تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخشى العنوسة


صقر الجنوب
27/02/2009, 07:55 AM
أخشى العنوسة


منذ وقت طويل وأنا أود إرسال مشكلتي لك، ولكني أتردد لشعوري بأني قادرة على حلها، إلى أن وصلت إلى مرحلة لم أعد قادرة على ذلك، أنا فتاة عمري 27 سنة متخرجة من الجامعة منذ 3 سنوات، لم أحصل على فرصة عمل مما سبب لي حزنا وكربا عظيمين، لأن الفراغ قاتل، أبي متوفى وأمي مريضة وبعيدة عني لأنها في بلد آخر فقد انفصلت عن أبي منذ زمن، مما يعني أني مفتقدة لمن يشعر بي أو يحس بألمي ومشاعري مع وجود إخوتي حولي إلا أني لا أشعر بأهمية لهم في حياتي فهمومي مستحيل أن أبوح بها لأحدهم، وأخيرا حصلت على وظيفة معلمة في مدرسة خاصة، وفرحت فرحا شديدا، ولكن فرحتي لم تكتمل فالمعلمات في تلك المدرسة نساء يفضلن نظام الأحزاب والنميمة، وأنا لا أستطيع الاندماج معهن، فرجعت لحزني والجلوس لوحدي، فابتعدت عن أغلب صديقاتي، ولم أعد أتصل بهن، وبدأ شبح العنوسة يقض مضجعي، وزاد من انعدام ثقتي بنفسي أن أربع أخوات لي أصغر مني خطبن جميعا وأنا أكبرهن، تعبت نفسي وشعرت بأني غير مرغوب بي فأصابني الإحباط الشديد، وفقدت ثقتي بنفسي وصرت مثل تمثال مصنوع من الحجر، لا يحترمون مشاعري، وحين جاءت أمي لحضور زواج إحدى أخواتي كنت سعيدة جدا بها لأني كنت آمل أن أجد لديها العقل والمشاعر التي تتفهم معاناتي، ولكنها أكملت الناقص وأصبحت تمتدح أخواتي وتنساني مع أني لست أقل منهن جمالا، ولكن من كثرة التفكير أهملت مظهري واعتزلت الناس، وكثر بكائي مع أني كثيرا ما أقوم الليل وأقرأ القرآن ولكني أشعر بتناقض في شخصيتي، فأنا أحافظ على علاقتي بالله ولكن همي يزيد وكلما تحسنت زادت دموعي وحزني على نفسي فقد كرهت نفسي، فقد أصبح الصمت عنواني بالرغم من أني شخصية مرحة.
المنتظرة فرج الله

أول الأخطاء التي وقعت بها والتي تشير رسالتك إليها، أنك انكفأت على نفسك، وأغلقت الأبواب والنوافذ دون الآخرين، ففي حديثك عن إخوانك وأخواتك قلت: «إلا أني لا أشعر بأهمية لهم في حياتي فهمومي مستحيل أن أبوح بها لأحدهم»، إذا أنت من بدأ بإقصاء إخوانك وأخواتك عن حياتك، وأنت من اعتزلهم، ثم حين صار لهم عالمهم والتفوا حول بعضهم البعض بدأت تصرخين وتتهمينهم بأنهم لا يهتمون بك، والحقيقة أنك كنت أنت من لم يهتم بهم، وآثرت العزلة عنهم ويبدو ـ والله أعلم ـ أنك استمتعت بالقيام بدور الضحية والبكاء على نفسك، وكان ذلك بالنسبة لك سلوى وتبريرا لعدم رغبتك الاندماج في عالم أخواتك، وصارت العزلة بالنسبة لك طريقة حياة، ثم حين دخلت سوق الحياة العملية بررت عزلتك أيضا بسوء في المعلمات باعتبارهن نمامات وشلليات، فهل كلهن كذلك، أليس فيهن واحدة لا تحب النميمة، ألم تجدي بين المعلمات واحدة على الأقل لا تحب الخوض في هموم الناس ونقل ما يقال من فلانة إلى فلانة؟ العيب يا ابنتي ليس في كل من حولك، أنت بحاجة لتطوير مهارات التواصل مع الناس، وبحاجة لزيادة ثقتك بنفسك، وبحاجة إلى اليقين بأن قرار الزواج قرار رباني نستدرجه بقربنا من الله وبدعائه أن يرزقنا بمن يخافه فينا، إضافة إلى التأكيد على الاهتمام بالمظهر والجوهر، فاهتمامك بمظهرك كما تشير إلى ذلك رسالتك اهتمام ضعيف وبالتالي فمن غير المستبعد أن من يرى أخواتك ويراك في المناسبات يتأكد أنك مهملة في شكلك إضافة إلى اعتزالك الناس، أعيدي النظر في هذه الأمور ولا تقفي عند حدود اتهام الآخرين وإعفاء النفس من الخطأ فكلنا نخطئ وكلنا بحاجة لتعلم ما ينقصنا، وكل الناس يمكن أن نصدق أنهم يمكن أن يهملوك، أما والدتك فمن غير المعقول أن تفعل ذلك، ولكن شأنها شأن الكثير من الأمهات يلفت نظرها من بين أولادها من يهتم بمظهره ويتحدث إليها ويقدرها، أما ولدها المنعزل الذي يريد منها أن تهتم به وتقدره فقد لا يستطيع أن يجذب اهتمامها وتقديرها، وإذا كنت تريدين بصدق الخروج من عزلتك فنصيحتي إضافة لما قلته لك أن تهتمي بمن حولك وتتحدثي إليهم وتقللي من غيرتك منهم، عندها ستحققي اهتمامهم بك ورعايتهم لك، ولكن بشرط الاستمرار وعدم التوقف واستعجال النتائج

همسة شوق
27/02/2009, 08:13 AM
يسلمووو ع طرحكـ...

المزيونه
28/02/2009, 11:21 AM
بارك الله فيك