صقر الجنوب
12/01/2009, 02:51 PM
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/badrkreem.jpg
بدر بن أحمد كريِّم (http://www.okaz.com.sa/okaz/index.cfm?method=home.authors&authorsID=35)
«الشثري» ومنتديات الإنترنت
التوسط والاعتدال في كل الأمور سمة من سمات العقيدة الإسلامية، ومن ثم فإن الطفل الذي ينشأ على: أساليب سوية، ولا يخضع للتسلط والإكراه، يصبح إنساناً معتدلاً ومتوسطاً. والشيخ سعد بن ناصر الشثري (عضو هيئة كبار العلماء) واحد من دعاة التوسط والاعتدال، فالتوسط قوة والاعتدال سلوك مرتبط بمركز القوة، ولا أعني القوة الجبرية أو التسلطية، وإنما القوة التي تحبب الناس في الأشياء المفيدة مثل: الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ومنتدياتها، التي دعا الشيخ «الشثري» للاستفادة منها في «نشر الخير ودفع الشبهات» ورأى أنها «من أفضل الأعمال» (صحيفة عكاظ، س51، ع15463، 29 ذوالحجة 1429هـ، ص25)..
فكل أداة اتصال ذات حدين: الخير مقابل الشر، والسعادة مقابل الشقاء، والغفلة مقابل اليقظة، وما يجعلك تميز بين هذا وذاك هو: عقلك، وتوجهاتك، ورغباتك، وتربيتك، وأخلاقك.
وإذا كان هناك من يستخدمون الإنترنت ومنتدياته لنشر الإرهاب والفكر الإرهابي، فذلك بسبب هشاشة أوضاعهم، وعندما تدور عجلة التاريخ فسيجبرهم عنفهم على الرجوع عن آرائهم, ومن ثم فلا يعني ذلك حجب الإنترنت عن «مناقشة أهل العقائد والديانات ومجادلتهم بالدليل والبرهان» أو تبادل الأفكار الخيّرة، أو التعارف على أناس يستفاد من علمهم النافع، ومن هنا كانت دعوة الشيخ «سعد الشثري» دعوة وسطية ومعتدلة، ورسالة ينبغي أن يفهمها الناس على وجهها الصحيح.
فالشيخ لم يرفض الإنترنت، ولم يُفتِ بعدم جوازه، ولم يجزم بأنه شر محض، ولم ينهَ عن استخدامه، لأن من أبرز سمات الشخصية المسلمة في ظل المتغيرات كما قال: «الحكم على المتغيرات من منطلق الشرع، والحرص على معرفة أحكام الله في هذه المتغيرات».
أما من يشاء الحكم من نفسه بغير علم أو هدى فسيضل الطريق، ويعني حكمه عدم نضجه، واضطرابه عقلياً، ومجابهة واقع يثقله، ويجعل من نفسه سلطة هزيلة، والفساد كل الفساد ينبع من سلطة تعبيرها غير سوي، ومقدرتها مُستنكرة.
أرى فيما طرحه الشيخ الفاضل من آراء في هذا المجال، يقبلها أعضاء المجتمع السعودي، الذين جُل أفراده لا يخضعون لتوجهات وأوامر وقرارات وتهديدات كل أداة اتصالية جديدة ومستحدثة، ما لم تأخذ بنموذج الوسطية والاعتدال، وتؤدي وظيفة مدروسة بشكل جيد، وتعمل على الارتفاع بمستوى ثقافة المجتمع إلى الأحسن والأفضل، وتضيف شيئاً لتقدمه، وتمسكه بالقيم السائدة فيه كي يحدث التغير الثقافي المنشود.
كم الناس في حاجة لمثل الشيخ «سعد بن ناصر الشثري» فمهمة إحداث التحول الثقافي، وظهور أجهزة وأدوات ووسائل اتصال جديدة، ينبغي أن تخضع لمنطق العلم، والقيم السائدة في المجتمعات، والتفاعل معها معنويا، ليصبح منسجماً مع ثقافتها.
فاكس 4543856 الرياض
بدر بن أحمد كريِّم (http://www.okaz.com.sa/okaz/index.cfm?method=home.authors&authorsID=35)
«الشثري» ومنتديات الإنترنت
التوسط والاعتدال في كل الأمور سمة من سمات العقيدة الإسلامية، ومن ثم فإن الطفل الذي ينشأ على: أساليب سوية، ولا يخضع للتسلط والإكراه، يصبح إنساناً معتدلاً ومتوسطاً. والشيخ سعد بن ناصر الشثري (عضو هيئة كبار العلماء) واحد من دعاة التوسط والاعتدال، فالتوسط قوة والاعتدال سلوك مرتبط بمركز القوة، ولا أعني القوة الجبرية أو التسلطية، وإنما القوة التي تحبب الناس في الأشياء المفيدة مثل: الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ومنتدياتها، التي دعا الشيخ «الشثري» للاستفادة منها في «نشر الخير ودفع الشبهات» ورأى أنها «من أفضل الأعمال» (صحيفة عكاظ، س51، ع15463، 29 ذوالحجة 1429هـ، ص25)..
فكل أداة اتصال ذات حدين: الخير مقابل الشر، والسعادة مقابل الشقاء، والغفلة مقابل اليقظة، وما يجعلك تميز بين هذا وذاك هو: عقلك، وتوجهاتك، ورغباتك، وتربيتك، وأخلاقك.
وإذا كان هناك من يستخدمون الإنترنت ومنتدياته لنشر الإرهاب والفكر الإرهابي، فذلك بسبب هشاشة أوضاعهم، وعندما تدور عجلة التاريخ فسيجبرهم عنفهم على الرجوع عن آرائهم, ومن ثم فلا يعني ذلك حجب الإنترنت عن «مناقشة أهل العقائد والديانات ومجادلتهم بالدليل والبرهان» أو تبادل الأفكار الخيّرة، أو التعارف على أناس يستفاد من علمهم النافع، ومن هنا كانت دعوة الشيخ «سعد الشثري» دعوة وسطية ومعتدلة، ورسالة ينبغي أن يفهمها الناس على وجهها الصحيح.
فالشيخ لم يرفض الإنترنت، ولم يُفتِ بعدم جوازه، ولم يجزم بأنه شر محض، ولم ينهَ عن استخدامه، لأن من أبرز سمات الشخصية المسلمة في ظل المتغيرات كما قال: «الحكم على المتغيرات من منطلق الشرع، والحرص على معرفة أحكام الله في هذه المتغيرات».
أما من يشاء الحكم من نفسه بغير علم أو هدى فسيضل الطريق، ويعني حكمه عدم نضجه، واضطرابه عقلياً، ومجابهة واقع يثقله، ويجعل من نفسه سلطة هزيلة، والفساد كل الفساد ينبع من سلطة تعبيرها غير سوي، ومقدرتها مُستنكرة.
أرى فيما طرحه الشيخ الفاضل من آراء في هذا المجال، يقبلها أعضاء المجتمع السعودي، الذين جُل أفراده لا يخضعون لتوجهات وأوامر وقرارات وتهديدات كل أداة اتصالية جديدة ومستحدثة، ما لم تأخذ بنموذج الوسطية والاعتدال، وتؤدي وظيفة مدروسة بشكل جيد، وتعمل على الارتفاع بمستوى ثقافة المجتمع إلى الأحسن والأفضل، وتضيف شيئاً لتقدمه، وتمسكه بالقيم السائدة فيه كي يحدث التغير الثقافي المنشود.
كم الناس في حاجة لمثل الشيخ «سعد بن ناصر الشثري» فمهمة إحداث التحول الثقافي، وظهور أجهزة وأدوات ووسائل اتصال جديدة، ينبغي أن تخضع لمنطق العلم، والقيم السائدة في المجتمعات، والتفاعل معها معنويا، ليصبح منسجماً مع ثقافتها.
فاكس 4543856 الرياض