صقر الجنوب
24/02/2009, 04:35 PM
http://zahran.org/inf/styles/dciwww/images/arroww2.gifالفنان صالح الزهراني: دراستي عن “ذي عين” إسهام في المحافظة على التراث
قليلة هي البحوث الأكاديمية في مجال الفنون التي تجعل من المحيط الذي حولها مدارًا لفكرتها وبحثها ملخص الرسالة، ومن بين هذه البحوث القليلة الرسالة التي أعدها الباحث صالح الزهراني بعنوان “إمكانية الاستفادة من السمات الفنية لقرية ذي عين الأثرية بالباحة في تنمية بعض الصناعات والحرف البيئية الصغيرة” ونال على إثرها درجة الماجستير، ولا يقف الزهراني عند حد الدراسة النظرية لهذه الإمكانية بل ذهب إلى تطبيق ذلك من خلال إنتاج 12عملاً فنيًّا مجسّدًا رؤيته الجمالية لتراث القرية، حاثًا جميع الباحثين لتكريس دراساتهم حول هذا الموضوع، داعيًا الفنانين لجعل التراث محور أعمالهم بعيدًا عن حالة الاستلاب التي تغطي “السوق” في مظهر الأعمال الأجنبية المستوردة..
محرّكات البحث
فعن اهتمامه بهذا الجانب وتخصيص رسالته عنه يقول الزهراني: أكبر ما أثارني لاختيار هذا الموضوع هو تساؤل عن مدى امكانية الاستفادة من تراث منطقة الباحة ممثلاً في السمات الفنية والزخارف والحليات الموجودة في قرية ذي عين الأثرية وتوظيفها لإنتاج مشغولات حرفية وشعبية صغيرة تعرّف الزائر للقرية بجماليات التراث الشعبي وتوظيف تحف فنية تقتنى من قبل الزوار وتعود بالنفع على قطاع السياحة وتساهم بشكل فعّال في حفظ ذلك التراث وتوثيقه مع الحفاظ على الحرف اليدوية من الزوال وتنميتها بما يتلاءم مع معطيات العصر، وقد استغرق مني البحث قرابة العامين قدمته في جامعة أم القرى تخصص التربية الفنية. واعتبره ثروة بالنسبة لي وآمل أن يسهم في تسليط الضوء على الجوانب المختلفة فيه من نواحٍ عمرانية وتاريخية وجمالية فنية حيث إن البحث تعرض بشكل مفصل لكل تلك الأمور، بما يمكن اعتباره مرجعًا لكل من يريد معرفة معلومات عن القرية.
أهمية الدراسة
ويضيف صالح: وتكمن أهمية هذا البحث بأنه عمل على الحفاظ على هويتنا التراثية ويساهم في تنمية الثقافة الفنية خاصة الفن الشعبي؛ مما يسهّل تذوقنا له. ويزيد من تفاعلنا وإدراكنا لتراثنا وحرفنا وصناعاتنا القديمة، وقد اعتمدت فيه على الدراسات المسحية المعتمدة على الزيارات والمقابلات في الحصول على المعلومات وزيارة المنازل بالقرية، مع إجراء دراسة حول مدى تحقق تلك العناصر البنائية للعمل الفني من خط ومساحة ولون وظل ونور وكتل وفراغ على موجودات القرية والقيم الجمالية الموجودة فيها مثل الإيقاع والاتزان والوحدة العضوية، واستفدت من ذلك في إنتاج 12عملاً فنيًّا خزفيًّا تعبر عن جماليات القرية وعناصرها الفنية.
جهد مضنٍّ
ويتابع الزهراني حديثه مضيفًا بقوله: كان الجزء المخصص للتجربة التي قمت بها عن القرية أكبر جهد بذلته لأنه اختزل كل ما شاهدته ودرسته عن القرية في الأعمال الفنية التي نفذتها بخامة الخزف عن القرية وعبرت من خلالها عن الرسالة التي أردت إيصالها عن طريق البحث وهي أن هذه الأعمال الفنية تصلح لأن تكون تحفًا فنية يقتنيها كل من يزور القرية. فالمجسمات التي قمت بعملها استلهمت عناصرها من الشكل العام للقرية بالإضافة إلى الزخارف الشعبية المحفورة على المكملات الخشبية في القرية مثل الأبواب والشبابيك والمرازح (وهي أعمدة تحمل سقوف المنازل)، حيث شكلت تلك العناصر منبعًا مليئًا بالمفردات الفنية الغنية بالقيم الجمالية من ايقاعات فنية متنوعة في الخطوط والمساحات والألوان والملامس والكتل والفراغ والاشكال والأرضيات والتي اشتملت على الاتزان الفني الفطري لدى الفنان الشعبي الذي صاغ مفرداتها محققًا الوحدة المتكاملة في تلك المفردات الفنية بشكل تلقائي وفطري، وقد اخترت خامة الصلصال لإنتاجها. وغايتي أن تصل هذه التحف إلى صغارنا وكبارنا، فالفكرة في هذا البحث تفتح المجال أمامنا واسعًا لكي نجعل تراثنا هو ملهمنا الأول لنتاجنا الفني والأدبي وبالتالي نحافظ على هذا التراث ونستفيد منه جماليًّا وعمليًّا، كما أطمح لإنتاج كميات تجارية من هذه الاعمال بحيث تكون في متناول الجميع بحيث تباع مثلا في الاسواق الشعبية والمراكز التجارية التي تهتم بالتحف الفنية.
وحول إحجامه عن عرض هذه الأعمال في معرض شخصي يعلل صالح ذلك بقوله: لأن هذه الاعمال منفذة بخامة الخزف، ولم تحن لي الفرصة لعرضها في معارض جماعية، وإن كنت آمل أن أشارك هذا العام في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة لأعرض هذه الاعمال والتجارب الفنية في ذلك المهرجان لكي تصل رسالتها إلى أكبر شريحة من المتلقين. كما لدي رغبة كبيرة في التعاون مع الهيئة العليا للسياحة خاصة وأن أهداف بحثي تتوافق مع أهدافها. كما أني بصدد تحوير هذا البحث إلى كتاب عن القرية يتضمن تغطية شاملة عن القرية وتوضيحًا لكل ما يتعلق بها.
تصدّع وانهيار
ويختم الزهراني حديثه مشيرًا إلى أن وضع القرية الحالي لا يسر ولا يرضي نظرًا لما تعانيه المباني الموجودة فيها من تصدع، وتهدم بعضها، متمنّيًا من المسؤولين المسارعة بترميمها والحفاظ عليها مكونها تعد تاريخًا مضيئًا مليئًا بالإبداع من الصعب فقده أو جزء منه.حاثًا جميع المهتمين بالتراث من باحثين وغيرهم بعمل دراسات أخرى عن القرى والمناطق التراثية والأثرية للحفاظ على هذا الكلم الهائل من الموجودات التراثية والاستفادة منها في المجال الفني أو المجالات ذات الصلة.، داعيًا إلى زيادة الإنتاج الحرفي والفني للتحف الفني المستمدة من التراث والابتعاد عن الاغتراب الثقافي الذي بات يغزو المجتمع من الأسواق العالمية ممثلاً في التحف الفنية المستوردة الخالية من كل ما يتعلق بتراثنا.
المدينة
قليلة هي البحوث الأكاديمية في مجال الفنون التي تجعل من المحيط الذي حولها مدارًا لفكرتها وبحثها ملخص الرسالة، ومن بين هذه البحوث القليلة الرسالة التي أعدها الباحث صالح الزهراني بعنوان “إمكانية الاستفادة من السمات الفنية لقرية ذي عين الأثرية بالباحة في تنمية بعض الصناعات والحرف البيئية الصغيرة” ونال على إثرها درجة الماجستير، ولا يقف الزهراني عند حد الدراسة النظرية لهذه الإمكانية بل ذهب إلى تطبيق ذلك من خلال إنتاج 12عملاً فنيًّا مجسّدًا رؤيته الجمالية لتراث القرية، حاثًا جميع الباحثين لتكريس دراساتهم حول هذا الموضوع، داعيًا الفنانين لجعل التراث محور أعمالهم بعيدًا عن حالة الاستلاب التي تغطي “السوق” في مظهر الأعمال الأجنبية المستوردة..
محرّكات البحث
فعن اهتمامه بهذا الجانب وتخصيص رسالته عنه يقول الزهراني: أكبر ما أثارني لاختيار هذا الموضوع هو تساؤل عن مدى امكانية الاستفادة من تراث منطقة الباحة ممثلاً في السمات الفنية والزخارف والحليات الموجودة في قرية ذي عين الأثرية وتوظيفها لإنتاج مشغولات حرفية وشعبية صغيرة تعرّف الزائر للقرية بجماليات التراث الشعبي وتوظيف تحف فنية تقتنى من قبل الزوار وتعود بالنفع على قطاع السياحة وتساهم بشكل فعّال في حفظ ذلك التراث وتوثيقه مع الحفاظ على الحرف اليدوية من الزوال وتنميتها بما يتلاءم مع معطيات العصر، وقد استغرق مني البحث قرابة العامين قدمته في جامعة أم القرى تخصص التربية الفنية. واعتبره ثروة بالنسبة لي وآمل أن يسهم في تسليط الضوء على الجوانب المختلفة فيه من نواحٍ عمرانية وتاريخية وجمالية فنية حيث إن البحث تعرض بشكل مفصل لكل تلك الأمور، بما يمكن اعتباره مرجعًا لكل من يريد معرفة معلومات عن القرية.
أهمية الدراسة
ويضيف صالح: وتكمن أهمية هذا البحث بأنه عمل على الحفاظ على هويتنا التراثية ويساهم في تنمية الثقافة الفنية خاصة الفن الشعبي؛ مما يسهّل تذوقنا له. ويزيد من تفاعلنا وإدراكنا لتراثنا وحرفنا وصناعاتنا القديمة، وقد اعتمدت فيه على الدراسات المسحية المعتمدة على الزيارات والمقابلات في الحصول على المعلومات وزيارة المنازل بالقرية، مع إجراء دراسة حول مدى تحقق تلك العناصر البنائية للعمل الفني من خط ومساحة ولون وظل ونور وكتل وفراغ على موجودات القرية والقيم الجمالية الموجودة فيها مثل الإيقاع والاتزان والوحدة العضوية، واستفدت من ذلك في إنتاج 12عملاً فنيًّا خزفيًّا تعبر عن جماليات القرية وعناصرها الفنية.
جهد مضنٍّ
ويتابع الزهراني حديثه مضيفًا بقوله: كان الجزء المخصص للتجربة التي قمت بها عن القرية أكبر جهد بذلته لأنه اختزل كل ما شاهدته ودرسته عن القرية في الأعمال الفنية التي نفذتها بخامة الخزف عن القرية وعبرت من خلالها عن الرسالة التي أردت إيصالها عن طريق البحث وهي أن هذه الأعمال الفنية تصلح لأن تكون تحفًا فنية يقتنيها كل من يزور القرية. فالمجسمات التي قمت بعملها استلهمت عناصرها من الشكل العام للقرية بالإضافة إلى الزخارف الشعبية المحفورة على المكملات الخشبية في القرية مثل الأبواب والشبابيك والمرازح (وهي أعمدة تحمل سقوف المنازل)، حيث شكلت تلك العناصر منبعًا مليئًا بالمفردات الفنية الغنية بالقيم الجمالية من ايقاعات فنية متنوعة في الخطوط والمساحات والألوان والملامس والكتل والفراغ والاشكال والأرضيات والتي اشتملت على الاتزان الفني الفطري لدى الفنان الشعبي الذي صاغ مفرداتها محققًا الوحدة المتكاملة في تلك المفردات الفنية بشكل تلقائي وفطري، وقد اخترت خامة الصلصال لإنتاجها. وغايتي أن تصل هذه التحف إلى صغارنا وكبارنا، فالفكرة في هذا البحث تفتح المجال أمامنا واسعًا لكي نجعل تراثنا هو ملهمنا الأول لنتاجنا الفني والأدبي وبالتالي نحافظ على هذا التراث ونستفيد منه جماليًّا وعمليًّا، كما أطمح لإنتاج كميات تجارية من هذه الاعمال بحيث تكون في متناول الجميع بحيث تباع مثلا في الاسواق الشعبية والمراكز التجارية التي تهتم بالتحف الفنية.
وحول إحجامه عن عرض هذه الأعمال في معرض شخصي يعلل صالح ذلك بقوله: لأن هذه الاعمال منفذة بخامة الخزف، ولم تحن لي الفرصة لعرضها في معارض جماعية، وإن كنت آمل أن أشارك هذا العام في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة لأعرض هذه الاعمال والتجارب الفنية في ذلك المهرجان لكي تصل رسالتها إلى أكبر شريحة من المتلقين. كما لدي رغبة كبيرة في التعاون مع الهيئة العليا للسياحة خاصة وأن أهداف بحثي تتوافق مع أهدافها. كما أني بصدد تحوير هذا البحث إلى كتاب عن القرية يتضمن تغطية شاملة عن القرية وتوضيحًا لكل ما يتعلق بها.
تصدّع وانهيار
ويختم الزهراني حديثه مشيرًا إلى أن وضع القرية الحالي لا يسر ولا يرضي نظرًا لما تعانيه المباني الموجودة فيها من تصدع، وتهدم بعضها، متمنّيًا من المسؤولين المسارعة بترميمها والحفاظ عليها مكونها تعد تاريخًا مضيئًا مليئًا بالإبداع من الصعب فقده أو جزء منه.حاثًا جميع المهتمين بالتراث من باحثين وغيرهم بعمل دراسات أخرى عن القرى والمناطق التراثية والأثرية للحفاظ على هذا الكلم الهائل من الموجودات التراثية والاستفادة منها في المجال الفني أو المجالات ذات الصلة.، داعيًا إلى زيادة الإنتاج الحرفي والفني للتحف الفني المستمدة من التراث والابتعاد عن الاغتراب الثقافي الذي بات يغزو المجتمع من الأسواق العالمية ممثلاً في التحف الفنية المستوردة الخالية من كل ما يتعلق بتراثنا.
المدينة