تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تيدي !! والمعلمة


نواف بيك البريدية
01/03/2009, 04:00 AM
المعلمة

خمس دقائق فقط

http://www.yabdoo.com/users/476/gallery/3645_p171113.gif (http://nawafnet.net./)

حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيهالدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرتلتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمينوالمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي،يدعى تيدي ستودارد.



لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق،ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنهدائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغالأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريضالخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.



وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلبمنها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجاتالخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!



لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيديطفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة،كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".



وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوبلدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مماجعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".



أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمهوقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والدهلم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعضالإجراءات".



بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو علىنفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير منالأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".



وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجلوالاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندماأحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ماعدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجةوعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيهاالأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجربعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصةالأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئكالتلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمالذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهبتيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقتليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !



وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون فيالبكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانتوالدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليومتوقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال الموادكافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينمابدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابتهأسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً فيالفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".



مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلككتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنهاحتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.



وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقوللها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنهسوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذهالرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".



وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرةأوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً فيالدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكنهذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!



لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه فيذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أنأخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدتهفي حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنهاكانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلةمضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرهابالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذنالسيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أنجعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.



فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ،لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيفأعلِّم، حتى قابلتك.



(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز"ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوابالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولايةنفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).



إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً

. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب،

ولا بالمظهر عن المخبر،

ولا بالشكل عن المضمون.

يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،

وأن تسبر غور ما ترى،

خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،

موّارة بالعواطف،

والمشاعر،

والأحاسيس،

والأهواء،

والأفكار .

أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.



المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3099.htm)

بدر البدور
01/03/2009, 05:04 AM
يعطيك العافيه
وعساك على القوه
وبارك الله فيك

المزيونه
01/03/2009, 11:03 AM
يسلمووووووووووو