مشاهدة النسخة كاملة : مـن مكتـبـتـي ! ! !
almooj
19/04/2009, 05:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله هذه الصفحة خصصتها بعنوان من مكتبتي سأطرح فيها بعض ما تحتويه مكتبتي من بعض الأشرطة والكتب وهي فكرة جديدة ومن لديه إضافات على نفس الفكرة فلا مانع من إضافات المشتركين حتى ولو باختصارولهذا الطرح الجديد فائدة عظيمة لطلبة العلم ، ورجال الدين وسأبدأ بتلخيص الشريط ولا نستغني عن مروركم الكريم على هذه الصفحة شاكرين للجميع جهودهم الطيبة فيما تبذلونه من تحصيل ما يفيد المسلمي والمسلمات .
كما أشكر الصقر صقر الجنوب والأخ مشهور الغالي واللذين لا نستغني عن توجيهاتهم الكريمة ونعلم حرصهم على الخير والصلاح للجميع .
.
وسأبدأ بتلخيص الشريط الأول بعنوان : ( مفرق الجماعات
الشيخ : خالد الراشد
الحلقة الأولى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقول أحبتي قسوة القلب مرض عظيم ابتلينا به في هذا الزمان فأصبحنا نسمع القرآن ولا نتأثر وندفن موتانا ولا نعتبر ونسمع المواعظ والعبر ولا نتذكر ، السبب : قسوة القلب يا رعاك الله
وما من داء إلا وقد انزل الله له دواء فدواء قسوة القلب يا رعاك الله مداومة النظر في كتاب الله بتدبر وتفكر فإن هذا الكتاب لو تنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته )
كم فيه من المواعظ والعبر كم فيه من الآيات والصور .
لكن كما قال الله : ( ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة )
أقول موعظة بليغة وكلام موجز بسيط وعظنا به النبي صلى الله عليه وسلم أجمع أهل العلم على أن هذه الموعظة من أبلغ مواعظه صلى الله عليه وسلم ، لقد أبلغ في الموعظة وأوجز في الكلام ، كلام بسيط ولكنه يحمل معاني كثيرة ولا عجب فإنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم .يقول الكلام القليل فيه من المعاني الشيء الكثير .
فمن مواعظه البليغة صلوات ربي وسلامه عليه قوله : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات .
نعم أيها الغالي يوم غفلنا عن الموت وسكراته والقبر وظلماته والسؤال وشدته ويوم القيامة وكرباته والسراط وحدته يوم غفلنا عن هذه الأشياء قست القلوب يا رعاك الله وأصبحت كالحجارة بل هي أشد قسوة
لذلك قال بأبي هو وأمي : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات .
نعم الموت ما ذكر في قوي إلا ضعفه وما ذكر في عزيز إلا أذله وما ذكر في كثير إلا قلله ، الموت
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة
وكأنا بما علمنا يقينا نكذب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا
وواعظ الموت فينا كل يوم يندب
نؤؤمل آمالا ونرجوا نتاجها
وعل الردى مما نرجيه أقرب
الموت كما قال أهل العلم : ( مفارقة الروح للجسد والحيلولة بينهما )
انتقال من حال إلى حال وانتقال من دار إلى دار ،
سمى الله الموت : ( مصيبة .
كما قال جل في علاه : ( إذا أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت )
لكن المصيبة الأعظم من الموت يا رعاك الله الغفلة عن الموت ، عدم تذكر الموت ، عدم الاستعداد للموت أعظم من مصيبة الموت يا رعاك الله .
لذلك قال أهل التفاسير في قوله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا .
قالوا : يعني أكثركم للموت ذكرا .
لأنه من كان للموت ذاكرا كان للموت مستعدا ،
قال أبو علي الدقاق :
من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاث :أكرم بتعجيل التوبة ، ونشاط في العبادة وقناعة في القلب ومن نسي الموت ، عوقب بثلاث : تسويف التوبة ، وكسل في العبادة ، وعدم قناعة القلب .
يا رعاك الله إذا مما يرقق القلوب التفكر في الموت ، وفي أحواله وفي القبر وظلماته
لذلك قال بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه : ( ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة .
يوم غفل الناس عن الآخرة قست القلوب وعطلت الصلوات وارتكبت المحرمات وتكاسل الناس في فعل الطاعات
،
فيا غافلا عن العمل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة
والقبر صندوق العمل
قل لي بالله العظيم ، قل لي يا رعاك الله : هل تفكرت يوما وأنت تخرج في الصباح أنك لن ترجع إلى بيتك مرة ثانية هل تفكرت أن اليوم يكون آخر يوم في حياتك ، هل إذا اتاك ملك الموت في هذا اليوم أنت راض عن نفسك ، لا تغفل يا رعاك الله .
ممن أعرفهم اتصل على أهله في الواحدة ظهرا قال لهم : لقد استأذنت من العمل مبكرا فما هي طلباتكم ؟ قالوا : نريد كذا ونريد كذا ونريد كذا ، قال : ساعة واحدة واكون عندكم ، مرت ساعة ، مرت ساعتان ، ومرت ثلاث ولم يظهر له أثر ، اتصل متصل قبيل المغرب بقليل يقول لهم : عظم الله أجركم في فلان .
في الساعة التي خرج منها من مكان عمله ارتطمت سيارته بسيارة أخرى وانتقل من هذه الحياة إلى حياة ثانية . قل لي بالله العظيم : هل كان يظن يوم اتصل على أهله أنه لن يصل إليهم ؟ هل كانوا هم يظنون يوم أملوا عليه الطلبات أن الطلبات لن تصل ؟ بل الذي يحمل الطلبات لن يصل ؟
( يتبع )
محبكم المـوج
almooj
21/04/2009, 08:40 PM
( الحلقة الثانية )
كان أحد الصالحين يقوم في هزيع الليل الأخير ، يرقى أعلى مكان في قريته وكل يوم ينادي بأعلى الصوت ، الرحيل ، الرحيل الرحيل ، كل يوم يكرر على الناس هذه الكلمات القليلة ، الرحيل ، الرحيل ، الرحيل ، حتى جاء يوم وانقطع ذلك الصوت ،
فقال أمير القرية : أين فلان ؟ قالوا : مات ، قال : لا زال يذكر الناس بالموت ، حتى مات هو .
نعم كان يذكرهم بالموت فأتاه الموت ، لكن على أي حال أتاه ؟
ما زال يلهج بالرحيل وذكره
حتى أناخ ببابه الجمال
فأتاه متيقضا متشمرا
لم تلهه الآمال
قال أحدهم لصاحبه له ، وكانت حاله سيئة ، قال : أبا فلان الحالة التي أنت عليها هل ترضاها للموت ؟ قال : لا والله ، قال : وهل نويت أن تغير هذه الحال إلى حال ترضاها للموت ؟ قال : ما اشتاقت نفسي إلى هذا بعد ، قال : وهل بعد هذه الدار دار فيها معتمد ؟ قال : لا والله ، وهل تضمن أن لا يأتيك ملك الموت وأنت على هذه الحال ؟ قال : لا والله ، قال : والله ما رأيت عاقلا يرضى بهذه الحال ، والله ما رأيت عاقلا يرضى بهذه الحال .
ستنقلك المنايا من ديارك
ويبدلك الردى دار بدارك
وتترك ما عنيت به زمانا
وتنقل من غناك إلى افتقارك
وفي عينيك دود القبر يرعى
وترعى عين غيرك في ديارك
نعم أيها الغالي لا تغفل عن الموت ، فلقد أجمع أهل اعلم على أن الموت ليس له مكان معين ولا زمن معين ولا سبب معين ولا عمر معين ، يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون
( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )
( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )
يعني ذلك ما كنت منه تفر ، وذلك ما كنت منه تهرب ، طال الزمان أو قصر لا بد يأتي الموت ،
والناس عند الموت على حالين يا رعاك الله ، الناس عند الموت على حالين إما محب للقاء الله فيحب الله لقاءه وإما كاره للقاء الله فيكره الله لقاءه .
قالت عائشة : يا رسول الله كلنا يكره الموت ، قال : لا يا عائشة ليس ذاك لكن هو العبد الصالح العبد المستقيم
عند سكرات الموت تأتيه ملائكة الرحمان تبشره بروح وريحان ورب راض غير غضبان فيفرح بلقاء الله فيفرح الله بلقاءه
أما العبد العاصي ، أما العبد الغافل ، أما الذي تناسى الموت وسكراته تأتيه ملائكة الرحمن تبشره بسخط وعذاب من الله فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه
قال عمر ابن عبد العزيز لجلسائه : أشترط عليكم شروطا ثلاثة لمن أراد أن يجلس في مجلسي . شروطا ليس اشترطناها في مجالسنا اليوم .
قال : إذا جلستم في مجلسي عليكم شروطا ثلاثة : أولها : لا تتكلموا في الدنيا ، ثانيها : لا تغاتابو أحدا في مجلسي ، ثالثا : لا تمزحوا عندي أبدا . فكانوا يتذاكرون الموت وسكراته والقبر وظلماته حتى إذا انفضوا كانوا كمن قام عن جنازة .
لا عجب في آخر اللحظات ودع وهو يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )
الدنيا مهما طالت فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة سيأتي اليوم الذي ستمدد فيه على فراشك تريد أت تودع الصغير فلا تستطيع تريد ان تودع الكبير فلا تستطيع ) حيل بينهم وبين ما يشتهون ، ليت شعري كيف يكون الحال في تلك الساعة ؟
يوم تشخص العينان وتبرد الأطراف واليدان وتلتف الساقان تريد أن تتكلم فلا تستطيع ، تريد أن تقول فلا تستطيع ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد )
فاتقوا الله عباد الله ابكوا على أنفسكم قبل أن يبكى عليكم وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، احملوا أنفسكم على الطاعات قبل أن تحملوا على الرقاب استعدوا للموت قبل أن ينادي بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لكم . لساعة تجلس تحاسب فيها النفس خير من أيام وساعات تهدر فيها الأعمار .
هذه الأيام مطايا
أين العدة قبل المنايا
أين الأنفة من دار الأذايا
أين العزائم أرضيتم بالدنايا
إن بلية الهوى لا تشبه البلايا
وإن قضية الزمان لا كالقضايا
يا مستورين ستكشف الخفايا
إن ملك الموت لا يقبل الوساطة
ولا يقبل الهدايا
يا مستورين ستكشف الخفايا
إن ملك الموت لا يقبل الوساطة
ولا يأخذ الهدايا
أيها الشاب ستسأل عن شبابك
أيها الشيخ تأهب لعتابك
أيها الكهل تدبر امرك قبل سد بابك
يا مريض القلب قف بباب الطبيب
يا منحوس الحظ اشكوا فوات النصيب
بالجناب قليلا وقف على الباب طويلا
واستدرك العمر قبل رحيله
وأنت بداء التفريط عليلا
يامن نذر الموت عليه تدور
ومن هو مستأنس في المنازل والدور
لو تفكرت في القبر المحفور ،
وما فيه من الدواهي والأمور
كانت عين العين منك تدور
يا مظلم القلب وما في القلب نور
الباطن خراب والظاهر معمور
إنما ينظر للبواطن لا للظهور
يا من كلما زاد عمره زاد اثمه
يا من يدور في المعاصي فكره وهمه
يا قليل العظم وقد دق عظمه
يا قليل العبر وقد تيقن أن القبر عما قليل يضمه
كيف نعظ من مات قلبه لا عقله وجسمه
نعم أيها الغالي لابد من الرحيل طال الزمان أو قصر ، سيأتي ذلك اليوم الذي ستودع فيه الحياة لكن قل لي بالله كيف سيكون الحال عند ساعات الرحيل ، الذي أخر الناس عن التوبة طول الأمل الذي أخر الناس عن التوبة والصدق والاستعداد للآخرة طول الامل .
ولقد قال الله عنهم ( ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون )
الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
الكل سيموت لأن الله قال : ( إنك ميت وإنهم ميتون )
ولأن الله قال : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )
( كل نفس ذائقة الموت )
(يتبع )
محبكم المـوج
almooj
24/04/2009, 06:01 PM
أحبابي في الله هذا موضوع جديد طرحته هنا ، هل هو مكانه الصحيح
أم في مكان آخر ؟ أرجوا من المنتدى الإسلامي أو أصحاب الاختصاص الرد على سؤالي وجزاكم الله خير .
المـوج الجندبي
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة
وكأنا بما علمنا يقينا نكذب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا الموجشـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وواعظ الموت فينا كل يوم يندب
نؤؤمل آمالا ونرجوا نتاجها
وعل الردى مما نرجيه أقرب
نهرالعسل
29/04/2009, 10:00 AM
فكره حلوه واحنا كلنا نحتاج اليها ربي يوفقك موضوع رائع وانتظر المزيدي سيدي الفاضل ولك تحياتي
أبـو مشاري
29/04/2009, 12:32 PM
الله لا يرحمك الاجر ان شاء الله
أبـو مشاري
29/04/2009, 12:33 PM
الله لا يرحمك الاجر ان شاء الله
تعديل
الله لا يحرمك الاجر ان شاء الله
واعذرني اخي
almooj
29/04/2009, 02:45 PM
سؤالي هل الجميع موافق على طرح هذا الموضوع هنا أم مكانه غير صحيح ؟
الأخ جابر أتشرف بمرورك على الموضوع ولا نستغني عن توجيهاتك الكريمة ونحبك في الله عز وجل .
الأخت في الله نهر العسل شكرا على تشجيعك للموضوع ولك كل الاحترام والتقدير .
الأخ الحبيب الأمير أمير المنتدى اشتقنا لك يا أغلى صاحب على قلوبنا واتشرف وافتخر
بوجودك .
المـوج
almooj
11/05/2009, 06:21 PM
الجهة الثانية من الشريط
( الحلقة الثالثة )
مات الحبيب بأبي هو وأمي الذي كان يقول في آخر لحظات الحياة : ( ألا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )
من وصاياه في ساعات احتضاره وفي ساعات وداعه أنه كان يقول : ( الصلاة وما ملكت أيمانكم )
صعد المنبر آخر ما صعد قال : ( من اخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذ منه ، من سفكت له عرضا فهذا عرضي فليقتص منه من ضربت له جسدا فهذا جسدي فليقتص منه إن رجلا خيره الله بين ما عنده وبين زينة الحياة الدنيا فاختار ما عند الله )
فبكى الصديق رضي الله عنه وأرضاه فقالوا ما الذي يبكي هذا الشيخ الكبير ؟ لقد علم أنها آخر ساعات الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه . في آخر ساعات احتضاره أخذ يضع يده في ركوة من الماء ويمسح على وجهه ويقول : ( لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ، إن للموت لسكرات اللهم هون علي الموت وسكراته اللهم هون علي الموت وسكراته )
فلما رأت فاطمة شدة البلاء على أبيها أخذت تقول : ( وا كرب أبتاه ، وا كرب أبتاه ، واكرب أبتاه ، فأخذ يقول لها : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، لا كرب يا فاطمة على أبيك بعد اليوم )
ثم أخذ يشخص ببصره إلى السماء ويرفع يده السبابة وهو يناجي ربه ويقول :( اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم تب علي اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى ) ثم سكتت الأنفاس الطاهرة وتوقف القلب الكبير لأن الله قال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) لأن الله قال : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) ، ( كل نفس ذائقة الموت ) .
فلما فارقت الروح الحياة وسكت ذلك الجسد الطاهر الشريف أخذت فاطمة تقول : ( وا كرب أبتاه ، وا أبتاه أجاب ربا دعاه وا أبتاه أجاب ربا دعاه وا أبتاه جنة الفردوس مأواه وا أبتاه إلى جبريل ننعاه )
فلما دفن قالت فاطمة لأنس : ( يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله ؟ ) . يقول أنس : فقلت في نفسي والله ما طابت ولكننا ألجمناها إلجاما . مات الحبيب لأن الله قال :( إنك ميت وإنهم ميتون ) الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
ثم يموت الصديق رضي الله عنه وأرضاه خليفة الحبيب وفي ساعات احتضاره ، وكانت ساعات احتضاره بليل ، أخذ يقول لعائشة : ( في أي يوم نحن ؟ قالت : يوم الإثنين ، قال : في أي يوم قبض فيه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : يوم الإثنين ) ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرارا في منامه ،
سألوه في ساعات مرضه ، سألوه في أيام مرضه : أعرضت نفسك على الطبيب ؟ قال : نعم ، قالوا : ماذا قال ؟ قال : إني فعال لما أريد ، قال الطبيب : إني فعال لما أريد ) . فلما اشتدت عليه السكرات ورأت عائشة سكرات الموت على أبيها أخذت تستشهد ببيت تقول فيه :
واعاذل وما يغني الحذار عن الفتى
إن حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال :( يا عائش لا تقولي ذلك ولكن قولي : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) . نعم أيها الغالي : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) .
أوصى أبو بكر عمرا وصية في آخر حياته . ليتنا فهمناها ، قال : ( يا عمر إن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار
وإن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ) . مات الصديق لأن الله قال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) . الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
ثم يموت الفاروق رضي الله عنه وأرضاه وهو يصلي الفجر في يوم ضيع فيه الناس صلاة الفجر ، هل لسبب شرعي ضيع صلاة الفجر ؟ أم بسبب المكوث ساعات وساعات أمام الشاشات والقنوات .
مات طعن وهو يقرأ قوله جل في علاه : ( إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله . نعم أيها الغالي طعن شهيد المحراب فلما أفاق كانت أول كلمة قالها : أصلى الناس ؟ )
اسمع يا رعاك الله أول كلمة تلفظ بها عمر يوم أفاق من غيبوبته ، قال : أصلى الناس ؟ ) ثم يوم رأى الدم ينزف منه نزفا تيقن أن الموت قد اقترب .
كان هناك شغل يشغله وهم يهمه ، قال : يا عبد الله ابن عمر إذهب إلى عائشة أم المؤمنين وقل لها : يقرئك عمر السلام ، ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست أميرا للمؤمنين بعد اليوم ، قل لها : يبلغك عمر السلام ويقول : ويستأذنك أن يدفن مع صاحبيه ) يريد أن يكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الممات رفيقه في روحته وجيئته يريد أن يرافق حبيبه حتى في الممات ،
فذهب عبد الله ابن عمر وطرق الباب على عائشة وقال لها : يقرئك عمر السلام ويقول لك أتأذنين له أن يدفن مع صاحبيه ؟ فقالت الصديقه بنت الصديق والله إني كنت أريده لنفسي ، أريد هذا المكان لنفسي ووالله لأوثرنه على نفسي ووالله لأوثرن عمر على نفسي . فلما رجع عبد الله ابن عمر ورآه عمر قد أقبل قال : أجلسوني ، فقال : ما الخطب يا عبد الله ابن عمر ؟ قال : أبشر يا أمير المؤمنين فقد رضيت فتهلل وجه عمر رضي الله عنه وأرضاه ) القضية كانت تشغله القضية كانت تهمه يا رعاك الله ما كان يوصي بمال ولا بعيال ولا بحلال ، القضية قضية مرافقة في الدنيا وفي الآخرة .
فقال عمر : إن أنا مت فغسلوني وكفنوني ثم احملوني واطرقوا عليها الباب وقولوا : يستأذن عمر مرة ثانية فإن أذنت وإلا خذوني إلى مقابر المسلمين ، فلما حانت ساعات الاحتضار وبدأت تتنزل عليه كربات الموت أخذ عبد الله ابن عمر رأسه ووضعه على فخذه ، فقال عمر : ضع وجهي على التراب عل الله أن يرحم عمر ليتني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي ، وددت أن أمي لم تلدني ، ليتني كنت ورقة تعضد .
من هو عمر الصوام القوام يقول ك وددت أني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي . مات عمر ، مات عمر لان الله قال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) . الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
ثم يموت عثمان رضي الله عنه وأرضاه يموت وقد رأى في منامه في تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : تفطر عندنا غدا ، تفطر عندنا غدا ، فأصبح صائما رضي الله عنه وأرضاه ، تسلقوا عليه البيت وطعنوه وهو يقرأ القرآن فتدفقت تلك الدماء على لحيته الطاهرة ثم أخذ يدعوا ويقول : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، اللهم اجمع شمل أمة محمد اللهم اجمع شمل أمة محمد )
عثمان وما أدراك ما عثمان ؟ تلك اللحية التي لطالما تبللت بالدموع من خشية الله ، تلك اللحية التي لطالما تبللت بكاء وخشية من الله جل في علاه عثمان الذي إذا ذكرت الجنة والنار يبكي وإذا ذكر القبر يبكي بكاء شديدا ، فإذا قيل له : لا تبكي للجنة والنار كبكائك للقبر ؟( قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : القبر أول منازل الآخرة ، إذا كان الذي فيه هين فما بعده أهون ، وإن كان الذي فيه شديد فما بعده أشد )
مات عثمان قارئ القرآن الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ) عثمان الذي نفس بأمواله كربات المسلمين عثمان الذي كان أبا للأرامل والفقراء والمساكين ، مات لأن الله قال : إنك ميت وإنهم ميتون .الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
وبعد ساعات الفجر تحلو دقائق الاستغفار فخرج علي مستغفرا ربه بعد قيام الليل منطلق إلى صلاة الفجر فيطعن وهو في طريقه إلى المسجد شتان بين خواتيم وخواتيم ، شتان بين من يقتل وهو يسير إلى المسجد وشتان بين من يسير إلى معصية الله ثم يوم علم علي أنها النهاية قال : أبقوه فإن أنا بقيت قتلت أو عفوت وإن مت فاقتلوه قتلا وعجلوه فإني مخاصمه عند ربي جل في علاه ، ولم يتلفظ بعدها بكلمة إلا قول : لا إله إلا الله لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله حتى فارق الحياة ، علي المجاهد العنيد والمقاتل الصنديد يموت وهو يسير إلى صلاة الفجر ، مات لأن الله قال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) . الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
مات أبو هريرة راوي الحديث والمرافق للنبي في روحته وجيئته ، ماذا يقول في ساعات الاحتضار ؟ يقول : آه من قلة الزاد وطول الطريق . راوي الحديث ناقل السنة وناقل العلم الشرعي للأمة يقول : آه من قلة الزاد وطول السفر .
فماذا يقول المفرطون أمثالنا ؟ فماذا يقول المقصرون أمثالنا ؟ ماذا يقول المذنبون والمضيعون ؟ مات أبو هريرة لأن الله قال : إنك ميت وإنهم ميتون . الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
ثم يموت أعلم الأمة بالحلال والحرام معاذ رضي الله عنه وأرضاه ، كانت ساعة احتضاره بليل فقال لإبنه : أصبحنا ؟ قال : ليس بعد ، ثم سأله مرة ثانية : أصبحنا ؟ قال : ليس بعد ، ثم سأله مرة ثالثة قال : أصبحنا ؟ قال : نعم ، قال : أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار ، أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار ، ثم أخذ يدعوا ربه ويناجيه ويقول : اللهم إنك تعلم أني أخافك أنا الآن أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك انا الآن أرجوك اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء ولا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لصيام الهواجر وقيام الليل ومجالسة العلماء .
انظر على ماذا يبكون ؟ انظر على ماذا يتحسرون ؟ ونحن
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
فليس للمرء دار بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
مات لان الله قال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) . الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
( يتبع )
المـوج
د.ليل الوعد
11/05/2009, 07:44 PM
الموج موضوع راق جدا من انسان راق جدا احييك وبارك الله فيك
almooj
11/05/2009, 07:54 PM
ليل الوعد يعطيك العافية يالحبيب وإن شاء الله تعالى الصفحة هاذي مستمره بإن الله تعالى . المـوج
شموخ الجنوب
18/05/2009, 01:33 AM
لاهنت الموج سلمت اناملك اخوي
دمت كم تحب
almooj
24/05/2009, 04:46 PM
شموخ الجنوب : جزاك الله خير ولك فائق الاحترام والتقدير .
همسة شوق
07/06/2009, 05:39 AM
جزاااااااك الله خير
طرح اكثر من رائع
بارك الله فيك
يعطيك الف عااافيه .
لاهنت..//
almooj
16/10/2009, 09:19 PM
من كلمة للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى آمين يا رب العالمين ، وهو إكمالا لما وعدناكم جميعا به من مواصلة لهذا الموضوع ، والآن مع قراءة الشريط وهو من شريط قمت بتلخيصه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها المسلمون : إن دعاة البدع على اختلافهم هم من المزورين ومن القائلين بالزور والعاملين للزور ، دعاة البدع المخالفة لشرع الله المصادمة لوحي الله كل أولئك أهل زور وبهتان وباطل فإن الواجب علينا اتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم وما سوى هديه فباطل وزور يقول الله ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي لفظ ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) فدعاة البدع يحسنون بدعهم زورا ويزعمون أن بدعهم وسيلة إلى الخير وإلى محبة النبي وإلى محبة الدين وإلى محبة الخير وكل هذا من
تزيين الشيطان لأولئك زاغت قلوبهم فقبلوا البدع وألفوها ، وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم شديدي الإنكار على أهل البدع مهما تكون بدعتهم فلا ينظرون إلى صلاح الإنسان في نفسه وإنما ينظرون إلى فساد تصوره ، دخل عبد الله ابن مسعود المسجد فرأى حلق من الناس كل جماعة جالسون ، يقول قائلهم سبحوا الله عشرا ، فيحسبون كبروا الله عشرا ، هللوا الله عشرا بأصوات مرتفعة ونظام متفق فأخذ الحصباء ورماهم بها وقال : يا أمة محمد : ما أسرع هلكتكم .هؤلاء أصحاب رسول الله متواجدون ، آنيته لم تنكسر ثيابه لم تبلى ، قالوا : يا أبا عبد الرحمن ما أردنا بصنيعنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لم يصبه ) . قال الراوي : فلقد رأيت أولئك يطاعنوننا في النهروان مع الخوارج .
فانظر البدع كيف .... بأناس إلى أن انسلخوا من الحق والعياذ بالله . قال الله تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) أيها المسلم : من أنواع التزوير بل من الزور العظيم ما يتبناه أرباب الفساد وأرباب التفجيرات وقتل الأبرياء ونشر الفتن والبلفي المجتمعات الإسلامية يفجرون أنفسهم فيقتلون غيرهم ويسيئون إلى أمتهم لماذا هذا الفعل القبيح والفعل الشنيع والمرفوض دينا ثم ....عقلا وفطرة هؤلاء الظالون المفسدون الساعون في الأرض الفساد يزعمون زورا أنهم سلفيون وأنهم مصلحون ، وأنهم وأنهم ( والله يعلم إنهم لكاذبون ) يزعمون السلفية والسلفية منهم براء ، فالسلفية حقا ما كان عليه المسلمون من اتباع الكتاب والسنة من حقن الدماء وصيانة الأعراض والمحافظة على أموال المسلمين ، فهؤلاء المفسدون الساعون في الأرض فساد يكسون باطلهم وظلمهم وجورهم ........ بأن قالوا : هذه سلفية وأعداء الإسلام ربما وصفوهم بالسلفية ، والسلفية الحقة هم برآء منها ومذهب السلف بريء من ظلالات هؤلاء الضالين ومن فساد هؤلاء المفسدين .وصدق الله : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )
أيها المسلم فلا ننخدع بأولئك ولا نظن فيهم خيرا ولا نقيم لهم عذرا بل هم على طريق ظلال وغواية لأنهم أفسدوا في الأرض وسعوا في الأرض فسفكوا الدماء ،سفكوا الدماء وأخافوا الآمنين ونشروا الظلم والعدوان بين المجتمعات ، أيها المسلم ومن الزورالغش في التجارة على اختلافها فالذين يغشون في بيوعهم ويخدعون الناس ويضللون عليهم ويبيعون أشياء قد انتهى مفعولها ومضى زمن الانتفاع بها لكنهم يرتكبون الأخطاء فربما قلبوا التاريخ وقدموا...وأخروا المدة ، كل ذلك تحايل على غش الناس وخداعهم وربما باعوا سلعا فاسدة ضررها وشرها مستبين هذا من الغش و( من غشنا فليس منا)والمسلم حقا من كان صادقا في بيعه وشرائه بعيدا عن الغش والخيانة يرضى لإخوانه المسلمين ما يرضى لنفسه ويحب لهم ما يحب لنفسه يكره لهم ما يكره لنفسه . ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( من غشنا فليس منا ) من الزور يا عباد الله أن ينتصب للفتيا وتوجيه الناس من لا علم عنده ومن لا معرفة عنده ، يقول بغير علم ويفتي بغير علم فيحلل ويحرم جهلا وظلما وعدواناويدعي العلم ولا علم عنده ، ويدعي المعرفة ولا معرفة عنده ، يخجل أن يقول إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم ،بل يقدم على الفتوى بناء على ما يمليه عليه هواه الإيمان ضعيف والخوف من الله قليل وهذه والعياذ بالله ضلال عظيم . وفي الحديث : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوس جهال فسألوا فأفتوا بغير علم فظلوا وأظلوا ) فليتق الله المفتون ولا سيما المتحدثون في القنوات الفضائية المختلفة ، ليتقوا الله فيما يقولون وفيما يحللون ويحرمون وليعلمواأن القول على الله بلا علم من أكبر الكبائر...........................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025