د/ أبو عبدالمحسن
08/04/2009, 11:25 PM
مفهوم الحكمة والموعظة:
كلما كان هناك ارتباط بني الموعظة والحكمة فإنه يحسن في هذا المقام بيان معناهما،ووجه الترابط بينهما.
والحكمة هي:
معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).وأفضل العلوم علم الكتاب والسنة وقيل أن الحكمة هي: المقالة المحكمة الصحيحة،وهي الدليل الموضح للحق المزيل للشبهة[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2).
ومن معاني الحكمة:
العلم والفقه،والإصابة في القول [ وقد أورد ابن الجوزي في معنى الحكمة عشر قولاً[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3).والموعظة هي:النصح والتذكير بالعواقب،وهي تذكير للإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4).
ومن ذلك يتضح أن الحكمة والموعظة هي:
القول السديد الذي يرفق القلوب،ويحفزها لطاعة الله تعالى.والموعظة مرتبطة بالحكمة تماماً،لأن الواعظ إذا فقد الحكمة ربما وضع الأمر في غير موضعه،وأساء في ذلك باختيار الوقت غير المناسب والألفاظ غير الملائمة الحال (المدعو والمكان الذي لا يتناسب الحال فمن هنا تلازمت الموعظة والحكمة قال تعالى:{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)}
أهمية الموعظة:
إن في القلوب شفافية عجيبة،تظهر وتتأثر بالكلمات الرقيقة وبالموافق المؤلمة التي تستعطف العواطف فتعدو بها نحو الخير،وفي الجانب الآخر تجد في القلوب قسوة عجيبة حتى إن بعضها كالصخور الصلدة،أو اشد من ذلك،وقد بين الله تعالى حال تلك القلوب من حيث اللين والقسوة،فقال تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)}.فهذا يتمثل في قلوب الذين يخافون مقام الله تعالى،فتجد قلوبهم تتأثر بكلام الله عزل وجل ويستجيثها ما فيه من الوعد والوعيد،وترى المبتعد عن سماع كلام الله تعالى في قلبه قسوة،فهوي قتل ويبطش ويظلم،دون وازع يردعه.قال عزل وجل عن قسوة قلوب بني إسرائيل{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)}.فبعض القلوب القاسية لا يلينها إلا المواعظ بما في كتاب الله تعالى وبما في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،حيث قال تعالى عن تأثير القرآن الكريم على الجبال {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.(انظر:الناس في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي فإن هذا القرآن له تأثير عليها،فلو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله تعالى،أي لكمال تأثيره في القلوب،فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق،وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها،وهي من أسهل شيء على النفوس[8] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8).إذاً فهذه الثقافة التي في القلوب داعية إلى استخدام المواعظ المؤثرة التي تبين لها الطريق وتردها للحق،كما إن القسوة القلبية التي توجد في بعض القلوب في أمس الحاجة إلى المواعظ القرآنية والنبوية التي تقتلها من حماة الرذيلة وانحراف العقيدة إلى سبل السلام والهداية.
أركان الموعظة:
يختلف الموعظة أسلوباً،ومحتوى بحسب حالة الموعوظ ثم يظهر تأثيرها بحسب إخلاص الواعظ ومهمة لمن يرشده،وبراعته الوعظية والعلمية والموجز عنها فيما يلي:
أ ـ الواعظ:
يعتبر الواعظ هو المترجم لمحتويات الموعظة،صوتاً ولفظاً،وبقدر علمه وبراعته في الإلقاء،واختيار الوقت والموقف يكون أثر الموعظة،كما أن لأخلاقه وسيرته الحسنة الأثر الفاعل في تفاعل الموعظين بما يقول،فالشخص الذي عرض بلفظه المبادة،وقسوة التعامل ينفر الناس منه ومما يقول،وقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً دائماً وقدوة سامية في جميع الجوانب،قال الله تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[9] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9)}.
ب- الموعوظ:
يتباين الأفراد من حيث دقة قلوبهم،ومن حيث معاندتهم للحق،ومن حيث علمهم وجهلهم بالأمور الشرعية.ولكي تنجح موعظة المربي وتؤثر في قلب من يعظه لا بد أن يكون عارفاً لحالة المتربي وأحواله،والتي منها:
1_إما أن يكون طالباً للحق محباً له،مؤثراً على غيره إذا عرفه،فهذا لا يحتاج إلى جدال وإنما يحتاج إلى تعلم وتبصير،مع موعظة تشحذ همته وتثير عواطفه نحو تطبيق ما عرف.
2_وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق،لكن لو عرفه أثره واتبعه،فهذا لا يحتاج إلى الموعظة المليئة بالترغيب والترهيب،بحيث تثير عواطفه للإقلاع عن ما هو مشتغل به عن الحق،وإيثار الآخرة والعمل لها.
3_وإما أن يكون الموعوظ معانداً معارضاً،فهذا يجادل بالتي هي أحسن[10] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10).مع قدر كبير من الوعظ الذي يرغبه في قبول الحق والاستسلام له،وترهيبه إن حاد عن الطريق،واتبع غير سبيل المؤمنين.
ج- الموعظة:
لكي تؤتي الموعظة أكلها بإذن ربها،لا بدون أن تكون بعيدة عن الإطالة من غير حاجة وضرورة ملحة،وعن التكرار الممل،وأن تناسب المقام والحال،وأن تكون نابعة من قلب مخلص،ومتنوعة في محتواها،مشتملة على شيء من الترغيب والترهيب،ومتضمنة للعبرة التي تحرك الوجدان،وعلى ضرب الأمثال التي توضح وتقرب المعنى وتؤثر في أولى الألباب،وعلى القصة الواعظة التي تستثير القلوب،وتشحذ الهمم نحو التمسك بالحق وإن استثقلته النفس.
د/احمد بن صالح زارب(ابو عبدالمحسن)
[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)[ ابن منظور،لسان العرب،12/140]
[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)[الزمخشري ،الكشاف،2/349]
[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[ أنظر زاد المسير في علم التفسير ،1/280]
[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4)[ ابن منظور،لسان العرب،7/466]
[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5)[سورة النحل ،أية:125]
[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6)[سورة الزمر،أية:23]
[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7)[سورة البقرة،أية 74]
[8] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8)[انظر: السعدي،تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (5/213-214)]
[9] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9)[سورة آل عمران: الآية 159]
[10] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10)[انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد،لعبد الرحمن حسن أل الشيخ،ص11
كلما كان هناك ارتباط بني الموعظة والحكمة فإنه يحسن في هذا المقام بيان معناهما،ووجه الترابط بينهما.
والحكمة هي:
معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).وأفضل العلوم علم الكتاب والسنة وقيل أن الحكمة هي: المقالة المحكمة الصحيحة،وهي الدليل الموضح للحق المزيل للشبهة[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2).
ومن معاني الحكمة:
العلم والفقه،والإصابة في القول [ وقد أورد ابن الجوزي في معنى الحكمة عشر قولاً[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3).والموعظة هي:النصح والتذكير بالعواقب،وهي تذكير للإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4).
ومن ذلك يتضح أن الحكمة والموعظة هي:
القول السديد الذي يرفق القلوب،ويحفزها لطاعة الله تعالى.والموعظة مرتبطة بالحكمة تماماً،لأن الواعظ إذا فقد الحكمة ربما وضع الأمر في غير موضعه،وأساء في ذلك باختيار الوقت غير المناسب والألفاظ غير الملائمة الحال (المدعو والمكان الذي لا يتناسب الحال فمن هنا تلازمت الموعظة والحكمة قال تعالى:{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)}
أهمية الموعظة:
إن في القلوب شفافية عجيبة،تظهر وتتأثر بالكلمات الرقيقة وبالموافق المؤلمة التي تستعطف العواطف فتعدو بها نحو الخير،وفي الجانب الآخر تجد في القلوب قسوة عجيبة حتى إن بعضها كالصخور الصلدة،أو اشد من ذلك،وقد بين الله تعالى حال تلك القلوب من حيث اللين والقسوة،فقال تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)}.فهذا يتمثل في قلوب الذين يخافون مقام الله تعالى،فتجد قلوبهم تتأثر بكلام الله عزل وجل ويستجيثها ما فيه من الوعد والوعيد،وترى المبتعد عن سماع كلام الله تعالى في قلبه قسوة،فهوي قتل ويبطش ويظلم،دون وازع يردعه.قال عزل وجل عن قسوة قلوب بني إسرائيل{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)}.فبعض القلوب القاسية لا يلينها إلا المواعظ بما في كتاب الله تعالى وبما في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،حيث قال تعالى عن تأثير القرآن الكريم على الجبال {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.(انظر:الناس في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي فإن هذا القرآن له تأثير عليها،فلو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله تعالى،أي لكمال تأثيره في القلوب،فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق،وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها،وهي من أسهل شيء على النفوس[8] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8).إذاً فهذه الثقافة التي في القلوب داعية إلى استخدام المواعظ المؤثرة التي تبين لها الطريق وتردها للحق،كما إن القسوة القلبية التي توجد في بعض القلوب في أمس الحاجة إلى المواعظ القرآنية والنبوية التي تقتلها من حماة الرذيلة وانحراف العقيدة إلى سبل السلام والهداية.
أركان الموعظة:
يختلف الموعظة أسلوباً،ومحتوى بحسب حالة الموعوظ ثم يظهر تأثيرها بحسب إخلاص الواعظ ومهمة لمن يرشده،وبراعته الوعظية والعلمية والموجز عنها فيما يلي:
أ ـ الواعظ:
يعتبر الواعظ هو المترجم لمحتويات الموعظة،صوتاً ولفظاً،وبقدر علمه وبراعته في الإلقاء،واختيار الوقت والموقف يكون أثر الموعظة،كما أن لأخلاقه وسيرته الحسنة الأثر الفاعل في تفاعل الموعظين بما يقول،فالشخص الذي عرض بلفظه المبادة،وقسوة التعامل ينفر الناس منه ومما يقول،وقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً دائماً وقدوة سامية في جميع الجوانب،قال الله تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[9] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9)}.
ب- الموعوظ:
يتباين الأفراد من حيث دقة قلوبهم،ومن حيث معاندتهم للحق،ومن حيث علمهم وجهلهم بالأمور الشرعية.ولكي تنجح موعظة المربي وتؤثر في قلب من يعظه لا بد أن يكون عارفاً لحالة المتربي وأحواله،والتي منها:
1_إما أن يكون طالباً للحق محباً له،مؤثراً على غيره إذا عرفه،فهذا لا يحتاج إلى جدال وإنما يحتاج إلى تعلم وتبصير،مع موعظة تشحذ همته وتثير عواطفه نحو تطبيق ما عرف.
2_وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق،لكن لو عرفه أثره واتبعه،فهذا لا يحتاج إلى الموعظة المليئة بالترغيب والترهيب،بحيث تثير عواطفه للإقلاع عن ما هو مشتغل به عن الحق،وإيثار الآخرة والعمل لها.
3_وإما أن يكون الموعوظ معانداً معارضاً،فهذا يجادل بالتي هي أحسن[10] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10).مع قدر كبير من الوعظ الذي يرغبه في قبول الحق والاستسلام له،وترهيبه إن حاد عن الطريق،واتبع غير سبيل المؤمنين.
ج- الموعظة:
لكي تؤتي الموعظة أكلها بإذن ربها،لا بدون أن تكون بعيدة عن الإطالة من غير حاجة وضرورة ملحة،وعن التكرار الممل،وأن تناسب المقام والحال،وأن تكون نابعة من قلب مخلص،ومتنوعة في محتواها،مشتملة على شيء من الترغيب والترهيب،ومتضمنة للعبرة التي تحرك الوجدان،وعلى ضرب الأمثال التي توضح وتقرب المعنى وتؤثر في أولى الألباب،وعلى القصة الواعظة التي تستثير القلوب،وتشحذ الهمم نحو التمسك بالحق وإن استثقلته النفس.
د/احمد بن صالح زارب(ابو عبدالمحسن)
[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)[ ابن منظور،لسان العرب،12/140]
[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)[الزمخشري ،الكشاف،2/349]
[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[ أنظر زاد المسير في علم التفسير ،1/280]
[4] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4)[ ابن منظور،لسان العرب،7/466]
[5] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5)[سورة النحل ،أية:125]
[6] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6)[سورة الزمر،أية:23]
[7] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7)[سورة البقرة،أية 74]
[8] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8)[انظر: السعدي،تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (5/213-214)]
[9] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9)[سورة آل عمران: الآية 159]
[10] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10)[انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد،لعبد الرحمن حسن أل الشيخ،ص11