صقر الجنوب
27/03/2009, 06:33 PM
حامد مطاوع: أخرجوني بالقوة
ارتديت مشلحي وغادرت «الندوة» بعد 20 عاما من الاحتراق.. حامد مطاوع يخرج عن صمته ويتحدث لـ«عكاظ»:
لم أخرج برغبتي ولست نادما على خصومتهم والصحافة غير آمنة
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2009/03/27/b40-big.jpg (javascript: newWindow=openWin('PopUpImgContent20090327266753.h tm','OkazImage','width=600,height=440,toolbar=0,lo cation=0,directories=0,status=0,menuBar=0,scrollBa rs=0,resizable=0' ); newWindow.focus())
حــــوار : بـــدر الغانمـــــي
كنت أتمنى منذ فترة لقاء حامد حسن مطاوع رئيس تحرير جريدة الندوة سابقا لما سمعته من مديح، وإطراء من مختلف شرائح المجتمع على فترة رئاسته التي امتدت إلى عشرين عاما كانت فيها الصحيفة المكية رائدة المقال السياسي، والطرح الناضج المستنير كصحيفة أولى في المملكة لكن الأيام دول فقد أصاب الندوة السقم، وتراجعت خطواتها فيما تقدم الآخرون لتبقى الفترة الذهبية لحامد مطاوع مرتكزة في أذهان كل قرائها ومحبيها.. ولأن الرجل كما قال أجبر على مغادرة كرسي التحرير دون رغبته بأغلبية ثلثي أصوات مجلس الإدارة، فقد ظل حاملا صمته معه، وانسحب من الساحة الصحفية عدا إطلالات خجولة عبر مقالات متباعدة المسافات؛ لتظل علامات الاستفهام حول مغادرته أكبر من حجم الإجابة التي رفض أن يفصح عنها طيلة ستة وعشرين عاما، لتأتي هذه اللحظة في حوار دام ثلاث ساعات أعترف أنني مارست فيه كل أساليب المراوغة لأحصل منه على إجابة قد تضع النقاط على الحروف؛ لكل ماهو معلق، وشائك من استفسارات في أذهان محبيه.. بدأت بالطريقة التقليدية متسائلا عن البدايات، وبعدها انطلق الحوار كالقطار السريع متجاوزا كل العقبات.. توفي والدي بعد ولادتي بثلاث سنوات، وتكفل جدي الشيخ علي مطاوع برعايتي لمدة عامين؛ ثم توفي فأكملت والدتي تربيتي، وتعليمي، ورعايتي بإشراف أخوالي
وبدأت حياتي التعليمية بالقراءة في المسجد الحرام، وبالتحديد عند باب زيادة ثم التحقت بالمدرسة الرحمانية؛ وكانت بالمسعى وأمضيت بها ستة أعوام، ثم انتقلت إلى مدرسة تحضير البعثات بقلعة جبل هندي، ودرست بها ست سنوات وتخرجت منها في عام 1364هـ، ثم درست في المؤسسة العلمية للثقافة الشعبية والتي أنشأها عدد من الطلاب الخريجين العائدين من الخارج لتدريس المحاسبة والاقتصاد واللغة العربية وكانت الدراسة عالية وفي مستوى الدبلوم فتخرجت منها بعد ثلاث سنوات في عام 1367هـ وكنت أتمنى أن أذهب للابتعاث، ولكن حالت ظروف مسؤوليتي عن والدتي وأخواتي حيث لم يكن لهم أحد غيري في ذلك الوقت، رغم تفوقي على أقراني في مدرسة تحضير البعثات.
• تحضر الدكتوراة مثلا ؟
أقصى طموح في تلك الفترة كانت الشهادة الجامعية، ومن كان يحصل عليها يلتقط من المطار حين عودته ليعمل في الدولة.
• لم تكن هناك بطالة بين الخريجين؟
إطلاقا، البطالة ظهرت وللأسف عندما أصبح المنهج الدراسي غير مرتبط بسوق العمل فأصبح حامل شهادة الدكتوراة عاطلا.
• كيف بدأت علاقتك بالصحافة ؟
دخلت عالم الصحافة عبر باب الإدارة حيث كانت بدايتي الوظيفية من خلال صحيفة صوت الحجاز (البلاد حاليا), وكانت وظيفتي عند التحاقي بالصحيفة أمين صندوق في عام1374هـ، ثم رئيسا لقسم المحاسبة، ثم مديرا لإدارة الصحيفة بعد استئنافها الصدور باسم البلاد السعودية .
• ووصولك للتحرير كان بالصدفة؟
كنت من باب حب الاطلاع والعلم بالشيء أعمل متطوعا بدون أجر مادي في أوقات الفراغ في الفترة المسائية في قسم التصحيح، وعندما انسحب محمد حسين زيدان رئيس التحرير من منصبه لمعاناته من السفر اليومي بين جدة ومكة المكرمة في ذلك الوقت، تم تكليفي من عبد الله عريف بالقيام بأعمال رئيس التحرير حتى إشعار آخر، وكنت وقتها أعمل محاسبا وإداريا في مؤسسة الندوة. ولم يكن هناك من أعضاء المؤسسة العاملين سوى عبدالله عريف وأنا أما بقية الأعضاء فلا يعرفون رأس الصحافة من رجلها وإلى الآن هناك أعضاء لا دخل لهم بهذا الموضوع إلا أنهم أعضاء، فقد كان المدير العام هو الكل في الكل وكان قراره نافذا ودوره أن يشعرهم من خلال مسودة يوقعون عليها وانتهى كل شيء، فلم يكن أمامهم غيري فرفع الأمر لوزارة الإعلام فجاءت الإجابة (أسندوا رئاسة التحرير لحامد مطاوع) فأصبحت رئيسا للتحرير.
• شعرت برهبة الموقف؟
لا رهبة ولا غيره فالعمل الصحفي بالنسبة لي لم يكن جديدا فقد بدأته من أول السلم وأي عمل تبدأه بهذا التدرج لا تشعر بصعوبته.
• لم تتدرج في مناصب التحرير؟
مررت بها كلها بدون مسمى.
• كنت تقرأ وتجيز كل الصفحات؟
رغم صعوبة هذا الأمر يوميا لكن هذه كانت طريقتي في ممارسة أعمال التحرير.
• تراجع البروفات النهائية ؟
بداية أراجع المسودات وإذا وجدت مالا يستحق النشر أعيده أو أتعامل معه بما يؤدي إلى نشره، ثم أعيد قراءة الصفحات من جديد.
• كم صفحة يوميا؟
ست عشرة صفحة وتزيد أحيانا حسب حجم الإعلان.
• تأتيكم الإعلانات بشكل يومي؟
جدا، وكانت إعلانات مكة المكرمة محدودة، فيما الأغلبية كانت تأتي من جدة.
• طبعا، لضعف الصحف الأخرى في جدة؟
لتميز الندوة ذلك الوقت وهذا شيء أفتخر به فكانت الإعلانات «تمسك سرا» وتأتيني مشفوعا بها خطاب رجاء لقبولها.
• نفس الوضع الذي تعيشه صحف أخرى غير الندوة اليوم ؟
سبحان مغير الأحوال.
• أعلى نسبة توزيع وصلتم لها ؟
سبعون ألف نسخة.
• هذا رقم خيالي؟
كان واقعيا في ذلك الوقت.
• هل شكلت المدينة وعكاظ لكم هاجسا ومنافسا بعد صدورهما؟
صحيفة المدينة كانت تطبع في المدينة المنورة ولكن طباعتها غير جيدة فأصبحت تطبع في جدة وانتقل امتيازها بموجب النظام الجديد من المدينة المنورة إلى جدة، وكذلك الحال مع عكـاظ التي صدر امتيازها لأحمد عبد الغفور عطار لتكون صحيفة في الطائف ولكن عدم وجود مطابع هناك استوجب انتقالها إلى جدة وهكذا أصبح امتيازها مرتبطا بمكان الطبع فأصبحت في جدة ثلاث صحف وبقيت الندوة في مكة راسخة وقوية.
مواجهات الداخل
• كان هناك من يعارضون رئاستك للتحرير؟
الأعضاء الذين كانوا يرغبون في التدخل في شؤون التحرير ويقولون «هذي جريدتنا» فوقفت ضدهم من اليوم الأول لرئاستي، وأوضحت لهم أن الامتياز الذي أعطته الحكومة لكم يعطيكم الحق في الإشراف على الجريدة ودخلها ومصروفاتها فقط ولكم الحق تبدون رأيكم وتقولون وجهات نظركم ولكنكم لا تملكون سياسة الجريدة لأن من يملك ذلك هم الحكومة كتوجيهات والقراء كرأي عام ومن ثم فرأي الجريدة وما تكتبه ليس من شأنكم، أما أن تحددوا ضوابط النشر على حسب رغباتكم فهذا مرفوض وليس هناك إلا رئيس تحرير واحد وسياسة جريدة واحدة.
• وهذا خلق لك عداوات مبكرة؟
جدا، ومشكلتهم المعقدة أنهم يظنون أن الصحف ما صارت مؤسسات إلا من أجلهم لتدافع عن مصالحهم الخاصة لكنهم لم يعرقلوا عملي لأنني لم أكن أسمح بدخول هذه الخلافات إلى جهاز التحرير.
• شعرت أنك وحيد وليس لك ظهر تتكئ عليه؟
أدائي للعمل هو الظهر الذي اتكأت عليه على مدى رئاستي للجريدة.
• لم تحاول أن تجاملهم لتسير المركب؟
كنت سأعرض استقلالية الجريدة لخطر دائم، هذه الأمور لا مداراة ولا مجاملة فيها.
• ولذلك كان يطلق على الندوة في أيامك القناة النظيفة؟
لأنها لم تكن صحيفة أهواء وأغراض وخصوصيات ذاتية حتى فيما يخص القراء.
• كنت حادا بطبيعتك؟
إطلاقا، كنت حريصا على أن لا أسمح إلا بالشيء المرسوم دون تذبذب وهذا الأمر هو الذي حفظ للندوة سمعتها ولم يكن يوجه لها أنها نشرت شيئا مخالفا أو مكذوبا.
• وضعت ضوابط خاصة خلاف قراءتك لأي مادة قبل النشر؟
أي مادة لا يكون عليها توقيعي لا تجمع ولا تنشر وهذه مسألة يعرفها كل العاملين معي تلك الفترة وكنت أتصرف كمسؤول عن النشر فلا أرمي المسؤولية على محرر أو خلافه من المسؤولين في الجريدة وإن وجد خطأ فأنا أتحمل المسؤولية كاملة.
• وخلال فترة غيابك أو سفرك؟
يكون في علمك أنني لم أتمتع بإجازة سنوية طيلة فترة رئاستي للجريدة لأكثر من عشرين عاما، وكنت إذا سافرت في رحلة عمل أجيز لهم أعداد الأيام التي سأغيب فيها.
• هذه المركزية الشديدة كانت سببا في عدم استعانتك بنائب رئيس تحرير؟
كانت لي رغبة في ذلك ولكن لم يأتني شخص يتحمل المسؤولية نيابة عني وتستطيع أن تسأل من عملوا معي عن هذا الأمر.
• تعتقد أن هذه التدخلات كانت سببا في تراجع صحيفة الندوة بعد خروجك؟
تراجع الندوة له أسباب أخرى لن أفصح عنها وأحتفظ بها لنفسي لأن رأيي مغموس ويفسر بطريقة أخرى .
• هل تقرأ الندوة الآن ؟
تأتيني يوميا مع صحف عكـاظ والرياض والجزيرة وأتصفحها مثل البقية.
• تتابع أخبار مكة من خلالها ؟
بالعكس أخبار مكة أطالعها في صحف أخرى مثل عكـاظ والمدينة .
• لاتريد أن تصرح علانية برأيك؟
هذا السؤال يوجه للقراء لكن الجرائد تصافح الناس يوميا كل صباح و إذا وجد بها شيء مهم فستتحول الصحيفة إلى مطبوعة مهمة .
• وهذا لا تقرأه في الندوة ؟
وهل تقرأها أنت ؟
• أتصفحها ضمن مجموعة الصحف اليومية.
هل تجد فيها شيئا؟
• أعتبر هذه إجابة مقنعة.
للأسف أنها كذلك .
• هل تعتقد أن شخصية واستقلالية أي جريدة مرتبطة برئيس التحرير؟
إلى حد كبير ومتى ما كان حريصا على ضوابط النشر، وتحمل مسؤوليته كاملة انعكس ذلك على العاملين معه، وقليل من رؤساء التحرير من يملك قدرة المحافظة على استقلالية الجريدة.
• من كان منافسك الحقيقي من رؤساء التحرير؟
كثيرون وعلى رأسهم عبد المجيد شبكشي رغم أنه من أعز أصدقائي.
• كنت تتجاوز الخطوط الحمراء أحيانا؟
لو كنت تجاوزتها لما بقيت في منصبي أكثر من عشرين عاما، لكن الحقيقة كنت معتمدا على سياسة معروفة في النشر وهي (أنه ليس هناك مالا ينشر ولكن كيف ينشر) .
• كنت تميل إلى أي مدرسة صحفية ؟
إلى مدرسة الصحافة المحلية بطابعها وضوابطها الخاصة التي تختلف عن المدرستين المصرية واللبنانية.
• بماذا فسرت الحريق الذي طال أرشيف الوثائق في الندوة ؟
أسفت جدا على ما حدث، فقد احترقت معه صور، ومواد نادرة لا يمكن تعويضها، ولا أدري هل كان هذا العمل بفعل فاعل؛ أم قضاء وقدرا لكنني أقول الحمد لله على كل حال.
تقاعد الصحفي
• من المعروف أن الصحفي لا يتقاعد أبدا.. فلماذا تقاعدت وأنت رئيس تحرير؟
تقدر تقول أن الكاتب لا يتقاعد وليس الصحفي، لأن الكاتب لا يترك قلمه ومالا يصلح لليوم فإنه يصلح غدا، وهناك من الكتاب من كان يكتب محرما في ما سبق لكنه اليوم يطرحها علنا .
• بمعنى أن الصحفي يتقاعد ؟
يعتمد ذلك على ماهية الصحفي وقدراته.
• كليات الإعلام هل تخرج صحفيين؟
أكثرهم علاقات عامة.
• موظفون فقط؟
على الأقل وظيفتهم مضمونة أكثر من الصحفيين.
• تعتقد أن الوظيفة الصحفية غير آمنة؟
منذ أن بدأت الصحافة في المملكة وإلى الآن «لاضمان» لأي صحفي.
• حتى رؤساء التحرير؟
هذا أمر مفروغ منه، بل إن الأسوأ هو أن رئيس التحرير حتى لو استقال فإن استقالته تظل محل ارتياب عند الناس ويظلون يرددون فيما بينهم «لم يخرج إلا لغضب الدولة عليه» مع أن الدولة ليس لها دخل في أي شيء، وهذا أمر كان ولايزال في مجتمعنا ، وللأسف أن رئيس التحرير الذي يعتمد على علاقاته من خلال منصبه فقط يكون في وضع لا يحسد عليه بعد الخروج من كرسي الرئاسة .
• مع أنك قضيت عمرك فيها؟
حكمت علي الظروف.
• لكن المجتمع تغير كثيرا؟
لا، لم يتغير واسألني عن هذه المسألة، وأقولها صادقا لو لم أبن علاقاتي الاجتماعية على ذاتي والتعاطي معهم بعيدا عن منصبي كرئيس تحرير الذي بقيت فيه لأكثر من عشرين عاما لكنت الآن في شبه معزل .
• هل يعقل أن يتحول رجل مثلك كان يعيش في دوامة الصراعات إلى حالة الضجر الآن؟
أنا لا أعيش حالة الضجر التي تتحدث عنها، لأنني لم أكن مكبلا من التحرير؛ بل على العكس كنت مكبلا له بدون انتفاخ، ولم أشعر بأن علاقتي بالمجتمع وظيفية كما حدث للبعض ولذلك لم يتغير علي شيء، وكل يوم أدخل إلى مكتبي وأجلس فيه مثل الوزير.
• تعتقد أن الصحف مطالبة بتقليص صفحاتها مع ثورة الفضائيات والانترنت ؟
الصحف لم تتأثر حتى الآن بالفروع الإعلامية التي شهدها العالم، ولكنني أتوقع أن يأتي يوم توقف فيه توسعها الحالي مستقبلا.
• يقولون إنك كنت ملتزما بخط معين وعندما التحق ابنك أنمار بالصحيفة أدخلتم فيها صفحة فنية؟
لم يكن ذلك من أجل خاطر أنمار وإنما لرغبة جمهور القراء وهذا شيء مباح، وللعلم فالفن ليس شيئا معيبا أوعورة لا يجوز كشفها ويمكن أن يؤدى بطريقة ملفتة للنظر أو يؤدى كفن ليس فيه محظورات وفي حدود اللياقة والالتزام بخطوط النشر.
• ما رأيك في مقالاته المثيرة للجدل أحيانا؟
هو مسؤول عما يكتب ويتحمل مسؤوليته تجاه ذلك ولا يعني أنني والده أنني متفق أو مختلف معه على طول الخط، لكنني لم أناقشه في أي مقال كتبه لأنني أعلم أنه أدرى بواقعه ولديه من العلم والمعرفة بالواقع ما يجعله مسؤولا عما يكتب.
• لو كنت رئيسا للتحرير، فهل تجيز مقالات أنمار؟
نعم كنت أجيزها وأنشرها .
• ولماذا لا تكتب هذه الأيام؟
استمررت لفترة أكتب في عكـاظ، ثم توقفت لأسباب خاصة.
• والندوة؟
لم يطلب مني أحد ذلك.
استقلالية التحرير
• جمعت بين منصب المدير العام ورئيس التحرير فكيف وجدت التجربة؟
تجربة خاطئة وتراجعت عنها وزارة الثقافة والإعلام .
• رغم تطبيقها في الندوة وعكاظ؟
هذا يتوقف على الشخص نفسه، فعندما بدأت البلاد كصحيفة حكومية كان يديرها ويرأس تحريرها عبد الله عريف يرحمه الله ولم تكن أعمالها متوسعة بالشكل الذي يشغل رئيس التحرير لأن عمل المدير العام حاليا يحتاج إلى تفرغ ولن يستطيع أي شخص أن يجمع بين المنصبين بنفس الإجادة.
• وكيف يمكن أن نصل إلى نقطة التقاء تمنع التصادم بين المنصبين؟
المشكلة في عدم وجود لائحة تحدد العمل بتفاصيله وتفض الاشتباك بين المدير العام ورئيس التحرير كأسلوب تسيير وإدارة عمل، وهذه مشكلة لابد من حلها خصوصا جانب (الاستقلالية) سواء للمدير العام أو رئيس التحرير فكلاهما لا يملك هذه الاستقلالية.
• تقصد هنا جريدة الندوة أم بقية الصحف ؟
الندوة تعطي الصورة الواضحة عن البقية .
• ما هو شكل الاستقلالية التي تراها لرئيس التحرير؟
أن تعطى ميزانية واضحة الملامح لرئيس التحرير ولو كانت عشرة ريالات ولكن له صلاحية اتخاذ قرار الصرف منها دون الرجوع للمدير العام، بحيث يكون له الحق في التعيين وإعطاء زيادات أو عمل توسعات وما شابه ذلك .
• وهذا عكس ما يحدث الآن ؟
الذي أعرفه أن كل مبلغ منصرف للتحرير لابد أن يذهب للإدارة وقد توافق عليه أولا توافق ويكون هناك أخذ ورد لا داعي له .
• بمعنى أن تتعطل أعمال التحرير؟
ليس هذا فحسب، بل يصبح رئيس التحرير مقيدا بهذه التصرفات .
• وكيف كنت تتصرف كرئيس تحرير في عهدك؟
أدفع من جيبي الخاص لتسيير شؤون العمل، ولو تجد محاسب الندوة ذلك الوقت لقال لك حامد مطاوع كم كان يأخذ من راتبه من أجل أن لا يتعطل العمل ولكي لا ينشر أي موضوع في الجريدة دون استيفاء متطلبات النشر.
• كم كان راتبك في تلك الفترة ؟
بدأت بثلاثة آلاف ريال وانتهيت بثمانية عشر ألف ريال، والحمد لله أن ربي أكرمني بأن وسع لي في الرزق بخلاف راتب الجريدة.
• ولكن عندما كان راتبك خمسة آلاف ريال كنت تكتب على مسير الرواتب عبارة «نستلم ونطالب».. لماذا ؟
هذا صحيح وكنت أطالب بحقوق في زيادة رواتب العاملين معي لأنهم مهضومون ومظلومون ولم تنصفهم الإدارة لعدم وجود لائحة أو ميزانية، وكنا نشعر أن طلب أي مبلغ كأنه ميزانية لوحده و(مشغلة) ليس لها ما يبررها، وهي السبب في عرقلة العمل والاشتباك الذي يحدث بين المدير العام ورئيس التحرير.
• أنت تطالب بلوائح جديدة تمنح التحرير صوتا أعلى من الإدارة؟
لم يكن صوت التحرير منخفضا من قبل، ولكن المشكلة أن إنهاء معاملاته المالية بيد الإدارة ولا يستطيع رئيس التحرير أن يصرف من ميزانيته.
• تعتقد أن هذه مشكلة أزلية في كل المؤسسات الصحفية؟
لا توجد صحيفة في المملكة ليس لها مشاكل مع الإدارة، وأسباب ذلك أن المعالم غائمة، وغير محددة.
• لماذا لم تكتب تجربتك الصحفية ؟
فيها أشياء لا يمكن التصريح بها حاليا ويظل شريط التسلسل فيها ناقصا، لأن الركائز التي كانت موجودة قبل ثلاثين عاما مازالت موجودة ولا يستطيع الإنسان أن يتحرر منها.
• كتبت (فيصل وأمانة التاريخ) و(المقال والمرحلة) و(شيء من الحصاد) وبعدها توقفت؟
توقفت لأن التجربة لا تشجع ورواج الكتب محدود، وكان عندي كمية من كتاب فيصل وأمانة التاريخ عندما بدأ معرض شاهد وشهيد، فأعطيتها لشركة التوزيع منذ عام ولم يصلني منهم خبر حتى الآن.
• مع أنك كنت واضحا في مواقفك وكتاباتك إلا أنك كتبت متخفيا باسم (ابن حسن) لفترة طويلة لماذا؟
للارتقاء بالعامية، وكنت أكتبها لأقترب من الناس ولغتهم الدارجة بشكل أكبر وحرصت على أن ارفع مستوى اللهجة الدارجة بإدخال أمثال وأبيات شعر وتوقفت عنها العام الماضي فقط.
المجلس البلدي
• كنت عضوا في أول مجلس بلدي في مكة المكرمة، فكيف رأيت التجربة بين ما كان وماهو كائن الآن؟
المجلس البلدي كانت له اختصاصات واسعة ومهمته الأساسية الإشراف على أعمال أمانة العاصمة، وتوسعنا فيه ليكون مسؤولا عن كل ما يدور في المدينة، وكنا نكتب لفت نظر لوكيل وزارة الداخلية للشؤون البلدية عبدالله السديري، كما كنا نكتب لمجلس الوزراء وللملك شخصيا، وفي إحدى المرات مع ما بيننا وبين عبدالله عريف أمين العاصمة المقدسة من صداقات إلا أنه تجاوزنا عندما رفع ميزانية الأمانة دون أن يطلعنا عليها لنراجعها وندون رؤيتنا فيها وهذه كانت من اختصاصاتنا كمجلس بلدي فتمت إعادتها من وكالة وزارة الداخلية للشؤون البلدية له لعدم وجود تأشيرة أعضاء المجلس عليها، فجاءنا عبدالله عريف بنفسه وسلمنا الميزانية، وناقشناها، وأرسلت بملاحظاتنا عليها، وهذا يعطيك فكرة عن دور المجلس وأهميته في ذلك الوقت.
• عينت عضوا في آخر مجلس لنادي مكة الثقافي ولكننا لم نلمس لك دورا إعلاميا في إخراج جهود النادي إلى دائرة الضوء؟
مشكلة نادي مكة أنه يعمل في صمت ودافن نفسه رغم جهوده الكبيرة والمتميزة، ومنذ ثلاث سنوات وأنا ألح عليهم ليتواصلوا مع الإعلام وأتمنى أنهم أدركوا هذا الأمر.
• عينت نائبا لرئيس نادي الوحدة عبدالله عريف عام 1381هجرية، ولكنك لم تستمر، وغادرت، ولم تعد بعد ذلك رغم وحداويتك.. لماذا؟
مشكلة الوحداوية أنهم لم يخططوا للنادي بأسلوب علمي من البداية، واستمروا على هذا الأسلوب القريب من أسلوب أندية الأحياء، والرياضة لها قواعد وأسس لا يريدون العمل بها، ووجدت أنهم لا يسمعون ولا يرغبون في الانضباط إداريا وفنيا وهناك تداخل في الاختصاصات من الجميع ولم يكن يعجبني هذا الأسلوب فقررت المغادرة بلا عودة.
• ألم تحاول إصلاح الوضع من خلال الصفحات الرياضية في الندوة؟
هذه كانت مشكلة أخرى فهم يعاتبوننا دائما على أننا لم نقف معهم، ولا ننشر لهم كما ننشر للاتحاد والهلال والأهلي في تلك الفترة وكنت أقول لهم قدموا أنفسكم بشكل جيد، وسنقف معكم، وأعتقد أن ضعف نتائج النادي سبب توقف الدعم والسخاء من رجالات مكة.
هيئة البر
لازال الروتين يسكن برنامجك اليومي الآن كما كنت رئيسا لتحرير الندوة؟
أوجدت بدائل أخرى فأنا يوميا أذهب لجمعية البر التي كنت أحد مؤسسيها منذ عام 1371هـ وانطلق نشاطها قبل إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية ولم يكن وقتها يسمح بتسمية (جمعية) إلى أن أنشئت الجمعيات التعاونية مع الوزير عبدالرحمن أبا الخيل فكنا نجتمع كموظفي جريدة البلاد السعودية، ومنهم عبد الله عريف وصالح جمال وعبد العزيز ساب يرحمهم الله وكنت أنا معهم مع المحررين المتعاونين ومنهم عبد العزيز الرفاعي وعمر عبدالجبار وأحمد جمال يرحمهم الله جميعا وأنشأنا ما أسميناه (هيئة صندوق البر) وكنا نجتمع منذ ذلك الحين إلى الآن حيث تغير الكثير من الأعضاء وبقيت أنا مستمرا حيث أجد نفسي كثيرا في هذا العمل الخيري خصوصا أنه عمل تطوعي لا نستلم عليه ريالا واحدا منذ أن أنشئت هذه الجمعية وحتى الآن وهذا شرط أساسي لعمل أي عضو بالجمعية ويستثنى من ذلك الجهاز الوظيفي .
• كنتم تجمعون قبل ريال فلسطين؟
نعم قبل ذلك ولكن الحقيقة أن هذه الجمعية تلقت أول تبرع كبير من السيد حسن شربتلي يرحمه الله بمبلغ عشرة آلاف ريال وهو أمر لابد من ذكره لأن الناس ظلت تقول عن الرجل في حياته أنه كان بخيلا ولا يتبرع ولكن للأمانة والتاريخ فقد بدأ معنا واستمر داعما لنا بشكل شهري إلى أن توفي لدرجة أنه ظل يدفع لنا شهريا إلى أن توفي مبلغ (مائتي ألف) ريال شهريا، ولكن هذا التبرع انقطع بعد وفاته يرحمه الله فاتجهنا إلى بدائل أخرى.
لست نادما
• قبل أن أودعك أردت أن أعرف هل أنت نادم على عدم حضورك اجتماع الصلح الأخير بينك وبين أعضاء مجلس الإدارة الذي كان سيصلح العلاقة بينك وبينهم؟
لم أندم على اتخاذ ذلك القرار لأنني لم أخرج برغبتي من الندوة وإنما خرجت برغبة أناس احترقت من أجل صحيفتهم أكثر من عشرين عاما وعندما غادرت الندوة أخرجت من ذهني الموضوع نهائيا (فلا مصالحة ولا خصومة) .
• رفضت حتى محاولات التقريب بين وجهات النظر؟
لم أفهم محاولات التقريب وإلى أين يمكن أن تصل بي فأخذت مشلحي وغادرت مكتبي غير آسف على ماحدث لأنني أصررت على استقلالية الجريدة وكانوا هم يريدون خلاف ذلك.
• ومن وقف معك في تلك اللحظة؟
ثلث أعضاء المجلس ووزير الإعلام الأسبق علي الشاعر الذي أبلغهم أن من مصلحتهم ومصلحة الجريدة أن أستمر لكنهم بأغلبية الأصوات الأربعة عشر أصروا على مغادرتي، وفقا لنظام المؤسسات الصحفية.
• من الذين وقفوا ضدك؟
الناس يعرفونهم، وهم يعرفون أنفسهم جيدا .
• هل تعتقد أن الندوة خسرت بمغادرتك؟
أنا من يسأل هذا السؤال بعد أربعة وعشرين عاما، وعلى القراء أن يجيبوا عليه.
ارتديت مشلحي وغادرت «الندوة» بعد 20 عاما من الاحتراق.. حامد مطاوع يخرج عن صمته ويتحدث لـ«عكاظ»:
لم أخرج برغبتي ولست نادما على خصومتهم والصحافة غير آمنة
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2009/03/27/b40-big.jpg (javascript: newWindow=openWin('PopUpImgContent20090327266753.h tm','OkazImage','width=600,height=440,toolbar=0,lo cation=0,directories=0,status=0,menuBar=0,scrollBa rs=0,resizable=0' ); newWindow.focus())
حــــوار : بـــدر الغانمـــــي
كنت أتمنى منذ فترة لقاء حامد حسن مطاوع رئيس تحرير جريدة الندوة سابقا لما سمعته من مديح، وإطراء من مختلف شرائح المجتمع على فترة رئاسته التي امتدت إلى عشرين عاما كانت فيها الصحيفة المكية رائدة المقال السياسي، والطرح الناضج المستنير كصحيفة أولى في المملكة لكن الأيام دول فقد أصاب الندوة السقم، وتراجعت خطواتها فيما تقدم الآخرون لتبقى الفترة الذهبية لحامد مطاوع مرتكزة في أذهان كل قرائها ومحبيها.. ولأن الرجل كما قال أجبر على مغادرة كرسي التحرير دون رغبته بأغلبية ثلثي أصوات مجلس الإدارة، فقد ظل حاملا صمته معه، وانسحب من الساحة الصحفية عدا إطلالات خجولة عبر مقالات متباعدة المسافات؛ لتظل علامات الاستفهام حول مغادرته أكبر من حجم الإجابة التي رفض أن يفصح عنها طيلة ستة وعشرين عاما، لتأتي هذه اللحظة في حوار دام ثلاث ساعات أعترف أنني مارست فيه كل أساليب المراوغة لأحصل منه على إجابة قد تضع النقاط على الحروف؛ لكل ماهو معلق، وشائك من استفسارات في أذهان محبيه.. بدأت بالطريقة التقليدية متسائلا عن البدايات، وبعدها انطلق الحوار كالقطار السريع متجاوزا كل العقبات.. توفي والدي بعد ولادتي بثلاث سنوات، وتكفل جدي الشيخ علي مطاوع برعايتي لمدة عامين؛ ثم توفي فأكملت والدتي تربيتي، وتعليمي، ورعايتي بإشراف أخوالي
وبدأت حياتي التعليمية بالقراءة في المسجد الحرام، وبالتحديد عند باب زيادة ثم التحقت بالمدرسة الرحمانية؛ وكانت بالمسعى وأمضيت بها ستة أعوام، ثم انتقلت إلى مدرسة تحضير البعثات بقلعة جبل هندي، ودرست بها ست سنوات وتخرجت منها في عام 1364هـ، ثم درست في المؤسسة العلمية للثقافة الشعبية والتي أنشأها عدد من الطلاب الخريجين العائدين من الخارج لتدريس المحاسبة والاقتصاد واللغة العربية وكانت الدراسة عالية وفي مستوى الدبلوم فتخرجت منها بعد ثلاث سنوات في عام 1367هـ وكنت أتمنى أن أذهب للابتعاث، ولكن حالت ظروف مسؤوليتي عن والدتي وأخواتي حيث لم يكن لهم أحد غيري في ذلك الوقت، رغم تفوقي على أقراني في مدرسة تحضير البعثات.
• تحضر الدكتوراة مثلا ؟
أقصى طموح في تلك الفترة كانت الشهادة الجامعية، ومن كان يحصل عليها يلتقط من المطار حين عودته ليعمل في الدولة.
• لم تكن هناك بطالة بين الخريجين؟
إطلاقا، البطالة ظهرت وللأسف عندما أصبح المنهج الدراسي غير مرتبط بسوق العمل فأصبح حامل شهادة الدكتوراة عاطلا.
• كيف بدأت علاقتك بالصحافة ؟
دخلت عالم الصحافة عبر باب الإدارة حيث كانت بدايتي الوظيفية من خلال صحيفة صوت الحجاز (البلاد حاليا), وكانت وظيفتي عند التحاقي بالصحيفة أمين صندوق في عام1374هـ، ثم رئيسا لقسم المحاسبة، ثم مديرا لإدارة الصحيفة بعد استئنافها الصدور باسم البلاد السعودية .
• ووصولك للتحرير كان بالصدفة؟
كنت من باب حب الاطلاع والعلم بالشيء أعمل متطوعا بدون أجر مادي في أوقات الفراغ في الفترة المسائية في قسم التصحيح، وعندما انسحب محمد حسين زيدان رئيس التحرير من منصبه لمعاناته من السفر اليومي بين جدة ومكة المكرمة في ذلك الوقت، تم تكليفي من عبد الله عريف بالقيام بأعمال رئيس التحرير حتى إشعار آخر، وكنت وقتها أعمل محاسبا وإداريا في مؤسسة الندوة. ولم يكن هناك من أعضاء المؤسسة العاملين سوى عبدالله عريف وأنا أما بقية الأعضاء فلا يعرفون رأس الصحافة من رجلها وإلى الآن هناك أعضاء لا دخل لهم بهذا الموضوع إلا أنهم أعضاء، فقد كان المدير العام هو الكل في الكل وكان قراره نافذا ودوره أن يشعرهم من خلال مسودة يوقعون عليها وانتهى كل شيء، فلم يكن أمامهم غيري فرفع الأمر لوزارة الإعلام فجاءت الإجابة (أسندوا رئاسة التحرير لحامد مطاوع) فأصبحت رئيسا للتحرير.
• شعرت برهبة الموقف؟
لا رهبة ولا غيره فالعمل الصحفي بالنسبة لي لم يكن جديدا فقد بدأته من أول السلم وأي عمل تبدأه بهذا التدرج لا تشعر بصعوبته.
• لم تتدرج في مناصب التحرير؟
مررت بها كلها بدون مسمى.
• كنت تقرأ وتجيز كل الصفحات؟
رغم صعوبة هذا الأمر يوميا لكن هذه كانت طريقتي في ممارسة أعمال التحرير.
• تراجع البروفات النهائية ؟
بداية أراجع المسودات وإذا وجدت مالا يستحق النشر أعيده أو أتعامل معه بما يؤدي إلى نشره، ثم أعيد قراءة الصفحات من جديد.
• كم صفحة يوميا؟
ست عشرة صفحة وتزيد أحيانا حسب حجم الإعلان.
• تأتيكم الإعلانات بشكل يومي؟
جدا، وكانت إعلانات مكة المكرمة محدودة، فيما الأغلبية كانت تأتي من جدة.
• طبعا، لضعف الصحف الأخرى في جدة؟
لتميز الندوة ذلك الوقت وهذا شيء أفتخر به فكانت الإعلانات «تمسك سرا» وتأتيني مشفوعا بها خطاب رجاء لقبولها.
• نفس الوضع الذي تعيشه صحف أخرى غير الندوة اليوم ؟
سبحان مغير الأحوال.
• أعلى نسبة توزيع وصلتم لها ؟
سبعون ألف نسخة.
• هذا رقم خيالي؟
كان واقعيا في ذلك الوقت.
• هل شكلت المدينة وعكاظ لكم هاجسا ومنافسا بعد صدورهما؟
صحيفة المدينة كانت تطبع في المدينة المنورة ولكن طباعتها غير جيدة فأصبحت تطبع في جدة وانتقل امتيازها بموجب النظام الجديد من المدينة المنورة إلى جدة، وكذلك الحال مع عكـاظ التي صدر امتيازها لأحمد عبد الغفور عطار لتكون صحيفة في الطائف ولكن عدم وجود مطابع هناك استوجب انتقالها إلى جدة وهكذا أصبح امتيازها مرتبطا بمكان الطبع فأصبحت في جدة ثلاث صحف وبقيت الندوة في مكة راسخة وقوية.
مواجهات الداخل
• كان هناك من يعارضون رئاستك للتحرير؟
الأعضاء الذين كانوا يرغبون في التدخل في شؤون التحرير ويقولون «هذي جريدتنا» فوقفت ضدهم من اليوم الأول لرئاستي، وأوضحت لهم أن الامتياز الذي أعطته الحكومة لكم يعطيكم الحق في الإشراف على الجريدة ودخلها ومصروفاتها فقط ولكم الحق تبدون رأيكم وتقولون وجهات نظركم ولكنكم لا تملكون سياسة الجريدة لأن من يملك ذلك هم الحكومة كتوجيهات والقراء كرأي عام ومن ثم فرأي الجريدة وما تكتبه ليس من شأنكم، أما أن تحددوا ضوابط النشر على حسب رغباتكم فهذا مرفوض وليس هناك إلا رئيس تحرير واحد وسياسة جريدة واحدة.
• وهذا خلق لك عداوات مبكرة؟
جدا، ومشكلتهم المعقدة أنهم يظنون أن الصحف ما صارت مؤسسات إلا من أجلهم لتدافع عن مصالحهم الخاصة لكنهم لم يعرقلوا عملي لأنني لم أكن أسمح بدخول هذه الخلافات إلى جهاز التحرير.
• شعرت أنك وحيد وليس لك ظهر تتكئ عليه؟
أدائي للعمل هو الظهر الذي اتكأت عليه على مدى رئاستي للجريدة.
• لم تحاول أن تجاملهم لتسير المركب؟
كنت سأعرض استقلالية الجريدة لخطر دائم، هذه الأمور لا مداراة ولا مجاملة فيها.
• ولذلك كان يطلق على الندوة في أيامك القناة النظيفة؟
لأنها لم تكن صحيفة أهواء وأغراض وخصوصيات ذاتية حتى فيما يخص القراء.
• كنت حادا بطبيعتك؟
إطلاقا، كنت حريصا على أن لا أسمح إلا بالشيء المرسوم دون تذبذب وهذا الأمر هو الذي حفظ للندوة سمعتها ولم يكن يوجه لها أنها نشرت شيئا مخالفا أو مكذوبا.
• وضعت ضوابط خاصة خلاف قراءتك لأي مادة قبل النشر؟
أي مادة لا يكون عليها توقيعي لا تجمع ولا تنشر وهذه مسألة يعرفها كل العاملين معي تلك الفترة وكنت أتصرف كمسؤول عن النشر فلا أرمي المسؤولية على محرر أو خلافه من المسؤولين في الجريدة وإن وجد خطأ فأنا أتحمل المسؤولية كاملة.
• وخلال فترة غيابك أو سفرك؟
يكون في علمك أنني لم أتمتع بإجازة سنوية طيلة فترة رئاستي للجريدة لأكثر من عشرين عاما، وكنت إذا سافرت في رحلة عمل أجيز لهم أعداد الأيام التي سأغيب فيها.
• هذه المركزية الشديدة كانت سببا في عدم استعانتك بنائب رئيس تحرير؟
كانت لي رغبة في ذلك ولكن لم يأتني شخص يتحمل المسؤولية نيابة عني وتستطيع أن تسأل من عملوا معي عن هذا الأمر.
• تعتقد أن هذه التدخلات كانت سببا في تراجع صحيفة الندوة بعد خروجك؟
تراجع الندوة له أسباب أخرى لن أفصح عنها وأحتفظ بها لنفسي لأن رأيي مغموس ويفسر بطريقة أخرى .
• هل تقرأ الندوة الآن ؟
تأتيني يوميا مع صحف عكـاظ والرياض والجزيرة وأتصفحها مثل البقية.
• تتابع أخبار مكة من خلالها ؟
بالعكس أخبار مكة أطالعها في صحف أخرى مثل عكـاظ والمدينة .
• لاتريد أن تصرح علانية برأيك؟
هذا السؤال يوجه للقراء لكن الجرائد تصافح الناس يوميا كل صباح و إذا وجد بها شيء مهم فستتحول الصحيفة إلى مطبوعة مهمة .
• وهذا لا تقرأه في الندوة ؟
وهل تقرأها أنت ؟
• أتصفحها ضمن مجموعة الصحف اليومية.
هل تجد فيها شيئا؟
• أعتبر هذه إجابة مقنعة.
للأسف أنها كذلك .
• هل تعتقد أن شخصية واستقلالية أي جريدة مرتبطة برئيس التحرير؟
إلى حد كبير ومتى ما كان حريصا على ضوابط النشر، وتحمل مسؤوليته كاملة انعكس ذلك على العاملين معه، وقليل من رؤساء التحرير من يملك قدرة المحافظة على استقلالية الجريدة.
• من كان منافسك الحقيقي من رؤساء التحرير؟
كثيرون وعلى رأسهم عبد المجيد شبكشي رغم أنه من أعز أصدقائي.
• كنت تتجاوز الخطوط الحمراء أحيانا؟
لو كنت تجاوزتها لما بقيت في منصبي أكثر من عشرين عاما، لكن الحقيقة كنت معتمدا على سياسة معروفة في النشر وهي (أنه ليس هناك مالا ينشر ولكن كيف ينشر) .
• كنت تميل إلى أي مدرسة صحفية ؟
إلى مدرسة الصحافة المحلية بطابعها وضوابطها الخاصة التي تختلف عن المدرستين المصرية واللبنانية.
• بماذا فسرت الحريق الذي طال أرشيف الوثائق في الندوة ؟
أسفت جدا على ما حدث، فقد احترقت معه صور، ومواد نادرة لا يمكن تعويضها، ولا أدري هل كان هذا العمل بفعل فاعل؛ أم قضاء وقدرا لكنني أقول الحمد لله على كل حال.
تقاعد الصحفي
• من المعروف أن الصحفي لا يتقاعد أبدا.. فلماذا تقاعدت وأنت رئيس تحرير؟
تقدر تقول أن الكاتب لا يتقاعد وليس الصحفي، لأن الكاتب لا يترك قلمه ومالا يصلح لليوم فإنه يصلح غدا، وهناك من الكتاب من كان يكتب محرما في ما سبق لكنه اليوم يطرحها علنا .
• بمعنى أن الصحفي يتقاعد ؟
يعتمد ذلك على ماهية الصحفي وقدراته.
• كليات الإعلام هل تخرج صحفيين؟
أكثرهم علاقات عامة.
• موظفون فقط؟
على الأقل وظيفتهم مضمونة أكثر من الصحفيين.
• تعتقد أن الوظيفة الصحفية غير آمنة؟
منذ أن بدأت الصحافة في المملكة وإلى الآن «لاضمان» لأي صحفي.
• حتى رؤساء التحرير؟
هذا أمر مفروغ منه، بل إن الأسوأ هو أن رئيس التحرير حتى لو استقال فإن استقالته تظل محل ارتياب عند الناس ويظلون يرددون فيما بينهم «لم يخرج إلا لغضب الدولة عليه» مع أن الدولة ليس لها دخل في أي شيء، وهذا أمر كان ولايزال في مجتمعنا ، وللأسف أن رئيس التحرير الذي يعتمد على علاقاته من خلال منصبه فقط يكون في وضع لا يحسد عليه بعد الخروج من كرسي الرئاسة .
• مع أنك قضيت عمرك فيها؟
حكمت علي الظروف.
• لكن المجتمع تغير كثيرا؟
لا، لم يتغير واسألني عن هذه المسألة، وأقولها صادقا لو لم أبن علاقاتي الاجتماعية على ذاتي والتعاطي معهم بعيدا عن منصبي كرئيس تحرير الذي بقيت فيه لأكثر من عشرين عاما لكنت الآن في شبه معزل .
• هل يعقل أن يتحول رجل مثلك كان يعيش في دوامة الصراعات إلى حالة الضجر الآن؟
أنا لا أعيش حالة الضجر التي تتحدث عنها، لأنني لم أكن مكبلا من التحرير؛ بل على العكس كنت مكبلا له بدون انتفاخ، ولم أشعر بأن علاقتي بالمجتمع وظيفية كما حدث للبعض ولذلك لم يتغير علي شيء، وكل يوم أدخل إلى مكتبي وأجلس فيه مثل الوزير.
• تعتقد أن الصحف مطالبة بتقليص صفحاتها مع ثورة الفضائيات والانترنت ؟
الصحف لم تتأثر حتى الآن بالفروع الإعلامية التي شهدها العالم، ولكنني أتوقع أن يأتي يوم توقف فيه توسعها الحالي مستقبلا.
• يقولون إنك كنت ملتزما بخط معين وعندما التحق ابنك أنمار بالصحيفة أدخلتم فيها صفحة فنية؟
لم يكن ذلك من أجل خاطر أنمار وإنما لرغبة جمهور القراء وهذا شيء مباح، وللعلم فالفن ليس شيئا معيبا أوعورة لا يجوز كشفها ويمكن أن يؤدى بطريقة ملفتة للنظر أو يؤدى كفن ليس فيه محظورات وفي حدود اللياقة والالتزام بخطوط النشر.
• ما رأيك في مقالاته المثيرة للجدل أحيانا؟
هو مسؤول عما يكتب ويتحمل مسؤوليته تجاه ذلك ولا يعني أنني والده أنني متفق أو مختلف معه على طول الخط، لكنني لم أناقشه في أي مقال كتبه لأنني أعلم أنه أدرى بواقعه ولديه من العلم والمعرفة بالواقع ما يجعله مسؤولا عما يكتب.
• لو كنت رئيسا للتحرير، فهل تجيز مقالات أنمار؟
نعم كنت أجيزها وأنشرها .
• ولماذا لا تكتب هذه الأيام؟
استمررت لفترة أكتب في عكـاظ، ثم توقفت لأسباب خاصة.
• والندوة؟
لم يطلب مني أحد ذلك.
استقلالية التحرير
• جمعت بين منصب المدير العام ورئيس التحرير فكيف وجدت التجربة؟
تجربة خاطئة وتراجعت عنها وزارة الثقافة والإعلام .
• رغم تطبيقها في الندوة وعكاظ؟
هذا يتوقف على الشخص نفسه، فعندما بدأت البلاد كصحيفة حكومية كان يديرها ويرأس تحريرها عبد الله عريف يرحمه الله ولم تكن أعمالها متوسعة بالشكل الذي يشغل رئيس التحرير لأن عمل المدير العام حاليا يحتاج إلى تفرغ ولن يستطيع أي شخص أن يجمع بين المنصبين بنفس الإجادة.
• وكيف يمكن أن نصل إلى نقطة التقاء تمنع التصادم بين المنصبين؟
المشكلة في عدم وجود لائحة تحدد العمل بتفاصيله وتفض الاشتباك بين المدير العام ورئيس التحرير كأسلوب تسيير وإدارة عمل، وهذه مشكلة لابد من حلها خصوصا جانب (الاستقلالية) سواء للمدير العام أو رئيس التحرير فكلاهما لا يملك هذه الاستقلالية.
• تقصد هنا جريدة الندوة أم بقية الصحف ؟
الندوة تعطي الصورة الواضحة عن البقية .
• ما هو شكل الاستقلالية التي تراها لرئيس التحرير؟
أن تعطى ميزانية واضحة الملامح لرئيس التحرير ولو كانت عشرة ريالات ولكن له صلاحية اتخاذ قرار الصرف منها دون الرجوع للمدير العام، بحيث يكون له الحق في التعيين وإعطاء زيادات أو عمل توسعات وما شابه ذلك .
• وهذا عكس ما يحدث الآن ؟
الذي أعرفه أن كل مبلغ منصرف للتحرير لابد أن يذهب للإدارة وقد توافق عليه أولا توافق ويكون هناك أخذ ورد لا داعي له .
• بمعنى أن تتعطل أعمال التحرير؟
ليس هذا فحسب، بل يصبح رئيس التحرير مقيدا بهذه التصرفات .
• وكيف كنت تتصرف كرئيس تحرير في عهدك؟
أدفع من جيبي الخاص لتسيير شؤون العمل، ولو تجد محاسب الندوة ذلك الوقت لقال لك حامد مطاوع كم كان يأخذ من راتبه من أجل أن لا يتعطل العمل ولكي لا ينشر أي موضوع في الجريدة دون استيفاء متطلبات النشر.
• كم كان راتبك في تلك الفترة ؟
بدأت بثلاثة آلاف ريال وانتهيت بثمانية عشر ألف ريال، والحمد لله أن ربي أكرمني بأن وسع لي في الرزق بخلاف راتب الجريدة.
• ولكن عندما كان راتبك خمسة آلاف ريال كنت تكتب على مسير الرواتب عبارة «نستلم ونطالب».. لماذا ؟
هذا صحيح وكنت أطالب بحقوق في زيادة رواتب العاملين معي لأنهم مهضومون ومظلومون ولم تنصفهم الإدارة لعدم وجود لائحة أو ميزانية، وكنا نشعر أن طلب أي مبلغ كأنه ميزانية لوحده و(مشغلة) ليس لها ما يبررها، وهي السبب في عرقلة العمل والاشتباك الذي يحدث بين المدير العام ورئيس التحرير.
• أنت تطالب بلوائح جديدة تمنح التحرير صوتا أعلى من الإدارة؟
لم يكن صوت التحرير منخفضا من قبل، ولكن المشكلة أن إنهاء معاملاته المالية بيد الإدارة ولا يستطيع رئيس التحرير أن يصرف من ميزانيته.
• تعتقد أن هذه مشكلة أزلية في كل المؤسسات الصحفية؟
لا توجد صحيفة في المملكة ليس لها مشاكل مع الإدارة، وأسباب ذلك أن المعالم غائمة، وغير محددة.
• لماذا لم تكتب تجربتك الصحفية ؟
فيها أشياء لا يمكن التصريح بها حاليا ويظل شريط التسلسل فيها ناقصا، لأن الركائز التي كانت موجودة قبل ثلاثين عاما مازالت موجودة ولا يستطيع الإنسان أن يتحرر منها.
• كتبت (فيصل وأمانة التاريخ) و(المقال والمرحلة) و(شيء من الحصاد) وبعدها توقفت؟
توقفت لأن التجربة لا تشجع ورواج الكتب محدود، وكان عندي كمية من كتاب فيصل وأمانة التاريخ عندما بدأ معرض شاهد وشهيد، فأعطيتها لشركة التوزيع منذ عام ولم يصلني منهم خبر حتى الآن.
• مع أنك كنت واضحا في مواقفك وكتاباتك إلا أنك كتبت متخفيا باسم (ابن حسن) لفترة طويلة لماذا؟
للارتقاء بالعامية، وكنت أكتبها لأقترب من الناس ولغتهم الدارجة بشكل أكبر وحرصت على أن ارفع مستوى اللهجة الدارجة بإدخال أمثال وأبيات شعر وتوقفت عنها العام الماضي فقط.
المجلس البلدي
• كنت عضوا في أول مجلس بلدي في مكة المكرمة، فكيف رأيت التجربة بين ما كان وماهو كائن الآن؟
المجلس البلدي كانت له اختصاصات واسعة ومهمته الأساسية الإشراف على أعمال أمانة العاصمة، وتوسعنا فيه ليكون مسؤولا عن كل ما يدور في المدينة، وكنا نكتب لفت نظر لوكيل وزارة الداخلية للشؤون البلدية عبدالله السديري، كما كنا نكتب لمجلس الوزراء وللملك شخصيا، وفي إحدى المرات مع ما بيننا وبين عبدالله عريف أمين العاصمة المقدسة من صداقات إلا أنه تجاوزنا عندما رفع ميزانية الأمانة دون أن يطلعنا عليها لنراجعها وندون رؤيتنا فيها وهذه كانت من اختصاصاتنا كمجلس بلدي فتمت إعادتها من وكالة وزارة الداخلية للشؤون البلدية له لعدم وجود تأشيرة أعضاء المجلس عليها، فجاءنا عبدالله عريف بنفسه وسلمنا الميزانية، وناقشناها، وأرسلت بملاحظاتنا عليها، وهذا يعطيك فكرة عن دور المجلس وأهميته في ذلك الوقت.
• عينت عضوا في آخر مجلس لنادي مكة الثقافي ولكننا لم نلمس لك دورا إعلاميا في إخراج جهود النادي إلى دائرة الضوء؟
مشكلة نادي مكة أنه يعمل في صمت ودافن نفسه رغم جهوده الكبيرة والمتميزة، ومنذ ثلاث سنوات وأنا ألح عليهم ليتواصلوا مع الإعلام وأتمنى أنهم أدركوا هذا الأمر.
• عينت نائبا لرئيس نادي الوحدة عبدالله عريف عام 1381هجرية، ولكنك لم تستمر، وغادرت، ولم تعد بعد ذلك رغم وحداويتك.. لماذا؟
مشكلة الوحداوية أنهم لم يخططوا للنادي بأسلوب علمي من البداية، واستمروا على هذا الأسلوب القريب من أسلوب أندية الأحياء، والرياضة لها قواعد وأسس لا يريدون العمل بها، ووجدت أنهم لا يسمعون ولا يرغبون في الانضباط إداريا وفنيا وهناك تداخل في الاختصاصات من الجميع ولم يكن يعجبني هذا الأسلوب فقررت المغادرة بلا عودة.
• ألم تحاول إصلاح الوضع من خلال الصفحات الرياضية في الندوة؟
هذه كانت مشكلة أخرى فهم يعاتبوننا دائما على أننا لم نقف معهم، ولا ننشر لهم كما ننشر للاتحاد والهلال والأهلي في تلك الفترة وكنت أقول لهم قدموا أنفسكم بشكل جيد، وسنقف معكم، وأعتقد أن ضعف نتائج النادي سبب توقف الدعم والسخاء من رجالات مكة.
هيئة البر
لازال الروتين يسكن برنامجك اليومي الآن كما كنت رئيسا لتحرير الندوة؟
أوجدت بدائل أخرى فأنا يوميا أذهب لجمعية البر التي كنت أحد مؤسسيها منذ عام 1371هـ وانطلق نشاطها قبل إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية ولم يكن وقتها يسمح بتسمية (جمعية) إلى أن أنشئت الجمعيات التعاونية مع الوزير عبدالرحمن أبا الخيل فكنا نجتمع كموظفي جريدة البلاد السعودية، ومنهم عبد الله عريف وصالح جمال وعبد العزيز ساب يرحمهم الله وكنت أنا معهم مع المحررين المتعاونين ومنهم عبد العزيز الرفاعي وعمر عبدالجبار وأحمد جمال يرحمهم الله جميعا وأنشأنا ما أسميناه (هيئة صندوق البر) وكنا نجتمع منذ ذلك الحين إلى الآن حيث تغير الكثير من الأعضاء وبقيت أنا مستمرا حيث أجد نفسي كثيرا في هذا العمل الخيري خصوصا أنه عمل تطوعي لا نستلم عليه ريالا واحدا منذ أن أنشئت هذه الجمعية وحتى الآن وهذا شرط أساسي لعمل أي عضو بالجمعية ويستثنى من ذلك الجهاز الوظيفي .
• كنتم تجمعون قبل ريال فلسطين؟
نعم قبل ذلك ولكن الحقيقة أن هذه الجمعية تلقت أول تبرع كبير من السيد حسن شربتلي يرحمه الله بمبلغ عشرة آلاف ريال وهو أمر لابد من ذكره لأن الناس ظلت تقول عن الرجل في حياته أنه كان بخيلا ولا يتبرع ولكن للأمانة والتاريخ فقد بدأ معنا واستمر داعما لنا بشكل شهري إلى أن توفي لدرجة أنه ظل يدفع لنا شهريا إلى أن توفي مبلغ (مائتي ألف) ريال شهريا، ولكن هذا التبرع انقطع بعد وفاته يرحمه الله فاتجهنا إلى بدائل أخرى.
لست نادما
• قبل أن أودعك أردت أن أعرف هل أنت نادم على عدم حضورك اجتماع الصلح الأخير بينك وبين أعضاء مجلس الإدارة الذي كان سيصلح العلاقة بينك وبينهم؟
لم أندم على اتخاذ ذلك القرار لأنني لم أخرج برغبتي من الندوة وإنما خرجت برغبة أناس احترقت من أجل صحيفتهم أكثر من عشرين عاما وعندما غادرت الندوة أخرجت من ذهني الموضوع نهائيا (فلا مصالحة ولا خصومة) .
• رفضت حتى محاولات التقريب بين وجهات النظر؟
لم أفهم محاولات التقريب وإلى أين يمكن أن تصل بي فأخذت مشلحي وغادرت مكتبي غير آسف على ماحدث لأنني أصررت على استقلالية الجريدة وكانوا هم يريدون خلاف ذلك.
• ومن وقف معك في تلك اللحظة؟
ثلث أعضاء المجلس ووزير الإعلام الأسبق علي الشاعر الذي أبلغهم أن من مصلحتهم ومصلحة الجريدة أن أستمر لكنهم بأغلبية الأصوات الأربعة عشر أصروا على مغادرتي، وفقا لنظام المؤسسات الصحفية.
• من الذين وقفوا ضدك؟
الناس يعرفونهم، وهم يعرفون أنفسهم جيدا .
• هل تعتقد أن الندوة خسرت بمغادرتك؟
أنا من يسأل هذا السؤال بعد أربعة وعشرين عاما، وعلى القراء أن يجيبوا عليه.