صقر الجنوب
24/01/2009, 02:39 PM
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/amro_almadi.jpg
عمرو عبدالعزيز الماضي
تهنئة الوزير !
منذ أن يصدر القرار بتعيين وزير جديد تتوالى التهاني لمعاليه من قبل مديري فروع الوزارة الذين ينشرون إعلانات صحفية مدفوعة، شارك الموظفون المساكين فيها (بالقطة) لتهنئة معالي الوزير الجديد بالمنصب الجديد، رغم أنهم لن يستفيدوا شيئا، لأن سعادة المدير عام الفرع اشترط على الجريدة أن تضع صورته بجانب صورة الوزير الجديد مضمنا الإعلان عبارات ترحيبية حارة بالوزير الجديد! ومبديا للوزير الجديد مزيداً من الإخلاص، هذا الإعلان لن يمر مرور الكرام وسيعقبه زيارة من مدير عام الفرع للوزير الجديد في مكتبه لتهنئته شخصيا بالمنصب الجديد، والتلميح له عن الترقية التي نساها الوزير السابق، أو أنه يعتقد أنه بهذه التهنئة سيحمي نفسه من قرار إداري يبعده من واجهة المسؤولية في الفرع أو الإدارة العامة للفرع، كما أن زيارة التهنئة هذه ستتيح للمدير العام إنجاز عدد من الأعمال والزيارات العائلية في العاصمة!
تهنئة أصحاب المعالي الوزراء الجدد لن تنحصر في المسؤولين في الجهاز الحكومي كصاحبنا مدير عام الفرع، بل ستتعدى ذلك إلى المؤسسات والشركات التي يتعامل معها ذلك الجهاز الحكومي، فبعض الشركات أو المؤسسات تدفع مبالغ كبيرة للإعلانات لتهنئة الوزير الجديد، خاصة أن لها مشاريع قائمة أو سابقة مع هذا الجهاز الحكومي، وتريد تنميتها وتطويرها.
ولو كنت مكان الوزير الجديد لبعثت خطاب شكر إلى سعادة مدير عام الفرع مرفقا به قرار نقله أو حتى إعفاؤه من المنصب الجديد وتكليف شخص آخر مكانه، ولو كنت مكان الوزير الجديد لأصدرت توجيها إلى مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بعدم التعامل مستقبلا مع أي شركة هنأتني بالمنصب الجديد، لأن الشركات الجادة والحريصة والناجحة لن تحتاج إلى رضا الوزير!
لا أحد يختلف في ضرورة تقديم التهنئة للوزير الجديد من قبل العاملين أو المتعاملين معه، ولكن من خلال مكتبه لا من خلال إعلانات جاء البعض ليقول فيها: نحن هنا؟!
صدقوني الموظف المخلص والمدير العام المخلص والنشط والمبدع سيعرفه الوزير من خلال أعماله وما سينقله له المسؤولين والمراجعون لا من خلال الصحف، كما أن المقاول الجيد لا يحتاج إلى أن يهنئ الوزير ليستمر في العمل مع الوزارة أو يحصل على مشروعاتها!
إن أعظم تهنئة للوزير الجديد يجب أن تكون إنجازا للمشروع في وقته وبالمواصفات والوقت المحدد، أما من خلال التهاني فأكاد أجزم أنه أسلوب يرفضه أي وزير.
عمرو عبدالعزيز الماضي
تهنئة الوزير !
منذ أن يصدر القرار بتعيين وزير جديد تتوالى التهاني لمعاليه من قبل مديري فروع الوزارة الذين ينشرون إعلانات صحفية مدفوعة، شارك الموظفون المساكين فيها (بالقطة) لتهنئة معالي الوزير الجديد بالمنصب الجديد، رغم أنهم لن يستفيدوا شيئا، لأن سعادة المدير عام الفرع اشترط على الجريدة أن تضع صورته بجانب صورة الوزير الجديد مضمنا الإعلان عبارات ترحيبية حارة بالوزير الجديد! ومبديا للوزير الجديد مزيداً من الإخلاص، هذا الإعلان لن يمر مرور الكرام وسيعقبه زيارة من مدير عام الفرع للوزير الجديد في مكتبه لتهنئته شخصيا بالمنصب الجديد، والتلميح له عن الترقية التي نساها الوزير السابق، أو أنه يعتقد أنه بهذه التهنئة سيحمي نفسه من قرار إداري يبعده من واجهة المسؤولية في الفرع أو الإدارة العامة للفرع، كما أن زيارة التهنئة هذه ستتيح للمدير العام إنجاز عدد من الأعمال والزيارات العائلية في العاصمة!
تهنئة أصحاب المعالي الوزراء الجدد لن تنحصر في المسؤولين في الجهاز الحكومي كصاحبنا مدير عام الفرع، بل ستتعدى ذلك إلى المؤسسات والشركات التي يتعامل معها ذلك الجهاز الحكومي، فبعض الشركات أو المؤسسات تدفع مبالغ كبيرة للإعلانات لتهنئة الوزير الجديد، خاصة أن لها مشاريع قائمة أو سابقة مع هذا الجهاز الحكومي، وتريد تنميتها وتطويرها.
ولو كنت مكان الوزير الجديد لبعثت خطاب شكر إلى سعادة مدير عام الفرع مرفقا به قرار نقله أو حتى إعفاؤه من المنصب الجديد وتكليف شخص آخر مكانه، ولو كنت مكان الوزير الجديد لأصدرت توجيها إلى مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بعدم التعامل مستقبلا مع أي شركة هنأتني بالمنصب الجديد، لأن الشركات الجادة والحريصة والناجحة لن تحتاج إلى رضا الوزير!
لا أحد يختلف في ضرورة تقديم التهنئة للوزير الجديد من قبل العاملين أو المتعاملين معه، ولكن من خلال مكتبه لا من خلال إعلانات جاء البعض ليقول فيها: نحن هنا؟!
صدقوني الموظف المخلص والمدير العام المخلص والنشط والمبدع سيعرفه الوزير من خلال أعماله وما سينقله له المسؤولين والمراجعون لا من خلال الصحف، كما أن المقاول الجيد لا يحتاج إلى أن يهنئ الوزير ليستمر في العمل مع الوزارة أو يحصل على مشروعاتها!
إن أعظم تهنئة للوزير الجديد يجب أن تكون إنجازا للمشروع في وقته وبالمواصفات والوقت المحدد، أما من خلال التهاني فأكاد أجزم أنه أسلوب يرفضه أي وزير.