المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غياب العلاقات الاجتماعية يزيد من وحدة الطفل


نهرالعسل
30/12/2004, 11:31 PM
غياب العلاقات الاجتماعية يزيد من وحدة الطفل ومشكلاته النفسية
المخيمات الصيفية تخرج الطفل من عزلته وتنمي مهاراته



يدور في أذهان الآباء والأمهات منذ آخر يوم في الامتحانات النهائية للعام الدراسي سؤال: كيف سيقضي أطفالنا الإجازة الصيفية؟ وكيف سيقضون وقتهم فترة الإجازة في المنزل دون مدرسة؟، لذلك يفضل الكثير من الآباء والأمهات التحاق أبنائهم بالمخيمات الصيفية لصقل مواهبهم واكتساب المهارات والتعرف على أجواء جديدة تختلف عن بيئة البيت والمدرسة، "الوطن" ناقشت فائدة المخيمات الصيفية للأطفال مع عدد من الأمهات والتربويين، فقالت هيفاء حسين (42 سنة أم لخمسة أبناء) "أعتقد أن المخيمات من أكثر الأنشطة التي يجب على المؤسسات التربوية الاهتمام بها في ظل غياب العلاقات الاجتماعية، لأن جمع الأطفال في المنزل يعيشون فيه بالريموت كنترول ليست فكرة صائبة، فبذلك تقل فرص رؤية الأبناء لبعضهم وتكوين علاقة اجتماعية من الصغر، وبعض الأسر تخصص الكثير من الوقت للخروج بالأطفال إلى بعض الأماكن التي توجد فيها الألعاب الإلكترونية التي تسرق ما في الجيوب دون أي فائدة للطفل، لذلك أرى أن المخيمات الصيفية للأطفال ضرورة وأتمنى من المسؤولين الاهتمام بها وتشجيعها".
فيما قالت جيهان سامي (29 سنة وأم لطفلين) "يختلف مفهوم الإجازة من بيت إلى آخر، والغالبية تعتبر الإجازة فرصة للكسل وسهر الليل وعدم القيام بما يمكن الاستفادة منه، ويشعر الجميع أن الوقت يقف في الإجازات ولا يمكننا استثماره في أي شيء، لذلك فكرت أن ألحق أبنائي بأحد المخيمات التابعة لبعض المدارس أو المراكز الصيفية.
وترى منى حامد (معلمة علم نفس وأم لأربعة أطفال) أن الطفل يعيش في عالم أحلامه ويخطط لإجازته بنفسه، لأنها ملك له يتصرف بها كما يحلو له بممارسة هوايات حاولت الأسرة كبتها وعدم تحقيقها خلال العام الدراسي، وهنا تبدأ الصراعات بين رغبات الأهل وتخطيطهم، وبين رغبات مكبوتة عند الطفل يحتاج إلى التعبير عنها وبلورتها من خلال مهارات معينة تصقل شخصيته وتميزه عن غيره من الأطفال.
وترى منى أن الإجازة الصيفية وقت فراغ يمتلكه الطفل لمدة محدودة لذلك يجب على الأسرة أن تعد برنامجا واضحا له يعبر عن رغباته وينمي هواياته ويكسبه خبرات متنوعة تتلاءم مع عمره، وتحقيق هذا المفهوم عند الطفل يؤدي إلى استقباله العام الدراسي الجديد برغبة عالية، كما يجعله ناضجاً فكريا وأدبيا من خلال رحلات أو مشاركة في دورات تدريبية أو الالتحاق بالمخيمات الصيفية التي يبني فيها الطفل قاعدته الاجتماعية والثقافية الأولى في حياته.
وتقول رجاء مؤمنة مديرة أحد المراكز التي تهتم بالمخيمات الصيفية للأطفال بجدة "في المخيمات الصيفية نحرص على جعل الإجازة مصدراً للتفريغ الانفعالي للأطفال لما يختزنونه من مشاعر القلق والتوتر والخوف طوال العام، كما نعمل على إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن طاقاتهم، من هنا تكون الإجازة الصيفية مصدرا للمتعة وكسبا للوقت وتعبيرا عن الطاقات من خلال منح الفرصة للطفل للإبداع والتطوير، وقد قمنا بتنظيم برنامج صيفي سنوي للعام الخامس على التوالي، يضم البرنامج أطفالا من 6 إلى 13 سنة، الهدف الرئيسي منه غرس قيم إنسانية عالية في الأطفال منها حب الآخرين والبحث الدؤوب عن العمل والمنافسة الشريفة لتقديم الأفضل، بالإضافة إلى توفير فعاليات متنوعة للأطفال تحت سقف واحد تعليمية وترفيهية ورياضية، إضافة إلى برامج أخرى هادفة كالأعمال التطوعية من زيارات لدور الأيتام وكبار السن والمرضى ومراكز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأضافت مؤمنة "ومن أهداف المخيم أيضا تشجيع المواهب الفنية وتنميتها في مجالات الرسم والأشغال اليدوية ودروس الطبخ والزراعة، بالإضافة إلى الجانب الرياضي الذي يعتمد على الدورات الرياضية والرياضة البدنية والسباحة التي تقوم بالإشراف والتدريب فيها متخصصات في هذا المجال ورحلات لنادي الخيل ورحلات استكشافية في أبحر الشمالية"، وتشير مؤمنة إلى أن أصعب ما في المخيمات التعامل مع هذه الفئة العمرية الحرجة والصعبة، إلا أنها وبجهود المتخصصات ممن يعملن معها استطاعت أن تخلق جواً من الألفة والانسجام ما بين الفتيات وتقبلهن لأنظمة المخيم والتقيد بها.