تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المختصر والمقعد والديوان.. غرف الضيافة في الزمن القديم


صقر الجنوب
24/04/2009, 06:56 PM
المختصر والمقعد والديوان.. غرف الضيافة في الزمن القديم


http://al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1240506735047381400.jpg (http://al-madina.com/node/130462)
الجمعة, 24 أبريل 2009


عصام الحيدري - المدينة



تميزت بيوت المدينة المنورة قديما ببساطة في البناء والتصميم الداخلي، ورغم تلك البساطة إلا أن بعض التفاصيل كانت لا يخلو منها بيت، حيث تعد من أساسيات ثقافة المجتمع في تلك الفترة.
فمن ينظر إلى بيوت المدينة القديمة قد يتبادر إلى ذهنه عشوائية البناء في ذلك الوقت، ولكن الذي قد لا يعلمه الكثير من الشباب حاليا أنه على الرغم من تلك العشوائية -إن وجدت- فقد كانت الأحواش تبنى على أساس هندسي متقن، والدليل على ذلك أن البيوت والحوش القديم يدخلها جميعها الضوء والهواء، وكذلك البيوت كانت تبنى بالطوب “اللبن الطيني” الذي تصنع منه شراب وأزيار الماء.
أما بناء وترتيب البيوت من الداخل فتصفه لنا أم بكر، إحدى سيدات طيبة، فتقول: كنا ولله الحمد لا نغلق أبواب منازلنا في الحوش أمام أي ضيف، لذلك كان لمجالس الضيوف مكانة خاصة في كل البيوت القديمة، منذ أن يقترب من المنزل إلى أن يغادره، ففي جوار باب المنزل توجد الدكة وتسمى المختصر وهو عبارة عن بروز في جدار المنزل من الخارج بجوار الباب يشبه الكنبه، وذلك لجلوس الضيف السريع، وتحلو الجلسة هناك وقت الأصيل قبيل غروب الشمس وبعد الدخول للمنزل من الباب نجد الدهليز “الممر” وبه أول غرفة لاستقبال الضيوف، ويسمى المقعد. وهو عبارة عن غرفة بثلاثة جدران وبدون باب يستقبل فيها الضيوف وله عتبة كالمنصة ودائما يكون مجهزا بأجمل أنواع الفرش والذي يعرف في ذلك الوقت بالفرش العربي المكون من المساند، أو سنادات الظهر، والتكاية التي يـُتكأ عليها باليد، وعليها مخدة والمراتب التي يُجلس عليها وكانت جميها تحشى بما يسمى “الـُترف” وهي ثقيلة الوزن وجميعها كانت تغطى بالشراشف البيضاء.
وتضيف أم بكر: بعد ذلك نعود للدهليز إلى داخل المنزل لتقابلنا غرفة الضيوف الثانية وهي الديوان وله إيضاً عتبة وهو أكبر من المقعد قليلاً وله حمام خاص به، وبعد ذلك هناك أكبر غرف المنزل تقريباً، وهي غرفة لها عتبتان وتسمى القاعة وهي غرفة كبيرة تكون مجهزة وتستعمل للحفلات الكبيرة كالزواج وحفلات عقد القران بسبب بعد هذه الغرفة عن مصادر الضوء فيكون لها مسقط ضوئي أو فتحة في السقف تسمى “الجِلا” تساعد على إدخال الضوء والهواء البارد النقي للغرفة الكبيرة والتي قد تمتلئ بالضيوف، وفي آخر البيت توجد غرفة تسمى بالمؤخر وهي تستعمل كخزين للبيت وقد يوجد بها المطبخ وفي الدور الثاني هناك قاعة أخرى كبيرة تسمى بالقاعة المعلقة ولها أيضاً عتبتان وجلا “مسقط ضوئي”، وتستعمل للضيوف النساء، وعندما يكثر الضيوف في البيت الواحد ينقسمون إلى قسمين النساء في بيت والرجال في بيت آخر وجميع سكان الحوش على استعداد تام لفتح بيوتهم وتقديم كل ما لديهم للضيف، أما غرفة النوم فكان كل سكان المدينة قديماً يفضلون النوم في أسطح المنازل، حيث كانوا يقومون بعد المغرب برش ذلك السطح وتبليل الرمل الموجود في سطح المنزل ثم النوم مبكراً بعد صلاة العشاء مباشرةً والاستيقاظ قبيل صلاة الفجر أما نوم النهار فكان مرفوضاً في تلك الأيام الخوالي الجميلة.