صقر الجنوب
12/04/2009, 03:32 PM
بدأ مشروعه بألفي ريال اقترضها من والدته
زيدان العنزي شاب سعودي حول هوايته إلى مهنة تُدر ملايين الريالات
http://www.alaswaq.net/files/image/large_22847_22632.jpg
الرياض – محمود علي
لم يدر بخلد ابن قرية العلا زيدان عوض العنزي -27 عاما- أن تقوده هوايته التي كان يمارسها في وقت فراغه إلى احتراف ومهنة بدأها بألفي ريال لا غير، لتدر عليه بعد ذلك ملايين الريالات عبر ما ينفذه من تصاميم خاصة، وما فاز به من مناقصات حكومية، إضافة إلى إشادة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بما أنجز من أعمال تراثية (الدولار يعادل 3.75 ريالات).
من الهواية إلى الاحتراف
هوى زيدان العنزي منذ صغره أعمال الديكور والآثار وترميم المباني الطينية وصنع الأدوات التراثية التي برز فيها خلال أيام الدراسة الابتدائية والمتوسطة، عبر مشاركته بأعمال زخرفية وتراثية نالت إعجاب مدرسيه وزوار المدرسة، وعرضت في معارض مدرسية، ولاحت بوادر احترافه لها في المرحلة الثانوية، إذ التحق ببرامج الشباب الموهوبين وفاز بالمركز الأول ضمن أحد هذه البرامج، وظل الأمر كذلك إلى أن قرر التفرغ لهذه المهنة واتخاذها طريقا للنجاح وتحقيق ما يؤمّن مستقبله.
عندما يتحدث العنزي عن الأعمال الحجرية والنخيل وأنواع الجريد والأبواب المزخرفة والمباني الطينية وغيرها من الأعمال التراثية، تخال للوهلة الأولى أنك تجلس إلى أكاديمي متخصص في هذه الأعمال لا إلى شاب لم يكمل تعليمه الثانوي، إلا أنه أخلص لها كمهنة أحبها وعزم على النجاح فيها.
عن الخطوة الأولى في احتراف هذا العمل، يقول العنزي "كانت البداية عندما طلب مني أحد الأهالي صنع مشب (مدفأة) في بيته، ولكن كان يلزمني أن أشتري الأدوات الخاصة بها، التي تكلف بداية ما يوازي ألفي ريال، ولم أكن أمتلك منها ريالا واحدا، فأخذتها من والدتي على سبيل السلف، وصنعت المشب الذي لاقى استحسان كثير من الأهالي وسكان القرية الذين رأوه".
وأوضح أن "التحول الأهم جاء عند طريق أحد مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار الذين رأوا عملي، فحدثني وطلب مني أن أحضر إلى الهيئة وأصمم لهم نموذجاً اختبارياً، فصنعته لهم وأبدوا إعجابهم به".
وتابع "بدأت الهيئة معي بمشاريع بسيطة تقدر بـ12 ألف ريال ثم 40 ألفاً، ومع إعجابهم بالعمل قاموا بتوقيع عقد معي بمئة ألف، وبعدما أتممته ما كادوا يصدقون أنني ومعي رفاقي من قام بهذه الأعمال وأنها صنع يدوي، فطلبوا مني القدوم إلى الرياض، ووقعوا معي عقداً بمليون ونصف المليون".
(http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/11/22632.html#000)العقبات وعوامل النجاح
وأكمل العنزي "إلى جانب ما سبق رست مناقصة من وزارة البلدية علينا، ووقعت عقدها بمليوني ريال، كما اتصلت بي إمارة المدينة وطلبت مني القيام بأعمال ترميم وتطوير بالجنادرية، وهذه ثقة غالية وتلقي مسؤولية جسيمة علي، إضافة إلى طلب ترميم المنطقة التاريخية في قصر الإمارة في المدينة المنورة، إلى جانب عرض من شركة تبوك للاستثمار والسياحة لإجراء مجموعة من الأعمال لصالحها ولكن لم أوقع عقدها بعد".
وعن ورشته الحالية، قال "الحمد لله من لا شيء استطعت الآن أن يكون لدي ورشة فيها آلات بأكثر من مليون ريال، وهو مبلغ ليس كبيرا ولكن مع الوقت نكمل كل احتياجات ورشتنا".
وفيما يخص العوامل المساعدة له على النجاح قال "من عوامل نجاحي في هذه المهنة بعد الله حبي الشديد لهذه المهنة وتوفيق الله لي في العمل والبدء مع هيئة السياحة، إذ لها الفضل علي بعد الله بمساندتها لي، وهي من أعطتني الفرصة"، لافتاً إلى ما واجهه من مصاعب وعقبات "لناحية صعوبة الخوض في عمل مثل هذا مع ضعف الإمكانات، والدعم الذي لاقيته من الهيئة أحد عوامل نجاحي في هذا المجال".
وقال "بدأت حياتي العملية واضعاً في اعتباري أن لدي زوجة وطفلين وضرورة أن "أكفّي" بيتي، وألا أكون في حاجة إلى أحد، فعند بداية مشروعي كنت أعمل مع العمال يدي بيدهم حتى إنهم كانوا يستغربون كيف أني سعودي وأعمل كأقل واحد منهم بهذا الشكل، إذ للأسف يعتقد كثيرون أن الشباب السعودي لا يريد إلا الكرسي الدوار والمكيف وهذا غير صحيح".
وأشار العنزي إلى عوامل كثيرة ساهمت في وضعه على الطريق الصحيح، قائلا "كنت منذ البداية أحاول أن أسخر ما أدرك أنه في إمكاني لتحقيق النجاح في هذا العمل، وكانت هناك عوامل ساعدت في نجاحي، على رأسها توجيه المسؤولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار لي مثل الدكتور علي غبان والدكتور حسين أبو الحسن وغيرهما، وزيارتهم المستمرة لنا ودعمنا بكل ما أتيح لهم، ومن حبي للعمل معهم أنني كنت أرافقهم ومعهم الخبراء الفرنسيون أثناء أعمال الترميم في القرى التراثية، واستفدت من ذلك كثيرا، إضافة إلى وقفة المتحف الوطني معنا وما زودنا به من كتب اعتمدنا عليها في عملنا، ومنحتني خبرة سنوات طويلة ما كان من الممكن أن أحصل عليها في هذه الفترة البسيطة، وهذه عوامل مهمة".
(http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/11/22632.html#000)موقف طريف مع الفرنسيين
وتابع "على رغم أنني لم أدرس الآثار ولم أكمل دراستي لأسباب خارجة عن إرادتي إلا أنني درستها ميدانيا، وكان هؤلاء الخبراء هم مدرّسِيَّ ومرشديَّ وسبب نجاحي هذا، خاصة أنني كنت دائما أسألهم وأستفيد مما يوجهونني به هم وكبار السن في العلا، كأسرار الشجر وأسرار النخيل وأنواعها وما يصلح لعملي وما لا يصلح لصنع الأبواب ووقتها والمدة المطلوبة ووقت القص وغير ذلك".
وروى العنزي قصة طريفة له في صحبته للمسؤولين بالهيئة والخبراء الفرنسيين، فقال "عند اختيار الطينة المطلوبة للترميم في منازل العلا التي تعتمد على نسب معينة للون الطينة وطبيعتها ونسبة الملوحة فيها، اختار الخبراء الفرنسيون عدة مواقع وكنت معهم واخترت موقعاً، ومن فحص العينات اتضح أن الموقع الذي اخترت كان الأفضل من حيث النوعية المطلوبة لإجراء أعمال الترميم عند صيانة المنازل".
وأوضح العنزي أن بعض ما نفذه من أفكار في أعمال التراث والترميم عن طريق استخدام الطبيعة وتسخيرها في هذه الأعمال بما يجعلها تعيش أطول، قائلا "بدلاً من أن أعمل جذعاً من الإسمنت ويبقى بضع سنوات ما المانع أن أستخدم جذعا حقيقيا يبقى مئات السنين، وفي الوقت نفسه يقدم نوعا متميزا من التراث والديكور، ونحاول أن نثبت للعالم أن لدينا حضارة من آلاف السنين هي في حاجة فقط إلى من يحييها، وأنا ذهبت إلى بلدان عدة للاطلاع على تجاربهم ووجدتهم يستغلون أشياء بسيطة يعملون منها مواد تراثية جميلة من تحف ومظلات وغيرها، فما بالنا بالعلا وهي تمتلك من المقومات التراثية ما يفوق ذلك بكثير؟!".
وأضاف "نعمل الآن على مشروع جديد في النحت، واستقدمنا آلة من ألمانيا، وهي والحمد لله غير مكلفة واختبرناها وهي تعمل بنسبة مئة في المئة، وسنستفيد منها كثيرا في هذا المشروع".
(http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/11/22632.html#000)مشروع تدريب الشباب
وأشار إلى سعيه الآن ومن معه من الشباب السعودي إلى أن يكونوا أشبه بمعهد لتعليم أعمال الترميم والتراث، لافتاً إلى أنه ومعه سبعة آخرون قائمون على العمل معه في مشروعه لا يسعون منها للربح، "ولكن هدفنا أن يعلم الجميع ما يستطيعه الشاب السعودي وقدراته، ويفخر كل منا بسعوديته ونخرّج شباباً قادرين على الإبداع في هذا المجال".
ولفت العنزي إلى ترحيبه بانضمام كل راغب من الشباب إلى مجموعتهم، "ولكن الأهم أن يعلم المنضم إلينا أن العمل ليس سهلا ويحتاج إلى صبر وجهد في البداية حتى يتسنى له النجاح، فهناك الغبار والانهيارات وبعض المناطق الآيلة للسقوط التي نعمل على ترميمها، ولكن في المقابل نحن نضع جانب الأمان دليلا وعاملا رئيسا في اعتبارنا خلال عملنا، والحمد لله لنا سنوات نعمل ولم تسجل حالة إصابة عمل واحدة إلى الآن".
وتوجه للشباب بالقول "عندما جاءتني الفرصة تمسكت بها واستطعت أن أثبت وجودي، وأعلم أن هناك من الشباب من هم أمهر وأفضل ولديهم الكثير من الأفكار والابتكارات التي تخدمهم وتخدم بلدنا كثيرا، ولكن الأمر يحتاج إلى الفرصة، فأطالبهم بالسعي خلفها والصبر عليها، فالنجاح مطلب عزيز، ولا يتأتى إلا لمن ثابر وجاهد لتحقيقه".
العربية
زيدان العنزي شاب سعودي حول هوايته إلى مهنة تُدر ملايين الريالات
http://www.alaswaq.net/files/image/large_22847_22632.jpg
الرياض – محمود علي
لم يدر بخلد ابن قرية العلا زيدان عوض العنزي -27 عاما- أن تقوده هوايته التي كان يمارسها في وقت فراغه إلى احتراف ومهنة بدأها بألفي ريال لا غير، لتدر عليه بعد ذلك ملايين الريالات عبر ما ينفذه من تصاميم خاصة، وما فاز به من مناقصات حكومية، إضافة إلى إشادة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بما أنجز من أعمال تراثية (الدولار يعادل 3.75 ريالات).
من الهواية إلى الاحتراف
هوى زيدان العنزي منذ صغره أعمال الديكور والآثار وترميم المباني الطينية وصنع الأدوات التراثية التي برز فيها خلال أيام الدراسة الابتدائية والمتوسطة، عبر مشاركته بأعمال زخرفية وتراثية نالت إعجاب مدرسيه وزوار المدرسة، وعرضت في معارض مدرسية، ولاحت بوادر احترافه لها في المرحلة الثانوية، إذ التحق ببرامج الشباب الموهوبين وفاز بالمركز الأول ضمن أحد هذه البرامج، وظل الأمر كذلك إلى أن قرر التفرغ لهذه المهنة واتخاذها طريقا للنجاح وتحقيق ما يؤمّن مستقبله.
عندما يتحدث العنزي عن الأعمال الحجرية والنخيل وأنواع الجريد والأبواب المزخرفة والمباني الطينية وغيرها من الأعمال التراثية، تخال للوهلة الأولى أنك تجلس إلى أكاديمي متخصص في هذه الأعمال لا إلى شاب لم يكمل تعليمه الثانوي، إلا أنه أخلص لها كمهنة أحبها وعزم على النجاح فيها.
عن الخطوة الأولى في احتراف هذا العمل، يقول العنزي "كانت البداية عندما طلب مني أحد الأهالي صنع مشب (مدفأة) في بيته، ولكن كان يلزمني أن أشتري الأدوات الخاصة بها، التي تكلف بداية ما يوازي ألفي ريال، ولم أكن أمتلك منها ريالا واحدا، فأخذتها من والدتي على سبيل السلف، وصنعت المشب الذي لاقى استحسان كثير من الأهالي وسكان القرية الذين رأوه".
وأوضح أن "التحول الأهم جاء عند طريق أحد مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار الذين رأوا عملي، فحدثني وطلب مني أن أحضر إلى الهيئة وأصمم لهم نموذجاً اختبارياً، فصنعته لهم وأبدوا إعجابهم به".
وتابع "بدأت الهيئة معي بمشاريع بسيطة تقدر بـ12 ألف ريال ثم 40 ألفاً، ومع إعجابهم بالعمل قاموا بتوقيع عقد معي بمئة ألف، وبعدما أتممته ما كادوا يصدقون أنني ومعي رفاقي من قام بهذه الأعمال وأنها صنع يدوي، فطلبوا مني القدوم إلى الرياض، ووقعوا معي عقداً بمليون ونصف المليون".
(http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/11/22632.html#000)العقبات وعوامل النجاح
وأكمل العنزي "إلى جانب ما سبق رست مناقصة من وزارة البلدية علينا، ووقعت عقدها بمليوني ريال، كما اتصلت بي إمارة المدينة وطلبت مني القيام بأعمال ترميم وتطوير بالجنادرية، وهذه ثقة غالية وتلقي مسؤولية جسيمة علي، إضافة إلى طلب ترميم المنطقة التاريخية في قصر الإمارة في المدينة المنورة، إلى جانب عرض من شركة تبوك للاستثمار والسياحة لإجراء مجموعة من الأعمال لصالحها ولكن لم أوقع عقدها بعد".
وعن ورشته الحالية، قال "الحمد لله من لا شيء استطعت الآن أن يكون لدي ورشة فيها آلات بأكثر من مليون ريال، وهو مبلغ ليس كبيرا ولكن مع الوقت نكمل كل احتياجات ورشتنا".
وفيما يخص العوامل المساعدة له على النجاح قال "من عوامل نجاحي في هذه المهنة بعد الله حبي الشديد لهذه المهنة وتوفيق الله لي في العمل والبدء مع هيئة السياحة، إذ لها الفضل علي بعد الله بمساندتها لي، وهي من أعطتني الفرصة"، لافتاً إلى ما واجهه من مصاعب وعقبات "لناحية صعوبة الخوض في عمل مثل هذا مع ضعف الإمكانات، والدعم الذي لاقيته من الهيئة أحد عوامل نجاحي في هذا المجال".
وقال "بدأت حياتي العملية واضعاً في اعتباري أن لدي زوجة وطفلين وضرورة أن "أكفّي" بيتي، وألا أكون في حاجة إلى أحد، فعند بداية مشروعي كنت أعمل مع العمال يدي بيدهم حتى إنهم كانوا يستغربون كيف أني سعودي وأعمل كأقل واحد منهم بهذا الشكل، إذ للأسف يعتقد كثيرون أن الشباب السعودي لا يريد إلا الكرسي الدوار والمكيف وهذا غير صحيح".
وأشار العنزي إلى عوامل كثيرة ساهمت في وضعه على الطريق الصحيح، قائلا "كنت منذ البداية أحاول أن أسخر ما أدرك أنه في إمكاني لتحقيق النجاح في هذا العمل، وكانت هناك عوامل ساعدت في نجاحي، على رأسها توجيه المسؤولين في الهيئة العامة للسياحة والآثار لي مثل الدكتور علي غبان والدكتور حسين أبو الحسن وغيرهما، وزيارتهم المستمرة لنا ودعمنا بكل ما أتيح لهم، ومن حبي للعمل معهم أنني كنت أرافقهم ومعهم الخبراء الفرنسيون أثناء أعمال الترميم في القرى التراثية، واستفدت من ذلك كثيرا، إضافة إلى وقفة المتحف الوطني معنا وما زودنا به من كتب اعتمدنا عليها في عملنا، ومنحتني خبرة سنوات طويلة ما كان من الممكن أن أحصل عليها في هذه الفترة البسيطة، وهذه عوامل مهمة".
(http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/11/22632.html#000)موقف طريف مع الفرنسيين
وتابع "على رغم أنني لم أدرس الآثار ولم أكمل دراستي لأسباب خارجة عن إرادتي إلا أنني درستها ميدانيا، وكان هؤلاء الخبراء هم مدرّسِيَّ ومرشديَّ وسبب نجاحي هذا، خاصة أنني كنت دائما أسألهم وأستفيد مما يوجهونني به هم وكبار السن في العلا، كأسرار الشجر وأسرار النخيل وأنواعها وما يصلح لعملي وما لا يصلح لصنع الأبواب ووقتها والمدة المطلوبة ووقت القص وغير ذلك".
وروى العنزي قصة طريفة له في صحبته للمسؤولين بالهيئة والخبراء الفرنسيين، فقال "عند اختيار الطينة المطلوبة للترميم في منازل العلا التي تعتمد على نسب معينة للون الطينة وطبيعتها ونسبة الملوحة فيها، اختار الخبراء الفرنسيون عدة مواقع وكنت معهم واخترت موقعاً، ومن فحص العينات اتضح أن الموقع الذي اخترت كان الأفضل من حيث النوعية المطلوبة لإجراء أعمال الترميم عند صيانة المنازل".
وأوضح العنزي أن بعض ما نفذه من أفكار في أعمال التراث والترميم عن طريق استخدام الطبيعة وتسخيرها في هذه الأعمال بما يجعلها تعيش أطول، قائلا "بدلاً من أن أعمل جذعاً من الإسمنت ويبقى بضع سنوات ما المانع أن أستخدم جذعا حقيقيا يبقى مئات السنين، وفي الوقت نفسه يقدم نوعا متميزا من التراث والديكور، ونحاول أن نثبت للعالم أن لدينا حضارة من آلاف السنين هي في حاجة فقط إلى من يحييها، وأنا ذهبت إلى بلدان عدة للاطلاع على تجاربهم ووجدتهم يستغلون أشياء بسيطة يعملون منها مواد تراثية جميلة من تحف ومظلات وغيرها، فما بالنا بالعلا وهي تمتلك من المقومات التراثية ما يفوق ذلك بكثير؟!".
وأضاف "نعمل الآن على مشروع جديد في النحت، واستقدمنا آلة من ألمانيا، وهي والحمد لله غير مكلفة واختبرناها وهي تعمل بنسبة مئة في المئة، وسنستفيد منها كثيرا في هذا المشروع".
(http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/11/22632.html#000)مشروع تدريب الشباب
وأشار إلى سعيه الآن ومن معه من الشباب السعودي إلى أن يكونوا أشبه بمعهد لتعليم أعمال الترميم والتراث، لافتاً إلى أنه ومعه سبعة آخرون قائمون على العمل معه في مشروعه لا يسعون منها للربح، "ولكن هدفنا أن يعلم الجميع ما يستطيعه الشاب السعودي وقدراته، ويفخر كل منا بسعوديته ونخرّج شباباً قادرين على الإبداع في هذا المجال".
ولفت العنزي إلى ترحيبه بانضمام كل راغب من الشباب إلى مجموعتهم، "ولكن الأهم أن يعلم المنضم إلينا أن العمل ليس سهلا ويحتاج إلى صبر وجهد في البداية حتى يتسنى له النجاح، فهناك الغبار والانهيارات وبعض المناطق الآيلة للسقوط التي نعمل على ترميمها، ولكن في المقابل نحن نضع جانب الأمان دليلا وعاملا رئيسا في اعتبارنا خلال عملنا، والحمد لله لنا سنوات نعمل ولم تسجل حالة إصابة عمل واحدة إلى الآن".
وتوجه للشباب بالقول "عندما جاءتني الفرصة تمسكت بها واستطعت أن أثبت وجودي، وأعلم أن هناك من الشباب من هم أمهر وأفضل ولديهم الكثير من الأفكار والابتكارات التي تخدمهم وتخدم بلدنا كثيرا، ولكن الأمر يحتاج إلى الفرصة، فأطالبهم بالسعي خلفها والصبر عليها، فالنجاح مطلب عزيز، ولا يتأتى إلا لمن ثابر وجاهد لتحقيقه".
العربية