المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «وَإِنكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»


صقر الجنوب
23/04/2009, 03:43 PM
«وَإِنكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»


http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2009/04/23/i42-big.jpg (javascript: newWindow=openWin('PopUpImgContent20090423272506.h tm','OkazImage','width=600,height=440,toolbar=0,lo cation=0,directories=0,status=0,menuBar=0,scrollBa rs=0,resizable=0' ); newWindow.focus())
قراءة:صالح شبرق
الأخلاق الكريمة هي الهدف الأسمى لبعث الأنبياء، وقد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليتمم ما نقص ويرسخ ما كان موجودا منها وإذا كانت مكارم الأخلاق هدف الأنبياء فمعنى ذلك أن تكامل الإنسان هو الهدف الأسمى من خلقه لا يكون إلاَّ بواسطة التحلي بهذه الأخلاق، ولهذا بعث الله الأنبياء ليبيّنوها للناس وليطبقوها أمامهم ويكونوا مثلا عليا ونماذج حيَّة يقتدى بها، وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى رتبة من رتبة التكامل الإنساني بأخلاقه السامية حتى استحق مدح الله تعالى بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». فالأخلاق التي حث عليها الإسلام وذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية, اقتداء بالنبي محمد الذي هو أكمل البشر خلقا و كان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش)، ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا توددا وتقربا وتلطفا إليها واحتراما وتقديرا لأهلها.
النبي (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعا، وأكرمهم عشرة، أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعا، وكان (صلى الله عليه وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان (صلى الله عليه وسلم) يأكل ما وجد، ، وكان لا يأكل متكئا ولا على خوان، وكان (صلى الله عليه وسلم) يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.
وكان (صلى الله عليه وسلم) يمزح ولا يقول إلا حقا، ويضحك من غير قهقهة، وكان(صلى الله عليه وسلم) في مهنة أهله، وقال: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.
وما زال (صلى الله عليه وسلم) يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، , وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.
هذا فيض من غيظ ونقطة من بحر وقليل من كثير من أخلاق البشير النذير السراج المنير ، فما أحوجنا أن نملأ بمحبته قلوبنا ، وما أحوجنا أن نربي على هذه السنة والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا ، ما أحوجنا أن نتربى عليها مساء صباح ، ونضع أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصب أعيننا ، لتظهر آثارها علينا ليلا ونهارا ، فبحسب متابعته تكون العزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد والهداية والفلاح والنجاة وطيب العيش في الدنيا والآخرة.
شرح : لوحة تشكيلية للفنان سعود خان بعنوان «وإنك لعلى خلق عظيم»

د.ليل الوعد
23/04/2009, 07:12 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك .