تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجحفة .. بلدة قديمة ذهب عمرانها وبقيت الآثار


صقر الجنوب
13/03/2009, 03:08 PM
الجحفة .. بلدة قديمة ذهب عمرانها وبقيت الآثار

 http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1236908680081589600.jpg (http://al-madina.com/node/115265)


الجمعة, 13 مارس 2009


محمد البشري - رابغ



تقع بلدة الجحفة القديمة إلى الجنوب الشرقي من مدينة رابغ على جزء مرتفع من حرة بازلتية، وتمتد البلدة القديمة على طول تلك الحرة، ويحفها من الجهة الشرقية مجرى وادي الغائضة الذي فقد قيمته كمصدر للمياه لظروف طبيعية.
ويشاهد المتجه الى رابغ عبر الطريق السريع الاثار المتبقية من هذه البلدة التاريخية قبل وصوله لجسر شركة ارامكو ويمكن الوصول اليها عبر طريق مسجد ميقات الجحفة ومن ثم الاتجاه عبر وادي الغائضة شمالا لمسافة تصل 5 كلم واكثر ما يميز هذه القرية القصر الاثري الذي يطلق عليه قصر علياء وتبدو تقسيمات الممرات والطرق ومناخات الابل شاهدا على عمران قديم منتظم الملامح واليوم الجحفة البلدة القديمة تعددت فيها الروايات ونسجت حولها القصص والاساطير وفي كلتا الحالتين تظل البلدة موضعا تاريخيا واثريا جديرا بالبحث والتنقيب والدراسة من قبل المختصين والباحثين وجدير بالمحافظة والترميم والحماية من قبل الجهات المسؤولة.
استراحة للحجاج
وقد وصف المؤرخون والجغرافيون القدامى الجحفة فهذا ابن خلدون أشار إلى عمارتها قديماً، فقال: كانت عامرة في عهد المأمون، أي في نهاية القرن الثاني ومستهل القرن الثالث الهجري ويستشف من ذلك أنها كانت بمثابة استراحة للحجاج حينذاك.
وأشار الإمام الحربي في النصف الثاني من القرن الثالث فقال : بالجحفة بركة ماء وعلى جانبها حوض وآبار كثيرة فيما يدل قول الحربي إن الحوض الجوفي لوادي الغائضة يختزن كميات كبيرة من المياه ولعل اثار العيون التي لا زالت قائمة تبرهن على ذلك. وقال عنها الحميري في الروض المعطار : الجحفة بالحجاز ، قرية جامعة ، لها منبر ، مكينة البنيان ، وهي منزل عامر ، أهِل في خلقة. وقال عنها الاصطخري : في النصف الاول من القرن الرابع الهجري ، منزل عامر وشبهها بمحطة فيد الواقعة على طريق الحاج العراقي وهي تتوسط المسافة بين مكة والمدينة وقديما لا يوجد بلدة بين المدينتين المقدستين مكة والمدينة مؤهلة للقيام بوظيفتها وعلل المؤرخون لنشأة عمران هذه البلدة الجحفة ، موقعها الإستراتيجي المحصن ضد الغزو ، ووقوعها على وادي الغائضة (وادي جاف حاليا بعد أن توقف تدفق مياه سيول وادي مر المصدر الرئيسي له وتغييير مسار تدفقه نحو الحكاك ومنه الى رابغ فلما تبقى للغائضة سوى قليل من الروافد والشعاب الصغيرة بعد أن كان يمدها وادي مر ومن بعده الظهر والحلق بمياه الشرب وللزراعة ، وإنها كانت أهم وأكبر محطات درب القوافل التجارية في الجاهلية واستمرت في وضعها كأهم محطات دروب الحجاج بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة لتوفر المياه بها التي كانت تسقى بها بساتين الفواكه والنخيل التي يرجح وجودها بكثافة قديما.
آثار طمست
ونظرا لوقوع البلدة على كتلة من حرة بركانية موقعها مواجه لاتجاه الرياح السائدة ولوجود مساحات من حولها سادها الجفاف وارتخت تربتها مما سهل على الرياح نحتها ونقلها ثم ترسيبها ومما ساعد على ترسيبها وجود الفواصل البازلتية بالحرة لذلك غطى الرمل أساسات المدينة. ويذكر أن أحد المواطنين قديما تمكن من العثور على قطعة من العملة الذهبية بين آثار الجحفة وهي عبارة عن دينار أغلبي ضرب في عهد دولة بني الأغلب في تونس، واليوم الاثار موجودة وما تبقى شامخا بين بية الاطلال مناظلا من اجل المحافظة على البقاء هو ما يطلق عليه قصر علياء و هو بقايا حصن متهدم يطلق عليه قصر علياء ، حيث يورد د. ناصر الحارثي في المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة أن قصر علياء سمي بذلك خطأ لأن أهل البادية ينسبون كل بناء إلى أبي زيد الهلالي وزوجته علياء، والذي يرجع طرازه المعماري للعصر العباسي لا يزال مغطى بالرمال ويحتاج إلى تنقيب وترميم ودراسة حيث تتناثر حول الموقع الكثير من كسر الفخار والخزف والزجاج.
ومن خلال الصور يتبين الشكل العام للحصن، حيث إن الجهة الغربية متهدمة بالكامل أما الجهة الجنوبية والشمالية فمتهدم أجزاء منها، أما الشرقية فهي بحالة جيدة سوى الجزء العلوي منها. والحصن أو القصر فهو بناء مربع يبلغ ارتفاعه 8 أمتار ، وطول كل ضلع من أضلاعه 33 متر اً ، بمساحة قدرها 1089 متراً وبسماكه جدران تصل للمترين، ومزود بأبراج خارجية.
ميقات قديم
وذكر الاستاذ صالح الحساوي مدير مكتب التربية والتعليم برابغ ورئيس المجلس البلدي أن الجحفة كان اسمها في الجاهلية مهيعة، وسميت الجحفة لأن السيل اجتحفها في أحد السنين، وكانت عامرة ومحطة من محطات الحاج بين الحرمين، ثم تقهقرت في زمن لم يستطع المؤرخون تحديده بالضبط، إلا أنه قبل القرن السادس ، وتوجد اليوم آثارها جنوب شرق مدينة رابغ بحوالى ( 10 ) كلم ، إذا خرجت من رابغ تؤم مكة كانت إلى يسارك ، وهي ميقات لأهل الشام ومصر والمغرب وبلدان أفريقيا الشمالية والغربية.
وكثير ممن كتب في مواقيت الحج المكانية حتى من بعض المعاصرين يقول: والجحفة الآن خراب ويحرم الناس بدلاً عنها من رابغ، وهذا كان في السابق صحيحاً لكنه منذ فترة ليست يسيرة قد عمرتها حكومتنا الرشيدة وفقها الله وبنت بها مسجدا هناك هو مسجد الميقات يحرم منه الحجاج وبه كافة الخدمات.

المزيونه
14/03/2009, 01:37 PM
عوافي اخوي