صقر الجنوب
09/04/2009, 01:53 PM
السمكرة.. مهنة تراثية تساير المدنية
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1239211280070178700.jpg (http://www.al-madina.com/node/125207)
الخميس, 9 أبريل 2009
عصام الحيدري - المدينة المنورة
السمكري هو صاحب مهنة قديمة يقصد بها من طرق وعمل أشكال وأدوات متعددة من الزنك أو الصاج، والمعروف لدى العامة باسم التنك. وكان موقع “السمكرية” من أرباب تلك المهنة في المدينة المنورة معروفاً في سوقها القديم المتفرع من شارع العينية، حيث يكثرون هناك ويقدمون منتجاتهم الجاهزة، كما أنهم على أتم الاستعداد لتفصيل ما يرغبه الزبون من أدوات ومعدات.
وفي أحد مهرجانات التراث التي أقيمت في طيبة كان هناك عرض للحرفيين القدامى ومن ضمنهم كان العم حسن محمد علي الذي مارس هذه الحرفة منذ ما يقارب الخمسين عاماً ليشرح لنا مهنة السمكري، ويقول: السمكري لم يكن أحد يستغني عنه وعن منتجاته التي تجدها قديماً في كل المنازل فنقوم بعمل دلال القهوة والمحاميص التي يحمص بها البن وكذلك مواعين السمن والمحاقن (القمع) وكذلك كنا نقوم بعمل بيوت للساعات أي ساعات المنبه الكبيرة، وكذلك نقوم بعمل السماور ومرافع الشِراب والأزيار (القاعدة)، وكذلك المسارج، أي اللمبات القديمة التي كان الناس يستضيئون بها وتسمى بالفوانيس، وأيضاً نقوم بصنع تنكة الماء التي يحملها السقا وتعرف باسم الزفـّه وكل ذلك يتطلب جهداً وعملاً متقناً فعلى سبيل المثال عندما يطلب منا عمل دلة قهوة فإننا نقوم أولاً بعمل القاعدة ثم البدنة أو وعاء الدلة ثم اليد ثم المفصلة التي تجمع بين البدنة وغطاء الدلة، ثم نقوم بعمل المصب ثم نقوم بعملية اللحام وعملية اللحام يجب أن تكون بدقة متناهية حتى لا تتسرب القهوة من الدلة وطريقة اللحام تكون بإذابة الرصاص المخلوط مع القصدير وكنا نستخدم الجمر في إذابة الرصاص وليس الغاز ونرى أن ذلك أفضل في إذابة الرصاص وفي عملية اللحام يوضع الرصاص المذاب بطريقة فنية بحيث لا يؤذي الزنك إذ إنه بالإمكان يثقب الزنك أو أن يشوه منظر الدلة عند زيادة اللحام دون داعٍ.
أما عن المعدات التي يستخدمها السمكري فيقول العم حسن: لا يستغني السمكري عن قطعة الحديد المتواجدة في جميع محلات السمكرية وتسمى بالسندان وهي ما نقوم بطرق الزنك أو الصاج عليها ونشكله حسب الأشكال والأدوات المطلوبة ولابد من وجود عدد من المطارق المختلفة الأحجام والإستعمالات حيث إن هناك مطارق تستعمل لثني الزنك ومطارق أخرى للزخرفة والنقش والسندان له طرفان مدببان نسميه بالظفر وذلك للانثناءات الخفيفة التي غالباً ما تكون في الأجزاء الدقيقة من الدلال أو المسارج أو الفوانيس.
أما عن هذه المهنة حالياً فقد تغير مسماها فلا تعرف الأجيال الجدد مهنة السمكرية وإن كانت ما زالت موجودة حتى الوقت الحاضر مع اختلاف في المنتجات. وإن كان قد انحصرت منتجات الزنك والصاج على الحقائب الكبيرة التي في الغالب يستعملها البادية في تحميل أغراضهم من المدينة، وبعض الحقائب نقوم بتلوينها والرسم عليها، وكذلك نصنع من الصاج خزانات المياه وإن كانت مادة الفايبرجلاس هي الغالبة الآن، ولكن ما زالت المطاعم تحتاج الأنابيب والممرات الطويلة المصنوعة من الزنك التي تستعمل في إخراج الدخان من داخل المطعم إلى أعلى ويمكن لأي شخص أن يراها تعلو المطاعم أضف إلى ذلك أننا نقوم بعمل حصالات النقود للأطفال ومناقل وأسياخ الشواء.
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1239211280070178700.jpg (http://www.al-madina.com/node/125207)
الخميس, 9 أبريل 2009
عصام الحيدري - المدينة المنورة
السمكري هو صاحب مهنة قديمة يقصد بها من طرق وعمل أشكال وأدوات متعددة من الزنك أو الصاج، والمعروف لدى العامة باسم التنك. وكان موقع “السمكرية” من أرباب تلك المهنة في المدينة المنورة معروفاً في سوقها القديم المتفرع من شارع العينية، حيث يكثرون هناك ويقدمون منتجاتهم الجاهزة، كما أنهم على أتم الاستعداد لتفصيل ما يرغبه الزبون من أدوات ومعدات.
وفي أحد مهرجانات التراث التي أقيمت في طيبة كان هناك عرض للحرفيين القدامى ومن ضمنهم كان العم حسن محمد علي الذي مارس هذه الحرفة منذ ما يقارب الخمسين عاماً ليشرح لنا مهنة السمكري، ويقول: السمكري لم يكن أحد يستغني عنه وعن منتجاته التي تجدها قديماً في كل المنازل فنقوم بعمل دلال القهوة والمحاميص التي يحمص بها البن وكذلك مواعين السمن والمحاقن (القمع) وكذلك كنا نقوم بعمل بيوت للساعات أي ساعات المنبه الكبيرة، وكذلك نقوم بعمل السماور ومرافع الشِراب والأزيار (القاعدة)، وكذلك المسارج، أي اللمبات القديمة التي كان الناس يستضيئون بها وتسمى بالفوانيس، وأيضاً نقوم بصنع تنكة الماء التي يحملها السقا وتعرف باسم الزفـّه وكل ذلك يتطلب جهداً وعملاً متقناً فعلى سبيل المثال عندما يطلب منا عمل دلة قهوة فإننا نقوم أولاً بعمل القاعدة ثم البدنة أو وعاء الدلة ثم اليد ثم المفصلة التي تجمع بين البدنة وغطاء الدلة، ثم نقوم بعمل المصب ثم نقوم بعملية اللحام وعملية اللحام يجب أن تكون بدقة متناهية حتى لا تتسرب القهوة من الدلة وطريقة اللحام تكون بإذابة الرصاص المخلوط مع القصدير وكنا نستخدم الجمر في إذابة الرصاص وليس الغاز ونرى أن ذلك أفضل في إذابة الرصاص وفي عملية اللحام يوضع الرصاص المذاب بطريقة فنية بحيث لا يؤذي الزنك إذ إنه بالإمكان يثقب الزنك أو أن يشوه منظر الدلة عند زيادة اللحام دون داعٍ.
أما عن المعدات التي يستخدمها السمكري فيقول العم حسن: لا يستغني السمكري عن قطعة الحديد المتواجدة في جميع محلات السمكرية وتسمى بالسندان وهي ما نقوم بطرق الزنك أو الصاج عليها ونشكله حسب الأشكال والأدوات المطلوبة ولابد من وجود عدد من المطارق المختلفة الأحجام والإستعمالات حيث إن هناك مطارق تستعمل لثني الزنك ومطارق أخرى للزخرفة والنقش والسندان له طرفان مدببان نسميه بالظفر وذلك للانثناءات الخفيفة التي غالباً ما تكون في الأجزاء الدقيقة من الدلال أو المسارج أو الفوانيس.
أما عن هذه المهنة حالياً فقد تغير مسماها فلا تعرف الأجيال الجدد مهنة السمكرية وإن كانت ما زالت موجودة حتى الوقت الحاضر مع اختلاف في المنتجات. وإن كان قد انحصرت منتجات الزنك والصاج على الحقائب الكبيرة التي في الغالب يستعملها البادية في تحميل أغراضهم من المدينة، وبعض الحقائب نقوم بتلوينها والرسم عليها، وكذلك نصنع من الصاج خزانات المياه وإن كانت مادة الفايبرجلاس هي الغالبة الآن، ولكن ما زالت المطاعم تحتاج الأنابيب والممرات الطويلة المصنوعة من الزنك التي تستعمل في إخراج الدخان من داخل المطعم إلى أعلى ويمكن لأي شخص أن يراها تعلو المطاعم أضف إلى ذلك أننا نقوم بعمل حصالات النقود للأطفال ومناقل وأسياخ الشواء.