تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسلوب التربية بالأحداث:


د/ أبو عبدالمحسن
09/04/2009, 10:30 PM
تتخذ التربية الإسلامية من الأحداث أسلوباً هاماً لتربية المسلم الواعي وذلك الأحداث تحوي العديد من الصهر والعظات الأخلاقية والاجتماعية لكل إنسان يتأمل ويدرك ما حدث للآخرين نتيجة أفعالهم.ويقدم القرآن الكريم آيات كثيرة مرتبطة بأحداث وقعت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وما يجب أن يعتبر به المتأمل لهذه الأحاديث وما فيها من دروس كثيرة ومنها الآيات التي نزلت في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكدة أن الإيمان بالله تعالى مفتاح النصر وأن الكثرة العددية مع الإعجاب بالنفس لا تغني شيئاً وأن القلب الموصول بالله تعالى مع الأخذ بأسباب القوة ينتصر بتوفيق الله،يقول الله تعالى:{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ* ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)}.وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع هذه دون أن يجعل منه درساً بليغاً وموعظة مؤثرة ومن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم يوم أهم قريشاً شأن المرأة المخزومية التي سرقت وعز عليهم ذلك تنفيذ فيها عقوبة القطع التي أمر الله فيها كتاب للسارق والسارقة ولجأرا إلى أسامة بن زيد حب صلى الله عليه وسلم يشفعونه هذا الأمر الخطير أن يعفي المرأة من حد القطع ويقبل منها أي عقوبة أخرى ناسين أن العقوبة شيء وإقامة حد الله تعالى شيء أخر فكان لا بد من درس مبدئي يثبت معنى المساواة في العقوبات ويزيل أوهام الفوارق الطبقية بين الناس.وقد جاء الدرس التربوي في حينه وموضعه فسمعته الآذان وفقهته العقول ووعته القلوب "أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ؟ إنما أهلك من كان قبلكم أن كانوا إذا سرق فيها الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها [2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)".ومن الأحداث التي وقعت كسوف الشمس في نفس اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ذلك مناسبة ليقول القائلون إننا كسفت لموت إبراهيم،وكان مثل هذا الاعتقاد سائداً في الجاهلية فانكساف الشمس أو القمر لموت عظيم من العظماء ولو كان صلى الله عليه وسلم من أولئك الذين يبنون لأنفسهم عظمة زائفة لوافق على ذلك،ولكنه انتهز هذه الفرصة ليصحح المفاهيم ويطارد الخرافة ويقرر الحقيقة العلمية،فقال صلى الله عليه وسلم " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسف لموت أحد أو حياته[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)).
د/احمد صالح زارب(ابو عبدالمحسن)

[1] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)[سورة التوبة: آية 25-26]

[2] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)[صحيح البخاري،ج8،كتاب أحاديث الأنبياء ص199]

[3] (http://ruba3.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)[ صحيح البخاري ،المرجع السابق]

همسة شوق
10/04/2009, 03:12 AM
يسلمووووو على موضوعك
وجزاااااااك الله خير ......

جابر
11/04/2009, 03:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عاشق الـجـنـ07ـوب
11/04/2009, 01:08 PM
جــ الله خيرـــزاك
مشكووور يعطيك العافية.
تحياتيـ.