تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كان حر .. وكانت الساعة 9!!


نواف بيك البريدية
19/03/2009, 07:10 PM
كان حر .. وكانت الساعة 9!!

:
:

كانت الدنيا مليئة "بالخبط واللبط" والكل يصرخ, البعض مهللاً والبقية تكيل الشتائم واللعنات, منهم من يقول أن تفسخاً آخذ في الحدوث وآخرون يقولون أن فتحاً ما قادم إلينا!.

بعد أن كنت مستلقياً صحوت لتقع عيني على الساعة!, كانت التاسعة وكان حر!, ولتشابه صباحات ومساءات هذا الزمان لم أحاول أن أحدد الوقت لن يكون هنالك فرق!.

وفي عز الضجيج سألت صديقاً "وش صاير؟" ليخبرني أن البلد مُنقلبة "فوق تحت!" –وكأني لا أعلم بهذا !- وأن قراراً طار بـ "نوره الفايز" نائبة للوزير!.

متجاهلاً كل اللغط الحادث ألقيت بنظرة من خلال الشباك!, وكما توقعت لا زال شارعنا يحتوي على "مطبات" أكثر من براءات الاختراع المسجلة في بلدي, وعلى حفريات أكثر من دخل جاري أبومحمد لشهرين بائسين!.

تراجعت لأفتح التلفاز وكان البعض لازال يرقص!, وفي مكان آخر شخص ما يستنجد قبيلته أن يصوتوا له لكي يكون "فاله البيرق"!, وفي محطة ثالثة كانت تناقش أسباب تراجع الرياضة السعودية, وددت المشاركة لأخبرهم بأن الرياضة ليست الشيء الوحيد الذي يتراجع, وغضضت نظري عن الفكرة عندما رأيت أن الرقم دولي وأن القناة لا تمت للسعودية بصلة سوى من باب "حشر الأنوف"!.

بدأت الأشياء تخفت والأصوات التي لازالت آخذه في الزعيق راحت في سكون – على الأقل في رأسي فقط!- وفكرت كمواطن بسيط لم تعد تستهويه فكرة التغيير إيماناً منه بمقولة "ما أشبه الليلة بالبارحة" ولم يعد يهمه إن نال "بوكيموناً" ما منصباً في البلد, ولا أن يحوز أي ما على حقيبة وزارية!.

ربما سأفرح أكثر لو تعين "بويكمون يُدعى بيكاتشو" أكثر من فرحتي بشخص لا يخدم موقعه !.

الآن يجب أن نتعلم أن نغض النظر عن الأشياء الثانوية والأمور "التي لا تودي ولا تجيب", بغض النظر عن الشخص. لماذا نفرح "بنوره الفايز" لأنها امرأة؟ وليس لكونها شخص قابل لإصلاح مشاكل البلد؟, أو نستنكر تعيينها فقط لأنها أُنثى؟ وليس لأنها شخص لم يؤدي دوره بشكل صحيح ؟.

هكذا نظرة قاصرة تملك قوة على إعادة عجلة الإصلاح إلى الوراء, ومثل هذا الاهتمام بهوامش الأشياء يصرف أنظارنا عن أساسيات يحتاجها البلد الآن والآن جداَ!!.

أهلاً بنوره الفايز إن كانت قادرة على خلق التغيير, أهلاً بأي شيء يملك القدرة على الأخذ بيد الوطن, ويساعده على المشي من جديد. أهلاً به ! رددتها وسكتت الأشياء من حولي.
ثم عاد الصراخ ليتعالى, وعادت الأوضاع مقلوبة وصارت الساعة "عشرة" ولا زال حر!. رميت نفسي منهكاً من محاولاتي "التفكيرية!" وبحركة "سمكة" أصبحت في منتصف السرير, تمتمت بالفاتحة على روح أدمغة أناس لم تعد تعمل. ورحت أحلم!.
__________________






المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3154.htm)