دكتور الموسى
22/02/2009, 10:57 PM
تدور بنا الأيام ، ولابد أن يُعيد التاريخ نفسه . كنت اتوقع أن المقام سيطيُب لي ، بل سأفوز فوزاً
لم يقدر لأحد غيري . ديرتي لما كلّ هذا؟ ترعرعت هنا بين جبالك وبين اشجارك ،ونعمت بالهواء النظيف ، كنت أخلد إلى النوم في وقت مُبكر. أخترت زيارتُك بهذا الوقت . بل تعمّدتُ هذه الزيارة حتى تعود بي الذاكرة ، (الضباب ، الرذاذ) الذي يلامس وجهي ويبتل به جسمي . أعددت لهذه الرحلة من وقت مبكر . أخذت ما يمكنني أخذه من الملابس الثقيلة ،والأغطية التي توقعت أنها مانعة للرصاص . إلاّ أني فوجئت بقساوتها علي ، وكأنها لم تصدق احتضاني بين جبالها وبطون أوديتها . ما أن شرّفت مناكبها ، إلاّ وكأن جلدي يتراقص ، وأسناني يضرب كل واحد منها الأخر ، وكأن الثأر بينها منذ القدم .وضعت رأسي في غرفةٍ بين الغرف ، اسمع الرياح وكأنها تحث في طلبي ، لتلقنني درساً لا أنساه .
تجولت في أحدى الليالي لعلي أجد من يسامرني ، وجدت الأبواب جميعها موصدة ، وكأني في قرية اعدت للزوار لتُرى مساكنهم . قلت في نفسي لعل الجو القارس جعلهم يتخذون لأنفسهم بياتُ شتوي لا يخرجون منه إلاّ بعد انتهاء فصل الشتاء . زاد بي القلق ، طمأنتُ نفسي غداً سترى الناس في صلاة الجمعة وتستأنس بهم ، حضرت الصلاة ،وإذا بوجود عدد قليل من الركع من الرجال يجلسون في الصف الأول ، وعلى كل واحد منهم مايكفي لحارة بأكملها من الملابس الثقيلة ، عُصيهم ممتدة أمام كل واحد منهم ، انتهت الخطبة والصلاة . قلت الآن نسأل عمّن نريد السؤال عنه ، لا أقصد من استقر في المدن ولكن أقصد المقيمين فيها . قالوا من نقلته رجله وسيارته ذهب إلى تهامة حيث الجو الدافيء. تركوا كل شيء وأصبحت دورهم على عروشها خاوية .
لم يقدر لأحد غيري . ديرتي لما كلّ هذا؟ ترعرعت هنا بين جبالك وبين اشجارك ،ونعمت بالهواء النظيف ، كنت أخلد إلى النوم في وقت مُبكر. أخترت زيارتُك بهذا الوقت . بل تعمّدتُ هذه الزيارة حتى تعود بي الذاكرة ، (الضباب ، الرذاذ) الذي يلامس وجهي ويبتل به جسمي . أعددت لهذه الرحلة من وقت مبكر . أخذت ما يمكنني أخذه من الملابس الثقيلة ،والأغطية التي توقعت أنها مانعة للرصاص . إلاّ أني فوجئت بقساوتها علي ، وكأنها لم تصدق احتضاني بين جبالها وبطون أوديتها . ما أن شرّفت مناكبها ، إلاّ وكأن جلدي يتراقص ، وأسناني يضرب كل واحد منها الأخر ، وكأن الثأر بينها منذ القدم .وضعت رأسي في غرفةٍ بين الغرف ، اسمع الرياح وكأنها تحث في طلبي ، لتلقنني درساً لا أنساه .
تجولت في أحدى الليالي لعلي أجد من يسامرني ، وجدت الأبواب جميعها موصدة ، وكأني في قرية اعدت للزوار لتُرى مساكنهم . قلت في نفسي لعل الجو القارس جعلهم يتخذون لأنفسهم بياتُ شتوي لا يخرجون منه إلاّ بعد انتهاء فصل الشتاء . زاد بي القلق ، طمأنتُ نفسي غداً سترى الناس في صلاة الجمعة وتستأنس بهم ، حضرت الصلاة ،وإذا بوجود عدد قليل من الركع من الرجال يجلسون في الصف الأول ، وعلى كل واحد منهم مايكفي لحارة بأكملها من الملابس الثقيلة ، عُصيهم ممتدة أمام كل واحد منهم ، انتهت الخطبة والصلاة . قلت الآن نسأل عمّن نريد السؤال عنه ، لا أقصد من استقر في المدن ولكن أقصد المقيمين فيها . قالوا من نقلته رجله وسيارته ذهب إلى تهامة حيث الجو الدافيء. تركوا كل شيء وأصبحت دورهم على عروشها خاوية .