مشهور
05/01/2009, 03:03 PM
مقالة الاستاذ تركي بن عبدالله السديري
صحيفة الرياض اليوم
مشهور
ماذا في الدكاكين يا علي..؟
تركي بن عبد الله السديري
الزميل الدكتور علي سعد الموسى حسب تجربتي، عندما تقرأه شيء، وحين تناقشه شيء آخر.. وهذا جانب إيجابي يؤكد أنه لا يختار مواقف العناد، بقدر ما يتجاوب مع موقف التفاهم..
حسناً، من هذا المنطلق.. أعتقد ان النظرة بيننا تختلف مثلاً في تفسير معنى أنه لا يوجد في المملكة فقير التي قالها الزميل الأستاذ صالح الشيحي؛ لأن الفقر ظاهرة مجتمعية موجودة في أمريكا مثلما هي موجودة في السنغال، وموجودة في بريطانيا مثلما هي موجودة في بنغلاديش، لكن تختلف مستويات الفقر ومسبباته بين مجتمع وآخر، ومن حقنا أن نبحث عن أي وسيلة تخلص مجتمعنا من أي ظاهرة فقر، لكن لا نحن ولا غيرنا نستطيع الجزم بإنهاء وجوده، فأحياناً قد يأتي الفقر بفعل مسببات شخصية، وأضيف أنه لو أديرت كل مخارج التبرعات الإنسانية وجمعياتها وكذا أموال الزكاة - ليس بتوزيع العائدات لكن برسم خطط تأهيل وظيفي ومعيشي - لتراجع الفقر مسافات بعيدة جداً..
ويتحدث الأستاذ علي عن تلقيه تهديداً بالقتل بسبب نوعية كتاباته، هل هو لا يعرف أن المؤسسات الصحفية معظمها محاط بأسوار استثنائية، وتتواجد حولها قوات أمن عسكرية جيدة الممارسة..؟ والذي دفع إلى ذلك أو أوجد الخوف من الاعتداء ليس اختلاف وجهات النظر بين فئات المجتمع، ولكنها تنظيمات الإرهاب غير المعلنة، والتي استطاع الأمن بتميزه الدولي الهائل أن يحاصرها ويحمي المواطن من مخاطرها بنجاح متابعة لم يتوفر في أي دولة أخرى، خصوصاً وأن مجتمعنا كان الأكثر استهدافاً بين المجتمعات الأخرى..
وأستغرب جداً عندما يقول إن صحيفته التي يكتب لها هي منبر الرأي الأول في تشكيل الرأي السعودي بينما الصحف الأخرى عبارة عن دكاكين.. بالله العظيم هل يقول هذا الرأي متخصص أكاديمي وكاتب متواصل الممارسة يفترض أنه على دراية بنشوء صحافة مجتمعه وتطوراتها وأن هناك من الصحف والكتّاب من مارسوا مهمة تطوير مفاهيم مجتمعهم بنجاح مشهود..؟ مشكلتنا ليست في وجود كاتب حادِّ القلم، أو مسؤول حكومي بطيء التصرف أو ضعيف الأداء، لا.. مشكلتنا الجوهرية أن مجتمعنا لم يتواءم "الوعي المشترك" بين كل فئاته.. مسألة "المشترك" هذه هي المهمة جداً لخلق مجتمع قادر على تفهم بعضه وحلول ما يختلف به مع غيره نحو الصواب.. نحن مجتمع لا تعتقله ظروف عجز اقتصادي حيث لا يوجد مرتب لأصغر وظيفة يقل عن الألف ريال بينما هذا المبلغ هو حد أعلى لحامل الماجستير في عدة مجتمعات عربية.. نحن مجتمع غني القدرات.. وبوسعه أن يصعد إلى أعلى مكانات التفوق الاقتصادي والعلمي شرط ألا تشغلنا اهتمامات قبلية أو عرقية أو عنصرية أو انغلاق معرفي..
المجتمعات التي لا تملك قدرات التطور لا أحد فيها يأسف على ركوده، أما نحن فلو لم نتعاون على بث وعي مشترك بأهمية مقومات قدراتنا، وأهميات تقارب مفاهيمنا، فنحن نفرط بتأهيل طبيعي لا يجوز أن يهدر، ونتفوق بذلك على كل مجتمع عربي..
أما مسألة الدكاكين فإنني أدعو الزميل العزيز لزيارة بعضها وسيجد فيها ماهو معروض لمتطلبات المجتمع، لكن ليس أي منها حلبة ملاكمة بمقاس المترين في ثلاثة حيث يسهل السقوط من اللكمة الأولى..
إن الدكان باب مفتوح تقصده فئات مختلفة.
صحيفة الرياض اليوم
مشهور
ماذا في الدكاكين يا علي..؟
تركي بن عبد الله السديري
الزميل الدكتور علي سعد الموسى حسب تجربتي، عندما تقرأه شيء، وحين تناقشه شيء آخر.. وهذا جانب إيجابي يؤكد أنه لا يختار مواقف العناد، بقدر ما يتجاوب مع موقف التفاهم..
حسناً، من هذا المنطلق.. أعتقد ان النظرة بيننا تختلف مثلاً في تفسير معنى أنه لا يوجد في المملكة فقير التي قالها الزميل الأستاذ صالح الشيحي؛ لأن الفقر ظاهرة مجتمعية موجودة في أمريكا مثلما هي موجودة في السنغال، وموجودة في بريطانيا مثلما هي موجودة في بنغلاديش، لكن تختلف مستويات الفقر ومسبباته بين مجتمع وآخر، ومن حقنا أن نبحث عن أي وسيلة تخلص مجتمعنا من أي ظاهرة فقر، لكن لا نحن ولا غيرنا نستطيع الجزم بإنهاء وجوده، فأحياناً قد يأتي الفقر بفعل مسببات شخصية، وأضيف أنه لو أديرت كل مخارج التبرعات الإنسانية وجمعياتها وكذا أموال الزكاة - ليس بتوزيع العائدات لكن برسم خطط تأهيل وظيفي ومعيشي - لتراجع الفقر مسافات بعيدة جداً..
ويتحدث الأستاذ علي عن تلقيه تهديداً بالقتل بسبب نوعية كتاباته، هل هو لا يعرف أن المؤسسات الصحفية معظمها محاط بأسوار استثنائية، وتتواجد حولها قوات أمن عسكرية جيدة الممارسة..؟ والذي دفع إلى ذلك أو أوجد الخوف من الاعتداء ليس اختلاف وجهات النظر بين فئات المجتمع، ولكنها تنظيمات الإرهاب غير المعلنة، والتي استطاع الأمن بتميزه الدولي الهائل أن يحاصرها ويحمي المواطن من مخاطرها بنجاح متابعة لم يتوفر في أي دولة أخرى، خصوصاً وأن مجتمعنا كان الأكثر استهدافاً بين المجتمعات الأخرى..
وأستغرب جداً عندما يقول إن صحيفته التي يكتب لها هي منبر الرأي الأول في تشكيل الرأي السعودي بينما الصحف الأخرى عبارة عن دكاكين.. بالله العظيم هل يقول هذا الرأي متخصص أكاديمي وكاتب متواصل الممارسة يفترض أنه على دراية بنشوء صحافة مجتمعه وتطوراتها وأن هناك من الصحف والكتّاب من مارسوا مهمة تطوير مفاهيم مجتمعهم بنجاح مشهود..؟ مشكلتنا ليست في وجود كاتب حادِّ القلم، أو مسؤول حكومي بطيء التصرف أو ضعيف الأداء، لا.. مشكلتنا الجوهرية أن مجتمعنا لم يتواءم "الوعي المشترك" بين كل فئاته.. مسألة "المشترك" هذه هي المهمة جداً لخلق مجتمع قادر على تفهم بعضه وحلول ما يختلف به مع غيره نحو الصواب.. نحن مجتمع لا تعتقله ظروف عجز اقتصادي حيث لا يوجد مرتب لأصغر وظيفة يقل عن الألف ريال بينما هذا المبلغ هو حد أعلى لحامل الماجستير في عدة مجتمعات عربية.. نحن مجتمع غني القدرات.. وبوسعه أن يصعد إلى أعلى مكانات التفوق الاقتصادي والعلمي شرط ألا تشغلنا اهتمامات قبلية أو عرقية أو عنصرية أو انغلاق معرفي..
المجتمعات التي لا تملك قدرات التطور لا أحد فيها يأسف على ركوده، أما نحن فلو لم نتعاون على بث وعي مشترك بأهمية مقومات قدراتنا، وأهميات تقارب مفاهيمنا، فنحن نفرط بتأهيل طبيعي لا يجوز أن يهدر، ونتفوق بذلك على كل مجتمع عربي..
أما مسألة الدكاكين فإنني أدعو الزميل العزيز لزيارة بعضها وسيجد فيها ماهو معروض لمتطلبات المجتمع، لكن ليس أي منها حلبة ملاكمة بمقاس المترين في ثلاثة حيث يسهل السقوط من اللكمة الأولى..
إن الدكان باب مفتوح تقصده فئات مختلفة.