المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “برك زبيدة” منهل يروي الحجاج والأهالي بالماء العذب منذ 12 قرنًا


صقر الجنوب
28/03/2009, 12:49 PM
“برك زبيدة” منهل يروي الحجاج والأهالي بالماء العذب منذ 12 قرنًا


http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1238114170275852600.jpg (http://www.al-madina.com/node/120600)
الجمعة, 27 مارس 2009


محمد البشري - المحاني



اخذت «زبيدة» زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد على عاتقها توفير سلسلة من الخدمات على طول طريق الحاج من بغداد الى مكة المكرمة بمسافة الف واربعمائة كيلو متر، وقد أنفقت مبلغ الف الف دينار في مرافق مشروعها الخيري والمشتمل على قصور واستراحات للخلفاء والحجاج وعلامات للطرق يستهدي بها الحاج وعابر السبيل أثناء عبوره لذلك الطريق وسمى ذلك الطريق باسم (درب زبيدة) وبالرغم من فقدان بعض حلقات سلسلة الطريق وتحول بعضها الاخر الى اثار الا أن هناك جزئية وحلقة لازالت تؤدي وظيفتها التي أنشئت من أجلها ومنذ أكثر من الف ومئتي عام أي منذ بناء زبيدة لها الى يومنا هذا، وهي عبارة عن مجموعة من البرك تقع بالقرب من درب زبيدة الشهير الى الشمال الشرقي من الطائف وعلى بعد 95كم منها على يمين ويسار المتجه الى المحاني وتشتمل على بركتين إحداهما دائرية والأخرى مربعة وبجوارهما بركة حديثة انشئت في العهد السعودي الزاهر تختلف عنها في مادة البناء فقط وتماثلها حاليا في أداء الوظيفة علاوة على البرك الواقعة على يسار القادم من الطائف والمتجه الى المحاني والبرك عبارة عن مواضع عميقة مصممة بطرق هندسية تزيد مساحة البعض منها عن 900 متر مربع وعمرها حوالى الف ومئتي عام ومادة بنائها الاساسية الحجر والجص والهدف من إنشائها توفير مياه الشرب للحجاج والمسافرين حينذاك ومياهها مستمدة من السيول المتدفقة عقب سقوط الامطار عبر وادي العقيق ويتم جلبها بطريق السواقي الترابية السطحية التي تجلب الماء نحو البرك وتجف البرك عند الجفاف وتأخر سقوط الامطار وتستوعب كميات هائلة من المياه وتخزنها وتجعلها في متناول طالبيها من الحجاج والمسافرين لكي يروون عطشهم ويسقون مواشيهم وقوافلهم قديما وبعد تطور وسائل النقل ومد شبكات الطرق في العهد السعودي انحصر دور تلك البرك في تأمين المياه لاهالي البلدات والقرى المجاورة لها مثل المحاني والعدل وغيرها حيث يستخدمون مياهها لاغراض الشرب والاستخدامات المنزلية بالاضافة الى سقي مواشيهم.
أثر باقٍ من التاريخ
«المدينة» زارت المنطقة الواقعة فيها البرك والتقت ببعض الاهالي والزائرين هناك.
يقول قرناس صلا ان السيدة زُبيْدة بنت جعفر بن المنصور تزوجها هارون الرشيد عام سنة 165 هـ في خلافة المهدي ببغداد، واقام لها حفلة زواج تاريخية حضرها سكان بغداد جميعا. وعاشت واحدًا وسبعين عاما وعاصرت اثنا عشر خليفة. وكان زوجها الخليفة هارون الرشيد يحج عامًا ويجاهد عامًا، وهذا السيدة عندما مرت بطريق الحج تلمست احتياجات الحجاج وذللت لهم الصعاب ومهدت الطريق ووضعت العلامات والبرك والاستراحات. وتحدث عنها الكتّاب وتغنى بها الشعراء ودعا لها الحجاج لأكثر من الف عام. ومن البرك التي بنتها زبيدة بركتا العدل والتي تأخذ شكل المربع والاخرى الشكل الدائري ويقع بينهما قصر الخرابة الجميل بالقرب من قرية العدل على الطريق المتفرع من طريق الطائف- عشيرة - المحاني (درب زبيدة). ويتم سحب المياه الى البرك عن طريق تتبع مسار المياه وجذبه بواسطة سد ترابي يوجهه الى داخل البركة ومن الملاحظ أن ساقية الماء المسحوبة من وادي العقيق الى بركة القصر حظيت بعناية خاصة خلال عهد الملك فهد تزود البرك وهي قديمة بقدم برك زبيدة.
سقيا للأهالي
ويقع بين بركتي العدل قصر صغير يدهش الزائر بجمال وروعة تصميمه حيث أبوابه ونوافذه المصممة على شكل أقواس مبهرة وطريقة دخول الهواء له وخروجه منه يجعله كما لو زود بمكيف طبيعي ومن تحت أرضية القصر تمر قناتان للمياه تربط بين البركة المربعة التي تستقبل المياه من قناة الجلب وتعمل على تهدئة سرعة تيار الماء وترسيب أكبر قدر من الطمي والشوائب بداخلها (فلتر) ثم يمر الماء عبر تلك القناتين الى البركة المستديرة المزودة بعدد من عتبات الدرج التي تسهل الحصول على الماء دون الحاجة الى الدلو ومادة البناء هي صخور البازلت والجص ثم بني من صخور البازلت والجص وحول برك زبيدة الواقعة بالعدل في وادي العقيق على يسار المتجه الى المحاني بحوالى 50 كم توجد بركتان عملاقتان تستمد ماءها من وادي العقيق عبر سَوَاقٍ ترابية وتأخذ الشكل المربع وتزدحم بأصحاب المواشي والوايتات حيث يقومون بتعبئة صهاريجهم المختلفة الاحجام بواسطة مضخات محمولة خاصة الزائر لتلك المنطقة يجد الاشجار الكثيفة على امتداد بطن وجوانب وادي العقيق خصوصا حول البرك حيث يكثر هناك الزوار خلال فصل الشتاء الذي يصيب الوادي فيه مطر وفير ويجري معه سيل كبير وعلى الضفة الغربية لوادي العقيق هناك عدد من المباني القديمة المتهاوية أركانها والمتناثر أجزاؤها والتي لم يبق منها سوى أطلالها إضافة الى عدد من المقابر مما يوحي أن هناك أقوامًا كانوا يسكنونها.
مذاق خاص
ويقول عبدالله بن شمروخ العتيبي إن مياه البرك تعد المصدر الرئيسي لشرب سكان المحاني وما حولها بالاضافة الى أنها مصدر لشرب المواشي، ولمائها مذاق خاص خصوصا عندما يتم تنقيته وترشيحه ويفوق مياه الابار بكثير مشيرا الى أهمية أخذ الحيطة والحذر من المتنزهين من الانزلاق في تلك البرك لأنها عميقة وداخلها بعض الرواسب الطينية التي تؤدي الى غرق من يهوي فيها حتى ولو كان ممن يجيد السباحة، والسواح الراغبون في مشاهدتها يمكنهم الوصول اليها إن كانو من مدينة جدة عبر عسفان الى هدى الشام ومدركة ومن ثم البرك او عن طريق الطائف عشيرة ومن ثم التوجه نحو المحاني. الجدير بالذكر أن درب زبيدة وما يوجد فيه من اثار يلاقي اهتماما كبيرا من حكومة المملكة من اجل المحافظة على هذا الارث الاسلامي الفريد العظيم.

المزيونه
28/03/2009, 02:16 PM
سبحان الله

تسلم عل الطرح