المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر الشقر دون مجريات الحياة ووقائع العصر بصور بلاغية لا تقل عن تأثير الفن التشكيلي


صقر الجنوب
17/01/2009, 01:49 PM
التنوع البيئي والثقافي ينعكسان في ملامح الموروث الشعبي بمنطقة الباحة
شاعر الشقر دون مجريات الحياة ووقائع العصر بصور بلاغية لا تقل عن تأثير الفن التشكيلي

http://www.alriyadh.com/2007/04/24/img/244059.jpg البيضاني وعبدالواحد

الباحة - إعداد وتصوير إبراهيم الزهراني
بقراءة الموروث الشعبي في منطقة الباحة يتجلى لنا مجموعة من الحقائق، في مقدمتها طلاقة اللسان وفصاحة الكلمة والمعنى، وابتعاده عن الهجين من اللغة. ويتبين أن شاعر الشقر بتعدد ألوانه استطاع أن يدون مجريات الحياة ووقائع العصر بأسلوب وصور بلاغية لا تقل تأثيراً عن الفن التشكيلي أو شعر النظم والشعر الفصيح.
ولعل قصة الرمز أزلية تعود بجذورها التاريخية إلى ما قبل التاريخ، حيث استخدم إنسان الكهوف صوراً وأشكالاً عديدة، ومنها صورة الثور التي استخدمها كدلالة رمزية للقوة، كالرسوم التي تم العثور عليها في كهوف الإخوة الثلاثة وكهوف البيزون بفرنسا.
ولم يتوقف هذا الرمز أو تلك الدلالة على العصور القديمة بل انه امتد وأصبح رمزاً للعنف والقوة حتى عصور قريبة تمتد إلى مائة عام، ومن ذلك لوحة الموت الدرامية للفنان التشكيلي والشاعر الإسباني "بابولو بيكاسو" عندما عبر بطريقته الرمزية في لوحته الشهيرة (الغرنيكا) عن الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936م، وصور فيها مدى تأثير التدمير والعنف الذي قضى على مدينة (غيرنيكا) ومحوها من الخارطة الإسبانية،وسميت تلك اللوحة باسم مدينة (الغرنيكا) والتي بلغ طولها 8أمتار وعرضها 3.5أمتار، مستخدماً في لوحته وجه الثور رمزاً للقوة والعنف، فيما رمز بالحصان لأصالة الشعب الإسباني ورمز لنتيجة العنف بالأشلاء الممزقة والوجوه المشوهة التي تصرخ في وجه الثور الهائج، وللمصباح بالعلم، ولحاملة الضوء بالأمل..إلخ.
ولتأثر هذا الفنان ببيئته وكون رياضة مصارعة الثيران من العادات الاسبانية القديمة المتوارثة، فقد كان الثور رمزاً في لوحته الشهيرة للعنف والقوة.
وفي شعر الشقر (الجناس) نبدأ برائد الرمز القديم في ذلك اللون الجنوبي مع الشاعر محمد الثوابي المعروف بإبن ثامرة قبل 120عاماً، والذي رمز للثور بالقوة والهيجان والعنف كما فعل "بيكاسو"، وكما استخدم رمز الثور أيضاً الشاعر الفرنسي "سيرانو دي بلجراك" في هجاء زوجته "ليز" عندما وجدها تقوم باستخدام صحيفة فرنسية تهتم بالشعر الشعبي الفرنسي سفرة للطعام والحلوى، وفي تلك الصحيفة بعض قصائده وقصائد شعراء عصره العمالقة المبدعين الذين كانت تقام أمسياتهم على أحد مسارح باريس في القرن السابع عشر، فقال "سيرانو" في هجاء زوجته:
أغربي عن وجهي أيتها النملة الضعيفة.. قبل أن يأتي أحد هذه الثيران الضخمة.. فيمزقك بحوافره أشلاءً!!
أما شاعرنا الثوابي أو "إبن ثامرة"، فمناسبة قصيدته التي ألقاها واستخدم فيها الثور رمزاً لقوة شاعريته، فكان يلقي قصيدة مدح لصاحب حفل قبل 120عاماً تقريباً، وأثناء تنقله مشياً بين الرجال الذين يتراقصون في العرضة، عثرت قدمه وسقط على الأرض قبل أن يكمل قصيدة المدح.. ثم وقف ثانية على قدميه ولاحظ أناساً يضحكون على سقوطه المفاجئ، فغير قصيدته الأولى التي كانت عن المدح بسرعة نارية لا تقل عن ريشة "بيكاسو" إلى افتخار وتهويل مادحاً قوته الشعرية وأنه يستطيع هجاءهم إذا ما أساءوا له أوشمتوا به وقال:
سلام يا خيران ياثور النطاح
من نطحته تهتز ثيران (..........)
لا تضحكون على محمد يوم طاح
يطيح في المحضر وفي الملقى يقوم
ورغم التباين الكبير في الثقافات وتباعد الفترات الزمنية والبيئة التي عاش بها أولئك الذين اتخذوا من الثور رمزاً، إلا أن الإلهام هو سحر المعنى الذي كان له قوة في التأثير لهذه الرمز التاريخي، والذي لا يتوقف استخدامه على الشعر بل حتى على الفن التشكيلي ويتضح أن هذا الرمز بدأ مع طقوس إنسان الكهوف أو إنسان ماقبل التاريخ.
ولاستعراض بعض الرموز التي استخدمت للضعف وللقوة، فإن الشاعر الفرنسي سيرانو الذي رمز للضعف والبساطة بالنملة لم يكن وحيداً في استخدامه لهذا الرمز، وهنا قال شاعر الشقر الضخم (عبدالله بن عيضه البيضاني) المعروف بالهريري وهو يزدري أحد الشعراء الأقل من شاعريته فقال:
نملة سودا سرت في ليلٍ اظلم.... تفتقد للحبه اللي طايحه بين الرحي!!
ويتضح من ذلك النعت أن الشاعر الذي يعتبره البيضاني الأقل شاعرية منه، أنه يبحث عن المعنى بجهده القليل بين الأراحي في وسط المعركة الكلامية وقد تطحنه هذه الرحى لأنه يتخفى بسواده في سواد الليل للبحث عن مراده في أصعب الأماكن وأكثرها خطوره، وهذا من الوصف البليغ المقتبس من الحديث الشريف عن الشرك الخفي الذي وصفه الحديث القدسي على أنه "أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل"!!
ولشعراء الرمز بمنطقة الباحة في موروثهم الشعبي وقفات تتعدد ملامحها وصورها بتنوع الامزجة والاخيلة الشعرية، نظراً للتنوع البيئي والثقافي الذي كان له دور في التركيز على صناعة الرمز، واستعارة العديد من الرموز، وهناك العديد من الدلالات الرمزية التي تتكرر لدى شعراء الباحة مثل: النمر ويرمز به للشجاعة والجمل للصبر، والجبال يقصد بها الرجال، والرياحين والورود والكادي يقصد بها جمال النساء، وغير ذلك مما يصعب حصره، ومن أهم شعراء المنطقة من المثقفين اليوم هو شاعر الجنوب عبدالواحد بن سعود الزهراني الذي برع في صناعة القافية الحديثة القابلة للشقر والتي يسهل توظيفها في الرد مع قوة المعنى والمضمون وقال عن نفسه كما قال أبو الطيب المتنبي:
(أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم)،
أما عبدالواحد فقال عن نفسه:
يشهد الحبر الفصيح وتشهد اوراقٌ وقالومات
إني آنا حاكم العرضه وانا سيد فنونها
ومن شعراء الغزل المشهورين شاعر البادية المعروف محمد الغويد الغامدي والشاعر محمد بن مصلح، ومن الشعراء المتمكنين في إجادة الغموض في المعنى الشاعر صالح اللخمي ولنا مع شعراء الرمز بين من يعبر بريشته الفنية ومن يعبر بقريحته وقفات قادمة بإذن الله.
جريدة الرياض

المزيونه
17/01/2009, 04:32 PM
تسـلم اخي صقر

العالم المثالي
22/02/2009, 09:16 PM
يعطيك الف عافيه

تسلم ايدك

قريع حابس_قريع
04/03/2009, 09:53 PM
بن ثامره رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين غني عن التعريف !!!
من نطحته تجفل (( ثيران البقوم ))
وليس تهتز القصيده مشهوره على مستواء المنطقه !!!!!
تقبلوا مرررورررررررري

رجب سعيد
29/03/2009, 12:54 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رجب سعيد
13/04/2009, 01:35 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

د.ليل الوعد
13/04/2009, 01:55 AM
تسلم يا صقر وبيض الله وجهك وسيذكرك التاريخ والاجيال يا راعى الوفاء