صقر الجنوب
04/03/2009, 01:44 PM
رسالة إلى وزير الصحة
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1236104060699606100.jpg (http://www.al-madina.com/node/111741)
الأربعاء, 4 مارس 2009
محمد علي الزهراني
بالتأكيد انكم اطّلعتم يا معالي الوزير على ما سطّره الدكتور غازي القصيبي عن قصته مع وزارة الصحة، وما عاناه في بداية عمله بالوزارة من مقاومة، ومؤامرات من أعداء التغيير والتطوير. أجزم أنكم قرأتم كتاب «حياة في الإدارة» للدكتور القصيبي مرة ثانية قبيل مباشرتكم عملكم الجديد في الوزارة؛ لأن ما كتبه الوزير القصيبي يستحق التوقف والتأمّل، ويعطي لأمثالكم إضاءات على دهاليز لا زالت مظلمة رغم مرور السنين وتعاقب الوزراء.
• يا معالي الوزير: من حسن الحظ أنكم جئتم من بيئة عمل لها احتكاك مباشر مع قطاعات الوزارة، ولا تخفى عليكم الأوضاع المتردية، والمستوى المتقهقر التي تعيشها الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية، رغم التزايد المستمر في أرقام الميزانية حتى قاربت ثلاثين مليار ريال هذا العام.
• لقد أصبح الحصول على سرير في مستشفى حكومي بالمدن الرئيسية أمراً شبه مستحيل الاَّ لذوي النفوذ وأرباب الواسطة. مشكلة نقص الأدوية وإلزام المرضى بشرائها لم تعد غريبة، بل مألوفة رغم الميزانية الضخمة للتأمين الطبي! تخيّل يا معالي الوزير أن بعض مستشفيات منطقة مكة المكرمة لا زالت تطلب من المنّومين والمراجعين إجراء فحوصات مخبرية، وصور إشعاعية على حسابهم الخاص في مستشفيات أهلية، بحجة تعطّل الأجهزة، ونقص المحاليل!! وبالتأكيد مثلها في مناطق أخرى.
• معالي الوزير: لا بد أنكم وضعتم في أجندتكم زيارة أقسام الطوارئ في المستشفيات الكبيرة ليلاً.. فهي تعاني من نقص الاطباء، وتجاهل الحالات، وتسيب، وسلبية المناوبين، وروتينية الفحص مهما كان نوع الإصابة والمرض.
• يا معالي الوزير: الصورة الذهنية لدى غالبية المواطنين أن الصحة هي أكثر الوزارات الحكومية تسيبًا وفسادًا وأقلها حزماً في التعامل مع تجاوزات وأخطاء منسوبيها رغم أنها مؤتمنة على حياة سكان هذا البلد الطيّب الأمين.
• مجتمعنا يا معالي الوزير من أكثر من الشعوب العربية إصابة بأمراض الفشل الكلوي، والقلب، والسمنة، والسرطان، وأمراض الدم، والضغط، والسكري، والربو، والحساسية، والالتهاب الكبدي، والمعدة... الخ القائمة. حجم سوق الدواء لدينا وصل مع نهاية العام الماضي الى 6 مليارات رغم أن عدد سكان المملكة لا يزيد عن 17 مليون نسمة. وفي مصر الشقيقة لم يتجاوز سوق الدواء العام الماضي 2.5 مليار ريال، رغم وصول عدد السكان الى سبعين مليون نسمة.. فماهي الأسباب؟
• نحن البلد الوحيد الذي تتنافس فيه الصيدليات مع البقالات، والبلد الوحيد الذي يلجأ مرضاه الى الصيادلة لشراء العلاج بدون وصفة، لقناعة المواطن بسلبية أطباء «الحكومية»، وعدم توفر العلاج المناسب في المستشفيات. نحن البلد الوحيد الذي وصل فيه حجم الأدوية المغشوشة إلى أكثر من ستمائه مليون ريال. والبلد الذي تحولت فيه محلات الأعشاب إلى عيادات، والبلد الوحيد الذي انتشرت فيه عيادات التجميل حتى داخل مشاغل الخياطة النسائية..! والبلد الوحيد الذي تباع فيه أدوية الصداع والمنشطات والمساحيق في البقالات!!
• معالي الوزير: المهمة صعبة وشاقة، والأمانة عظيمة، ونجاحاتك في فصل التوائم تجعلنا متفائلين بقدرتك على فصل توأم البيروقراطية والفساد، فهما سياميان عانت الوزارة من التصاقهما طويلاً.
وحان الوقت لفصلهما. أعانك الله وسدد خطاك.
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1236104060699606100.jpg (http://www.al-madina.com/node/111741)
الأربعاء, 4 مارس 2009
محمد علي الزهراني
بالتأكيد انكم اطّلعتم يا معالي الوزير على ما سطّره الدكتور غازي القصيبي عن قصته مع وزارة الصحة، وما عاناه في بداية عمله بالوزارة من مقاومة، ومؤامرات من أعداء التغيير والتطوير. أجزم أنكم قرأتم كتاب «حياة في الإدارة» للدكتور القصيبي مرة ثانية قبيل مباشرتكم عملكم الجديد في الوزارة؛ لأن ما كتبه الوزير القصيبي يستحق التوقف والتأمّل، ويعطي لأمثالكم إضاءات على دهاليز لا زالت مظلمة رغم مرور السنين وتعاقب الوزراء.
• يا معالي الوزير: من حسن الحظ أنكم جئتم من بيئة عمل لها احتكاك مباشر مع قطاعات الوزارة، ولا تخفى عليكم الأوضاع المتردية، والمستوى المتقهقر التي تعيشها الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية، رغم التزايد المستمر في أرقام الميزانية حتى قاربت ثلاثين مليار ريال هذا العام.
• لقد أصبح الحصول على سرير في مستشفى حكومي بالمدن الرئيسية أمراً شبه مستحيل الاَّ لذوي النفوذ وأرباب الواسطة. مشكلة نقص الأدوية وإلزام المرضى بشرائها لم تعد غريبة، بل مألوفة رغم الميزانية الضخمة للتأمين الطبي! تخيّل يا معالي الوزير أن بعض مستشفيات منطقة مكة المكرمة لا زالت تطلب من المنّومين والمراجعين إجراء فحوصات مخبرية، وصور إشعاعية على حسابهم الخاص في مستشفيات أهلية، بحجة تعطّل الأجهزة، ونقص المحاليل!! وبالتأكيد مثلها في مناطق أخرى.
• معالي الوزير: لا بد أنكم وضعتم في أجندتكم زيارة أقسام الطوارئ في المستشفيات الكبيرة ليلاً.. فهي تعاني من نقص الاطباء، وتجاهل الحالات، وتسيب، وسلبية المناوبين، وروتينية الفحص مهما كان نوع الإصابة والمرض.
• يا معالي الوزير: الصورة الذهنية لدى غالبية المواطنين أن الصحة هي أكثر الوزارات الحكومية تسيبًا وفسادًا وأقلها حزماً في التعامل مع تجاوزات وأخطاء منسوبيها رغم أنها مؤتمنة على حياة سكان هذا البلد الطيّب الأمين.
• مجتمعنا يا معالي الوزير من أكثر من الشعوب العربية إصابة بأمراض الفشل الكلوي، والقلب، والسمنة، والسرطان، وأمراض الدم، والضغط، والسكري، والربو، والحساسية، والالتهاب الكبدي، والمعدة... الخ القائمة. حجم سوق الدواء لدينا وصل مع نهاية العام الماضي الى 6 مليارات رغم أن عدد سكان المملكة لا يزيد عن 17 مليون نسمة. وفي مصر الشقيقة لم يتجاوز سوق الدواء العام الماضي 2.5 مليار ريال، رغم وصول عدد السكان الى سبعين مليون نسمة.. فماهي الأسباب؟
• نحن البلد الوحيد الذي تتنافس فيه الصيدليات مع البقالات، والبلد الوحيد الذي يلجأ مرضاه الى الصيادلة لشراء العلاج بدون وصفة، لقناعة المواطن بسلبية أطباء «الحكومية»، وعدم توفر العلاج المناسب في المستشفيات. نحن البلد الوحيد الذي وصل فيه حجم الأدوية المغشوشة إلى أكثر من ستمائه مليون ريال. والبلد الذي تحولت فيه محلات الأعشاب إلى عيادات، والبلد الوحيد الذي انتشرت فيه عيادات التجميل حتى داخل مشاغل الخياطة النسائية..! والبلد الوحيد الذي تباع فيه أدوية الصداع والمنشطات والمساحيق في البقالات!!
• معالي الوزير: المهمة صعبة وشاقة، والأمانة عظيمة، ونجاحاتك في فصل التوائم تجعلنا متفائلين بقدرتك على فصل توأم البيروقراطية والفساد، فهما سياميان عانت الوزارة من التصاقهما طويلاً.
وحان الوقت لفصلهما. أعانك الله وسدد خطاك.