صقر الجنوب
13/02/2009, 11:29 AM
وجهة نظر
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/hussam_al_shekh.jpg
حسام الشيخ
عريس «هاي كواليتي»
أبلغ من العمر 28 عاماً، وسيم، أبيض البشرة، طويل القامة، ممشوق القوام، ذو شعر ناعم أسود، وعيون كبيرة عسلية اللون، وأنف طويل حاد، وآذان متوسطة الحجم لا كبيرة ولا صغيرة، ولحية مرتبة وشوارب «يقف عليها الصقر»، أتمتع بصفات ممتازة (رِوِش، لارج، كول، فرانكو آراب ستايل «يعني نصف كلامي بالعربي والنصف الثاني بالإنجلش»)، لدي وظيفة مرموقة براتب مغرٍ جداً، أمتلك شقة كبيرة مؤثثة من أفخم محلات الأثاث، أهتم كثيراً بشؤون المطبخ وأشارك فيها بشكل جيد، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة، وماجستير في إدارة الأعمال، وأعمل جاهداً للحصول على الدكتوراة في الاقتصاد. يعني شاب (زي الفل)، وما عندي أي مشاكل من أي نوع بالإضافة إلى أنني أحترم المرأة وأقدرها - خصوصاً لو كانت موظفة-، ولدي رغبة شديدة في الزواج والاستقرار، كما أنني لست صاحب تجارب «فيرجن»، وستحصل مع هذا العرض على «كتالوج» مجاناً لطريقة التشغيل.
المواصفات السابقة هي نموذج عجيب للعريس «التفصيل» الذي تتمناه أي بنت في أي مكان في العالم.. كما أنه أحد نماذج إعلانات الزواج التي يعتقد البعض أنها الطريقة المثلى للزواج الذي يتمنى.
هل يعقل أن يعرض شاب نفسه بهذه الطريقة المثيرة للشفقة والاشمئزاز معاً، ليكون عريس «هاي كواليتي» أي صاحب مواصفات ومقاييس عالية خاصة جداً، معتقداً أنها ستؤهلة لفتح كل الأبواب المغلقة في وجهه؟! وهل هذا يعني انعدام القنوات الشرعية التي تضمن أن يتعرف كل طرف عن قرب على شريك حياته المنتظر، ليقترب من عقله وقلبه ومشاعره، فيحدث الانسجام المطلوب لاستمرار الحياة الزوجية، ويتحقق النجاح المأمول بين طرفين قد قبلا ببعضهما البعض بكل ما فيهما من مزايا وعيوب..؟!
هل الحياة الزوجية تجربة قابلة للنجاح أو الفشل.؟ أليس من أهم شروط صحة عقد النكاح توفر النية الصادقة في أبدية العلاقة؟ بالله عليكم كيف تتوفر هذه النية بين شخصين مجهولين سوى من مواصفاتهما الشكلية؟! أليس ذلك مدعاة للفشل السريع؟ أليس ذلك أحد أهم أسباب ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب في مجتمعاتنا العربية عامة، ناهيك عن الانحلال الأخلاقي الذي تفشى بين ظهرانينا نتيجة عدم جدية هذه الإعلانات.
أسئلة كثيرة تبعث على القلق والحيرة في النفس، وتفرّغ أسمى علاقة بين الرجل والمرأة من كل معاني الألفة والروعة والجمال، التي يجب أن تتصف بها.
هذه ليست دعوة مغلّفة للاختلاط أو الانفتاح غير المشروع –لا سمح الله-، لكن.. ألا تعتقدون معي أن مشروع بناء بيت وأسرة يحتاج منا جميعاً أن نبحث عن حلول ديناميكية عاجلة وناجعة لضمان نجاح هذا المشروع؟
فهل نحن فاعلون؟
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/hussam_al_shekh.jpg
حسام الشيخ
عريس «هاي كواليتي»
أبلغ من العمر 28 عاماً، وسيم، أبيض البشرة، طويل القامة، ممشوق القوام، ذو شعر ناعم أسود، وعيون كبيرة عسلية اللون، وأنف طويل حاد، وآذان متوسطة الحجم لا كبيرة ولا صغيرة، ولحية مرتبة وشوارب «يقف عليها الصقر»، أتمتع بصفات ممتازة (رِوِش، لارج، كول، فرانكو آراب ستايل «يعني نصف كلامي بالعربي والنصف الثاني بالإنجلش»)، لدي وظيفة مرموقة براتب مغرٍ جداً، أمتلك شقة كبيرة مؤثثة من أفخم محلات الأثاث، أهتم كثيراً بشؤون المطبخ وأشارك فيها بشكل جيد، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة، وماجستير في إدارة الأعمال، وأعمل جاهداً للحصول على الدكتوراة في الاقتصاد. يعني شاب (زي الفل)، وما عندي أي مشاكل من أي نوع بالإضافة إلى أنني أحترم المرأة وأقدرها - خصوصاً لو كانت موظفة-، ولدي رغبة شديدة في الزواج والاستقرار، كما أنني لست صاحب تجارب «فيرجن»، وستحصل مع هذا العرض على «كتالوج» مجاناً لطريقة التشغيل.
المواصفات السابقة هي نموذج عجيب للعريس «التفصيل» الذي تتمناه أي بنت في أي مكان في العالم.. كما أنه أحد نماذج إعلانات الزواج التي يعتقد البعض أنها الطريقة المثلى للزواج الذي يتمنى.
هل يعقل أن يعرض شاب نفسه بهذه الطريقة المثيرة للشفقة والاشمئزاز معاً، ليكون عريس «هاي كواليتي» أي صاحب مواصفات ومقاييس عالية خاصة جداً، معتقداً أنها ستؤهلة لفتح كل الأبواب المغلقة في وجهه؟! وهل هذا يعني انعدام القنوات الشرعية التي تضمن أن يتعرف كل طرف عن قرب على شريك حياته المنتظر، ليقترب من عقله وقلبه ومشاعره، فيحدث الانسجام المطلوب لاستمرار الحياة الزوجية، ويتحقق النجاح المأمول بين طرفين قد قبلا ببعضهما البعض بكل ما فيهما من مزايا وعيوب..؟!
هل الحياة الزوجية تجربة قابلة للنجاح أو الفشل.؟ أليس من أهم شروط صحة عقد النكاح توفر النية الصادقة في أبدية العلاقة؟ بالله عليكم كيف تتوفر هذه النية بين شخصين مجهولين سوى من مواصفاتهما الشكلية؟! أليس ذلك مدعاة للفشل السريع؟ أليس ذلك أحد أهم أسباب ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب في مجتمعاتنا العربية عامة، ناهيك عن الانحلال الأخلاقي الذي تفشى بين ظهرانينا نتيجة عدم جدية هذه الإعلانات.
أسئلة كثيرة تبعث على القلق والحيرة في النفس، وتفرّغ أسمى علاقة بين الرجل والمرأة من كل معاني الألفة والروعة والجمال، التي يجب أن تتصف بها.
هذه ليست دعوة مغلّفة للاختلاط أو الانفتاح غير المشروع –لا سمح الله-، لكن.. ألا تعتقدون معي أن مشروع بناء بيت وأسرة يحتاج منا جميعاً أن نبحث عن حلول ديناميكية عاجلة وناجعة لضمان نجاح هذا المشروع؟
فهل نحن فاعلون؟