صقر الجنوب
26/01/2009, 03:57 PM
وأخيراً.. سينما
http://www.roaa.com.sa/roaa/1Offers/138/mnaal-1-78.jpg (http://javascript<b></b>:display('../1Offers/138/mnaal-1-78.jpg'))
منال الزهراني
أخيراً أصبح يمكننا أن نحكي حكايا على شاكلة: خرجت من السينما؛ عطلتنا الأسبوعية كانت في «السينما»، نحكي ذلك ونحن لم نزل «سعوديين»؛ أخيراً أصبح هذا الفن في طريقه لأن يكون محترماً وفق ثقافتنا المحلية
واكبتم الكثير من ردود الأفعال الناقدة للعرض السينمائي الأول «مناحي»؛ مُددت أيامه في مناطق وألغي من مناطق؛ وأنا هنا لا أكتب في نقده كـمشاهدة ومهتمة لأننا - مع تقديري لكل الجهود التي بذلت - لم نزل تحت مستوى النقد السينمائي المتخصص أو حتى العفوي البسيط؛ وربما من الظلم أن يتم تقييم خطوات مبتدئة مرتبكة، لذلك سأتجاوز مناحي و«كسر الحواجز» و«الخيبات الأولية» والنجاحات الهامشية أيضاً، لأتحدث عن تعاطينا لهذا الحدث الاجتماعي أولاً والفني ثانياً
الكراسي الممتلئة أمام الشاشة السينمائية كانت توحي بقبول فردي جريء لفكرة رفضت طويلاً؛ لماذا أقول جريئاً؟ لأن الجالسين عليها كانوا مستعدين لقبول تُهم أخلاقية، أو تصنيفات عقدية معلّبة لكونهم حضروا عرضاً سينمائياً، ولماذا أقول «فردياً»؟ لأنه لا يمكن اعتبار امتلاء الكراسي وحتى انتهاء التذاكر قبولاً «اجتماعياً» عاماً، لكن بالجملة هذا الإقبال الجماهيري يُضعف من حالة الخوف الملازمة لأية ممارسة جديدة اجتماعية وهذا بشكل عام جيد؛ في المقابل، كان هناك العديد من الجماهير الرافضة جملة وتفصيلاً؛ وهناك من رفضوا أخلاقيات الفيلم المعروض واشترطوا ضوابط لما يمكن أن يعرض في سينما سعودية، كل هذه الآراء شخصياً احترمها، فمن حق كل إنسان هنا بمقتضى انتمائه لهذا البلد أن يدافع عما يعتقد أنه الأصلح لبلده ولا يحق لأية فئة أن تحتكر هذا البلد بكامل ثقافته، ولا أن تكون المتحدث الرسمي للشعب كاملاً؛ إذن، ليس أمامنا سوى أن نتفهّم حقوقنا المشتركة؛ هذا يجرني لمثال للتعاطي هو صلب ما أهدف إليه، إذ عرضت قناة «دليل» التي يشرف عليها د.سلمان العودة ضمن برنامج «الشاهد» بتقديم أ.أنور عسيري؛ حواراً هو برأيي أرقى ما يمكن أن يكون بين ممثل للجانب الرافض للفيلم تحديداً والمؤيد للسينما بضوابط، وبين ممثل للشركة المنتجة لفيلم مناحي؛ كانت نقطة الاختلاف عميقة جداً، وكان الحوار صريحاً يحمل مواجهات عديدة بين الفريقين؛ لم تكن هناك أفكار مبتورة يُخجل من طرحها ولا مجاملات تحت خط المصداقية؛ والمشهد الأبرز كان في اللغة الحوارية الراقية المتفهمة للجانب الآخر؛ انتهى البرنامج ونقطة الاختلاف هي نقطة الاختلاف، ولكن بكثير من النقاط المشتركة التي توصّل إليها الضيفان مع المقدّم بسعة صدورهم وانفتاح عقولهم
خطوة أحييها من قناة تصنّف على أنها «إسلامية» في احتواء منفتح وراقٍ لشركة أخرى بقنواتها التي تصنّف على أنها «غير إسلامية»، ومزيداً من هذا الرقي الفكري لثقافتنا الخاصة
http://www.roaa.com.sa/roaa/1Offers/138/mnaal-1-78.jpg (http://javascript<b></b>:display('../1Offers/138/mnaal-1-78.jpg'))
منال الزهراني
أخيراً أصبح يمكننا أن نحكي حكايا على شاكلة: خرجت من السينما؛ عطلتنا الأسبوعية كانت في «السينما»، نحكي ذلك ونحن لم نزل «سعوديين»؛ أخيراً أصبح هذا الفن في طريقه لأن يكون محترماً وفق ثقافتنا المحلية
واكبتم الكثير من ردود الأفعال الناقدة للعرض السينمائي الأول «مناحي»؛ مُددت أيامه في مناطق وألغي من مناطق؛ وأنا هنا لا أكتب في نقده كـمشاهدة ومهتمة لأننا - مع تقديري لكل الجهود التي بذلت - لم نزل تحت مستوى النقد السينمائي المتخصص أو حتى العفوي البسيط؛ وربما من الظلم أن يتم تقييم خطوات مبتدئة مرتبكة، لذلك سأتجاوز مناحي و«كسر الحواجز» و«الخيبات الأولية» والنجاحات الهامشية أيضاً، لأتحدث عن تعاطينا لهذا الحدث الاجتماعي أولاً والفني ثانياً
الكراسي الممتلئة أمام الشاشة السينمائية كانت توحي بقبول فردي جريء لفكرة رفضت طويلاً؛ لماذا أقول جريئاً؟ لأن الجالسين عليها كانوا مستعدين لقبول تُهم أخلاقية، أو تصنيفات عقدية معلّبة لكونهم حضروا عرضاً سينمائياً، ولماذا أقول «فردياً»؟ لأنه لا يمكن اعتبار امتلاء الكراسي وحتى انتهاء التذاكر قبولاً «اجتماعياً» عاماً، لكن بالجملة هذا الإقبال الجماهيري يُضعف من حالة الخوف الملازمة لأية ممارسة جديدة اجتماعية وهذا بشكل عام جيد؛ في المقابل، كان هناك العديد من الجماهير الرافضة جملة وتفصيلاً؛ وهناك من رفضوا أخلاقيات الفيلم المعروض واشترطوا ضوابط لما يمكن أن يعرض في سينما سعودية، كل هذه الآراء شخصياً احترمها، فمن حق كل إنسان هنا بمقتضى انتمائه لهذا البلد أن يدافع عما يعتقد أنه الأصلح لبلده ولا يحق لأية فئة أن تحتكر هذا البلد بكامل ثقافته، ولا أن تكون المتحدث الرسمي للشعب كاملاً؛ إذن، ليس أمامنا سوى أن نتفهّم حقوقنا المشتركة؛ هذا يجرني لمثال للتعاطي هو صلب ما أهدف إليه، إذ عرضت قناة «دليل» التي يشرف عليها د.سلمان العودة ضمن برنامج «الشاهد» بتقديم أ.أنور عسيري؛ حواراً هو برأيي أرقى ما يمكن أن يكون بين ممثل للجانب الرافض للفيلم تحديداً والمؤيد للسينما بضوابط، وبين ممثل للشركة المنتجة لفيلم مناحي؛ كانت نقطة الاختلاف عميقة جداً، وكان الحوار صريحاً يحمل مواجهات عديدة بين الفريقين؛ لم تكن هناك أفكار مبتورة يُخجل من طرحها ولا مجاملات تحت خط المصداقية؛ والمشهد الأبرز كان في اللغة الحوارية الراقية المتفهمة للجانب الآخر؛ انتهى البرنامج ونقطة الاختلاف هي نقطة الاختلاف، ولكن بكثير من النقاط المشتركة التي توصّل إليها الضيفان مع المقدّم بسعة صدورهم وانفتاح عقولهم
خطوة أحييها من قناة تصنّف على أنها «إسلامية» في احتواء منفتح وراقٍ لشركة أخرى بقنواتها التي تصنّف على أنها «غير إسلامية»، ومزيداً من هذا الرقي الفكري لثقافتنا الخاصة