صقر الجنوب
28/01/2009, 10:56 AM
ليس إلا
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/altreqy.jpg
صالح إبراهيم الطريقي
احمدن ربكن يا سعوديات
في رسالة شديدة اللهجة من فتاة أخرى أو -امرأة فهي لم تحدد سنها في الرسالة- قالت وبصريح العبارة: "أتق الله ولا تنشر رسائل المراهقين"، وكانت تريد مني أن أوبخ تلك الفتاة، وأن عليها أن تحمد ربها، فهناك دراسة تؤكد أن أكثر النساء دلالا وجمالا السعوديات، وأن المرأة السعودية أشبه بالملكة، وأخذت كل حقوقها، ولا تحتاج للعمل لأن ولي أمرها يصرف عليها ويلبي رغباتها .
الحق يقال: لا أعرف شيئا عن هذه الدراسة، وربما وبسبب انطوائيتي لم أنتبه لما حدث للمرأة، وهل تغيرت نظرة المجتمع لها أم لا؟
وكل خبراتي في هذا الأمر تعود لأيام الطفولة والمراهقة، فحين كنت طفلا كان الكبار بمن فيهم أمي يقولون لي: "عيب لا تبكي مثل البنات"، وكنت وعلى نحو ما أظن أن البكاء سيحولني من ولد إلى بنت، وهذا أمر سيئ، فإن يتحول الولد وبسبب البكاء إلى بنت يعني أنه أصبح أقل مرتبة من الإنسان الكامل، أو هكذا فهمت الأمر .
مع الوقت ومع الزمن، أصبحنا مراهقين في المدرسة، وكان الطلاب إذا أرادوا إهانة أحد التلاميذ قالوا له: "أصلك بنت"، وكان يثور غضبا، وإن كان القائل بحجم المهان اشتبكا وسال الدم، إن كان القائل أقوى من المهان، يضطر من امتهنت كرامته للذهاب إلى المدير أو الوكيل ليقتص ممن أهانه، وكان المدير يفعل هذا، ويضرب القائل لأنه أهان الولد/المراهق، إذ وصفه بأنه "بنت/حرمة ".
وكان المربي "المدير" يعظنا بأن لا نشتم بعضا، وألا يقلل أحدنا من قيمة الآخر ويصفه بأنه "حرمة"، وبهذه الطريقة أصبحنا نرى المرأة أقل مرتبة منا، بل إن مقولة "أصلك بنت" تعني امتهانا للكرامة .
كبرنا وتركنا المدرسة والمدير الذي كان يقول لنا: "عيب تقول عن صديقك أنه بنت هذه إهانة لا تغتفر"، وبسبب انطوائي لم أعد أعرف ما الذي حدث في المدرسة، آخر ما عرفته كان بالصدفة، فقد قال لي صديقي: أن ابنة أخته تزوجت وأنها حامل، وأن الأسرة بأكملها تدعو الله بأن يكون المولود "صبيا".
حين سألته عن الأسباب، أخبرني أن قدومه سيزرع الفرح، قلت له: وهل لو جاءت بنتا ستزرع الحزن في العائلة؟
لم يجب على السؤال وتركني دون معلومات تساعدني على معرفة مدى مصداقية هذه الدراسة .
أخيرا.. إن كان بعض القراء مثلي انطوائيين ويريدون معرفة مدى مصداقية هذه الدراسة، ليجرب عمليا ويقول لأي شخص يصادفه في الطريق "أصلك حرمة"، وردة الفعل ستؤكد له مصداقية هذه الدراسة.
عليّ أن أنبه القارئ أنني غير مسؤول عن تبعات ردة الفعل التي سيواجهها، ومع هذا أؤكد للقارئ "المعرفة تستحق أن نضحي من أجلها".
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/altreqy.jpg
صالح إبراهيم الطريقي
احمدن ربكن يا سعوديات
في رسالة شديدة اللهجة من فتاة أخرى أو -امرأة فهي لم تحدد سنها في الرسالة- قالت وبصريح العبارة: "أتق الله ولا تنشر رسائل المراهقين"، وكانت تريد مني أن أوبخ تلك الفتاة، وأن عليها أن تحمد ربها، فهناك دراسة تؤكد أن أكثر النساء دلالا وجمالا السعوديات، وأن المرأة السعودية أشبه بالملكة، وأخذت كل حقوقها، ولا تحتاج للعمل لأن ولي أمرها يصرف عليها ويلبي رغباتها .
الحق يقال: لا أعرف شيئا عن هذه الدراسة، وربما وبسبب انطوائيتي لم أنتبه لما حدث للمرأة، وهل تغيرت نظرة المجتمع لها أم لا؟
وكل خبراتي في هذا الأمر تعود لأيام الطفولة والمراهقة، فحين كنت طفلا كان الكبار بمن فيهم أمي يقولون لي: "عيب لا تبكي مثل البنات"، وكنت وعلى نحو ما أظن أن البكاء سيحولني من ولد إلى بنت، وهذا أمر سيئ، فإن يتحول الولد وبسبب البكاء إلى بنت يعني أنه أصبح أقل مرتبة من الإنسان الكامل، أو هكذا فهمت الأمر .
مع الوقت ومع الزمن، أصبحنا مراهقين في المدرسة، وكان الطلاب إذا أرادوا إهانة أحد التلاميذ قالوا له: "أصلك بنت"، وكان يثور غضبا، وإن كان القائل بحجم المهان اشتبكا وسال الدم، إن كان القائل أقوى من المهان، يضطر من امتهنت كرامته للذهاب إلى المدير أو الوكيل ليقتص ممن أهانه، وكان المدير يفعل هذا، ويضرب القائل لأنه أهان الولد/المراهق، إذ وصفه بأنه "بنت/حرمة ".
وكان المربي "المدير" يعظنا بأن لا نشتم بعضا، وألا يقلل أحدنا من قيمة الآخر ويصفه بأنه "حرمة"، وبهذه الطريقة أصبحنا نرى المرأة أقل مرتبة منا، بل إن مقولة "أصلك بنت" تعني امتهانا للكرامة .
كبرنا وتركنا المدرسة والمدير الذي كان يقول لنا: "عيب تقول عن صديقك أنه بنت هذه إهانة لا تغتفر"، وبسبب انطوائي لم أعد أعرف ما الذي حدث في المدرسة، آخر ما عرفته كان بالصدفة، فقد قال لي صديقي: أن ابنة أخته تزوجت وأنها حامل، وأن الأسرة بأكملها تدعو الله بأن يكون المولود "صبيا".
حين سألته عن الأسباب، أخبرني أن قدومه سيزرع الفرح، قلت له: وهل لو جاءت بنتا ستزرع الحزن في العائلة؟
لم يجب على السؤال وتركني دون معلومات تساعدني على معرفة مدى مصداقية هذه الدراسة .
أخيرا.. إن كان بعض القراء مثلي انطوائيين ويريدون معرفة مدى مصداقية هذه الدراسة، ليجرب عمليا ويقول لأي شخص يصادفه في الطريق "أصلك حرمة"، وردة الفعل ستؤكد له مصداقية هذه الدراسة.
عليّ أن أنبه القارئ أنني غير مسؤول عن تبعات ردة الفعل التي سيواجهها، ومع هذا أؤكد للقارئ "المعرفة تستحق أن نضحي من أجلها".