المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية بالقدوة:


د/ أبو عبدالمحسن
22/03/2009, 11:14 PM
من المعروف أن التربية نشاط أو عملية اجتماعية هادفة،وأنها تستمد مادتها من المجتمع الذي توجد فيه؛إذ إنها رهينة المجتمع بكل ما فيه ومن فيه من عوامل ومؤثرات وقوى وأفراد،وأنها تستمر مع الإنسان منذ أن يولد وحتى يموت؛لذلك فقد كان من أهم وظائفها إعداد الإنسان للحياة،والعمل على تحقيق تفاعله وتكيفه المطلوب مع مجتمعه الذي يعيش فيه فيؤثر فيه ويتأثر به.ولأن هذا التأثر والتأثير لا يُمكن أن يحصل إلا من خلال المؤسسات الاجتماعية المتنوعة التي تتولى مهمة تنظيم علاقة الإنسان بغيره،وتعمل على تحقيق انسجامه المطلوب مع ما يُحيط به من كائناتٍ ومكونات ؛ فإن العملية التربوية مستمرة مع الإنسان منذ أن يولد وحتى يموت؛وتتم من خلال المؤسسات التربوية الاجتماعية التي تتولى مهمة تربية الإنسان،وتكيفه مع مجتمعه،وتنمية وعيه الإيجابي،وإعداده للحياة فيه.وتُعد هذه المؤسسات التربوية بمثابة الأوساط أو التنظيمات التي تسعى المجتمعات لإيجادها تبعاً لظروف المكان والزمان،حتى تنقُل من خلالها ثقافاتها،وتطور حضاراتها،وتُحقق أهدافها وغاياتها التربوية.وهنا تجدر الإشارة إلى أن المؤسسات التربوية لا تكون على نمطٍ واحدٍ،أو كيفيةٍ واحدةٍ طول حياة الإنسان،إذ إنها متعددة الأشكال،مختلفة الأنماط،وتختلف باختلاف مراحل عمر الإنسان،وظروف مجتمعه،وبيئته المكانية والزمانية والمعيشية،وما فيها من عوامل وقوى.كما تختلف باختلاف نوعية النشاط التربوي الذي تتم ممارسته فيها.ويمكن تعَريف المؤسسات التربوية:بأنها تلك البيئات أو الأوساط التي تُساعد الإنسان على النمو الشامل لمختلف جوانب شخصيته،والتفاعل مع من حوله من الكائنات،والتكيف مع من ما حوله من مكونات.
والقدوة في التربية هي من أنجع الوسائل المؤثرة في إعداد الناشئ خلقيا،وتكوينه نفسيا واجتماعيا وذلك لان المربي هو المثل الأعلى في نظر الناشئ،والأسرة الصالحة في عين النشء يقلده سلوكيا،ويحاكيه خلقيا من حيث يشعر أو لا يشعر بل تتطبع في نفسه وإحساسه صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية من حيث يدري أو لا يدري!ومن هنا كانت القدوة عاملا كبيرا في صلاح الناشئ أو فساده:فإن كان المربي صادقا أمينا كريما عفيفا نشأ الناشئ على الصدق والأمانة والخلق والكرم والشجاعة والعفة وان كان المربي كاذبا خائنا متحللا بخيلا نشأ الناشئ على الكذب والخيانة والتحلل والجبن والبخل.إن الناشئ مهما كان استعداده للخير عظيما ومهما كانت فطرته نقية سليمة فإنه لا يستجيب لمبادئ الخير وأصول التربية الفاضلة ما لم يرى المربي في ذروة الأخلاق وقمة القيم والمثل العليا ومن السهل على المربي أن يلقن الناشئ منهجا من مناهج التربية ولكن من الصعوبة أن يستجيب الناشئ لهذا المنهج حيث يرى من يشرف على تربيته ويقوم على توجيهه غير متحقق بهذا المنهج وغير مطبق لأصوله ومبادئه.

خيال طفله
22/03/2009, 11:16 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

همسة شوق
23/03/2009, 12:53 AM
جزاااااااااااك الله خير ........

صقر الجنوب
23/03/2009, 02:44 AM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

المزيونه
23/03/2009, 02:43 PM
الله يجزيك بالجنة