دكتور الموسى
24/01/2009, 11:46 PM
هذا الموضوع أثاره موضوعي السابق (أوباما وقضيانا العربية ) وجدت الناس قد وصلوا إلى مرحلة اليأس .يأسٌ من البعيد والقريب ، البعيد عدو ومن حقه التربص بنا ، لأنه لا يدين بديننا وسبق أن حُذّرنا منه في مواضع عده من الكتاب والسنّة . الحكام المسلمين والعرب أصبحت القناعة لدى الجميع ، شبه معروفة ، ولا أرى أنه من المهم أن نتطرق لها هنا . الأمل المعقود في اخضرار الناشئة والأمل الوحيد لهم بعد الخالق عز وجل . هل لديهم من التأهيل الفكري والروحي ما يؤهلهم للقيام بما لم يستطع غيرهم القيام به .؟ في حديثي هذا سنتناول بعض الأطروحات التي من خلالها نستطيع الحكم جليّا على شبابنا . تعبر شوارع مدننا لتُمتع ناظريك بما أن قال الله كن فكان ، لكنّك تُفاجأ بفتية البعض منهم لا تفرق بينه وبين أخته ، من روعة الأزياء التي يرتديها وكأنه في أحدى المعارض الفرنسيّة ، والتي أعدت خصيصاً لهذا العرض . ناهيك عن الشعور ،والتي في نظري عندما تشاهدها الفتاة ، تجده المنافس الوحيد في هذا ، لاسيما تلك الربطات التي بدأ البعض منهم يجعلها في مؤخرة الرأس ،وكأنه شعر أتان لم يعد صاحبُها بحاجة لها . انظر إلى الوجيه الكالحة والتي المّ بها العبس من أثار المخدرات و غيرها من المشروبات الروحيّة كما يقول المستساغون لها . لك أن تنظر إلى تلك القبعات الحمراء التي لا تمت لنا بصلة وكأنها طرابيش أمن الطرق على الطرق . لك أن تنظر إلى تلك القطعان منهم في الأماكن المنزوية وبالقرب من صناديق النفايات وكأنهم قطيعٌ من الغنم تاهت من الراعي . أنظر إلى البعض منهم وهم داخل سياراتهم الفارهة وأصوات النعيق ينبعث من داخل تلك السيارات ، ولسان حالهم يقول : استمعوا إلى الذوق الذي لا يعلى عليه . لك أخي / أختي أن تراهم في الأسواق وكأنهم كلاب هائمة تبحث عن فتات لحم تركها الحجاج في منى قبل مغيب اليوم الأخير . لك أن تتخيل شابٌ يافعٌ اشتدّ ساعده وبدأ بضرب أبيه . تخيل معي شبابٌ بلغوا سن العشرين وهم في بلدان عربيّة أو غربيّة ، تكتظ بهم المراقص والخانات واعتراهم العفن على عفنهم . تخيل أخي ذلك الأب الذي يلهث خلف الدنيا تاركٌ الرعيّة والحبال على غواربها . أنظر أخي / أختي تلك القنوات الفضائية ، التي تمطر علينا من القاذورات الغربية والعربية ، أُعدت خصيصاّ لنا ولشبابنا ، أتقن الصانع صنعته ، وأتقن شبابنا التلقي . منبطحين أمامها ، وكأنهم ساجدين لها ، وينتظرون رضا من أعدها ليقول اذهبوا مغفور لكم . لم أقصد والله احتقار آدميتهم ، ولكنّي أمثل تلك التصرفات البغيّضة منهم .من أين لنا بالنصر .؟ من أين لنا بالرفعة والسؤدد.؟ من يخاف منا .؟ وممّا يخاف الأعداء من هولاء .؟ لا والله أنهم يهاجموننا بكل ما لديهم وقلوبهم مطمئنّة . لا يحق لنا بعد اليوم أن نلوم أحد من البشر . العيب فينا ، نحن من ترك العنان لغيرنا ومن حق غيرنا أن يتلذذ بعذابنا . الحديث طويل ولن أوفيه حقه حتى لو مكثت ساعات طوال ، وكل ما لديّ أقول :عزاؤنا في شبابنا .