، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس….الآية ) فمأساة البارحة القريب هي مأساة اليوم، والفاجعة المؤلمة ما زالت تتكرر، وتتكرر ، ولنا في هذه القصيدة التاريخية الخالدة ( التي تصلح تذكرة لكل زمان ومكان ) نبراسا ساطعا مضيئا لكل الأجيال ،
*************************
لكل شيء إذا ما تم نقصان=فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ=من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد=ولا يدوم على حال لها شانُ
يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ=إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو=كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ=وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ=وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب=وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد له=حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلك=كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الزمان على دارا وقاتله=وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببُ=يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة=وللزمان مسرات وأحزانُ
وللحوادث سلوان يسهلها=وما لما حل بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له=هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ=حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ
فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ=وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ
وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم=من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ=ونهرها العذب فياض وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما=عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ=كما بكى لفراق الإلف هيمانُ
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما=فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ=حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ=إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ=أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها=وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً=كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ=كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ=لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ=فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم=قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ=وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ
ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ=أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ=أحال حالهمْ جورُ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم=واليومَ هم في بلاد الضدِّ عبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ=عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ=لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما=كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ=إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً=والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ=إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ