صقر الجنوب
08/03/2009, 12:50 PM
خيال الطير.. وسيلة المزارعين البدائية لحماية محاصيلهم
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1235759420107715100.jpg (http://www.al-madina.com/node/110256)
السبت, 28 فبراير 2009
محمد البيضاني - الباحة
ما زال بعض أصحاب المزارع الحريصون على حماية محاصيلهم الزراعية وبساتينهم من الطيور التي في أحيان كثيرة تؤذي المحاصيل يستخدمون فزاعة الطير المعروفة، حيث ينصبون هيكلا من الخشب ويلبسونه ثياباً مهترئة ملونة وفضفاضة، وقبعة كبيرة مثقبة: وذلك من اجل طرد الطيور بانواعها عن أشجارهم المثمرة. وتختلف مسميات ذلك الهيكل من شعب إلى آخر، رغم استخدامه في كل أنحاء الأرض. حيث يسمى خيال المآتة، وخيال الطير، وخيال الحقل.. أما التسمية الجديدة الآن والتي تستخدم تفكها وتهكما فهي “السكيورتي”، أو الأمن، الذي يحرس المحاصيل. يقول عيسى حمدان: في الماضي لم يكن لدى الاباء والاجداد أي وسيلة لحماية محاصيلهم من الحيوانات سوى استخدام بعض الاخشاب وتلبسها بملابس تهيئ للحيوان أنه انسان يحرس الزراعة من الطيور بأنواعها والقردة والاغنام، ويقول سعد الغاني: كانت الاراضي الزراعية في الماضي مليئة بالمحاصيل، وكان من الصعب حماية تلك المزارع فلجأ العديد من المزارعين الى استخدام خيال الطير.
البيوت المحمية
ويؤكد صالح الفهمي أن استخدام خيال الطير قد انقرض بعد ان حلت محلها البيوت المحمية والتي تؤدي أغراضا كثيرة ومنها حمايتها من الحيوانات. ويقول محمد العسيري: لقد اصبحت البيوت المحمية جزءا اساسيا في قطاع الزراعة، حيث تعتبر طريقة حديثة لزراعة المحاصيل وحمايتها من الرياح والعواصف الرملية والأمطار وأيضا أذى الحيوانات. ويقول عبدالحميد سعدون ان خيال المآتة أو خيال الطير هو هيكل من عصي واخشاب يكتسي بثوب، ليكون على هيئة شخص فارد ذراعيه، ينصبه المزارعون وسط الحقول والبساتين، لكي تداعبه الريح فيخيف الطيور والحيوانات التي تلتقط الثمار أو الحب المزروع في الأرض أو النباتات في أولى مراحل نموها.ويقول خبير سويسري مهتم بالحضارة الفرعونية أن «خيال المآتة» فرعوني الأصل،
فأول استخداماته ظهر في وادي النيل، حيث كان المزارع ينصبها من أجل إخافة السلوى أو السمان واصطيادها، فكانوا ينصبون قضبان خشب في الحقول ويعلقون عليها شبكاً وكان المزارعون يختبئون في الحقل قرب «خيال المآتة» ويخوفون السمان ليدفعوها صوب الشبك، وبذلك يصطادونها للأكل. ثم تطورت الفكرة ليصير غرضه حماية الحبوب والزراعات في الحقول.
ثقافة عالمية
ومثلما نقل الإغريق العلوم والفنون عن الفراعنة كما قال غيوم هنري فيوتو المؤرخ في بعثة شامبليون العلمية التي رافقت نابليون بونابرت إلى مصر سنة 1798م، أنهم نقلوا فكرة «خيال المآتة» أيضاً لكنهم صنعوه بشكل خاص، إذ كانوا يعملون خشباً على شكل شخص أسطوري يدعى بريابوس، كان يعيش في كنف بعض زراع العنب، وكان قبيح الشكل، ولاحظ الزراع أن بريابوس حين كان يلعب في الحقل كانت الحيوانات تخافه لقبحه وتمكث بعيدة عن الزرع فيحصدون غلالاً وفيرة، وأخذ مزارعون آخرون ينصبون أخيلة لها شكل بريابوس لحماية غلالهم من الطير فيدهنونها باللون الأحمر. ونقل الرومان هذا الـ “بريابوس” إلى فرنسا وألمانيا وانكلترا، فاعتمدتها شعوب تلك البلاد منذئذ. وفي الطرف الآخر من العالم في اليابان كان المزارعون اليابانيون ينحتون تماثيل من الخشب لحماية حقول الأرز، ويسمونه “كاكاشي”، وكانوا يلبسون الفزاعة رداءً من القصب وقبعة من القش ويحملونه القوس والنشاب إمعاناً في تخويف الطير. وفي عصور لاحقة في ايطاليا صنع المزارعون تماثيل ظنوا فيها قوة سحر خاصة وكانوا يضعون على رأس التمثال جمجمة اعتقادا أيضا أنها تخيف الطيور وتبعدها عن الزرع.
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1235759420107715100.jpg (http://www.al-madina.com/node/110256)
السبت, 28 فبراير 2009
محمد البيضاني - الباحة
ما زال بعض أصحاب المزارع الحريصون على حماية محاصيلهم الزراعية وبساتينهم من الطيور التي في أحيان كثيرة تؤذي المحاصيل يستخدمون فزاعة الطير المعروفة، حيث ينصبون هيكلا من الخشب ويلبسونه ثياباً مهترئة ملونة وفضفاضة، وقبعة كبيرة مثقبة: وذلك من اجل طرد الطيور بانواعها عن أشجارهم المثمرة. وتختلف مسميات ذلك الهيكل من شعب إلى آخر، رغم استخدامه في كل أنحاء الأرض. حيث يسمى خيال المآتة، وخيال الطير، وخيال الحقل.. أما التسمية الجديدة الآن والتي تستخدم تفكها وتهكما فهي “السكيورتي”، أو الأمن، الذي يحرس المحاصيل. يقول عيسى حمدان: في الماضي لم يكن لدى الاباء والاجداد أي وسيلة لحماية محاصيلهم من الحيوانات سوى استخدام بعض الاخشاب وتلبسها بملابس تهيئ للحيوان أنه انسان يحرس الزراعة من الطيور بأنواعها والقردة والاغنام، ويقول سعد الغاني: كانت الاراضي الزراعية في الماضي مليئة بالمحاصيل، وكان من الصعب حماية تلك المزارع فلجأ العديد من المزارعين الى استخدام خيال الطير.
البيوت المحمية
ويؤكد صالح الفهمي أن استخدام خيال الطير قد انقرض بعد ان حلت محلها البيوت المحمية والتي تؤدي أغراضا كثيرة ومنها حمايتها من الحيوانات. ويقول محمد العسيري: لقد اصبحت البيوت المحمية جزءا اساسيا في قطاع الزراعة، حيث تعتبر طريقة حديثة لزراعة المحاصيل وحمايتها من الرياح والعواصف الرملية والأمطار وأيضا أذى الحيوانات. ويقول عبدالحميد سعدون ان خيال المآتة أو خيال الطير هو هيكل من عصي واخشاب يكتسي بثوب، ليكون على هيئة شخص فارد ذراعيه، ينصبه المزارعون وسط الحقول والبساتين، لكي تداعبه الريح فيخيف الطيور والحيوانات التي تلتقط الثمار أو الحب المزروع في الأرض أو النباتات في أولى مراحل نموها.ويقول خبير سويسري مهتم بالحضارة الفرعونية أن «خيال المآتة» فرعوني الأصل،
فأول استخداماته ظهر في وادي النيل، حيث كان المزارع ينصبها من أجل إخافة السلوى أو السمان واصطيادها، فكانوا ينصبون قضبان خشب في الحقول ويعلقون عليها شبكاً وكان المزارعون يختبئون في الحقل قرب «خيال المآتة» ويخوفون السمان ليدفعوها صوب الشبك، وبذلك يصطادونها للأكل. ثم تطورت الفكرة ليصير غرضه حماية الحبوب والزراعات في الحقول.
ثقافة عالمية
ومثلما نقل الإغريق العلوم والفنون عن الفراعنة كما قال غيوم هنري فيوتو المؤرخ في بعثة شامبليون العلمية التي رافقت نابليون بونابرت إلى مصر سنة 1798م، أنهم نقلوا فكرة «خيال المآتة» أيضاً لكنهم صنعوه بشكل خاص، إذ كانوا يعملون خشباً على شكل شخص أسطوري يدعى بريابوس، كان يعيش في كنف بعض زراع العنب، وكان قبيح الشكل، ولاحظ الزراع أن بريابوس حين كان يلعب في الحقل كانت الحيوانات تخافه لقبحه وتمكث بعيدة عن الزرع فيحصدون غلالاً وفيرة، وأخذ مزارعون آخرون ينصبون أخيلة لها شكل بريابوس لحماية غلالهم من الطير فيدهنونها باللون الأحمر. ونقل الرومان هذا الـ “بريابوس” إلى فرنسا وألمانيا وانكلترا، فاعتمدتها شعوب تلك البلاد منذئذ. وفي الطرف الآخر من العالم في اليابان كان المزارعون اليابانيون ينحتون تماثيل من الخشب لحماية حقول الأرز، ويسمونه “كاكاشي”، وكانوا يلبسون الفزاعة رداءً من القصب وقبعة من القش ويحملونه القوس والنشاب إمعاناً في تخويف الطير. وفي عصور لاحقة في ايطاليا صنع المزارعون تماثيل ظنوا فيها قوة سحر خاصة وكانوا يضعون على رأس التمثال جمجمة اعتقادا أيضا أنها تخيف الطيور وتبعدها عن الزرع.