صقر الجنوب
25/01/2009, 02:12 PM
الأحد, 18 يناير 2009
محمد البيضاني - الباحة
اوضح الباحث الاسلامي نجيب يماني ان الإمام مالك سُئل عن مسألة فقال لا أدري، فقِيل إنها خفيفة سهلة فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف أما سمعت قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً). فالعلم كله ثقيل فالفتوى أمرها عظيم ولا تكون الفتيا لكل من هب ودب وإنما تكون لأهل العلم والاختصاص العالمين بالقرآن وتفسيره وأحكامه وبالسنن النبوية ومعرفة المذاهب والإحاطة بطرق القياس ومراتب الأدلة، والفتيا لا تكون إلاّ لمسالة مستجدة في حياة الناس لا يوجد أساس أو أصل لها في الإسلام فتستدعي اجتماع أُولُو العزم من العلماء فالفتوى لها أحكامها الخاصة وممكن للفرد المسلم أن يسمع بها من باب الإطلاع والعلم بالشيء ويمر عليها مرور الكرام لأنها ليست ملزمة له، وهي ظاهرة صحيّة أن نسمع في اليوم الواحد مئات الحلول لمشاكل المجتمع وأن يكون هناك حراك ديني قوامه ما هو موجود في كتب وأسفار من سبقونا وعلى الناقل لمثل هذه الأحاديث والوقائع أن يردها إلى مصدرها فلا يصح أن نقول إن هذا الذي يحدث ونسمع به في وسائل الإعلام هو من الفتوى. اعتبرها فرقعات إعلامية فهل من استمع إلى فتوى إرضاع زميلة المكتب عمل بها أو طبّقتها المؤسسات .
وأخرجت الموظفة صدرها لزميلها ليرضع منه ويصبح محرماً لها فمثل هذه الأقوال هي موجودة وقائمة ولكن ليست صالحة لزماننا هذا حتّى أمهات المؤمنين رفضن هذه الفتوى. فالفتوى أمرها صعب وطريقها وعر وهي تكون في النوازل والقضايا المستجدة وكل هؤلاء المحدّثون إنما هم ناقلون لأقوال من سبقنا .
وهؤلاء مشكلتهم أنهم يأخذون بوجهة نظر واحدة ويهملون بقية الأقوال. فكل من لديه علم لا بد أن يظهره ولا يكتمه عن الناس ويكون أميناً على ما ينقل ممن سبقوه وإن كان هناك قول فيه يسر وسهولة أبداه بدليله ومرجعه وقول قائله، ويبتعد عن ركوب الصعب وإلقاء التحريم دون دليل. فالفتوى من اختصاص الهيئات الدينية والمرجعيات المعتمدة وليست من اختصاص الأفراد والظاهرين على الفضائيات.
صحيفة المدينة
محمد البيضاني - الباحة
اوضح الباحث الاسلامي نجيب يماني ان الإمام مالك سُئل عن مسألة فقال لا أدري، فقِيل إنها خفيفة سهلة فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف أما سمعت قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً). فالعلم كله ثقيل فالفتوى أمرها عظيم ولا تكون الفتيا لكل من هب ودب وإنما تكون لأهل العلم والاختصاص العالمين بالقرآن وتفسيره وأحكامه وبالسنن النبوية ومعرفة المذاهب والإحاطة بطرق القياس ومراتب الأدلة، والفتيا لا تكون إلاّ لمسالة مستجدة في حياة الناس لا يوجد أساس أو أصل لها في الإسلام فتستدعي اجتماع أُولُو العزم من العلماء فالفتوى لها أحكامها الخاصة وممكن للفرد المسلم أن يسمع بها من باب الإطلاع والعلم بالشيء ويمر عليها مرور الكرام لأنها ليست ملزمة له، وهي ظاهرة صحيّة أن نسمع في اليوم الواحد مئات الحلول لمشاكل المجتمع وأن يكون هناك حراك ديني قوامه ما هو موجود في كتب وأسفار من سبقونا وعلى الناقل لمثل هذه الأحاديث والوقائع أن يردها إلى مصدرها فلا يصح أن نقول إن هذا الذي يحدث ونسمع به في وسائل الإعلام هو من الفتوى. اعتبرها فرقعات إعلامية فهل من استمع إلى فتوى إرضاع زميلة المكتب عمل بها أو طبّقتها المؤسسات .
وأخرجت الموظفة صدرها لزميلها ليرضع منه ويصبح محرماً لها فمثل هذه الأقوال هي موجودة وقائمة ولكن ليست صالحة لزماننا هذا حتّى أمهات المؤمنين رفضن هذه الفتوى. فالفتوى أمرها صعب وطريقها وعر وهي تكون في النوازل والقضايا المستجدة وكل هؤلاء المحدّثون إنما هم ناقلون لأقوال من سبقنا .
وهؤلاء مشكلتهم أنهم يأخذون بوجهة نظر واحدة ويهملون بقية الأقوال. فكل من لديه علم لا بد أن يظهره ولا يكتمه عن الناس ويكون أميناً على ما ينقل ممن سبقوه وإن كان هناك قول فيه يسر وسهولة أبداه بدليله ومرجعه وقول قائله، ويبتعد عن ركوب الصعب وإلقاء التحريم دون دليل. فالفتوى من اختصاص الهيئات الدينية والمرجعيات المعتمدة وليست من اختصاص الأفراد والظاهرين على الفضائيات.
صحيفة المدينة