المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرضة من ساحات الحرب إلى تعميق التواصل بين القيادة والشعب


صقر الجنوب
10/03/2009, 04:10 PM
الملك يرعى حفل العرضة السعودية في مهرجان الجنادرية اليوم
العرضة من ساحات الحرب إلى تعميق التواصل بين القيادة والشعب


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2009/03/10/g20-big.jpg (javascript: newWindow=openWin('PopUpImgContent20090310263281.h tm','OkazImage','width=600,height=440,toolbar=0,lo cation=0,directories=0,status=0,menuBar=0,scrollBa rs=0,resizable=0' ); newWindow.focus())
عبدالله عبيان -جدة
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - مساء اليوم حفل«العرضة السعودية» ضمن أنشطة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين ,وذلك في الصالة الرياضية المغطاة في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض. وتمثل العرضة السعودية بما فيها من تناغم يمزج بين أصوات الطبول ولمعان السيوف وحركة الإنسان المرتبط بجزيرة العرب, أحد أهم نشاطات الجنادرية , حيث تحضر العرضة في الحرب والسلم , معبرة عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة ,لتجسد عزة الأمة وقوتها وتماسكها. وكانت العرضة ومازالت بما فيها من جماليات ودلالات وأبعاد مرتعا خصبا للعديد من البحوث والدراسات الأكاديمية الثرية. وكشف باحثان سعوديان في دراسة ركزت على الاتصال غير اللفظي للعرضة السعودية سر تسميتها وأهميتها في التواصل السياسي بين الحاكم والمحكوم.
الاتصال السياسي
أوضح الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر عميد البحث العلمي وأستاذ الاعلام في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية والدكتور عبدالله بن ناصر الحمود استاذ الاعلام المشارك لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية مدير عام العلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية أن العرضة السعودية ومن خلال طبيعتها الجماهيرية وسماتها اللفظية وغبر اللفظية تعد نمطا رئيسا للاتصال السياسي الداخلي في المجتمع السعودي. ولذا فقد تم توظيف القدرات الاتصالية لهذا الفن لتحقيق العديد من وظائف الاتصال السياسي في المجتمع السعودي، ومن أهمها:
أ‌- يتضمن هذا الفن دورا اتصاليا يقوم على توجيه رسائل يراد إيصالها للقوى الأخرى، خاصة المناوئة منها، ويمكن التدليل على هذا البعد الاتصالي بما كان يؤديه المحاربون قبل وبعد الانتصار في المعارك التي كانت سائدة بين القبائل قبل توحيد أجزاء المملكة على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله-، حيث كان أداء العرضة أمرا لازم الحدوث، بل هو من طقوس الحروب ومقوماتها الرئيسة، ولذا يمكن القول، وفقا لما يراه الشاعر طلال السعيد في كتابه الشعر النبطي، إن العرضة هي فن الحرب عند البادية ، حيث كان الاستعداد لخوض المعارك التي كانت المنطقة تشهدها بين القبائل المختلفة يبدأ بالعرضة لاستثارة الحماس واستنهاض الهمم، كما كانت المعارك تختتم بأداء العرضة من قبل المنتصرين لإعلان الانتصار والتغني به والحط من شأن الأعداء.
ولعل ارتباط العرضة بالقتال هو ما دعا الأديب الكبير عباس محمود العقاد إلى أن يصف العرضة بقوله العرضة "رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان..، تقترن بالشجاعة ولاسيما شجاعة الفرسان المقاتلين بأيديهم صفة لازمة لها متممة لعملها قلّما تنفصل عنها وكأنها والشجاعة أشبه شيء بالنضح للماء أو بالإشعاع للنور..»
ب‌-يمثل الاتصال بين الحكام والمحكومين أحد أهم مرتكزات ووظائف الاتصال السياسي، كما يقرر ذلك ألموند، ويستدعي قيام هذه العلاقة الإفادة من مختلف الوسائل والأنماط الاتصالية التي تتيح الاتصال بين الجانبين ، ولما كانت العرضة أحد أهم الفعاليات الاتصالية التي تتيح التقاء قيادات البلاد بمواطنيهم بشكل مباشر فقد تمت الإفادة من الاتصال غير اللفظي الذي تتوفر عليه العرضة في دعم وظائف الاتصال السياسي في المجتمع، حيث سعت قيادات المملكة منذ نشأتها للإفادة من العرضة في تعزيز فرص الاتصال بين الحكام والمحكومين، ويعود ذلك إلى ما كان يقوم به الملك عبد العزيز الذي أولى -رحمه الله- العرضة اهتماما كبيرا، حيث كان يستعرض قواته أثناء أدائها للعرضة في مكان تجمعها قبل الانطلاق للمعارك ، كما كان يشارك المواطنين في حفلات العرضة التي تقام في المناسبات الوطنية. ومما يؤكد عناية الملك عبدالعزيز –رحمه الله- بالعرضة السعودية ما أثبته عباس محمود العقاد في كتابه (مع عاهل الجزيرة العربية) من أنه ما إن يستمع الملك عبد العزيز إلى أناشيد العرضة ويرى الفرسان يؤدونها حتى «تهزه الأريحية ويستعيد ذكرى الوقائع والغزوات، فينهض من مجلسه ويزحزح عقاله ويتناول السيف وينزل إلى الحلبة مع الفرسان، فترتفع حماستهم حين ينظرون إلى جلالته في وسطهم طباقاً فوق طباق» ، كما لقيت العرضة اهتماما من الملوك: سعود، وفيصل ، وخالد، وفهد، -رحمهم الله جميعاً-، ويعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز –حفظه الله- أحد أبرز مؤدي العرضة السعودية في المملكة، وقد اشتهر بذلك منذ أن كان أميراً ثم ولياً للعهد، حيث كان –حفظه الله- يتصدر حفلات العرضة التي تقام في مختلف المناسبات في المملكة، ويتمايل بسيفه على إيقاع العرضة، بل ويردد بحماسة ظاهرة مع راقصي العرضة ما ينشدونه من أبيات حماسية تدعو للفخر بماضي المملكة والاعتزاز بحاضرها.
وقد تواصلت أهمية العرضة في مجال الاتصال السياسي في المجتمع السعودي حتى العصر الحاضر، الذي تعقدت فيه الحياة بعامة، وأصبح من الصعب على الجماهير أن تتصل بالقادة السياسيين بطريقة مباشرة، حيث باتت مناسبات أداء العرضة السعودية، مثل ما يحصل في المهرجان السنوي للتراث والثقافة في الجنادرية أو الزيارات الملكية لمناطق المملكة، أحد أهم أوجه الاتصال بين المواطنين وقيادتهم، حيث يشارك خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد مواطني المملكة أداء العرضة في هذه المناسبات. وعلى الرغم من أن طبيعة العرضة لا تتيح فرصة تحدث خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي العهد للموطنين إلا أن مشاركتهما في أداء العرضة يمكن أن تدل على إحساس قيادات البلاد بأحاسيس مواطنيهم وتفاعلهم مع مناسباتهم، وهي نتيجة مهمة يسعى الاتصال السياسي لتحقيقها دائما.
ويرى الباحثان ان ذلك الفن الأصيل يمثل أحد أهم النماذج الاتصالية للفنون الشعبية في المجتمع السعودي. في ضوء ذلك، عرض العسكر والحمود أهم الخصائص والسمات الفنية للعرضة السعودية، من حيث خلفيتها التاريخية، واعتمادها على الشعر الحماسي، وخصوصية إيقاعها، وانسجام المشاركين أثناء تأدية العرضة. كما قدم الباحثان عرضا للأبعاد الاتصالية «للعرضة السعودية»، تضمن مكونات الاتصال غير اللفظي، حيث اتضح أن معظم عناصر العرضة السعودية تعد عناصر غير لفظية اعتمدت على الحركة والألبسة والتعبيرات الجسدية. ونظرا لأن العرضة نشأت تاريخيا لأغراض حربية في المقام الأول، لشحذ همم المقاتلين واستثارة حماسهم، فقد عرض الباحثان تقاليد الاتصال العسكري في العرضة السعودية. ثم عرضا مجمل الأبعاد الاتصالية المعاصرة للعرضة السعودية من حيث سمات الاتصال الثقافي، ومرتكزات الاتصال السياسي، وخصائص الاتصال المجتمعي.
الاتصال غير اللفظي
يعبر الاتصال الإنساني بحسب دراسة العسكر والحمود عن مجموعة من المعلومات والرموز التي يتم نشرها وبثها في البيئة المستقبِلة في عملية الاتصال. ويكون الهدف غالبا من هذا النشاط الاتصالي التأثير في المتلقي ، فكرا وسلوكا. ولذلك اهتم الباحثون بالبيئة التي تتم فيها عملية الاتصال. ويمثل ذلك الإضافة المهمة التي قدمها برادوك في عام 1958م ، على نموذج هارولد لازويل، بما يوضح حقيقتين: الأولى، أهمية الظروف والبيئة التي تتم فيها عملية الاتصال. والثانية، غايات المرسل وأهدافه من عملية الاتصال. ومنذ تلك الحقبة بدأ علم الاتصال الإنساني يأخذ أبعادا علمية ومنهجية تحدد أنماطه وأهدافه ووظائفه بشكل جعل عملية الاتصال تتجاوز مجرد الفكر والسلوك التلقائيين إلى مهمة ومهنة ممنهجة وذات أبعاد محددة بعناية فائقة. فقد بدأ الاهتمام يتزايد على مستوى العالم، بنمط اتصالي مهم جدا من أنماط الاتصال وهو «الاتصال غير اللفظي»، الذي يقوم على استخدام التعبيرات والإيماءات بدلا عن استخدام التعبيرات اللفظية، حيث ازدهرت دراسات الاتصال غير اللفظي بفضل نمو علم «الإنثروبولوجي» وعلم النفس، وعلم النفس الاجتماعي.
وتؤكد الدراسة ان كلمات العرضة وإيقاعاتها «ليست مجرد أنغام؛ بل هي وسيلة «للتواصل»، لالتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد؛ وهي أيضا وسيلة فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في عمليات التفاهم وفي تنمية الحس الشخصي». وفي الوقت نفسه، فإن ما تتوفر عليه العرضة السعودية من حركات ومقولات وإيماءات يجعلها بمثابة أحد أنماط السلوك الاتصالي. فإلى جانب ما يردده المشاركون في العرضة من أشعار تمثل جانبا من الاتصال اللفظي، فإن الإشارات والإيماءات التي تصدر عن المشاركين في العرضة يمكن أن تندرج تحت الاتصال غير اللفظي أو ما يسمى لغة الجسم الذي يتمثل في أي استجابة إنسانية، مثل: الإشارات، والإيماءات وتعبيرات الوجه، ووضعية حركة الجسم، والمظهر، والألوان.. ، ولذا فإن العرضة تشهد تمازجا بين التعبيرات اللفظية والحركات الجسدية التي تهدف إلى وصف مواقف الاعتزاز والفخر والبطولة التي يريد المجتمع التعبير عنها.
رقصة الحرب والسلام
عرفت العرضة السعودية التي تسمى رقصة الحرب والسلام، في منطقة نجد التي تقع في قلب الجزيرة العربية، ثم عم أداؤها معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعلى الرغم من البدايات الحربية للعرضة السعودية إلا أن الظروف المستجدة التي شهدها المجتمع السعودي، خاصة ما ترتب على ما عرفته المملكة من استقرار نتيجة توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، أدت إلى تحول العرضة إلى رمز للسلم يعبر عن تراث أصيل مستمد من ماضي الوطن، يرمز للشجاعة والرجولة ، ويعلم النشء الاعتزاز بتقاليدهم وعاداتهم الأصيلة ، فأضحت رمزا للسلام والاستقرار الذي باتت تشهده المملكة، وعنوانا للانتماء للبلاد، والاعتزاز بتاريخها، ومظهرا فنيا حضاريا له إيقاعاته المؤثرة وحركاته التعبيرية ، ودعوة للفرح والبهجة في المناسبات الدينية والوطنية التي تشهدها المملكة ، وأسلوبا فنيا لدعم الوحدة الوطنية وتمتين عراها.
وعلى الرغم مما أدت إليه حالة الاستقرار السياسي والتنامي الاقتصادي اللذين عرفهما المجتمع السعودي من حدوث عدد من التغيرات في عادات المجتمع وتقاليده وفنونه الشعبية إلا أن فن العرضة ما يزال قائما، الأمر الذي يؤكد ما تتوفر عليه هذه الفنون كغيرها من الفنون الشعبية من عناصر الابتكار وفهم التقاليد الشعبية والقدرة على التماهي مع الحراك التنموي، وذلك في اتساق تام مع ما تتسم به المورثات الشعبية من القدرة على التكيف مع متطلبات الواقع وصياغتها في مفاهيم ثقافية جديدة.
سماتها الفنية
تفيد دراسة تاريخ العرضة أنها كانت تعد إحدى أهم الرقصات المثيرة للحماسة لدى المحاربين. فهي بمثابة التقليد الذي يرتبط بالمعارك والقتال. فقد كانت ملاعب العرضة ساحات الإعداد الأخيرة للمحاربين قبل دخول المعارك التي كانت مستعرة بين القبائل في العصور المتقدمة. ومن غير المؤكد متى كانت المعرفة الأولى بفن العرضة، أي قبل الإسلام أم بعده، وهل كانت بداية العرضة عند العرب، أم أنهم أخذوا هذا الفن الشعبي عن غيرهم من الأمم؟, وعلى الرغم من عدم وجود نصوص تمكن من الربط بين العرضة السعودية بواقعها اليوم، وما كان عليه الاستعداد للمعارك أثناء الجاهلية، إلا أن أحد الباحثين يرى أن «العرضة جاءت تطورا لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ الجاهلية في حالة الحرب», ومع تطور الشكل الذي أصبحت تقدم به العرضة مقارنة بما كان عليه الحال عند المعرفة بهذا الفن، فمن المؤكد أن العرضة ما تزال تتوافر على المقومات الأساسية للفنون المرتبطة بالحروب في الجاهلية لا سيما إنشاد الشعر الحماسي بمرافقة الطبول، وحمل الأسلحة، خاصة السيوف.
سر التسمية
ربما يعود اسم العرضة إلى عرض الخيل استعدادا للمعارك، وهي العادة التي درجت عليها العرب قبل الدخول في المعارك، حيث كانت العرب تقيم ما يشبه الاستعراض العسكري، الذي يستعرض فيه القائد جنده وخيله قبل التوجه للمعركة، بغية التأكد من حسن التدرب والاستعداد لخوض المعركة. وفي اللغة: «عرضت الجند عرض العين، إذا أمررتهم عليك ونظرت حالهم» ولعل هذه الأبعاد تتفق مع مسمى العرضة وطبيعتها الحربية. وفي رأي آخر، ربما جاءت تسمية العرضة بهذا المسمى من الاعتراض بالسيف، وهي الممارسة التي تتضمنها العرضة.
ويقف المشاركون في العرضة في ثلاثة صفوف، منهما صفان متقابلان، والثالث بينهما باتجاه الحضور، وتبدأ العرضة بالحوراب، أو الحوربة، أو البيشنة، وهما بيتان أو ثلاثة من الشعر الحماسي يصدح بها شاعر له صوت جهوري، بعد أن يضع يديه على أذنيه، وقد يكون محمولا على الأعناق ليصل صوته إلى أكبر مدى، وتستهدف الحوراب، أو الحوربة، أو البيشنة إعلان بدء العرضة، وحث الحضور على المشاركة فيها، وتنتهي الحوراب أو الحوربة بترديد المشاركين في العرضة آخر كلمة يطلقها الشاعر بصوت عال، ويعقبون ذلك بقولهم «أبشر» أي سمعا وطاعة لما ناديت به. يلي ذلك قيام الشاعر بترديد الشطر الأول من البيت الأول للقصيدة التي سيتم غناؤها في العرضة، ويجيبه أهل الصفوف بترديد ما أنشده، بالتناوب، دون تمايل أو قرع للطبول. وبعد إتمام ترديد الشطر الأول ثلاث أو أربع مرات، يلقي الشاعر الشطر الثاني، وعندها يبدأ قرع الطبول ويأخذ المشاركون في العرضة من أصحاب الصفوف بثني الركبتين، والتمايل يمنة ويسرة، وهو ما يعرف بالنز، الذي يعني تحريك الجسم يمينا وشمالا حتى ينسجم الصف في وضع واحد.
وقد تحتاج بعض العرضات التي يكون عدد المشاركين فيها كبيرا إلى واحد أو أكثر ممن يتولون إبلاغ أو تذكير المشاركين بأبيات القصيدة التي يتم ترديدها في العرضة، ويسمى من يقوم بهذه المهمة المعلم، وقد يكون المعلم شاعرا، أو راويا للشعر، كما يتولى المعلم تنظيم تحركات المشاركين في العرضة لضمان عدم اختلال الصفوف.
المشية
تختتم العرضة عادة بما يسمى «المشية» أو «الممشى»، ويقصد بها توجه المشاركين في العرضة إلى المكان الذي تجلس فيه الشخصية التي تقام العرضة على شرفها رافعين سيوفهم ومرددين عبارات خاصة مثل: «تحت راية سيدي، سمعا وطاعة», أو «حقك علينا يا دار لنا». وذلك مثلما يحدث في حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة، حيث يتجه المشاركون في العرضة عند ختامها إلى المنصة الرئيسة للحفل التي يوجد فيها خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد رافعين سيوفهما ومرددين كلمات الممشى، ويشاركهم خادم الحرمين وولي العهد والحضور في ترديد هذه الكلمات.
أهازيج الحرب
يرى أحد الباحثين أن قيام المقاتلين بأداء العرضة أثناء الاستعداد للقاء الخصوم يستهدف التعبير عن عدم مبالاتهم أو تخوفهم مما هم مقبلون عليه. فـالعرضة من وجهة نظره "أول نذر الحرب، وشعر العرضة هو أهازيج الحرب، يصدحون به بصوت عال معلنين التحدي، أو مفتخرين بالنصر". كما تظهر الحماسة من ارتداء الراقصين للأسلحة، خاصة السيوف، وتتأكد الحماسة من الأداء الحركي لرقصة العرضة، التي تقوم على التحام المناكب بين الراقصين.
ويعد الشعر الحماسي الذي يتم ترديده أثناء أداء العرضة السعودية أحد أهم مقومات هذا الفن الشعبي، وباعتبار أن الشعر عبارة عن نظم لفظي، فيعد ذلك هو العنصر اللفظي في العرضة، لكنه يأخذ أبعاده الاتصالية المهمة نتيجة مزجه بالعناصر الأخرى غير اللفظية للعرضة. ويتسم الأداء الشعري في العرضة، بشكل عام، بالحماس الذي يستنهض الهمم ويعقد العزم. ولذا أمكن تسمية الشعر الحماسي بالشعر الحربي، وذلك وفقا لما يراه الشيخ عبد الله بن خميس في معرض وصفه للشعر الذي يردده راقصو العرضة، حيث يرى أن «الشعر الحربي هو اللكنة التي يفزعون إليها، والمقالة التي يصدعون بها، والمعوّل الذي يجتمعون حوله ويقفون وراءه.

المزيونه
10/03/2009, 04:27 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .