دكتور الموسى
08/02/2009, 02:04 PM
الكل هنا يدرك ماهية التربية ، لكن ليس الكل يدرك أثرها على الفرد ومن ثم على المجتمع . علماء النفس لهم رأي كثير في هذا . ولكن علماء التربية لهم رأيٌ يتفق مع علماء النفس في الكثير . علماء النفس قد يبتعدون كثيراً عن التربية الإسلامية .
أقول هنا سبحان من خلق وسبحان من قدر الأسباب ، التي بموجبها يتجه الشخص إلى الوجهة التي تربى ونشأ عليها . قد يعيش الإنسان في بيت مليء بالمشاكل ، والكل يسمع عنها هنا وهناك . تختلف تلك المشاكل في درجتها وقد يحدو يبعضها تفكك أسر بأكملها . ليس هذا هو محور حديثي هنا ، ما أريد الوصول إليه هي تلك التصرفات والسلوكيات التي تصدر من البعض ، يا تُرى من المشترك في هذه الجريمة ، البيت ؟ المدرسة ؟ الشارع .؟ في نظري كل ذلك مشترك في هذه السلوكيات التي تصدر عن الشخص ، ولنأخذ هذه المرة
المنزل: بصفته الركيزة الأولى في التربية .
يعيش الطفل في بيت كله مشاكل وصراخ وضجيج وأحياناً تحالفات ، يا تُرى هذا الطفل هل سيعايش الوضع بل هل يتجرعه جرعة بعد جرعة حتى يصبح أستاذا ماهراً في تلك السلوكيات .؟بالتأكيد سيفعل ، وسيتفنن في تطبيقه . كبُر الطفل وخرج من المنزل ليبدأ في تطبيق ما تعلمه على أرض الواقع ومع الآخرين . دروس تعلمها وأتقنها لابد أن يؤثر بها على ممّن بصحبته ويتعامل معه . هنا يستخدم بعض الألفاظ البذيئة مع غيره وكأن الأمر طبيعي جداً لأنه لم يعتاد على إنكاره من قبل . تجده يغتاب ، يسب ويشتم ويسيء للآخرين ، بل يحقد على هذا وذاك ، إلى الحد الذي قد لا يطاق . من الممكن أن يكون ذلك الطفل أو الشخص بعد أن كبر حدثت له مواقف مأساوية في حياته الخاصة ويعتقد أن الناس جميعهم على هذا المنوال ، لذلك هو ينظر على أن من أساء له من قبل هو ذلك الشخص المقابل . من هنا يتأتى دور علم النفس في علاج مثل تلك السلوكيات التي أصبحت تهدد بشر كثير .
بالمقابل: طفل نشأ في بيت كله راحة واستقرار ونقاش هادئ وتصحيح للأخطاء أول بأول ، متابعة مستمرة من الوالدين أو ممّن يعنيه الأمر . أمٌ تعد مدرسة للأبناء تعلم بناتها الأدب وتعدهن للمرحلة القادمة مع اولادهن ، وأب قدوة حسنة في بيته وسلوكياته مع البيت ( الأم ) ومع الأطفال والأصدقاء . يصطحب اولاده إلى المسجد ، يزرع فيهم الثقة وحسن الظن بالآخرين . إن حدث بين الأبوين نقاش ويخشى احتدامه الجلوس بعيداً عن الأطفال ، لكي لا يشعرون بتلك المناقشات ويزيد تأثرهم بها . إن فُعل ذلك ،بالتأكيد ذلك الطفل سينهج نهج والديه . كلمات عذبه ، خلق حسن مع الغير ، ابتسامة على محيّاه مع من يتحدث معهم ويتعامل معهم . قد يقول البعض هذا الطفل سيتأثر بأقرانه في البيئة ، وأقول هذا صحيح لكن على الوالدين المتابعة والعلاج المستمر لكون التربية صعبة جداً ، لذا على الوالدين الاستقامة واحتساب الأجر لذلك الطفل . قد ينحرف البعض من أولئك الأشخاص ،ولكنّهم قلة بفضل الله تعالى . من هنا يخرج ذلك الشخص بعد أن كبُر إلى الشارع وهو يتحلى بذلك الخلق ، فهو حتماً سيكون له التأثير في غيره . في حديثنا القادم نتحدث إن شاء الله عن (المدرسة ) وأثرها في شخصية الفرد . هذا الموضوع ينبغي أن يكون في التربية والتعليم لكني اقترح بقاؤه هنا لقترة .
أخوكم / د . محمد الزهراني
أقول هنا سبحان من خلق وسبحان من قدر الأسباب ، التي بموجبها يتجه الشخص إلى الوجهة التي تربى ونشأ عليها . قد يعيش الإنسان في بيت مليء بالمشاكل ، والكل يسمع عنها هنا وهناك . تختلف تلك المشاكل في درجتها وقد يحدو يبعضها تفكك أسر بأكملها . ليس هذا هو محور حديثي هنا ، ما أريد الوصول إليه هي تلك التصرفات والسلوكيات التي تصدر من البعض ، يا تُرى من المشترك في هذه الجريمة ، البيت ؟ المدرسة ؟ الشارع .؟ في نظري كل ذلك مشترك في هذه السلوكيات التي تصدر عن الشخص ، ولنأخذ هذه المرة
المنزل: بصفته الركيزة الأولى في التربية .
يعيش الطفل في بيت كله مشاكل وصراخ وضجيج وأحياناً تحالفات ، يا تُرى هذا الطفل هل سيعايش الوضع بل هل يتجرعه جرعة بعد جرعة حتى يصبح أستاذا ماهراً في تلك السلوكيات .؟بالتأكيد سيفعل ، وسيتفنن في تطبيقه . كبُر الطفل وخرج من المنزل ليبدأ في تطبيق ما تعلمه على أرض الواقع ومع الآخرين . دروس تعلمها وأتقنها لابد أن يؤثر بها على ممّن بصحبته ويتعامل معه . هنا يستخدم بعض الألفاظ البذيئة مع غيره وكأن الأمر طبيعي جداً لأنه لم يعتاد على إنكاره من قبل . تجده يغتاب ، يسب ويشتم ويسيء للآخرين ، بل يحقد على هذا وذاك ، إلى الحد الذي قد لا يطاق . من الممكن أن يكون ذلك الطفل أو الشخص بعد أن كبر حدثت له مواقف مأساوية في حياته الخاصة ويعتقد أن الناس جميعهم على هذا المنوال ، لذلك هو ينظر على أن من أساء له من قبل هو ذلك الشخص المقابل . من هنا يتأتى دور علم النفس في علاج مثل تلك السلوكيات التي أصبحت تهدد بشر كثير .
بالمقابل: طفل نشأ في بيت كله راحة واستقرار ونقاش هادئ وتصحيح للأخطاء أول بأول ، متابعة مستمرة من الوالدين أو ممّن يعنيه الأمر . أمٌ تعد مدرسة للأبناء تعلم بناتها الأدب وتعدهن للمرحلة القادمة مع اولادهن ، وأب قدوة حسنة في بيته وسلوكياته مع البيت ( الأم ) ومع الأطفال والأصدقاء . يصطحب اولاده إلى المسجد ، يزرع فيهم الثقة وحسن الظن بالآخرين . إن حدث بين الأبوين نقاش ويخشى احتدامه الجلوس بعيداً عن الأطفال ، لكي لا يشعرون بتلك المناقشات ويزيد تأثرهم بها . إن فُعل ذلك ،بالتأكيد ذلك الطفل سينهج نهج والديه . كلمات عذبه ، خلق حسن مع الغير ، ابتسامة على محيّاه مع من يتحدث معهم ويتعامل معهم . قد يقول البعض هذا الطفل سيتأثر بأقرانه في البيئة ، وأقول هذا صحيح لكن على الوالدين المتابعة والعلاج المستمر لكون التربية صعبة جداً ، لذا على الوالدين الاستقامة واحتساب الأجر لذلك الطفل . قد ينحرف البعض من أولئك الأشخاص ،ولكنّهم قلة بفضل الله تعالى . من هنا يخرج ذلك الشخص بعد أن كبُر إلى الشارع وهو يتحلى بذلك الخلق ، فهو حتماً سيكون له التأثير في غيره . في حديثنا القادم نتحدث إن شاء الله عن (المدرسة ) وأثرها في شخصية الفرد . هذا الموضوع ينبغي أن يكون في التربية والتعليم لكني اقترح بقاؤه هنا لقترة .
أخوكم / د . محمد الزهراني